تاملات
الهدف من الاتفاقية الامنية بين المحتل و المحتل

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

والان بعد هذا الاسترشاف السريع يمكننا ان نقول  :


1- ان الوضع القانوني للولاياة المتحدة الامريكية هو انها دولة احتلال­(اعتراف الولاياة المتحدة و بريطانيا  و رسميا بوضعهما كقوات احتلال و حسب قرار مجلس الامن الدولي ذي الرقم(1483).وهذا اول ما يؤشر على كذبهما على المجتمع الدولي في احلال ما يسمى بالديمقراطية في العراق).


2-ان الاتفاقية ستجعل من العراق فاقدا للسيادة( وليس هنالك منطق ما يسمى ناقص السيادة فالسيادة ام ان تكون كاملة او لا نكون سيادة).وذلك من جملة ما ستتضمنه الاتفاقية و منها حصانة القوات الامريكية و المتعاقدين معها .الايكفي هذا البند لوحده ليفقد العراق سيادته فما بال البنود الاخر.


3- ان الارتباط الامني و السترايجي بين العراق و الولاياة المتحدة الذي سيتحدد من خلال بنود الاتفاقية سيجعل من العراق بلدا مقيدا في كل جوانب حياته وخاصة العسكرية لان الاتفاقية المزمع توقيعها تعطي و بشكل واضح بان العراق سوف لا يكون في يوما من الايام خاليا من تواجد القوات الامريكية و لا داعي من الضحك على الذقون او الاستخفاف بعقول الناس فامريكا لم تتحمل كل هذه التكاليف البشرية و المادية لكي تداري عيون و اهواء من اسقطهم تاريخ العراق فهي ستبقى و لديها من الالتفافات و التلاعب بالجمل قدرة كبيرة و لايمكن ان ننسى التلاعب في العبارات التي ادخلتها في قرارات مجلس الامن الدولي 424 المتعلقة بانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة.اي ان الامريكان سيبقون في العراق ولا يغادرونه بطيب خاطر واكيد ان العامل التاريخي سيدخل لطردهم و عملائهم وهذا العامل هو ضرورة تاريخية ارتقت الى التفعيل و التاثير من خلال امتلاكها للايدلوجية و البنيان الرصين وهي المقاومة في سلاحها الايدلوجي الذي حتمته حركة التاريخ في الاحلال محل التساقط المتفكك لمجموعة التيارت الدينية الرجعية و باختلاف مذاهبها (المذاهب الطارئة على الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يحملون منه الاالعناوين و لا يحمل منهم الا الرموز) و المتمثلة بالفكر الطليعي العربي القومي الاشتراكي في البعث الخالد.واما بنيانها فهو في ضمها لكل الحركات الاصيلة و الاتجاهات الدينية و بمختلف اجتهاداتها والتي تستمد من ثورية الاسلام ودورها في نهضة الشعوب العربية و الاسلامية. في نفس السياق يعني التوافق و التلازم الستراتيجي بين العراق و امريكا سيعني استكمال لحلقات المنضومة الامنية الامريكية في المنطقة بمعني ان الاتفاقية اكملت المنضومة الامنية الاقليمية التي ترتبط بها دول الخليج و تركيا وافغانستان و باكستان لتقترب من روسيا الاتحادية.


4-ان غالبية الذين جاءوا مع الاحتلال يدركون ان هذه الاتفاقية اذا اخرجت العراق من الفصل السابع و لكنها ستكبله بقيود اقوى واكثر ايذاءا وسوف لا يوجد شئ اسمه العراق( لا سمح الله)لان سياسته الداخلية في تطور مجتمعه ستكون مرهونة بعقلية الاجنبي و تفكيره ومن المؤكد سنمي فيه ما يثير في العراقين نزعة الامة العراقية ويخرجه من دائرته العربية وايظا ستكون سياسته مرهونة بتوجهات المحتل و خاصة تجاه اسرائيل و احدث مثل على ذلك تبرئة مثال الالوسي العضو في ما يسمى مجلس النواب من اي تهمة بعد زيارته لاسرائيل (لعنكم الله كم تستخفون بمشاعر العراقين).


5- ان الاتفاقية المعروضة على ما يسمى بمجلس النواب ستوقع لان المحتل يرغب في توقيعها فاي ديمقراطية التي تمارس و يكفي ان المجلس الموقر و الحكومة العتيدة ومجلس ما سمي بالرئاسة يقبعون في منطقة سموها خضراء لهم و لاسيادهم و بحماية سيدهم المحتل وبالاضافة لذلك ان الانباء تذكر ان السيد كروكر وكيل الحاكم الامريكي و المعروف بالسفير الامريكي في العراق وكذلك السيد ساتر فيلد كبير المفاوضين الامريكين يقومون بجولات مكوكية بين الرئاسة في العراق و البرلمان لغرض التوصل للاتفاق على اقرار الاتفاقية وهل هنالك بعد من شك لدى البعض بان الاتفاقية هي لمصلحة الولاياة المتحدة؟ ام ان الامريكان ملائكة يصرفون الجهود ووو من اجل الاخرين؟؟؟


6-لماذا لا تعرض الاتفاقية على الاستفتاء الشعبي؟ اليس شعب العراق هو صاحب المصلحة الاولى و الاخيرةفي اي اتفاق او معاهدة . واذا تازم الموقف بين الاطراف المؤيدة للتوقيع و المعارضة لها اليس من المنطق الاحتكام للشارع العراقي لغرض حسم الموقف و بشرعية لا غبار عليها ؟


7-اذا كانت الاتفاقية و بهذه الاهمية وستلعب دورا مهما في تقرير مصير العراق وبالاضافة لذلك فيها الكثير من البنود تحتاج للتفصيل و المناقشة .اذن الا تستحق اعطائها وقتا  للمناقشة و عرضها على خبراء قانونين ومتخصصين في القانون الدولي بهدف تحليلها وابراز الجوانب السلبية و المضرة بشعب العراقي اتسال و معي الملاين من العراقين و العرب و حتى من الشعوب الاخرى لماذا هذه العجلة؟ اذا كان المحتل في عجلة من امره فنحن نتانى لانها تتعلق بمصير شعب ومصير امة ايظا.


هذه بعض الخلاصات من ما طرح و يبقى السوال الذي يتطلب الاجابة عليه ماهو دوافع كل من القوى المشاركة في نظام السياسي للاحتلال في الدفاع و التاييد لتوقيع الاتفاقية؟ و ماهي دوافع القوى المعارضة ..

 

 

 الى الجزء الثالث ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٩ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م