هذا  '' الركابي ''   مسكين ...

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

لم تتح  للسياسي  العراقي  "الركابي"  إطلالة أو فرصة  يجدها  مناسبة  للنيل من البعث  أو النظام الوطني الاستشهادي  في العراق الذي  شرّف  أمّة العرب  وأمّة الإنسانية  من أقصاها  إلى أقصاها  في وقت  وفي عصر  أدار  فيه الجميع  أدبارهم  للقطب الأميركي الأوحد  أن يفعل  بها ما يشاء ؛ إلاّ  ونال  من هذه الرموز العراقية الوطنية الإسلامية  الإنسانيّة واستلّ مبضعه  السيّد  الركابي ومشرطه ومنشاره  تقطيعاً   بهذه الرموز  غير آبه  أو  معير أيّة أهمّيّة لمشاعر مئات الملايين من المشاهدين  في أنحاء الوطن العربي  التي  رأت بأم عينيها  من أيّ معدن  صنعت هذه الرموز الشرف  الذي ما بعده  شرف ومن أيّ طينة جبلت , فليست  هذه  هي المرّة الأولى التي  يطل  بوجهه السيّد الركابي  من فضائية المستقلة  أو من  بعض الفضائيات التي  تعوّدت قنواتها  على مرور  السيّد  الركابي  من اسطواناتها  ليكيل "المديح"  لقيادة البعث  ونظام العراق  الحرّ  الذي  أطلق  أكبر وأعنف  وأجرأ  لا  في التاريخ  كلـّه  ضد أكبر وأضخم  وأجرم  وأقبح  طاغوت عرفته البشريّة  على طول  تاريخها العميق , بل  سبقتها للركابي إطلالات مفعمة  بـ"الودّ"  وبـ"شرف"  المهنة  وبـ "التجرّد"  من أيّ حقد  أو ضغينة أو احتقان  يتركها  جانباً  ليصطف "كما اصطف الديمقراطيون بجانب الجمهوريين في حربهم  ضد العراق  رغم اختلافهم الظاهر وكما اصطفت  جميع أحزاب الدنيا إلى جانب مناضلوها  ساعة العسرة وكما اصطف المرادي  والكادر إلى جانب النظام العراقي وهو يدافع  عن العراق والأمة ولا زالا"  ليصطف  الركابي إلى  جانب  وطنيّته الأصيلة  خاصة  بعد  أن  رأى الركابي  بعينيه   اللتين  برأسه  كيف وقف قادة  العراق  ندّاً  عظيماً  ضد  أميركا  نفسها  وبجميع  جيوشها الجرّارة  غير معيرة  لأيّة  أهميّة  لكرسي  أو  لمنصب تعوّدت عليه  طيلة 35 عاماً ؛ إلاّ  لكرسي العراق  العظيم  وأمّة العرب  رغماً  عن  حبل  الاغتيال  وهي  تردّد   من النهر إلى البحر عاشت الأمّة  عاش  العراق أشهد  أن  لا إله  إلاّ الله  وأشهد  أن محمّداً  رسول الله  أشهد  أن  لا إله  إلاّ  الله  وأشهد  أن  محمّداً  رسول الله..

 

مسكين  هذا الركابي  فعلاً مسكين , مقدم البرنامج  د.نبيل الجنابي  يسأله  في برنامجه من حلقته  الأخيرة 24 . 12 . 2008 عن الطماطه كزلاطه  بعد الأكل  وعن أخبار  المفرقعات  في أعياد الميلاد وعن رأيه  في جواز أم  عدم  جواز إجراء عمليّات التنفس الاصطناعي للأسماك  الغريقة ؛  يجاوبه  السيد  المحلل  السياسي   بشريط  درامي  طويل  عن المقابر الجماعية  وعن الدبجة في حلبجة  وعن  الدكتاتورية  المفرطة  وعن  القصور الرئاسية  وعن مطاردات النظام  للـ "المعارضة"  الـ "عراقية"  وعن  الحزب الواحد ... "السيد الركابي  يريد أن تكون أعداد الأحزاب  في العراق لها أوّل ليس  لها آخر  و "كلمن  يلعب  بكيفه"  باسم التعدّدية الحزبية وباسم الديمقراطية  أو  لربّما  يريدهما  حزبان  فقط  يحكمان العراق هما  حزب البعث  والشيوعي العراقي  بالضبط  مثل  الجمهوري  والديمقراطي!  متناسياً  سياسته أن  تعدد الأحزاب  يعني  تعدد منافذ التمويل  من  قبل  ملائكة  الجوار... ومن  يضمن  غير هذا فليرمني بحجر!"  ثم  يعرج  إلى  النغمة  الأزليّة  التي تتحدث  عن  حب صدام للحروب  التي  كانت  نتائجها  إيقاظ  المارد  الهاربري  أبو  الأزبري  من  سكونه  واستغراقه  في  نومه اللطيف الخفيف  منتفضاً   لتحقيق العدالة الدولية  التي  أهانها  صدام  الدكتاتوري   ثم قدومه  إلى العراق  لتحريره  من  شعبه  المسكين المضطهد  تحت  حراب  صدّام  وحكمه  الذي  كان  يلاحق  السيد  الركابي  وأقرانه  من كارهي  السلطة والمناصب  البيروقراطية  الغير  مؤدّبة  والغير  محبّبة ! الخ  ... الخ  مردّداً  سياسته  نفس ما تبوّق  له جوقة الكلاب في مواقع  أبناء  الكلاب "مع فائض الاحترام للكلاب بخصلتها الوفيّة"  على أساس  أن  صدّام  هو الذي  جلب  القوات الأميركية  لاحتلال العراق !" ...

 

مسكين الركابي  .. يتمنى  موت  ( عزت الدوري )  اليوم  قبل  غد  وبأي  ثمن ! ...  يوجه  له  د. الجنابي  سؤالاً  قائلاً  له فيه  "سياستكم  ما  رأيكم  في المقاومة التي  يقودها  جناح!  عزت الدوري  لحزب البعث العربي  الاشتراكي ... الخ"  يجيبه  السيّد  السياسي  الركابي وهو يلملم يديه  من على الطاولة قائلاً "عزت الدوري  توفي  منذ  زمن ليس  بالقصير  حسب معلوماتي! وانتقل  إلى جوار  ربّه !"  وعندما  يفاجأه  الجنابي  بمصادره التي  استقى منها  معلوماته  هذه  عن  وفاة  الأسد  شيخ المجاهدين  مقرّع  أميركا وأذيالها  من  أعراب  أينما حلّ  وأينما  يمثل العراق  في قمم  عرب الطاولة ؛ يجيبه  السيّد  الركابي  بلباقته المعهودة  بخفّة  ظلالها  قائلاً  "لديّ معلوماتـ..ـهـههههه ...  استغفر الله .. ههههه ..  لديّ  معلوماتي  الخاصّـ...ـهههههه !  .. الخاصّة التي زوّدتني  بها  جهاتي   الخاصّة !" ....طبعاً  نلحظ  هنا وبعد  استغراق السيّد الركابي في  التغطية  على أمانيّه ؛ أن السيّد الجنابي  "بدّل رأساً وذبهه عالواحد"  وغيّر الموضوع  وكلب  عكرب  فوراً  .... ! ... أو كما يقال  باللهجة العاميّة العراقيّة .....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م