تاملات
الموقف و الظاهرة ... منتظر الزيدي

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

من الحقائق التي يرفضها العقل احيانا ويتقبلها بل يتلهف عليها القلب وتحتضنها المشاعر وترويها الاحاسيس ويبداء في داخل النفس البشرية فورانا واختلاجات وحماسا شبه سباقا بالانضواء لفكرة طارئة او واقعة اوحدثا ينهض العقل ويفعله وفي نفس الوقت يهز جنبات القلب و يرجه ويشد اوتار المشاعر ليتحول المجموع الى سمفونية في نفسي كل عازف يروم بارتقاء النغمة و اللحن بتردد الته وليجعلوا من الانسان حاوية واسعة بابعاد المقاسات ورابعهما الزمن وليلتحم القلب و العقل في تقويم الحدث او الموقف ويصلا الى الصوابية في التقويم .. وفي حياة كل واحد منا الكثير من المواقف والتي تؤثر بنا  سلبا اوايجابا والبعض منها نحن نؤثر بها بالسلب او بالايجاب وبعضها تتعدى حدود الموقف لانها اما تكون حبلى برديفاتها المتحققة وهي انطلاقة للاخريات المتحفزات للتحقق ..

 

او انها نسخة للمتكررات والشبيهات لهاوقد تختلف في القوة او في نوعية الفعل او في الاداة الفاعلة  او حتى في مبادئ الانطلاقة او التحقق واي كان التباين فالنتيجة تقوم على اساس الفعل الذي حدث وفي تاثيره..والان هل فعل البطل منتظر الزيدي او العراقي وكما احب الاهل ان سموه هوموقف او ظاهرة وبحيادية التقويم اقول انه موقف وظاهرة في ان واحد وادعم حيادية في التقويم من الربط العضوي بين اسبابه و نتائجه ..هذا البطل ومن خلال عمله الصحفي الميداني لمس حجم الخراب و الدمار الذي جلبه المحتل وعاين الماسي التي لحقت بشعب العراق من هذا المحتل فتشكلت لديه وهوعراقي اصيل قناعة تامة بان الذي حدث في 2003 من احتلال هدفه تدمير العراق وتفاعلت في داخل كل عراقي شريف بسيط هذه الحقيقة وكانت نقطة الصفر لمنتظر في مؤتمر صحفي وامامه المجرم الذي تسبب في دمار البلد وهو قبل ايام كان يعترف كمجرم كيف قتل ضحيته وبدم بارد وكانه يقول اهي غلطة بنيت على معلومات استخبارية  لدائرة هو نفسه الرئيس الاعلى وحصل الذي حصل وكفى والعراقي .يتسائل البعض ومنهم منتظرعن خراب ودمار العراق وشهدائنا وجرحانا واراملنا الا يستحقون من العالم الذي يسمي نفسه بالمتحضر والذي شرع قوانين في بلدانه تحافظ على حياة الحيوانات اي لفتة وهم يسمعون اعتراف هذا البوش بجرائمه وهم لايفعلون ولا يحركون ساكنا .ان ما فعله منتظر صدوقوني في عقل وصدر كل عراقي شريف وهذا التايد الذي حضى به من قبل العراقين خصوصا هو دليل على ذلك , ففعلة منتظر الجبارة هي حبلى بريديفات ستتكرر لاحقا وقد تاخذ اشكالا اخرى وهي في نفس الوقت فعل متكرر للمواجهة مع مجرمين شاركوا في اكبر جريمة انسانية بدءت اول حلقاتها في اعظم جريمة واجهتها الانسانية في القتل الجماعي في حصار لشعب العراق دام اكثر من 13 سنة وكانت الحلقة الثانية هي غزو العراق وتدميره وبكل ما تعنيه كلمة الدمار. اي ان الذي جعل منتظر ان يفور هذه الفورة الصادقة هو احساسه الوطني بوجوب فعل عراقي و قد انتفض بوجه الذي زرع الالم في صدر منتظر وهو فعل المقاومة العراقية في ثورتها ومقاومتها وهوليس بغريب او ببعيد عن فعلها الجبار و العظيم في مقاومتها للمحتل وملاحقته وللتاريخ اتجراء انا واقول ان ثورية وهيجان منتظر ستتكرر وبسبب الفعل الجبار للمقاومة العراقية ووجودها وتصاعد نضالها هو قدر ومستقبل العراقيين والتاريخ الانساني يؤكد هذه الحقيقة.

 

وبالمناسبة الاحظ بعض التسربيات الخجولة والميتة في لحظات ولادتها  تقول بان البطل منتظر سيقدم او قدم اعتذارا عن ما فعله وانا اقول كم هوبسيط هذا العقل والاعلام الذي يروج لهذه البدعة وكانني ارى اقزام يحاواون ان يمسكوا نجوما او زعيق بين اصوات رعود تملاء السماء ..يا عباقرة لا تؤحذ الامور بهذا الشكل .ان الحدث صحيح قام به عراقي بطل ولكن الحدث وقع اولا واخذ كل مدياته في الساحة العراقية والعربية و حتى العالمية ولايمكن ان تحاصروه باختلاقات او بارهاب البطل والفعل خرج من نطاق عمل كونه بطولي لمنتظر الصحفي الشهم البطل وهو الان يمتد بفعله على كونه ظاهرة ففكروا كيف يمكنكم ان تجابهوا هذه الظاهرة .وثانيا وحتى لو ظهر منتظر البطل لاسامح الله وفرط بوطنيته واعتذر فشعبنا وابناء الامة والعالم سوف لن يسمعونه لانهم هضموا فعله الثوري ولا يمكن ان يجتروه وايظا ستضيفون لسجلكم الاسود قبيحة  و ذلك باستخفافكم بعقول الناس ومن خلال تساؤل بسيط كيف يمكن ان نفهم موقف جرئ وشجاع لصحفي عراقي ضرب رئيس الولاياة المتحدة الامريكية وهومحاط بكل انواع واصناف الحمايات القذرة وهو وحيد اعزل والذي شاهد عملية رشق حذائين بوجه المجرم لادرك حجم الالم الذي اختزنه هذا الشاب في صدره وان فعلته خطرة وجريئةو ليست ردة فعل بل هي نتيجة تراكمات للالام العراقية التي ترسخت في هذا الشاب المغوارو بهذه المناسبة والان يظهر مظهرالمتاسف عن فعله المقاوم .

 

ان منتظر الزيدي لم يعد ملكا لمنتظر الان سواء تراجع عن ثورته او لم يتراجع فهو الان ملك للتاريخ العراقي و العربي والانساني ومع تقديرنا لهذا البطل ولعائلته الشريفة والاصيلة ان منتظر الان هو ظاهرة عراقية عربية انسانية احتواها التاريخ كرمز لمقاومة شعب لمحتل ورمز لثائر شجاع وقف بوجه الطغاة.. لهذا انا اقول ان منتظر خرج في فعله من حدود التصرف الشخصي الى الفضاء الرمزي في مقاومة المحتل .. فكل محاولة لتحجيم فعل منتظر سيعطي مردودا عكسيا على اصحابه ويولد ميتا في شرعية معالجته.اهي نصيحة وربي من وراء القصد وقصدي عساكم ايها المغرر بكم ان تعودوا لرشدكم و تعقلوا وتستفيدوا من ظاهرة منتظر الزيدي لتقرؤا المستقبل القريب من خلال هذه الظاهرة وحجم التايد الجماهيري لها وما كشفت لكم ولغيركم من محتلين وعملاء ما حجمكم وموقعكم وان المحتل سيغادر العراق مهرولا او ماشيا وكما استقبل بالغضب وسيودعه شعبنا بالغضب او سيستعين بمصانع وطنية لصناعة العصي وستكون المقاومة العراقية خلفهم حتى ينقلعوا من ارض الانبياء وتعود ارضنا طاهرة بعون الله وسواعد الشرفاء من مقاومين ابطالا اما مثل البطل المقاوم سيد الشهداء وحزبه الثوري المناضل .او من امثال المقاوم منتظر الزيدي .. وربنا معنا  امين  .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م