هل ننتظر شيئا من اوباما ؟

 

 

شبكة المنصور

د فيصل الفهد

 

من جلب من؟ سؤال يفرض نفسه.. هل سيجلب اوباما التغيير ام ان التغيير الحتمي في امريكا المتهاويه هو من جلب اوباما ..هذا الرجل الذي ركب الموجه ورفع شعارا كان مفروضا على اكبر دوله في كل شئ حتى في مشاكلها....أذن اوباما كان احد ابرز نتائج ظاهرة التغيير الذي تنشده امريكا بعد ان دفعتها سياسات ادارة بوش الحمقاء طيلة ثمان سنوات عجاف الى نهايات كارثيه لم تصب الجسد الامريكي حسب بل اصابت العالم بأسره ولن يتخلص العالم من اثارها الى بمعجزات قد تأخذ وقتا طويلا وقد لاتفلح!


اعترف ومثلي ملايين اننا كنا نميل ونتمنى خسارة الحزب الجمهوري في الانتخابات الامريكيه الاخيره وعذرنا اننا نطمح ان نرى ولو بارقة امل قد تلوح لنا في الافق البعيد...لقد خسرنا ومثلنا كثير من عباد الله الملايين من ابناء جلدتنا وفقدنا جزء عزيز من كرامتنا وشرد عشرات الملايين من اهلنا في العراق وكذا الحال في فلسطين ولبنان والسودان ولس بعيدا في افغانستان والباكستان ورحنا جميعا ضحايا لبدعه امريكيه صهيونيه اسموها الحرب على الارهاب.


انظار الجميع في عالم تعصف به الازمات الامريكيه تتجه الى باراك اوباما الرئيس المنتخب لامريكا الذي وعد بالتغيير ولكن هل التغيير الذي وعد به اوباما كان موقف تكتيكي ام ستراتيجي او بمعنى ادق هل هو مجرد شعار رفعه كقارب نجاة يعبر فيه الى البيت الابيض ام انه هدف ملزم لسياسته القادمه في الاربع سنوات القادمه؟


ولكي نحصل على اجابات شافيه لابد ان ننظر الى خلفية اوباما وصعوده الصاروخي عبر دهاليز المؤسسات الامريكيه التي يصعب على البيض من اصول الانكلو ساكسون اجتيازوها فكيف برجل اسمر من أب كييني اسمه حسين (أي انه مسلم ) ؟! وقضى جزء من حياته في بلدان مسلمه ان يصبح سيناتور ويعبر الى مجلس الشيوخ ثم الى التنافس على الترشيح للرئاسه عن الحزب الديمقراطي لاسيما وانه كما قال اثناء اعلانه ترشيح نفسه للرئاسه( انني وعدتكم قبل اربع سنوات ان اصل الى هذه النقطه أي الترشيح للرئاسه؟!..المهم انني اريد القول ان اوباما ( مع كل مايمتلكه من مزايا لاننكرها عليه) كان لابد وان يحظى برافعة قوية تضعه في الصف الاول في الحزب الديمقراطي والى قوة اكبر تدفعه نحو البيت الابيض الذي اصبح بعد فوز اوباما بيتا اسمرا او بيتا ابيضا بزعامة سوداء...وانا هنا لااريد  التشكيك بالرجل ولكني اريد ان نتنبه الى اننا حينما نريد ان نرمي باثقال ما احلته بنا همجية بوش الامريكي من كوارث على اكتاف اوباما ان لانكون ساذجين ونتخيل او نحلم او نطمح ان يحمل لنا هذا الرجل حلولا سحريه هي ليست وارده في حسابات المصالح الامريكيه العليا او بالتحديد الدقيق بحسابات القوى والمؤسسات الامريكيه العملاقه الاقتصاديه والماليه والعسكريه والاعلاميه ( لاسيما الصهيونيه) التي ترفع هذا الشخص وتنهي غيره بقدراتها اللا متناهيه ..واوباما كغيره شاء ام أبى سيكون اسير هذه القوى والجهات ومصالحها لانها هي من يحكم امريكا والعالم ومن هنا لانتوقع من الرئيس الجديد ان يضع هذه القضية الاساسيه جانبا ويذهب بعيدا ليلبي حاجات ومصالح وشعارات كان طرح اغلبها وتبنيها لاغراض الاستهلاك الانتخابي... واكرر ماذكرته في عدة مقالات سابقه قبل شهور ان اوباما ان حاول ان يخرج على مامطلوب منه من الجهات المعنيه فأن مصيره سيكون الاغتيال او الفشل..وهنا يجب ان لانغفل ان اوباما يخطط منذ الان للفوز بولاية ثانيه رئيسا لامريكا !!

 
لقد فاز اوباما والفضل يعود للسيد بوش وما تسبب به من كوارث لامريكا وللبشريه والفضل يعود ايضا الى الشعب العراقي ومقاومته الوطنيه البطله التي قوضت سياسات بوش ومشاريعه الهمجيه ليس في العراق بل وفي المنطقه والعالم ونأسف كثيرا لان كثيرين ينكرون هذه الحقيقه التي لم تستطع كل غرابيل الدعايه الغربيه الصهيونيه حجب شمسها الساطعه واقول هنا العراق ولم اقل افغانستان التي تفعل اليوم فعلها الكبير في القوات الغازيه لان كثير من الدول التي تسير بالفلك الامريكي الغاشم اخذت بالحجه الامريكيه التي نسبت احداث الحادي عشر من ايلول الى القاعده المتواجده في افغانستان على حسب زعم بوش في حين لم تكن هناك اية مبررات حقيقيه لاحتلال العراق وتدميره وتفكيك دولته وقتل وتهجير ملايين من شعبه وسرقة ثرواته ومن هنا نظر العالم الى قضية العراق بشكل مختلف عن نظرته لما حصل لافغانستان....

 
ويضاف الى ذلك امر يعتبر تقليد انتخابي امريكي درج عليه وهو تداول السلطه بين الحزبين أي يمكن للحزب ان يحكم لمدة دورتين( ثمان سنوات) ثم يترك في الدوره الاخرى للحزب الآخر وقد تم الشذوذ عن هذا التقليد  مره واحده في القرن الماضي...وللتدليل على ذلك فقد لفتت الانتخابات الاخيره الانتباه الى ظاهرة تهرب عدد من الشخصيات المهمه من الحزب الجمهوري عن ترشيح نفسها في مواجهة مرشحي الحزب الديمقراطي الذين لم يكونوا على قدر مميز من الجاهزيه لخوض الانتخابات خصوصا (وهذا ملفت للانتباه) ان المجتمعات الامريكيه لم تكن جاهزه لقبول امرأة او شخص ملون لاعتلاء العرش الامريكي.. ومن هنا نؤكد ما سبق ان تناولناه قبل سبعة شهور من ان هذه الانتخابات وما اسفر عنها كان وسيبقى مثار تساؤلات وعلامات استفهام ربما تستمر لسنوات لكشف اسرارها.

 
وبغض الطرف عما ذكرته انفا يبقى الهاجس لدينا ولدى اغلب دول العالم ماذا يمكن ان يحققه اوباما الذي اظهره الاعلام على انه داعيه ومصلح بل وقديس احيانا..اوباما الذي ابلغ اصدقائه من العرب في جامعة هارفرد ان علاقته بهم قد انتهت منذ لحظة اختياره او نيته الخوض بغمار الطريق الى البيت الابيض وان كل مايربطه بهم هو مجرد ذكريات من الماضي وانه لن يسمح لهم بلقائه او الاتصال به...او..او..ألخ طالما هو في دائرة الضوء.

 
بتقديري الشخصي المتواضع ان كل ما يمكن لاوباما القيام به هو اتباع حسه ونداء مصالحه ومستقبله الشخصي المرتبط بتحقيق النجاح واجتيازعقبة القبول والرضى لمن كان ورائه ومن دفعه بقوه لان يكون زعيم اكبر واقوى دوله في العالم وكان هذا محض خيال قبل عقد من الان..اذن على اوباما ان يرضي هؤلاء ومن خلالهم ارضاء الصهاينه ومن هنا كان اول  من اختارهم اوباما لمنصب مهم (كبير موظفي البيت الابيض) هو اليهودي الاسرائيلي راهيم امينيويل الذي كان ضابطا في جيش الاحتلال الصهيوني وعضو فعال في اخطر العصابات الصهيونيه وكان من ابرز مستشاري بيل كلنتون.

 
ان اول مهام اوباما ستنحصر في معالجة القضايا التي تمس جوهر الحياة الداخليه للمجتمع الامريكي ومن هنا كان طبيعيا ان يخصص اول اجتماعاته لبحث الازمه الاقتصاديه وايجاد الحلول لتخفيف وزرها على الطبقه الوسطى والشركات والبنوك ولم تجر اشاره الى الطبقات الفقيره لانها في عداد النسيان ..أي ان اوباما سيركز على المشاكل الداخليه لانها سبيله الوحيد لخلق الارضيه المناسبه للاستمرار بالحكم لولايه ثانيه أما القضايا الاخرى التي وعد بحلها فأغلب الظن انه سيتبع سياسة الترقيع وليس الحلول الجذريه لان الجزء الاكبر منها خارج صلاحياته ولانها تمس مصالح قوى ومؤسسات اكبر من الرئيس الامريكي ومن هنا فأن أي مساس بمصالح هذه الجهات يعني ان اوباما قد تجاوز الخطوط الحمراء والرجل يعرف حتما ان هؤلاء قادرون على ان يفعلوا الكثير لافشاله... ويعرف قراء هذا المقال ان رئيس الولايات المتحده غير مطلق اليدين في التصرف بكل شئ فهو ليس اكثر من موظف مسؤول عن ادارة مصالح قوى وجهات هي من تحكم امريكا والعالم من وراء الستار ولذلك نقول ان بوش مثلا لم يكن موظفا ذكيا لانه لم يحسن خدمة من وضعوه على سدة الحكم رغم انه حقق لهم بعض امالهم ولكن بشكل سئ ومنها احتلال العراق وعلى هذا الاساس نؤكد ان اية حلول يتمناها بعضنا لن تجد طريقها الى ارض الواقع طالما انها تمس مصالح جهات لها مصلحه في استمرار الوضع على ماهو عليه قبل مجئ اوباما.

 
ان بعضنا يريد ان يحمل اوباما مالا يتحمله فهو لم ولن يمتلك عصا سحريه ولن يكون الفارس الاسود على صهوة جواد ابيض الذي ينقذ العالم ويكفي اوباما عشرات الملفات الداخليه الساخنه والتي ستجبره على الغرق فيها (ربما لاربعة سنوات) لانها اكثر اهميه له اما وعوده السابقه حول عدد من القضايا التي كانت احد اهم اسباب فوزه اضافه الى الاعتبارات الاخرى فسنمر عليها بشكل سريع:


اولا قضية العراق

 

لاينكر احد من ان السيناتور اوباما كان معارض للحرب على العراق وكانت هذه القضية من بين ابرز حججه القويه ضد خصومه الجمهوريين ولكن الحديث والموقف من احتلال العراق اثناء الحمله الانتخابيه واوباما لايزال خارج البيت الابيض شئ !!!!والحديث والموقف عن العراق واوباما داخل البيت الابيض رئيسا شئ مختلف تماما ...فللبيت الابيض عالم آخر ووضع مختلف وهناك الف معوق وعوامل ضغط وارهاصات ومصالح ورغبات وتصورات وتناقضات كلها تفعل فعلها الكبير بحيث لايجرأ أي رئيس حتى وان كان قديسا او في منتهى الشجاعه على تجاوزها او تلافي نتائجها الوخيمه عليه ان فكر بتخطي مصالح هذا الطرف او ذاك ممن يحكمون امريكا بالخفاء...وهنا انبه الى ان بوش قد وضع عقبات امام اوباما القادم بعده الى البيت الابيض ومنها عقدة القيادات العسكريه التي أوكل اليها ادارة الحرب على العراق وافغانستان والمنطقه فالرئيس بوش واستنادا الى  تصريحات اوباما اثناء الحملات الانتخابيه  الذي وعد بسحب قوات بلاده من العراق والتركيز على افغانستان والباكستان لانهما مصدر التهديد الارهابي حسب اعتقاده وليس العراق ..الا ان اوباما كان يربط تلك الخطوات بالاعتماد على راي القاده العسكريين الامريكيين الميدانيين وهنا كانت العقده حيث اتخذ بوش جراءا تعويقيا امام خلفه اوباما عندما جاء بوزير الدفاع غيتس وعين بتريوس قائدا للمنطقه الوسطى وعين نائب بتريوس قائدا لقوات الاحتلال في العراق وهذا يعني من الجانب العملي ان اوباما اذا ماراد ان ينفذ وعده بسحب القوات الامريكيه المحتله من العراق فعليه ان يستشير غيتس الذي سيبقى وزيرا للدفاع وبتريوس والقائد الامريكي في العراق وهؤلاء جميعا ليسوا مع الانسحاب من العراق وهذا يعني ان ما سينفذ في العراق هو خطة بوش وليس خطة اوباما ناهيك عن ان اسباب احتلال العراق الحقيقيه كان النفط من بين اهمها وان هذه الثروه الكبيره الاولى بحجمها في العالم قد قسمت بين كبريات الشركات الامريكيه والبريطانيه فمن سيحمي هذه الشركات في نهبها للنفط وهل يجرأ اوباما او غيره المساس بمصالح هذه الشركات التي تستطيع ان تفعل وبسرعة البرق ما تجعل اوباما او غيره في غياهب المجهول...ان كل ما يمكن ان يقوم به اوباما هو تنفيذ عملية اعادة الانتشار للقوات الامريكيه وسحب بعض منها خارج المدن الى القواعد المحصنه البعيده واعادة بعض  الفرق الى امريكا او ارسالها الى افغانستان وتمرير الاتفاقيه الامنيه بشكلها المحسن واجبار المشاركين بما يسمى بالعمليه السياسيه على تحسين ادائهم واعادة صياغة ملف القوات التي انشئها الاحتلال بشكل اكثر قبول واقل انتقاد وفسح المجال بحدود ضيقه لبعض من كانوا محسوبين على الدوله العراقيه وحزب البعث قبل الاحتلال للحصول على المناصب الرمزيه واعادة انتاج المشهد السياسي بشكل مبهرج يوسع من قاعدة مشاركة بعض القوى التي رفعت شعارات مناهضة الاحتلال والعمليه السياسيه التي جاء بها.... وان لم تنجح هذه الخطه فالسيد بايدن نائب اوباما جاهز وبمباركة وحث الطالباني والبارزاني والحكيم لتطبيق مشروعه بتقسيم العراق.


ثانيا قضية فلسطين


وعد اوباما داعميه من منظمة ايباك الصهيونيه ان يكون صهيونيا اكثر منهم ولذلك يجب ان لايأمل العرب والفلسطينيين أي تحول حقيقي في الموقف الامريكي وسيستمر الحال على ما هو عليه لصالح الصهاينه وما جولة الوزيره رايس الى المنطقه الا لربط جهد الماضي القريب والحالي القائم والقادم ببعضه البعض لان من سيختص من ادارة اوباما لادارة  هذا الملف هو من اكثر المتحمسين للكيان الصهيوني ولن يقدم للفلسطينيين ماعجز او تنكر من سبقه على تقديمه لهم وسيبقى الملف الفلسطيني يدور في ذات الفلك الذي اقحم فيه.

 

ثالثا لبنان


ستنصب جهود ادارة اوباما على تهدئة الاوضاع في لبنان وتأمين الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني وربما النجاح في عقد اتفاقية طويلة الامد بين الطرفين تؤمن للكيان الصهيوني شئ من الامان لاسيما اذا ما تم حل موضوع مزارع شبعا حيث يتم حينها اسقاط اخر ذريعه لحزب الله لاحتفاظه بسلاحه وعندها يتم تحويله الى مجرد حركه او حزب سياسي.


رابعا سوريا


نتوقع ان تستثمر ادارة باراك اوباما فرص فتح حوار بناء مع سوريا لاسيما لحلحلة بعض عقد العلاقات السوريه الايرانيه واغراء سوريا باستعادة سيطرتها على اراضيها المحتله في الجولان وربما عقد اتفاقيه مع الكيان الصهيوني.


خامسا السودان


لن تتغير السياسه الامريكيه في السودان بل ربما ستشهد بعض التشدد ليس حبا مضاعفا لاهل السودان ودارفور بل لان مصالح امريكا في تلك المنطقه تتطلب ذلك ولان على الامريكيين مواجهة تعاظم النفوذ الصيني هناك.


سادسا ايران


سيستخدم اوباما سلاح التفاوض من منطلق القوه لاجبار النظام الايراني للاذعان والتوقف عن تطوير مديات برنامجها النووي والاهم من ذلك ايقاف الزحف الايراني المنظم للهيمنه على مقدرات المنطقه وبسط نفوذها المزعج لامريكا وحلفائها في المنطقه واغرائها بقبول دور محسوب ومحدد في المنطقه داخل اطار الهيمنه والمصلحه الامريكيه غير قابلة التقسيم  لغير امريكا وبمختصر العباره فان السياسه الامريكيه الجديده ستتجه لاحتواء شراهة الذئب الايراني وستمنحه بعض من اجزاء الشاة المذبوحه (أي العرب) مع محاولة دفع الانظمه العربيه المواليه لامريكا الى ازعاج ايران عبر محاولات مواجهتها بشكل لايرقى الى الصدام المباشر وقد لانستبعد ان تهيأ ظروف بعينها تسمح للكيان الصهيوني توجيه ضربه عسكريه تحت الحزام لايران اذا ما فشلت عملية الاحتواء الامريكي والحوارات الاوربيه والاغراءات بالوصول الى الهدف المنشود والمطلوب في ايران اليوم اما تغيير النظام او اعادة انتاجه بشكل اكثر قبولا او تحسين بعض وجوهه او اجباره على تغيير مساراته بحيث يكون اكثر تكيفا واستجابه لاستمرار المصالح الامريكيه والهيمنه على منابع النفط بل وتحويل العلاقه الظاهره بين الطرفين من التناحر الى التوافق علما اننا نخطأ عندما نعتقد ان الامريكان والايرانيين اعداء والصحيح هو انهما يتصارعان على الفريسه ومتى ماتم الاتفاق على تقسيمها حلت المشكله اما موضوع الملف النووي فهو ذر الرماد في العيون ليس الا.


سابعا افغانستان والباكستان


لقد اصبحت الدولتان ساحة عمليات مشتركه وهدفا للهجمات العسكريه الامريكيه ولحلفائها وتفرض طبيعة مايجري في هاتين الدولتين المسلمتين من تنامي للعنف الامريكي والاطلسي الى زيادة حدة العنف المضاد من قبل الشعبين الافغاني والباكستاني الرافض للوجود الاجنبي وبما ان اوباما اكد ان ساحة المواجهه الحقيقيه لما يسميه القاده الامريكان بالارهاب في افغانستان والباكستان فهذا يعني ان ثمة تصعيد كبير في العمليات العسكريه ستكون هناك وامريكا تدرك خطورة وجودها واهميته هناك لان الفشل هناك يعني ليس خسارة افغانستان حسب بل باكستان النوويه!!! وخسارة تلك الاجزاء المتزايدة الخطوره ولذلك فان زيادة عديد القوات الامريكيه حتى وان اضطروا  لسحبها من العراق واستخدام القوه بشكل اكبر في محاوله لتحقيق ماعجز عن تحقيقه بوش طيلة سبع سنوات للقضاء على القاعده وقائدها اسامه بن لادن الذي اصبح بمثابة شبح .


ثامنا الصومال


لن يشهد الصومال اهتمام جدي من قبل ادارة اوباما وستلقى المسؤليه على عاتق قوى وجهات افريقيه تحت اية مسميات وستشجع امريكا اطرافا من الذين يحملون السلاح للدخول في تقاسم السلطه الى ان حل نهائي ليس متاحا خلال الفتره القريبه القادمه من حكم اوباما.


تاسعا مناطق العالم الاخرى


سيحاول اوباما تحسين فرص الحوار مع الحلفاء واعطائهم ادوار اكبر واقناعهم بما يراد منهم تنفيذه دون محاولة اقحامهم عنوة كما كان يفعل بوش ولن تتخلص اوربا ولا اليابان ولا غيرها من تبعات علاقاتها وتبعيتها لامريكا ويكون لروسيا مابعد بوتين دور محوري سيحسب حسابه الدقيق ليس من قبل ادارة اوباما بل ومن كل العالم واذا ما تيسر للقادة الروسيه انجاز هذه المهمه بالغة الاهميه فأن على اوباما ان يعيد كثير من الحسابات الامريكيه وهذا يعني ان ثمة تغيير حقيقي واجب على امريكا الالتزام به مجبره في اعادة تقويم سياساتها في العالم ونعتقد ان الدب الروسي ان نجح فهو نجاح حقيقي للتغيير في العالم..كما ان على اوباما ان يصغي للاصوات المرتفعه من اقرب الحدود على بلاده سيما تلك التي تصدر من الرئيس الفنزويلي شافيز والتي جمعت حولها اصوات كثيره وهذا الامر سيكون مدعاة لق وتأمل كبيرين لاي رئيس امريكي يرث اخطاء وخطايا سلفه جورج بوش الابن...ان العالم لن يشهد هدوءا او ينام على امل ان يتحقق التغيير المنشود بعد العشرين من كانون الثاني القادم حيث يتسلم اوباما مهامه رسميا  فالذي يعج به العالم من مشاكل في اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبيه وحتى اوربا التي عصفت بها الازمه الماليه الوافده اليها من امريكا لايمكن لا لاوباما ولا حتى للشياطين الزرق حل جزء منها ..فكل شئ اصبح الان اشبه بالقنبله الموقوته ومطلوب قبل اية حلول نتمناها من اوباما وادارته ان نفك شفرات هذه القنابل الموقوته التي يتزايد عددها وانواعها وتعقيداتها كل يوم وضحيتها كانوا على الدوام العالم الثالث والرابع والخامس واسبابها امريكا واوربا والصهاينه وللاسف دخلت اطراف اخرى كان عليها ان لاتكون مع الظالمين مثل ايران التي كنا وسنبقى نتمنى لو انها كانت مع دول المنطقه وليس عليها.


مالعمل:


باختصار شديد يجب على كل من يعنيهم الامر ان لاينتظروا المعجزات من التغيير الحتمي في التوجه الامريكي ولااقول في الاداره الامريكيه وما وصول اوباما بهذه الظروف وبهذه المواصفات الا لاسباب ومبررات تخدم المصالح الامريكيه اولا وثانيا وثالثا ومن الخطأ والسذاجه على أي انسان عاقل ان يبني آماله على اوهام...ولن اذهب بعيدا في مناداة الاخرين بل سأركز على ابناء جلدتي واقول للعراقيين لاخيار لكم لتحرير بلدكم الا العمل المقاوم وفي مقدمته المقاومه المسلحه وهي الاسلوب الوحيد الكفيل باجبار البيت الابيض او الاسود على التفكير الجدي للخروج من العراق ولكي اكون اكثر وضوحا اقول ان اوباما او غيره لن يهتم بما يجري في العراق طالما ان الامور تجري بالطريقه التي لاتزعجهم فهم يعتقدون ان الامور في العراق تتحسن وان من شاركوا في اللعبه السياسيه قادرون على بسط نفوذهم وكل مايعوزهم هو دعم امريكي وبقاء للقوات المحتله وان الامريكيين لن يقدموا ضحايا بعد الان وان جيش حكومة الاحتلال والمليشيات قادرين على ان يسيطروا على كل الشعب وان العراقيين يمكن اجبارهم على القبول بكل ماتريده امريكا طالما ان مصالح عملاء امريكا مؤمنه وان لافاعلية لمن كانوا يقاومون الاحتلال فالعشائر اصيحت في جيوب امريكا وعملائها ورجال الدين الذين باعوا دينهم اصبحوا وعاظ للاحتلال ومفتين لتمرير جرائمه وادامة وجوده...اذن لاتنتظروا من اوباما شيئا لانه غير متفرغ لقضيتكم ولا لاي من القضايا الاخرى ومن هنا علينا ان نفكر بما سنفعله نحن وليس بما سيفعله اوباما والعراق لن يحرره الا اهله فلنصعد العمل المقاوم ولنوحد جهود العراقيين الشرفاء سواء من حملوا السلاح او من رفعوا رايات العمل السياسي المقاوم ولنبتعد عن الصغائر ولتكن راية العراق اكبر من كل الرايات فبها يعلو الجميع وبدون وطننا العراق المحرر فلا لاحد منا أي اعتبار او قيمه واذا كان اعداؤنا قد نجحوا في تشتيتنا وتقسيمنا في الفترات الماضيه فلنثبت لهم وللعالم اننا وحدة واحده كالبنيان المرصوص نضحي من اجل اعظم واشرف وانبل هدف وهو تحرير العراق بلد الرافدين ومهد الحضارات وقبلتها ...واقول بكل ثقة وثبات وايمان ان حررتم العراق فلن تقف امام تحرير كل بقاع العرب والمسلمين اية عقبه او قوة او مانع فتحرير العراق بداية لتحرير كل الامتين العربيه والاسلاميه بل والعالم.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م