حول ما طرحه السيد عبد الجبار الكبيسي

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

حزب البعث العربي الاشتراكي  حزب  جماهيري سياسي كما هو معروف ونسبة  أعداد أعضاءه  هي الأعلى  والأكثر  بمسافات طويلة  عن جميع الأحزاب العربية الأخرى سواء في  العراق  أو في البلدان العربية ,  وهذه النسبة  تقريباً  ثابتة  ولم  تهزه أعاصير الاحتلال كثيراً  , ويكفي  150000  من شهدائه  ومئات الألوف  من المعتقلين  لدى سلطات الغزو  لنقارب  بالقياس  الصحيح  ولنعرف الحجم  الكبير والحقيقي  لعدد أعضاءه ! , وقيادة العراق  الشرعية التي  أطاح  بها  الاحتلال  الأميركي  هي من حكمت العراق  طيلة  أكثر من ثلاثة عقود  كما هو معروف  قد  حاولت تلك القيادة  جاهدة  وبجهد  استثنائي  قل  نظيره  عبر  كل التاريخ البشري , ومنذ  استلامها  دفة قيادة العراق   بمرحلتين , قيادة  البكر ثم  قيادة  صدام ,  ووسط  عالم  متوحش  تتجاذبه  أطراف دولية  غاية في الضخامة وغاية في التغول لم  يعرف  لها مثيلا  عبر  كل الحقب والدهور البشرية  ومسلحة  بقوة نارية ستراتيجية كونية  كافية  للإضرار  بمكونات  مجموعتنا الشمسية  رغم  ضوئية مساحاتها المترامية الأطراف , حاولت هذه القيادة التي قادت العراق لأكثر من ثلاثة  عقود  كما  أسلفنا  أن   تعمل  على النهوض  بالعراق  بكل ما أوتيت  من قوّة  مستغلة  ثراء العراق الفاحش  بمعادن أرضه المختلفة وبمياهه  وبمساحات  أراضيه  الزراعية الشاسعة التي  هي  الأكثر  خصباً  من بين  جميع  مساحات  كرتنا الأرضية  الشاسعة وفوق هذا  وذاك  ثراء العراق  الثقافي والأخلاقي الذي انتشرت  عنه  تفرعاتها  إلى مشارق الأرض  ومغاربها منذ  الأزل , وثراء المخزون المعرفي  في لاوعي  العقل الجمعي الشعبي لسكانه والممتد  بجذوره عبر التاريخ  كلّه   , وتلك  الإنجازات  التي حققتها القيادة العراقية  بدءً من الشهيد  القائد ع ومن  ثم  قيادة "ضارب الدفوف  وبائع الثلج لكسب  مال رزقه  الحلال الذي يدخل بطنه  وبطن  عياله بعرق  جبينه  كما هو ديدن جميع الأنبياء" قد  لاقت  الضغينة والحسد  من دول الجوار العراقي  كان في مقدمتهم   من  المحسوبين  على  لغة الضاد  والمحتلة "بلدانهم"   ولا  زالت  من دون  إطلاق  ولا  رصاصة  واحدة حتى !

 

لاأريد  أن أطيل , فبإمكان  الرد  على ما جاء  في  نقاط  الاتهام الموجهة لقادة البعث  الشرعيّون  ما  يبطل  بقية الدعاوى  التي  تصورها  السيد الكبيسي  أنها  العجلات  التي  يستند  عليه  موكب   اتهامته  التي  كالها  إلى  قيادة المقاومة العراقية التي  يقف  على رأسها   المهيب الركن عزت الدوري  نائب  صدام حسين  الذي  يحاول  الكبيسي  تبييض وجه  مقالته  بنعته بالشهيد !  ثم  وليقفز  بقفزات  يحسدها  عليه  الكنغر  عندما  يريد  أن  يكيل  ما  بحسرة في قلبه  على  صدام  حسين  ليحولها إلى اتهامات  محيط الرفاق الذين  اعتمد عليهم  الشهيد رحمه الله ! ...

يقول الكبيسي  متهما :

واذا كان العراقيون ومنهم البعثيون يسألون بمرارة لماذا لم يتوحد الحزب  ولماذا اصبح الحزب الملاييني في العراق اجنحة متكسرة وهذه حقيقة لايستطيع نكرانها احد وليس من حق طرف ان يلغي طرفا اخر  لان لااحد ان يستطيع الغاء انسان واحد فمن ذا الذي يسنطيع الغاء الالوف المؤلفة من الرجال الشجعان  والضباط الاحرار والكتاب والادباء والمناضلين  الذين عرفتهم ساحات البعث في الداخل والخارج عندما كان السيد صلاح المختار منشقا عن الحزب وراح يجامل الوضع القائم انذاك ببعض كتاباته فقبله البعث مؤيدا ثم نصيرا واتعم عليه قائد العراق الرئيس الشهيد صدام حسين بمنصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية على طريقة تاليف القلوب ولااعتراض لاسابقا ولالاحقا ان يرأس مثله جريد الدولة فهناك على شاكلته كثير ممن نعرفهم ويعرفهم السيد صلاح نفسه,لكن الاعتراض كل الاعتراض هو أن يطرح نفسه اليوم قياديا في حزب البعث فمتى وصل إلى هذه المرحلة ومن الذي انتخبه وكيف  ! ..

 

يبدو أن السيد الكبيسي  نسي أن  السفير العراقي المختار  قد  شغل أكثر من منصب  مهم  كلفته  به قيادة  الثورة والحزب  في  العراق  علاوة  على  تصديه  للاحتلال الأميركي  وثباته الراسخ  على  ما تركه الشهيد السعيد عليه  بل ورأيناه  يبحث ومنذ الاحتلال  ولغاية الآن  يجاهد بالبحث  عن  أي  منفث  إعلامي  يستطيع من خلاله  أن  يوصل  صوت المقاومة العراقية  المحاصرة  حصاراً إعلاميّاً  قاسياً يذكرنا  بالحصار الدولي الطويل على العراق , خاصة  مع  بدايات العمل المقاوم  ضد الاحتلال  والذي كانت وسائل الإعلام جميعها  وعلى رأسهم  رامسفيلد  وزير دفاع أميركا  يحاولون  تسفيه العمل  المقاوم  ونعته باستمرار  وتكرار " بالصدفة  والموت  بالسكتة القلبية  وتصادم مروري وحوادث  انقلاب  وثارات شخصية "  وما إلى  ذلك  ما  ألف  كذب  أميركا وألف كذب أذيالها  العالم  أجمع  ...

ثم  يضيف  متهماً :

والاعتراض كل الاعتراض أن يزايد على اي بعثي وفي اي مستو لان بعثيي العراق  وابسط واحد فيهم تحمل عبئ  الحروب والقتال في الجبهات والعمل الثقافي في الخارج ومنهم السيد عبد الجبار الكبيسي .. صلاح المختار ركيزة  من بين  ركائز وأعمدة الدولة  الإداريّة وعاش  قسطاً  طويلاً  في داخل العراق  أثناء  العدوان الخميني على العراق  وجزء كبير من  سنين العراق  المحاصر !  ولا  أريد  أن استهين  بعمل الكبيسي  في خارج العراق  30  عاماً  قضى جلها في بريطانيا  .

ويضيف :

. واذا كانت دعوى الشرعية هي التي يتبجح بها صلاح المختار ومن هو على شاكلته من الطارئين على البعث  فليتفضل من يدعي الشرعية للمسالة والحساب  ... لا  نعتقد  أن  سفير العراق  طارئاً  على الحزب  ,  فلو  كان  فعلاً مثلما  تفضلت  لما  شغل  عدة  مناصب  إعلامية  سياسيّة  وسياسيّة دوليّة  ! ..

ويستمر السيد الكبيسي  :

اما جماهير البعث والشعب العراقي عما جرى لهذا البلد ومن المسؤول معنا عن ضياع العراق في ثلاثة اسابيع .... له  له    سيد الكبيسي .. ممعقولة ! .. هل  تقصد  أن حبيبك  الشهيد  صدام  حسين قد فاتته   حقيقة  ضخامة  القوة  النارية لأميركا  ولم  يؤسس  لتحويل الجيش  ( في لحظات تاريخيّة مدروسة  بدقة  مناسبة  وحاسمة ) من تشكيلات  جيوش  نظاميّة  إلى جيوش  حروب  عصابات  عبارة  تشكيلات  متشطرة  إلى  عشرات  الآلاف من  الوحدات  القتالية الصغيرة  المتدرّبة  على  حروب  عصابات  طويلة  قد  تصل  إلى عشرات السنين والمنتشرة على أرض العراق  والتي  أوصلت ضرباتها  القاضية  الولايات المتحدة الأميركية  إلى حالات  الاستحالة  المتعددة التي  أجبرتها  المقومة  العراقية الكونية إلى تجرّعها  فأضحكت  عليها العالم  والتي  انتهت  أخيراً  بتجرّع  سمّ  اللون  الأسود  ليسكن البيت  الأبيض  لا أدري  كيف فاتك  هذه  سيد  الكبيسي ! ...

ثم :

ومن المسؤول عن تخريب العلاقات العربية ...

من المسؤول ! ... هل تقصد  صدام  سيد الكبيسي ! ..

 ويضيف  متسائلاً :

ومن كان الذي يزج المتدينين الذين يقاتلون العدو اليوم في السجون بدعوى انتمائهم للوهابية وهي تهمة باطلة .. أوليس العراقيون  مسلمون   قبل  أن  يغرر  بمن  يسمون  الوهابية ؛ أم  لا  سيد الكبيسي  ! ومن  كان  يدفع  بالوهابية  الى العراق , أليس هم  أنفسهم  من دفع  بخميني  لاحتلال العراق  باسم  آل البيت ! ....

ثم  يجيب  الكبيسي :

لانهم لايتفقون مع خرافة التصوف الفاسد وليس التصوف الصحيح التي ينتهجها امام  صلاح المختار الذي سرعان ماتحول الى عازف دف في حلقات الذكر لامامه الغائب عن الساحة وعن الانظار. تقصد  سيد الكبيسي  أن الوهابية  أفضل من الصوفية ! يعني حشرت سيد الكبيسي نفسك  بالطائفية !  وأن صلاح المختار يضرب الدفوف  مثل  عزت  الدوري الذي  "هرب"  برأيك  !  يعني  تقصد  أن  المهيب الركن  عزت الدوري  لا يقود المقاومة ! .. لا أقول  لك  يا سيد الكبيسي  إلاّ  أن تسترشد  بالمثل المعروف (الله  شافوا  بالعين  لو  بالعقل )   !  .. ولا أريد  هنا إلاّ  أن  أستشهد  بقولين  لقائدين أوروبيين فولبا وزير خارجية فرنسا السابق , و شرويدر  الذي  كان من أسباب  إزاحته  عن  قيادة ألمانيا ثم هروبه   إلى  روسيا  تحت  غطاء "رجل أعمال !"  خوفاً من التصفية وليقوم  برعاية يتيمين روسيين ! هو تصريحه الذي  طابق  تصريح  فولبا , فكلاهما  أعلنا  فور دخول الاحتلال الأميركي  بغداد (  الحرب  لم  تتوقف  كما  أعلن بوش من على ظهر  حاملة الطائرات ! فالحكومة العراقية  وجيش العراق  دخلا  إلى  تحت الأرض )  !.... وأكتفي  بهذا القدر من الردود  على السيد الكبيسي وأترك  باقي  الردود  على ما ساقه الكبيسي من اتهامات لتجنب الإطالة ...  لاأخفي  على السيد الكبيسي   إن  قلت  له  أن  ما  طرحه من سطور  تعط  منها  رائحة  يونس الأحمد  ومؤتمر  دمشق  سيء الصيت  والذي  كان الغرض منه  كما  تبين  بعد  ذلك  هو  شق صفوف الحزب  الذي  يقوده   بعد  انتخاب  "قارع الدفوف" ويا ليت جميع الصوفية  والغير  صوفية  بمثل  شجاعته وإقدامه ؛  فخر الأمة  المهيب الركن وفارسها الجسور سليط اللسان على أعداء الله  والعراق من صهاينة  وأتباع  في مؤتمرات القمة  قولاً  وفعلاً  عزت النفس الدوري  حفظه الله   ورعاه  ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م