الشهيد صدام حسين المجيد المناضل والثائر العادل

بمناسبة الذكرى الثانية لإستشهاد سيد شهداء الأمة القائد الأسير صدام حسين المجيد

 

 

شبكة المنصور

دجلة وحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾ (آل عمران ١٦٠)
صدق الله العظيم


يعجز القلم في البحث عن الكلمات والجمل المعبرة التي تصف شخصية شهيد الحج الأكبر القائد الأسير صدام حسين المجيد وتنصفه في تعداد كمية وغزارة منجزاته الحيوية على المستوى الوطني العراقي أو على المستوى القومي العربي التي قام بها خلال حياته النضالية كمناضل في صفوف البعث أو كحاكم أو كأسير حتى الرمق الأخير من حياته الجليلة التي قدمها هدية من أجل الإستمرار في الصمود والمقاومة حتى التحرير والإنعتاق من براثن ومخالب الإحتلالين الصهيو-أمريكي والفارسي الصفوي المقيتين.


الشاب البعثي والمناضل اليافع القوام صدام حسين إئتمر عام 1959 مع رفاقه الإبرار بأوامر الحزب - الذي آمن بفكره العروبي - لإيقاف المد المنحرف عن خط ثورة 14 تموز 1958. إغترب وعاش في المهجر داخل الوطن العربي ومن ثم عاد الى الوطن بعد ثورة 14 رمضان 1963 ودخل السجون العارفية بعد ردة تشرين وناضل فيها لتنظيم الرفاق ولتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الشابة أيام حكمها للعراق والتي أدت الى حدوث تلك الردة. بعد هروبه من السجن عام 1967 عاد ليساهم في إعادة تنظيم الحزب بعد الإنشقاق الذي حصل فيه في 23 شباط عام 1966، ومن ثم شارك في التخطيط والقيام بثورة 17-30 تموز المجيدة البيضاء عام 1968 كرد فعل إيجابي على الأحوال النفسية الإنهزامية المزرية التي مر بها الوطن العربي على إثر هزيمة حرب حزيران عام 1967 مع العدو الصهيوني.


المنجزات الحيوية التي قام بها أو ساهم في إقرارها شهيد الحج الأكبر - والتي دفعت عجلة التقدم في العراق التحرك الى امام في كل المجالات العلمية والإجتماعية والصناعية والزراعية والتجارية والعسكرية ... الخ - منذ أن كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة لحين إستلامه مهام رئاسة الجمهورية لا تعد ولا تحصى. ومن هذه المنجزات التي تمتد من كشف وسحق الجواسيس والحركة الماسونية في العراق وتأميم النفط وإصدار قانون الحكم الذاتي لأخوتنا الأكراد وقوانين التعليم ومجانيته والقضاء على الأمية ومعظم الأمراض المعدية ونشر الوعي الإجتماعي والصحي والوطني والقومي وإصدار قانون رعاية الأمومة والطفولة وإعطاء المرأة حقوقها المسلوبة وإرسال الألاف من العراقيين الى الجامعات في أوربا وأمريكا الشمالية للحصول على الشهادات العليا في جميع المجالات والإختصاصات المهمة الى منجزات بناء المدارس والمستشفيات والمصانع المدنية والعسكرية وجيش من العلماء والأخصائيين وإدخال المكننة في الزراعة لبناء وطن يعتمد على طاقاته الإبداعية الذاتية الخاصة وبناء جيش قوي يدافع عن هذا الوطن وعن تلك المنجزات. كان شهيد الحج الأكبر أيضا مهتما بتفقد الرعية ونشر العدل والمساواة بين المواطنين والإستماع الى مشاكلهم الإجتماعية والصحية والوظيفية وحتى الإقتصادية حيث أنه صب كثيرا من وقته بزيارة المواطنين في جميع قرى وقصبات جنوب وشمال العراق والتحدث إليهم بصورة مباشرة والأكل معهم أو إحتساء الشاي. كذلك كان له مكتب وهيئة خاصه لإستلام رسائل شكاوى المواطنين ولإستقبال المواطنين العاديين في مكتبه للإستماع الى مشاكلهم مع دوائر الدولة ومعاقبة الموظفين المخالفين. كان له أيضا تلفون خاص مباشر يتصل به المواطنين العاديين للتحدث معه والمساعدة على حل مشاكلهم أو رفع شكوى ضد أي دائرة أو جهة حكومية. كل هذا الإهتمام كان ليس فقط لتحسين المستوى الإجتماعي والإقتصادي للمواطنين بل كان أيضا لنشر العدل بين المواطنين ومحاسبة المخالقين والمخطئين خصوصا الحزبيين منهم المحسوبين على حزب البعث الذين يسغلون مواقعهم الحزبية للإستنفاع الشخصي على حساب المواطن العادي وذلك لتجنب الوقوع في نفس المشاكل والأخطاء التي وقعت فيها ثورة 8 شباط عام 1963 قبل ردة تشرين. عدالة صدام حسين إمتدت حتى الى أعدائه الذين حاولوا إغتياله في منطقة الدجيل أبان الحرب العراقية الإيرانية حيث انه أمر بإجراء محاكمة عادلة للمجرمين عملاء النظام الصفوي في طهران الذين قاموا بالأعتداء على حياته وعين محامين للدفاع عنهم وعفى عن المجرمين الصغار وأمر بتعويض المتضررين ماليا وبنى وطور مدينة الدجيل بعد ذلك الإعتداء الأثيم.


الإمبيريالية الأمريكية والحركة الصهيونية العالمية لم تقعد مكتوفة الأيدي وترى العراق الصاعد بقيادة شهيد الحج الأكبر يفلت من يدها ويخرج من قوقعة العالم الثالث المتأخر والدخول في طور التصنيع والإعتماد على الذات. لذا أبعدت شرطيها القديم شاه إيران عن دفة الحكم الذي إنتهى دوره في الخليج العربي بعد خروجه من طاعتها ووقع إتفاقية الجزائر وإنهاء تمرد عملائها العصاة الأكراد في شمال العراق فجلبت عميلها المقبور خميني المتقمص بعباءة الدين الخرقاء الى المسرح السياسي الإيراني ليلعب دورا جديدا في منطقة الخليج لزعزعة إستقرار العراق ومنعه من الإستمرار في البناء والتقدم. بدأ هذا الدجال حربه الشعواء ضد العراق من خلال قصفه للمناطق العراقية المتاخمة للحدود الإيرانية وإحتلالها ومن ثم قام عملائه بالتفجيرات الإرهابية في الأسواق العراقية المكتظة بالسكان وداخل الحرم الجامعي لجامعة المستنصرية مما أدى الى قتل وجرح الكثير من العراقيين الأبرياء ولم يكتفي عملائه بذلك العمل الشرير بل ايضا قاموا بمهاجمة موكب جنائز الطلبة شهداء الإجرام الخميني فقتلوا وجرحوا عراقيين اخرين جدد ومن جملة الجرحى كان المناضل الأسير طارق عزيز. بلغ مجمل عدد الإعتداءات الإيرانية على العراق قبل شن العراق حربا دفاعية ضد نظام المقبور خميني 293 إعتداءاَ أثيما. أخيرا تجرع خميني في 8/8/1988 سم إعتدائه على العراق وإعترف بهزيمته القاسية في حرب قادسية صدام المجيدة. لكن الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وعملائهم من عرب الجنسية لم يكفوا عن تأمرهم على النظام التقدمي في العراق الذي خرج منتصرا وقويا من معركة الثمان سنوات حيث أصدر الكونجرس الأمريكي في عام 1988 عقوبات غير قانونية على العراق وادرجه في قائمة الدول الراعية للإرهاب. تأمر حكام قصبة كاظمة من أل الظلام والنباح وحكام أل سلول في نجد والحجاز مع الإمبيريالية الأمريكية والصهيونية العالمية لضرب العراق إقتصاديا من خلال إغراق الأسواق العالمية بالنفط الخام وخفض أسعاره وتهديد العراق وشتم شعبه مما حدى بالنظام العراقي الوطني عام 1990 للدفاع عن العراق وحقوقه المشروعة في قصبة كاظمة الى عمل عسكري لإسترجاع الأرض المسلوبة الى الوطن الأم وإبعاد بؤرة الفساد والتجسس والتأمر العربي الذليل المتمثلة بهذه العائلة الفاسدة عن حدوده. الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري حافظ الأسد والجامعة المسمات بالعربية والبعض من الحكام العرب المرتشين دخلوا في لعبة التأمر العربي السياسي والإقتصادي والعسكري على العراق مع الإمبيريالية الأمريكية والصهيونية العالمية وأدى ذلك التأمر الى فرض الأمم المتحدة الحصار والعقوبات الإقتصادية على العراق وإدخاله تحت البند السابع المشؤوم. بعد ذلك شن التحالف الثلاثيني الهجين على العراق حربا شعواء غير متكافئة في بداية عام 1991 خسر فيها العراق المعركة لكنه لم يخسر الحرب التي دامت بشكل أو بأخر لمدة ثلاث عشر سنة اخريات لحين شن حرب غير قانونية وغير شرعية جديدة عليه وإحتلاله عام 2003 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضمن تأمر عالمي وعربي وداخلي جديد لمساعدة الولايات المتحدة السيطرة على العالم وبناء الإمبيراطورية الأمريكية من خلال السيطرة الأولية على منابع النفط العراقي وموقعه الجغراقي الإستراتيجي الذي من خلاله بإمكان الولايات المتحدة الزحف الى جميع الإتجاهات وتقسيم وإضعاف المناطق التي ستصبح تحت سيطرتها لتمكن بعد ذلك الكيان الصهيوني اللقيط في فلسطين المحتلة من توسيع وبسط نفوذه في منطقة الشرق الأوسط المقسم والمستضعف.


خلال الحصار الجائر على العراق وقبل إحتلاله عمل النظام الشرعي السابق بقيادة شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد على إرجاع بناء ما خربته الحرب خلال فترة زمنية قياسية قصيرة بأيادي عراقية خالصة وبنى جسور جديدة وبدأ العمل بمشاريع جديدة ونجح في التخفيف من أثار الحصار الشامل الجائر على كاهل الشعب العراقي رغم الحرب المستمرة الغير معلنة والمتمثلة بالقصف الجوي الإرهابي الأمريكي البريطاني اليومي على المنشأة الحيوية وعلى المواطنين العراقيين العزل. من أهم المشاريع التي قام بها وأنجزها النظام الشرعي السابق بقيادة شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد هو مشروع المقاومة العراقية المسلحة الباسلة والمتمثلة أيضا ببناء جيش القدس المليوني. تم التخطيط لبناء هذه المقاومة المسلحة العملاقة التي مرغت أنف الطاغوت الأمريكي في وحل العراق سنوات عديدة قبل إحتلاله حيث أن قيادة الرئيس صدام حسين المجيد الشرعية ومن خلال حساباتها العسكرية الإستراتيجية ودراساتها للتحركات الإمبيريالية والمشاريع الصهيونية المعلنة توصلت الى أن أعتى قوة عظمى في التاريخ البشري لن تتخلى عن غاياتها في إحتلال العراق وتقسيمه والسيطرة على خيراته النفطية ولكنها ايضا توصلت بأن بمقدرة الشعوب الضعيفة والمستضعفة هزم قوى البغي والإستهتار مهما عظمت قوتها من خلال حرب إستنزافية طويلة الأمد. هذا ما حصل في العراق وصدق الشهيد صدام حسين المجيد حينما قال أن قوة أمريكا وحلفائها ستتحطم على أسوار بغداد. لقد تحطمت قوى الشر والبغي في أرض العراق ووحله العميق بسبب فعل وبسالة وصمود المقاومة العراقية المسلحة الباسلة التي أفشلت المشروع الكوني الأمريكي والتي لولاها لأحتلت دول عربية وغير عربية أخرى وقسمت منطقة الشرق الأوسط الى دويلات صغيرة ولكانت شعوبها مذلة ومسيطر عليها من قبل الكيان الصهيوني المسخ.


على الرغم من أن المقاومة العراقية المسلحة الباسلة حطمت المشروع الكوني الأمريكي لكنها لم تحقق الإنتصار الكامل عليه ولم تطرده لحد الأن من أرض العراق ولم تطهر تراب العراق الشريفة من براثنه العفنة وذلك بسبب الخيانات المتمثلة بتشكيلات فصائل الصحوات المرتد والعميلة وبسبب عدم تكامل وحدة فصائل المقاومة تحت قيادة عسكرية وسياسية واحدة. لذا ندعوا وبمناسبة الذكرى الثانية لإستشهاد شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد - مؤسس المقاومة العراقية المسلحة العملاقة - جميع فصائل المقاومة المسلحة الى الوحدة والتلاحم وشن حرب التحرير تحت راية واحدة وبرنامج واحد وهو برنامج التحرير الكامل لأرض العراق وشعبه المظلوم. العراق لا يتحرر إلا بوحدة فصائل المقاومة وفقط من خلال فوهة البندقية المقاومة.


المجد والخلود لسيد شهداء الأمة شهيد الحج الأكبر القائد الأسير صدام حسين المجيد ورفاقه عواد البندر وبرزان التكريتي وكل شهداء تحرير العراق وفلسطين والأحواز العربية
عاشت المقاومة العراقية المسلحة الباسلة بكل فصائله الجهادية وعاش شيخ المجاهدين المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري
عاش العراق حرا عربيا بكل أطيافه الجميلة
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر
عاشت الأحواز المغتصبة حرة عربية
والله أكبر والعزة لأمة العرب
وليخسأ كل الخاسئون

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م