في ظل أتفاقية الإذعان ..
نواب العراق و شرعية الأحتلال ..؟

 

 

شبكة المنصور

فارس الخطاب

 

لعل ما يبكي في العراق قد تفوق على كل المبكيات من المصائب والنكبات في العالم بأسره منذ أنتهاء الحرب العالمية الثانية تحديدا .. فمن أحتلال ظالم جائر إلى تدمير لجميع معطيات التحضر والحضارة أبتدأ بسرقة آثاره ومقتنياته وأمواله مرورا بحمامات الدم المسفوح كل دقيقة من قبل الجميع ثم فوق هذا كله وبغطاء عفن ، قذر ، مقزز ، كاذب .. حفنة من العملاء السياسيين وغير السياسيين الذين أرتضوا أن يكونوا واجهة للأحتلال من جهة ، وقتلة ومشردين لشعبهم من جهة ثانية تراهم يتربعون على كراسي ما صنعت لهم ولا لإمثالهم سواء في قصر المؤتمرات أو بناية المجلس الوطني أو في قصر الشعب (القصر الجمهوري) وجميعها طوقها الشعور بالعار داخل المنطقة الخضراء.


رغم هذا الأمر المحزن الذي ارتأيت أن يكون مقدمة حديثي لكن ما يضحك بحق هو قبول ما رسمه المجرم الكبير ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، وهوشيار زيباري وزير خارجية حكومة الحتلال فيما سمي بوثيقةالمعاهدة الإستراتيجية فيما بين العراق والولايات المتحدة، فنوابنا (المحترمون) مصنفون على عدة فئات ؛ الفئة الأولى حملة الشهادات العليا ( على اختلاف مصادرها ومصداقيتها ) والفئة الثانية حملة شعار الدين والأسلام على مبدأ تناقضات مذاهبه وليس على اساس مساواته ، اما الفئة الثالثة فهي فئة الملايات وحملة اللافتات وغالبها مرتبط بجهات غير عراقية علم أم لم يعلم .. وهذه الفئات الثلاث تعمل وفق نظرية الأواني المستطرقة فيدلي كل بما لديه بصراخ وتوبيخ او بنكتة واستهزاء لكن النتيجة النهائية معروفة المستوى والحدود وهذا ماجرى في جميع القضايا والتي كان آخرها وأهمها اتفاقية الأذعان لصالح الأحتلال .. نعم وقع النواب (المحترمون) وصرخ أو تصارخ نواب آخرون تظاهرا بالرفض بحسب الدور المناط بهم من مراجعهم وكلهم لا يعلم من بنود الأتفاقية إلا وفق ما قرأوه عليهم من نص مكتوب بعناية فائقة لكن حملة الدكتوراه ورؤوساء الكتل لم يتحدثوا صراحة عن حيثيات هذه الأتفاقية وتأثيراتها على المدى البعيد بحق العراق حتى بعد تحريره من دنس الأحتلال ، نعم فهم لم يذكروا المعلومات التالية عن بنود هذه الأتفاقية والتي ذكرت في النص المنشور في أمريكا والتي من ضمنها:


ــ إقامة 50 قاعدة عسكرية أمريكية دائمة بالعراق، في أماكن تحدّدها واشنطن.
ــ السيطرة الكاملة عسكرياً على الأجواء العراقية وحتى ارتفاع 29 ألف قدم .
ــ حقّ القوات الأمريكية منفردة في العمل بالعراق، واستخدام مجاله الجوى ومياهه الإقليمية، دون إذن مسبق من الحكومة العراقية.
ــ إعفاء جنود أمريكا من المساءلة القانونية عن أية جرائم ترتكبها بالعراق.
ــ حقّ الشركات الأمريكية في التنقيب عن النفط بالعراق، ونقل ملكيته للشركات الأمريكية المكتشفة.
ــ حقّ القوات الأمريكية في مطاردة واعتقال ومحاكمة المواطنين العراقيين، دون إخطار، أو إذن من الحكومة العراقية، إضافة إلى منحهم حريةً كاملةً في استجواب أي عراقي يتمّ اعتقاله.


إن وثائق الأمن القومي الأمريكي كشفت أن إدارة مجرم الحرب بوش بدأت عقب الغزو والأحتلال في إعداد هذه الإستراتيجية الأمنية العراقية الأمريكية والتي وصفها وزير الدفاع الأميركي غيتس خلال زيارته الأخيرة لبغداد بإلطويلة المدى، والتي تنظّم عمل ووجود القوات الأمريكية بالعراق؛ وأن واشنطن كانت لديها أهداف واضحة منذ البداية.


إن الاتفاق الأمني يكشف سعي حكومة المجرم بوش للبحث عن صيغة قانونية قبل انتهاء عهده الدموي تضمن بقاء قوات الإحتلال الأمريكية بشكل شرعي في العراق وتوفير ما بين 4 و12 قاعدة عسكرية دائمة أو غير دائمة في الأراضي العراقية؛ بغرض إظهار هذه الإدارة على أنها خرجت منتصرة من الحرب، وبما يسمح بسحب جزء من القوات هناك لتخفيف ضغط الديمقراطيين وغالبية الشعب الأمريكي المعارضين لاستمرار الوجود الأمريكي؛ وبسبب حجم الخسائر البشرية هناك، والتي أخطرها ليس القتل وإنما العدد الهائل للإصابات وبضمنها الأختلالات العقلية والنفسية الهائلة التي يعاني منها جنود الأحتلال في العراق .


إذن محن أمام 14 قاعدة موزعة على أرجاء متفرقة من العراق بما يضمن سيطرة القوات الأميركية على كافة أنحاء العراق، وقد صممت هذه القواعد وحددت أماكنها بحيث تتكامل مع القواعد الأمريكية في الكويت والخليج، وهو جزء رئيسي لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة.


لعل الكلام يطول عن موضوع الأتفاقية الأمنية الأستعمارية للعراق فتفاصيلها كثيرة وبالأرقام وكل ذلك يعلمه بعض نواب العراق أما البقية فغارقون في أوهام المشروع الأميركي أو الإيراني أو بضعة ملايين الدولارات هدايا التوقيع ! إذن يانواب العراق ويا إسلامييو المجلس الأعلى والدعوة والحزب الأسلامي وغيرهم ممن بارك لكم آيات داخل العراق وخارجه قراراتكم وخطواتكم ، يامن تبجحتم بالمقاومة السلمية لإنهاء الأحتلال ، ثم رفضتم قرار الكونغرس الأميركي ومطالبته بجدولة أنسحاب القوات الأميركية من العراق !! أقول لكم : تبا لكم إذ منحتم بوش في أيامه الأخيرة ثمرة كل ما فعله من دمار ببلدكم وأبناء شعبكم .. فإذا كنتم أدوات له خلال السنوات الخمس الماضية فقد بتم سببا في هيمنته على مستقبل العراق لإمد مرهون بإنتصار المقاومة وتحرير العراق ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٧ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م