المقاومة العراقية البطلة ... والمرحله القادمه ..!!

 

 

شبكة المنصور

د.فيصل الفهد

 

رغم مرور قرابة ست سنوات على احتلال العراق فلا زالت عمليات استهداف العراق ومقاومته لاسيما من وسائل الدعايه الامريكيه والغربيه ومن ربط نفسه بها مستمره وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع الذي نريد من خلاله الاجابه على تساؤل بعض القوى والشخصيات العربية والأجنبية التي تتعاطف مع العراق وقضيته العادلة وبالذات المقاومة الوطنية العراقية الباسلة.


والتساؤل يدور حول وقوع عدد من الضحايا نتيجة بعض عمليات المقاومة العراقية هنا أو هناك على أرض الوطن المقدسة حيث يعتقد هؤلاء المتعاطفون مع قضيتنا أن استهداف هؤلاء (الأبرياء) ربما يثير تساؤلات أو تحفظات أو يقلل من التعاطف مع المقاومة إن كانت هذه المقاومة تستهدفهم عن قصد وهنا نريد أن نضع بعض الأمور أمام أنظار الجميع ليس دفاعاً عما تقوم به المقاومة الباسلة لأنها لا تحتاج مني أو من غيري مثل هذا الدفاع لسبب بسيط وهو أن المقاومة مشروعة ولديها مشروعها الوطني وهي تعرف جيداً ماذا تفعل؟ ومن تستهدف؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟

 

تشكيلات المقاومه العراقيه


تتكون المقاومة العراقية البطلة من فصائل عديدة وصحيح أنها جميعاً تستهدف قوى الاحتلال وعملائهم إلا أن هناك زوايا معينة قد يعتمدها هذا الفصيل أو ذاك بشكل محدد في حين أن الفصائل الأخرى ربما لا تلتزم به وتعتبره هدفاً ثانوياً، وهناك العديد من الفصائل الرئيسية التي أصبحت معروفة إعلامياً بحكم صولاتها الجسورة ضد أعدائها وكلها
تضم مقاتلين على مستوى عال من التدريب والتأهيل وتضم مناضلين من قوى واحزاب وطنيه وقوميه واسلاميه ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي وتقف في المقدمه القوات المسلحه العراقيه البطله(الحرس الجمهوري والجيش العراقي وجيش القدس وفدائيوا صدام والأجهزة الأمنية العراقية (المخابرات العراقية – الأمن الخاص – الاستخبارات – الأمن العام – الشرطة العراقية بكافة صنوفها) ولدى الفصائل المقاومه أجهزة ساندة كاملة واحتياطي كبير بجاهزية عالية (خلايا نائمة) تنتظر المشاركة في المعركة الكبرى الحاسمة في العراق ويكاد يكون لدينا اليوم منظومة كامله للدولة العراقية التي حاول المحتلين تمزيق أوصالها بحل الجيش العراقي البطل وحل بعض الوزارات وإصدار قانون اجتثاث البعث من سيء الصيت وحل الأجهزة الأمنية الوطنية وتشكلت اغلب هذه الفصائل بعد الاحتلال وانطلقت عملياتها في 11/4/ 2003ضد المحتلين وأعوانهم في العراق والملاحظ ان كل هذه الفصائل وإن تلتقي في جهادها البطولي ضد الاحتلال الأمريكي وحلفائه وعملائه إلا أن لكل فصيل رؤيته في بعض التفاصيل والعمليات منطلقين من اجتهادات فقهية خاصة وهذا ما ينعكس على نوع العمليات الجهادية التي يقومون بها وأسلوب تنفيذها والأهداف التي يتوجهون ضدها.

 

ولكل هذه الفصائل مواقف مشرفة ضد الاحتلال وأعوانه وهي تعمل جنباً إلى جنب لدحر الاحتلال واعوانه ويضاف لها جهد نضالي وجهادي كبير ايضا لمجاميع لاتعد ولاتحصى تشكلت بمبادرات فردية أو جماعية في هذه المنطقة أو تلك من أرض العراق الطاهرة وهذه تعمل وتجاهد حسب إمكانياتها التي هي على الأغلب إمكانيات (محدودة) إلا أن فعلها ودورها الميداني كبير جداً وفعال وتظهر هذه المجاميع عبر العائلة العراقية والجوامع وبين الأصدقاء والقبيلة والعشيرة والأفخاذ وهذه المجاميع تزداد وتتوسع يومياً .
 
استراتيجية المقاومة العراقية:


يقف هدف تحرير العراق في مقدمة أهداف المقاومة العراقية الباسلة وقد أعلنت المقاومة العراقية في أواخر آذار 2004 برنامجها السياسي الموحد الذي برزت فيه الجوانب الأساسية التالية:


أولاً: رفض مطلق وشامل لمنطق الاحتلال وأدواته وعناصره وكل ما ينتج عنه من هياكل وعناوين وهيئات عملية وخائنة للشعب، وندعوهم بمن فيهم أعضاء مجلس الحكم [ صدر البيان قبل تشكيل ما يسمى الحكومة الانتقالية ] إلى التوبة فوراً والابتعاد عن هذه النار التي سوف تحرقهم لاحقاً واعتبار كل قراراته وتوصياته باطلة لأن ما بني على الباطل يعد باطلاً.
 
ثانياً: استمرار المقاومة بكل أشكالها المسلحة والتعبئة الجماهيرية والمظاهرات والاحتجاجات ومقاطعة الاحتلال وهياكله بكل الوسائل الممكنة ... حتى رحيل آخر جندي عن أرض العراق الطاهرة. ولن نقبل بأقل من ذلك أبداً، وأن من يتصدى لمهمة مقاومة المحتل وطرده وتحرير العراق هو الأجدر على قيادة العراق وإعادة بنائه، وليس في العراق مكانة للخونة واللصوص والمرتزقة.


ثالثاً: بمجرد خروج المحتلين الغزاة وتحرير العراق، يمكن استثمار مكونات الدولة بكل مؤسساتها الوطنية والسيادية والخدمية، وعودة الجيش كمؤسسة وطنية موحدة غير مسيسه.
 
رابعاً: اعلان تشكيل المجلس الوطني – في الوقت المناسب – وسيضم فيه كل المكونات التي اسهمت في تحرير العراق وسينبثق عن المجلس حكومة وحدة وطنية انتقالية لمدة سنتين تقوم بممارسة السيادة وتمثيل العراق وتعمل على إنجاز المهمات الوطنية العاجلة وتضميد الجراح ومساعدة فئات الشعب المتضررة وتولي مهمة إعادة البناء لإدارات الدولة ومرافقها الحيوية، وكذلك المهمات الوطنية التالية:


( آ ) الدعوة خلال سنتين إلى انتخابات جديدة لمجلس وطني جديد بإشراف جامعة الدول العربية والمراقبين الدوليين والهيئات الدولية المحترمة والمهتمة بالديمقراطية.


(ب) تشكيل مجلس شورى من 150 عضواً من أهل الرأي والحكمة من العراقيين المخلصين الذين لم تتلوث أياديهم مع الاحتلال ليكون بمثابة مجلس للحكماء، ويقدم المشورة والرأي للحكومة الانتقالية، ويشترك مع مجلس الوزراء في إعداد دستور دائم للبلاد يتضمن كل الحقوق الأساسية للمواطنين ويحافظ على وحدة العراق وانتمائه العربي، ويعرض على الاستفتاء الشعبي بعد 18 شهراً من تاريخ جلاء الغزاة ويعمل مجلس الشورى والحكومة الانتقالية فوراً على إلغاء كل القوانين والقرارات ذات الصفة الاستثنائية التي صدرت سابقاً.


(ج) بعد إقرار الدستور الدائم يجتمع المجلس الوطني المنتخب ومجلس الشورى لانتخاب رئيس للجمهورية ونائب له لمدة 5 سنوات، ويعرض اسم الرئيس على الشعب في استفتاء عام يجب أن يحصل فيه المرشح على 60 بالمئة من أصوات المشاركين في الاستفتاء.


(د) إطلاق الحريات السياسية بموجب قانون منظم لها، ومنها حرية تأليف الأحزاب السياسية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وتنظيم عملية إصدار الصحف وإطلاق الحريات الصحافية واعتماد معايير الوطنية والكفاءة والإخلاص لتولي الوظائف العامة في الدولة وترسيخ مفهوم دولة القانون والنظام والمؤسسات.


(هـ) تشكيل مجلس أعلى لحقوق الإنسان من الشخصيات المعروفة باستقامتها ونزاهتها الوطنية يتمتع بصلاحيات واسعة منها التحقيق والتفتيش والمحاسبة للمقصرين في انتهاك حقوق الإنسان العراقي وكرامته، ويرفع تقاريره وتوصياته إلى رئيس الجمهورية مباشرةً ورئيس الوزراء والمجلس الوطني، والعمل بروح الوحدة على نبذ الطائفية البغيضة وتثبيت مبدأ المساواة أمام القوانين.


(و) تطوير القوانين الخاصه بابناء العراق من الاكراد بما يتضمن الحقوق القومية والثقافية لهم ضمن إطار وحدة العراق وسيادته، ومناقشة هذه الأمور بروح الحوار والتفاعل مع القوى الكردية الوطنيه ضمن ثوابت الحرص على العلم والسيادة والسياسة الخارجية والأمن القومي للعراق.
 
من هم الأعداء الذين تستهدفهم عمليات المقاومة:


أ. جميع الأمريكيون عسكريون أو مدنيون أفراداً ومؤسسات.
ب. جميع الجنسيات التي شاركت بالعدوان على العراق سواء كانوا عسكريون أم مدنيون عرباً أو أجانب.
ج. جميع العملاء الذين جاءوا مع اوخلف قوات الاحتلال أو تعاونوا معها أياً كانت مهامهم أو صفاتهم.
د. جميع العناصر التي تتعاون مع المحتلين وعملائهم ضد الشعب العراقي.
 
حجم عمليات المقاومة العراقية:


رغم كل محاولات التعتيم والتضليل الإعلامي( لاسيما الان) الذي تمارسه الامبريالية الأمريكية الصهيونية وحلفائها وما ينفقونه من مبالغ باهظة في سبيل تشويه صورة المقاومة العراقية البطلة وعملياتها وصولاتها وفظاعة وحجم الخسائر التي تلحقها بالمحتلين وأعوانهم إلا أن جهاد المقاومة ونضالها على مدى 24 ساعة يومياً أصبح كأشعة الشمس التي لا يمكن حجبها بغربال وقد وصلت هذه العمليات أرقاماً مذهلة فاقت كل التوقعات والتصورات ونالت تقدير واحترام العالم أجمع بما فيهم شعوب الدول التي اعتدت علينا.
 
لقد وصلت أعداد العمليات وحسب اعتراف العدو معدل (1500-2000) عملية شهرياً وعمليات بهذا الحجم لابد وأن يحدث معها أحياناً بعض التقديرات الخاطئة ويذهب ضحيتها بعض العراقيين الذين يتواجدون صدفة في ذلك المكان وبذلك فإنهم يستشهدوا شأنهم شأن أي مجاهد كان يضحي بحياته من أجل إلحاق الخسائر بالأعداء المحتلين وأعوانهم ولذلك يمكن أن نطلق على هؤلاء (شهداء الصدفة).
 
إن المقاومة الوطنية العراقية لا يمكن أن تؤذي أي عراقي لأنها تضحي بالغالي والنفيس وبحياة مجاهديها من أجل الشعب العراقي وتحريره من براثن الاحتلال ولذلك فإن هذه المقاومة تعمل وبشكل مستمر على تحذير أبناء الشعب بالابتعاد عن الأماكن التي يتواجد بها المحتلين أو عملائهم وتبذل جهوداً كبيرة في أن لا تكون عملياتها في مواقع يتواجد فيها مدنيون عراقيون ولكن الذي يحصل أن بعض المواطنين ورغم تحذيرهم وتنبيههم لا يأبهون ولذلك يدفعون حياتهم ثمناً لعدم التزامهم بالتحذير.


كما أن المقاومة تجتهد في أن تحذر بعض المغرر بهم كي لا ينخرطوا بمخطط الاحتلال وينضموا إلى الأجهزة التي أرادها المحتل أن تكون درعاً واقياً وحمايةً لقواته من هجمات المقاومة الوطنية العراقية ومع ذلك فإن مثل هؤلاء يصرون على غيهم وبذلك فإن المقاومة وهي التي تريد إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر وبأعداء العراق ستجد نفسها أمام هؤلاء خصوصا من الشرطة والحرس الوثني الذين وضعوا أنفسهم درعاً لحماية المحتل وبذلك جعلوا أنفسهم هدفاً إجبارياً للمقاومة في حين كان بالإمكان أن يكون هؤلاء العراقيون في جانب رفاقهم في خندق مقاومة الاحتلال وأعوانه بدل أن أصبحوا يدافعون بحياتهم عن من دنس أرضهم وعرضهم وسلب ثرواتهم وقتل أبناء جلدتهم من العراقيين.
 
وقد يتساءل بعض الأخوة عن بعض العمليات التي تنقلها وسائل الدعاية المعادية (العربية اسماً الأمريكية خدمةً) وتصيغ الخبر بطريقة توحي وكأن المقاومة تستهدف الناس عشوائياً وهنا نريد أن نلفت عناية كل من يهتمون بهذه الأخبار أو غيرها عن العراق.
 
نقول احذروا من طريقة صياغة الخبر ومضمونه لأن المقاومة العراقية لو كانت تستهدف العراقيين أياً كانوا فهذا أمر ميسور فالعراقيين موجودين في كل مكان والوصول إليهم بغاية السهولة ولكن هل يسأل أياً منا لماذا يضرب هذا الموقع المحدد بذاته ولا يضرب غيره؟ إذن هناك سبب أو هدف ولما كان هدف المقاومة هو المحتلين وأعوانهم فيمكننا أن نستنتج وببساطة أن هذا المكان المستهدف دون غيره من الأماكن فيه أما محتلين أو أعوانهم.


ومن نوع هذه العمليات تلك التي تستهدف مراكز تطوع الحرس الوثني.. إذن المقاومة لا تستهدف المواطنين العزل الأبرياء كما تحاول أن توحي بذلك القنوات التلفزيونية العميلة للاحتلال.
 
كما نلفت هنا عناية الجميع من أن هناك عمليات تستهدف فعلاً المواطنين الأبرياء في البيوت والمدارس والأسواق وهذه ليست من شيم المقاومة بل هي أعمال قذرة دنيئة تقوم بها سلطات الاحتلال وعملائهم من المليشيات الكردية واطلاعات الإيرانية وفيلق الغدر وحزب الدعوة العميل وجماعات إياد علاوي وأحمد الجلبي ويدخل ضمن هذه الاعتداءات ما تقوم بها هذه القوى العميلة من استهداف دور العبادة للسنة والشيعة والمسيحيين.
 
جرائم المحتلون وعملائهم:


إن الذي يلفت الانتباه في كثير من الأحيان أن الأمريكيين وعملائهم في سلطات الاحتلال يحاولون إظهار المقاومة على أنها عبارة عن مجموعة من العراقيين لا هم لهم إلا قتل الناس وهذا أمر يثير السخرية وذلك لأن المحتلين وأعوانهم يريدون بهذه الطريقة الغبية إسدال الستار وإبعاد الأنظار عن حجم الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب العراقي! ... فقد بلغ أعداد ضحايا الاحتلال أكثر من مليونين عراقي قتلتهم قوات الاحتلال إضافة إلى أكثر من مليون عراقي اعتقلوا بدون سند قانوني في معتقلات ملئوا فيها العراق وهي أسوأ المعتقلات في العالم فهل هذه هي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي بشروا بها الشعب العراقي؟


كما قتلت قوات الاحتلال والمليشيات العميلة لهم ولإسرائيل مئات العلماء العراقيين وهجروا آلاف منهم بعد تهديدهم بالقتل هم وعوائلهم وابتزوهم وسرقوا أموالهم عدا تهجير اكثر من خمسة ملايين عراقي خارج العراق وثلاثة ملايين ونصف المليون داخل العراق والجميع يعيشون في حالات غير انسانيه ومزريه ناهيك عن خمسة ملايين طفل يتيم وثلاثة ملايين امرأه ارمله ومليون معوق عراقي.


كما أصبح أكثر من 70% من العمالة العراقية الشابة بدون عمل وانتشرت بين الشباب الجريمة والقتل وتعاطي المخدرات (كان العراق بلداً نظيفاً 100% من المخدرات) كما اغتصبت آلاف الفتيات بأعمار مختلفة لاسيما على يد قوات الاحتلال والمليشيات العميلة لهم كما سرقت مئات المليارات من العملات الصعبة من بنوك العراق ومن الأموال المجمدة في الخارج وأرصدة من مذكرة التفاهم إضافة إلى سرقة النفط والكبريت والفوسفات والزئبق والآثار والمخطوطات والتحف واللوحات الفنية الراقية التي لا تقدر بثمن.
 
لقد أصبح بإمكان أي جهة أو شخص أن دفع مبلغ زهيد من الدولارات لقتل من يشاؤن من العراقيين والشيء الذي قد لا يعلمه كثيرين أن كثير من الذين انخرطوا في الشرطة أو الحرس الوثني هم من المجرمين والقتله وأصحاب السوابق وأغلب عمليات القتل والنهب والسلب والاغتصاب التي غدت على مدار ساعات اليوم في العراق يقوم بها إما جنود الاحتلال أو عملائهم وهم يرتدون الزي الرسمي للشرطة والحرس الوثني.
 
هذا هو الواقع السيء الذي تعمل المقاومة العراقية الباسلة من أخل تخليص شعب العراق منه وفي مقدمته الخلاص من السبب الرئيس لكل هذه الكوارث التي حلت بالعراق إلا وهو الاحتلال لتحرير العراق وجلاء قوات الاحتلال عنه...
ولست أجد أبلغ من القول(لقد استعد الأمريكيين للحرب أما نحن فقد أعددنا لما بعد الحرب) وعسى ان تفقه الاداره الامريكيه الجديده هذا الامر وتستجيب لمنطق العقل ومصلحة امريكا وتسحب قواتها المحتله من العراق.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م