لماذا لا يوظف الأعتصام ؟

 

 

شبكة المنصور

فارس الخطاب

لا أعرف حقيقة لماذا لم يستغل الحدث الكبير الذي جمع العراقيين وألهب فيهم االروح الوطني الثائرة ضد الأحتلال وحكومة الحتلال بعد رمي المناضل منتظر الزيدي لمجرم الحرب بحذائه ؟ فقد رأيت ورأى الجميع أن هذا الأمر قد أوجد مناخا مثاليا لبروز طليعة مناضلة تنّظم غضبة الشعب وسخطه على الحالة المزرية التي أوجدها الأحتلال وما تداعت له أمور البلاد والعباد بعد أن أجهز بوش المجرم الرذيل بجيوشه على أشرف وأنبل الأنظمة الوطنية بقيادة الرئيس الشهيد الراحل صدام حسين !


إن توظيف الأحداث لغرض التعبئة العامة للرأي العام هو ديدن حزب البعث منذ نشأته لكني أرى أن ارض العراق وإن شهدت تكثيفا لعمليات المقاومة الباسلة على الأرض تضامنا مع الزيدي إلا أن ثورة الشباب العراقي في كل مكان من أرض العراق وبكل أطيافه لم تستثمر حق الأستثمار في حين كان هؤلاء الشباب سواء كانوا في الجامعات أو من العاطلين عن العمل الذين أرهقهم ذل الأحتلال وما خلفّه من جوع وحرمان واستلاب أمن وحريات ، كانوا مستعدين للأندفاع في أي أتجاه من أجل التعبير عن سخطهم وغضبهم وكرههم للأحتلال ورموزه العفنة .


لاحظوا معي أن حكومة العميل المالكي وجميع الأحزاب المنضوية تحت ما يسمى بالعملية السياسية لم يتجرأوا على الظهور في شاشات الفضائيات أو حتى الصحف ليدلوا بإرائهم عن منتظر الزيدي وفعلته الخالدة ضد مجرم الحرب بوش ، لم يجرأوا على الظهور لإنهم كانوا يخشون حالة الغضب العارم التي اجتاحت العراق من أقصاه إلى أقصاه حتى بات لا عناوين للعراقيين تفرقّهم كالمجلس الأعلى والدعوة والأتحاد والديمقراطي الكردستاني او الحزب الأسلامي أوغيرها وإنما ولإول مرة منذ أكثر من خمس سنوات كان الجامع الأوحد أنهم : عراقيون ، وأن الكيل قد طفح ولابد للقيد أن ينكسر .. ولكن ، أقولها بعقيدة البعثي الثائر لم يوظف هذا المد الجماهيري الهادر صوب الساعة الكبرى ولم يحسن أحد استثمار درجة الأتقاد التي بلغها العراقيون خلال أيام الحدث الكبير !!


الآن ونحن بصدد التهيئة للتحرير أقول الآن أمام كل مناضل شريف وعلى رأسها من حمل راية المقاومة الباسلة للأحتلال وذيوله فرصة تاريخية يمكن أن تعيد بعض الأمور إلى نصابها وتضع جميع الخونة والمحتلين أمام خيارات محدودة كلها مرّة وحاسمة .. أقول وبالله التوفيق على جميع العراقيين الأعتصام تحت عنوان الزيدي حول المنطقة الخضراء ولتكن تجربة الثورة البرتقالية في اوكرانيا وتجربة إخواننا اللبنانيون في الأعتصام نموذجا قريبا وحيا امامنا .. اغلقوا المنطقة الخضراء وامنعوا بالجدر البشرية دخول أو خروج أحد منها وادعوا (كمحاولة أخيرة) نواب العراق للأعتصام معكم .. وتيقنوا أن لا خوف عليكم بل هم الذين سيشعرون بطعم الحصار ولن يستطيعوا فعل شيء لإن الشعب العراقي كله قد حاصر وكر الشياطين .. وعندما تطول أيام الحصار سيتفاوض معكم المحتلون وسيقبلون بشروط قيادة الأعتصام ( وأرجو أن لا تجعلوا أزلام إيران المبادرين بها) .


إن تجارب العالم أثبتت أن الشعوب إذا قررت ركوب الصعاب وخوض طريق الموت وصولا الى التحرير كانت هي الكاسبة دائما مهما بلغت حجوم تضحياتها وشعب العراق قد قدم لغيره تضحيات لا تعد ولا تحصى ولكن ما ينقصه اليوم على ما يبدو الطليعة التي تقوده على الأرض مستثمرة حدثا كبيرا واعلموا أن اعداء العراق يعلمون ذلك ولذلك اقول حاصروا المنطقة الخضراء تحت يافطة الأعتصام قبل أن تفطن قيادة الأحتلال وحكومة المالكي الى خطورة الأمر فتطلق سراح الزيدي مؤجلة حسابه إلى حين .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م