موقع محطة اوباما من الاستراتيجية الامريكية

﴿ الجزء الرابع

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

والان وبعد كل الذي قلناه هل يمكن للرئيس الجديد اوباما ان يفعل شئ باتجاه التغير الذي عقد عليه العالم في نهج وإستراتيجية السياسة الامريكية . هل يمكنه ان يغير التاريخ الاستعماري الأمريكي  أو يوقف عدوانية أمريكا تجاه شعوب العالم وجشع رأسماليته. ورئاسته لا تعدو عن كونها الا محطة يتم فيها تبديل طاقم القيادة ولكن لنفس الهدف.والرئيس اوباما يعرف حق المعرفة الدور المطلوب منه في تنفيذ السياسة الامريكية لهذه المرحلة.قد ينبري احد المتعاطفين مع السياسة الامريكية والمبهورين بالحياة الامريكية و ويعجبه الروك الامريكي اكثر من الجوبية  ولا اقول غير ذلك و الحر تكفيه الإشارة ويدافع عن الديمقراطية الامريكية وبعد كل الذي ذكرناه ليقول لي إنني متحامل أو احمل موقفا مسبقا من هذه الديمقراطية وخاصة وهي تبغي التغير في سياستها ونهجها في معالجة القضايا العربية و الدولية وما علينا سوى تشجيعها في ذلك وهذا بتقديري هو النفاق السياسي الذي صادفته  ثورتنا ثورة البعث ثورة الصادقين الأوفياء وبغير الصدق  الذي لم ولن نستطيع ان نتعامل به مع مروجي هذا النهج الذي يفهم من القوة غير ما نفهمه نحن ويطلبون منا ان نسايس الغاصب و المستعمر القوي و من امثالهم  صاحب القول (دي أمريكا)  وهو الذي   يعرف في قاموس الثوار بالعمالة.لعن الله السياسة التي حولت الكثير من مفاهيم الحياة القيمة والتي جاء ت مع  كل من جاء من السماء  إلى كذب و افتراء .انا أقول ما هي إمكانية اوباما في ايجاد الحلول لما ورثه من عهد بوش فلنستعرضها ونرى مدى إمكانيته في ايجاد مخرج لكل واحدة

 

1-غزو العراق وقلب نظام الحكم الوطني و الشرعي في العراق واحتلاله  بحجج و أكاذيب فندها من كان في ادارة المجرم بوش وتوالت فضائح المتآمرين و الذين شاركوا في الاحتلال واعترافاتهم بالتورط في كذبة امريكية بريطانية اسمها أسلحة دمار شامل يملكها العراق.ما أريد ان أقوله ان المتجبر و الذي لا يرى الاخرين بذات العين الذي يرى نفسه فهو لن يستطيع ان يفهم دوره من خلال الاخرين ولن يدرك حجم قدرته في التأثير في المحيط الذي يعيشه الا اذا تجرد من متلقيته وذهب و بقناعة إلى نسبية في هذا العالم و بعكسه سوف يرتب خطواته على خطى قدميه ويرى  في  ذراعيه القوة الحقيقية لا توازيها أو تجاريها  الا تناغمهما وهذا هو ما توارثه  الاستراتيجين الأمريكان ومنذ خروجهم إلى العالم للهيمنة و كما ذكرته سابقا فهذا الغرور هومتوارث وليس وليد حقبة تاريخية طارئة في حياة الامريكين فقد ظهرت بتدرج حيث كانت البداية في تصفية العرق الهندي الأمريكي و ثم محاولتها الهيمنة على القارتين الامريكيتين و بعدها سقط اهم منافس لها وهي المانيا الهتلرية ولتدخل في مرحلة بسط هيمنتها على ارث الامبراطوريتين البريطانية و الفرنسية و لتتقدم بقوة اقتصادها وامكانياتها العسكرية اللتين لم تتاثرا في الحربين الاولى و الثانية كما تأثرت بريطانيا و فرنسا ولتكون خطوة قصف هيروشيما و نكازاكي تحول كبير في الكشف عن حقيقة أمريكا من بلد الحرية و الديمقراطية  إلى بلدالوحشية و القساوة في الفكرالأمريكي وسلوكه.  و بعدها لم تعد تكترث بالوجه الذي خدعت الشعوب به ودخلت هذه الامبريالية في مواجهة مع المنظومة الاشتراكية و التي كان يقودها الاتحاد السوفيتي و الذي سقط في نهاية العقدالثامن من القرن العشرين وبه تفككت المنظومة الاشتراكية فكان زخما مضافا لاندفاعات هذه الامبريالية بل اعطى موقفا اقوى للمتشددين المندفعين باتجاه الهيمنة على العالم وهم يراقبون الانهيارات المتلاحقة للعقبات امام الهيمنة الامريكية.وهذا جعل منها رمزا للشر وترسخت عند الامريكين ان بقوة أمريكا تستطيع ان تحقق اقتصادا قويا و بالهيمنة تكون هي القوة الوحيدة القادرة على جعل كل المتغيرات لصالح الأمريكان .. واصبح مفهوم وشعار أمريكا الاقوى هو جزءا اساسيا من ايمان الأمريكي بهذه الحياة وحلم روزفلت  اصبح قريب من الحقيقة  و لدى الأمريكان ارث من العقول المخططة و المبرمجة لتحقيق هذا الهدف و في نفس الوقت اصبحوا يؤمنون بعبقرية الستراتيجي الأمريكي في الخروج من الازمات ومهما كان حجمها وقدرة تاثيرها .وهذه قناعة ترسخت لدى الأمريكي و لكن بدت تفقد  شئ من مصداقيتها و خاصة بعد احتلال العراق.اذن هل يستيطيع اوباما ان يصلح ما خربه الذي من قبله أو بالاحرى هل وصل العقل المخطط الأمريكي إلى القناعة بان عملية احتلال العراق كلفت أمريكا خسارات في المجال العسكري(وصل عدد القتلى الأمريكان إلى 4195 ومنذ غزوه العراق في 2003 و الآلاف من الجرحىو المئات المرضى بامراض نفسيةوحسب الاحصائيات التي قدمتها وكالة الصحافة الفرنسية مؤخرا )واما الخسارة الاقتصادية فقدوصلت إلى ما يقارب 700 مليار دولار في العراق و افغانستان و حسب تقرير وكالة الاستخبارات الامريكية.وفي غزوها للعراق و الذي شجبه الكثير من دول العالم لعدم وجود تخويل قانوني دولي بالاحتلال فقد جعل الولاياة المتحدة تظهر للعالم و بوجهها الحقيقي كدولة عدوانية محتلة وخسرت السمعة المتبقية لديها لدى البعض من المغرربهم (بدليل التصريحات للمسؤولين الدنماركين وعلى اثر تقرير مخابراتهم حول التضليل الذي مورس معهم للمشاركة في احتلال العلااق..الا يسمون هولاء بالمغرربهم ).وانا أقول ومع ذلك فسوف لن يستطيع اوباما ان يحدث تغيرا كبيرا و عادلا في العراق وهنالك امر اخر وهو هل يستطيع اوباما ان يمحو الازدواجية في العقلية الامريكية أو بالادق الشيزوفيرنية او  الازدواجية في القواعد و السلوك الأمريكي في التعامل مع الاخرين ويمكن لاي مراقب منصف ان يلاحظ تصرف كل الادارات  الامريكية  تسلك سلوكا مزدوجافي حل الازمات ولو بنسب متفاوتة بقليل انها تذهب للحل أو الخيار العسكري وفي بعض الاحيان القمعي عندما يكون لديها اكثر من خياروتسقط حكومات التي لاتلتقي معها  وتنصب حكومات عميلة لها وفي نفس الوقت تدعو لتحقيق الديمقراطية في المجتمعات و الدول وما فعلته في العراق يكفي ان يكون دليلا اكيدا على هذه الازدواجية الجنونية وهي تنادي بحكم الاكثرية وطريق الانتخابات النزيهة و في نفس الوقت تنصب عصابات و مجموعة من المتخلفين سياسيا و اجتماعيا و تسمح لهم بتزوير الانتخابات  .. تنادي باحترام الخصوصيات للامم و الشعوب و هي في نفس الوقت تعمل على عولمة كل شئ ومعظم الرؤساء  بل معظمهم يتحدثون عن الامة الامريكية و مصالحها وفي نفس الوقت تجرم من يدعون لوحدة امتهم وتتهمهم بالنازية و الشوفينية..

 

اي اخلاق و اي اسس و اي معاير بل اي قاعدة سياسية هذه التي تدين بها هذه القوة الشريرة  ؟؟ يا سيادة الرئيس اوباما هل تستطيع ان تقلع هذه المفاهيم و هل ستبني سياسة امريكية تقوم على التكافؤ و احترام الاخرين في كل ما يتعلق بخياراتهم في الحياة و حسب ما تقوله ديمقراطيتكم العتيدة . ساكون أول من يصفق لك ان قمت بهذا التحدي الكبير الذي سميته في حملتك الدعائية التغيير ويمكن ان ارفع يدي لاصفق لك عندما تاخذ أولا قرارا بالانسحاب من العراق و بدون شروط وتبداء بالتفاوض مع ممثلي العراق شعبا و تاريخا و مستقبلا وهم قادة النظام الوطني قبل الاحتلال و المقاومة الشريفة ولست بصدد الانحياز و لكني اتسال عن حال العراق قبل الاحتلال و بعده و عندئذ يمكن ان ندرك من هو القادر على قيادة العراق وكل شعارت الديمقراطية موجودة في دستور حزب البعث ليدرس مستشاريك دستوره و ادبياته  ولتطلعون على انجازاته في الديمقراطية وبعيون منصفة و غير حاقدة وان لا يوسوس الشياطين فيكم و انتم قد جربتموهم فشاغلهم الانانية و سرقة مال الشعب والكذب.فاتركنا يا سيادة الرئيس لنتصافى أو نختلف  المهم ان توعدون بعدم التدخل بشؤؤننا وسترون عراقاديمقراطيا يستوعب الكل و الكل و بالمناسبة ان قيادتنا كانت مصممة على ذلك و نضجت الفكرة في بداية التسعينات و كانت الخطوة التالية هي اصدار الدستور و قانون الاحزاب فهذا الامر ليس غريبا عنا و لكنكم استكثرتم علينا هذه الحياة فجاء عدوانكم في 1991 و ما تلاه من حصار قاتل..هي القيادة بالامس و اليوم وبنفس الاسس و القواعد تتعامل مع الاخرين ولاتتحكم بنا المتغيرات الاما استوجبه الضرف فالعدوان الايراني في 1980 و عدوانكم في 1991 و من ثم حصاركم الجائر لم يعطي فرصة  لثورتنا ان تعكس ما في فكر و برامج  الثورة العملاقة .فهل يقدر الرئيس الجديد ان يخطو الخطوة الاولى باتجاه التغير و يعلن انسحابا امريكيا .والله لا يغير ما في النفوس حتى هم يغيروا ما في نفوسهم ويثبت للكل و لكاتب هذا السطور ان الأمريكي الملون وابن الطبقة الكادحة الرئيس الأمريكي الجديد الداعي للتغير قادر ان يحرر العقل الستراتيجي الامريكي من عقدة التفوق والدولة الاقوى ويعيد للبيت الرئاسي لونه الحقيقي البيت الابيض.


إلى الجزء الخامس ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٧ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م