تأملات
اخلاق المهنة بين بطولة منتظرو جرم بوش

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

وانا اتأمل ما يتناوله الكتاب في الفعل العراقي المعبر عن رفضه للاحتلال وكرهه لاصنامه المتمثل في شجاعة العراقي العربي منتظر الزيدي وكيف من ان بعض الذين لم يرضوا على هذا الموقف البطولي و راحوا يتسترون باعذار ما يسمونه اخلاق المهنة واخرين ياخذون على الموقف العربي الشريف بانه يعبر عن الوعي الحسي للعرب ومبتعدين عن العقل الاستراتيجي والتفكير الجاد في بناء مستقبلهم ويضربون الامثال او بالاحرى يحشونها حشرا في سياق انتقادهم كما فعل احدهم في سرده لحياة المبدع مانموهان سينغ رئيس الوزراء الهند ولم اجد اي رابط بين عصامية سينغ وبناء مستقبله وبين موقف شجاع لعراقي استخدم خذائه في التعبير عن رفضه للاحتلال الذي دمر بلاده وقضى على كل ما هوبناءوتقدم في العراق.وقد يبغي هذا الكاتب ان يعبر عن راي مضاد لاكثرية مقتدرة مع حشر حالات ومواقف عملاقة لرجال دولة لايمكن ان يستهجنها احد ولكن في بعض الاحيان يكتب البعض ليفهمها ويقتنع بها هو واما القارئ فيقع في تيه وضياع..  واخرون يستهجنون استخدام الحذاء في التعبير عن حالة الرفض واخرون يدورون ويلفون للتقليل من اتساع التايد العربي و العالمي لهذا الفعل البطولي وخبيث اخر يدلف بقلمه ليقول ماذا سيكون موقفنا لو ظهر ولا سامح الله وحاشاه منتظر وهويعتذر؟   

 

في البدء انا اقدر حجم الاخفاق الذي اصاب كل عميل لاجنبي من الظاهرة البطولية للمقاومة العراقية والتي حفزت وشجعت هذا العراقي البطل واعطته من زخمها الثوري و الشجاع وجعلته في لحظة المواجهة مع العدو ان يستحضر كل ما خربه هذا المجرم من بناء واحلام الشباب في العراق فاندفع باتجاهين الاول ان يهاجم المجرم والثاني ان يصيير من هجومه تحقيرا لعدوه ولم يجد في ذلك الا حذائه والحذاء في الشرق علامة من علامات التحقير . الا اذا كان المنافقون يعترضون على البطل بان يستخدم اداة واسلوب اكثر تطورا . واما استخدام نيكيتا خروتشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي لحذائه عندما كان ممثل الولاياة المتحدة في مجلس الامن الدولي يلقي كلمة بلاده في ازمة الصواريخ السوفتية في كوبا واستمر في بالضرب بحذائيه على الطاولة انه سلوك لا اعتراض عليه ولا يندرج تحت مسمياتكم الفنطازية.... واعتقد لو كان في متناول هذا العراقي سلاحا لما تردد لحظت في استخدامه . وكما في الوقت نفسه اتفهم الالتواء الذي حصل في اقلام البعض من عودة  لروح الثورة العربية في هذه الانتفاضة المعبرة عن حالات الرفض الجماهيري وبكل اشكال الرفض في حين هم كانوا قد عقدوا الامل في قرار المحتل في قانونه السئ و المخزي (الاجتثاث) ان ينهي روح الثورة والكفاح ويا لبؤس من تعلق بهذا الوهم وذلك لهامشية فهمه لحركة التاريخ العربي . اريد فقط ان اسئل الذين يرفضون هذا الفعل البطولي بحجة انه اساء لمهنة الصحافة واخلاقها.هل ما فعله بوشكم كرئيس للولاياة المتحدة اقوى دولة في العالم اقتصاديا و سياسيا وبحكم مهنته الرئاسية لهذه الدولة من زعزعة الامن والسلام العالمي في شرق اسيا باحتلال افغانستان وتغير نظام حكمه وبالقوة المسلحة الخارجية وبدلا من محاصرة ما يسمونه بمنابع الارهاب ولكن الواقع يقرأ تزايدا كبيرا لنشاط الارهاب (مع تحفظنا على دقة لفظة الارهاب) وتشهد المنطقة في القوقاز وجورجيا وضعا امنيا غير مستقرا ومع نهظة للدب الروسي وطرقات رجليه مذكرا بوجوده وعودته كقوة كونيةالامر الذي وبسبب سياسات بوشكم الى ظهوربوادرعودة مناخات الحرب الباردة مرة اخرى , والفعل المنكر لهذه السياسة في تدمير يوغسلافيا ومن ثم تقسيمها الى دويلات ضعيفة والامر الذي ادى الى تصارعها وظهورتطرف وصراع ديني وفي منطقتنا القضية الفلسطينية وقد ازدادت تعقيدا فيما كان بوشكم قد تعهد بعدم مغادرته للبيت الابيض والا سيشهد العالم قيام دولة فلسطينيةوهاهوينقلع والتمزق الفلسطيني والتصلب الاسرائيلي في التعامل مع الفلسطينين اصبح سياسة ثابتة. وتدخلاته في لبنان ووضعه الممزق بين المولات التي حضيت بتايده ودفعها الى التشدد واستفزاز المعارضة  و المعارضة المتشددة في موقفها وسلوكها المنفعل تجاه الاوضاع و الشعب اللبناني يدفع الثمن والخلاصة ان سياسة الولاياة المتحدة حولت من مصير لبنان مرتبط باجندات خارجية وتتحكم فيه الطرفين الرئيسين الامريكي والايراني..  والعراق وغزوه وبدون تفويض اممي وتدميره لكل البنية التحتية وخلق الازمات الطائفية والدينية  والدفع باتجاه الحرب الطائفية فرض زمر وميليشيات لادارة البلد وتصميم هيكيلية هشة وسماها بالعملية السياسيةوثم محاولة تقسميه واعطاء الضوء الاخضر للتدخل الايراني لتلعب بمقدرات شعبنا ووفق بادل المصالح بين ايران وامريكا. ومن ثم فرض عليه اتفاقية ووصاية لتقيده وتسلبه ارادته.

 

و لكن وبفعل المقاومة البطلة سيشهد العالم انشاء الله خروج امريكا مهزومة وهذا يا دعاة (شرف المهنة) ليس امنية عربية اوضرب حجر في ظلمة ولكن كلام احد المعلن الغربين وهو المعلق الشهير ريتشاد هاس في مقالته بعنوان(الشرق الاوسط الجديد) في مجلة فورين أفيرز حيث قال(ان من سخرية التاريخ ان حرب الخليج في عام 1991شهدت بداية العصر الامريكي في الشرق الاوسط في حين حرب العراق في عام2003عجلت في وضع نهاية سريعة لهذا العصرو المؤسف ان باراك اوباما مدعو لترميم هذا العصر بعدما حطمه بوش عسكريا و اقتصاديا)... وكذلك دوره في الصومال وموريتانيا وكل افريقيا. وبسبب هذه السياسة الهوجاء ادخل العالم في وضع اقتصادي صعب و معقد وسوف يستمر العالم كله يعاني منها ولسنوات قادمة..اهذه هي شرف المهنة و الامانة التي وضعها اولا الامريكيون وثانيا العالم في هذا الرئيس يا منصفين لشرف المهنة ام في تقديراتكم ان سلوك الاجنبي هو تحضري وكفى والسلوك العربي تضعونه على المجهر وهو أولا واخرا غير متحضر وبقدر القرب و البعد من مصالح الاجنبي؟؟واما من يأخذون على الشعب العربي الاحتفاء بهذا الحدث بكونه نتاجا للوعي الحسي الساذج بدلا وحسب رأي هذا الكاتب من ان يعمل بالعقل والتفكيربحاضره و مستقبله وهو يقول وبدلا من احتفاء بعملية عسكرية ضد القوات الامريكية.. الامر الاول ان التفكير العقلاني في هذا الزمن ينطلق في الكثير من الاحيان من المشاعر وهذا ما خصصته في الموضوع السابق(منتظر الزيدي..ظاهرة كيف نتعامل معها).اما قوله الاجدر ان نحتفل بعملية عسكرية ضد الامريكان فانا اسئل الاستاذ عمار ديوب صاحب المقالة الموسومة(الحذاء الذي الهب حماسة الكتاب..اما الاتفاقية)في جريدة الحياة (وعذري لاضطراري ذكر الاسماء ولكن لتوضيح في الحقيقة.اقول يا استاذي العزيز المقاومة العراقية البطلة يوميا تسطر من البطولات ترفع بالعربي و العراقي الى مستوى الافتخار ولكنني لم نسمع منك او من الذين يكتبون في حقل رأي و افكارفي جريدتكم عن اي شئ عن هذا الفعل الجبار او اي نقد لاتفاقية الوصاية وبكل حيادية او بنفس عربي .. اي انفصام في التحليل هذا و اي عقول هذه يسفهون عملا بطوليا يمثل وجه من اوجه المقاومة في اهانة المحتل وباسلوب عراقي ويطالبون بالحديث عن الاحتلال ومن يختلف معكم في هذا التوجه ولكن السؤال هواين انتم من هذا الذي تتحدثون عليه ام ان الامر مجرد هي محاولة للتقليل من وقع هذا الموقف البطولي وارجو ان تطلعوا على الموقف الدولي الذي يشيد بمنتظر وبموقفه .واما كون الحذاء لا يمثل اهانة فاشربوا من ماء البحر هاهو العالم الغربي وبالذات الصحف الامريكية تبدي اعجابها بالشاب العراقي والذي اهان بوش .ايها الغرباء ممن يكتب العربية لا تستخفوا بعقول الاخرين فالغرب يفهم ماذا يعني قذف بوش بالحذاء ولا تتاغفلوا عن كل الحقائق وتقفون موقف متوتر ومتطرف تجاه الملكية اكثر من الملكين انفسهم وكما يقولون. وامامن يتأمل في فرضية ان يظهر منتظر وهو يعتذر .فلو فرضنا ان هذا حدث  فانني في موضوع سابق تطرقت ان فعل منتظر خرج من كونه تصرف مواطن شريف وشجاع وتربع في كونه مثل لصورة الفعل الجماعي و حقيقة مشاعر هذا الجمع والذي هو من العراقين الشرفاء ومعهم العرب وتحول إلى تكذيب المحتل وعملائه من حقيقة الموقف العراقي من الاحتلال وكل ما نتج عنه من فعل و ثقافة و مؤسسات وديمقراطية زائفة و لهذا قابل المحتل بوش الاهانة ببرود ومن غير استهجان لان ضربة الحذاء كانت صفعةجعلته يصحى و يرى حقيقة الاحتلال كما هي لا كما صورته الته و ماكنته الاعلامية التي هو بذاته صدقها أو ارد ان يصدقها واما الطبالين و المزمرين من العملاء فقد تصرفوا بعصبية انتقامية من البطل منتظر وردة فعلهم هذه هو من الرعب الذي اصابهم من جرءاة هذا العراقي والتي ولدت في نفوسهم الخوف من الحقيقة وهم لايريدون ان تظهر وبدليل انفعاليتهم وعصبيتهم التي ظهرت في ضرب البطل وكانما يريدون بهذا الضرب اخفاء بل قتل الحقيقة وهي حقيقة الاحتلال وما نتج عنه من عمالة وقتل وتدمير...


ان ظاهرة منتظر جمعت في فعلها كل الاحساس بالالم والغضب من فعلة بوش و زبانيته في العراق مع الاستدراك العقلي في استثمار الفرصة ببعديها الزماني و المكاني للتعبير عن الرفض و المقاومة العراقية. واعتقد ان كل الذين اخذوا على التايد العربي و العالمي لظاهرة منتظر هم منطلقون من ردة فعل انفعالية لمشاعر الخوف من تنامي الفعل المقاوم وهو بحد ذاته موقف انفعالي وعاطفي وهو موقف غاب عنه الرصانة العقلية واطلب من اصحابه اجراء المراجعة في اطار العقلانية في كتاباتهم..والرب غفور رحيم فما بال مخلوقه من التسامح ...

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٦ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م