نافذة

موقع محطة اوباما من الاستراتيجية الامريكية

﴿ الجزء الخامس

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

الامل شئ عظيم في حياة الانسان و المجموعة البشرية  مهما كان حجم هذا التشكيل الانساني ولكن في بعض الاحيان لابد من اخذ معطيات الواقع و ضرورات التفكير النسبي في القضايا المصيرية في حياة الشعوب و الأمم وكل ذلك لا يتقاطع مع قدرة و نزوع النفس البشرية لرسم خريطة لامال يضعها من اجل الوصول لتحقيقها أو تحقيق جزء منها على ان لا تقترب هذه الامال من اطراف الوهم. وفي موضوعة بحثنا إنا لا اتشائم ولكنني ارى بعين المحللين و الباحثين في قدرة الرئيس اوباما في احداث تغيرا جوهريا في النهج و التخطيط الأمريكي اي بعرف الثوار ثورة في التفكير الاسترتيجي الأمريكي وهذه القناعة بالاضافة لما حلله المفكرين من صعوبة احداث تغيرا في التفكير الأمريكي و الاستغناء عن الاسطورة الامريكية ايظا هنالك ثقافة تكونت وتبلورة لدى الامريكين بان أمريكا قوة لا تضاهيها قوة و من الغير المسموح لبروز قطب ليحاول ان يعيد التاريخ إلى اجواء الحرب الباردة و أمريكا اصبحت مرجعية كبرى في الكرة الارضية ما تحلله و تحرمه وفق منطقها و مصلحتها يكون دستورا دوليا لا يتجراء احد من كان ان يخالفها .

 

فاحتلال العراق ووفق العقلية الامريكية شرعي بالرغم من عدم حصولها على تفويض دولي وشرعية الاحتلال تاتي من شرعية الاحتلال الاوربي للاراضي الامريكية من قيل الاوربين و استعمارهم لاهل البلاد الاصلين من الهنود الحمر وتحت غطاء ادخال الحضارة للقارة الجديدة و كل من قاومهم في الدفاع عن الارض فهو وحشي وقطاعين طرق كما تصورهم ماكنتهم الاعلامية في هوليود وبعد اكثر من 200 سنة يحتلون بلدان في العالم و تحت نفس المبداء اما لجلب الديمقراطية وإذا لم يجدوا من مبرر فيخلقون مبررا و بحباكاتهم الهوليودية مثلما ابتدعوا احداث 11 ايلول (سبتمبر) لينظموا حملة سموها (محاربة الارهاب) ويستغلوا و بشكل بشع و مقرف تطرف مجاميع اصولية اسلامية غير واعية للواقع الدولي والانساني لتقوم هذه الدولة الامبريالية باستغلال ردود الافعال و تسئ للاسلام و بشكل ظالم وتلصق به تصرفات لمجاميع  ارتكبت اعمالا غير مسؤولة وهي لا تمت للاسلام بشئ لا من قريب و لامن بعيد ولكنهم استغلوا هذه المواقف و الافعال ليجدوا مبررا لعدوانيتهم.

 

إنا اضع امنية صادقة ولكنها حالمة اذا استطاع الرئيس اوباما ان يغير ولكن لابد من يضع امامه كل الحقائق التي ذكرنا جزء منها و ان لا تغفل عنه حقيقة يعرفها كل الامريكيين قبل العالم وهي انه ليس أول رئيس امريكي يحلم بالتغير فالرئيس جون كنيدي وابراهيم لنكولن وكذلك الداعية مارتن لوثر كينك سبقوه وكانوا كلهم يحضون بتايد الاكثرية و مع ذلك لم يعطوا فرصة لتحقيق طموحاتهم بل احلامهم.اذا كانت هنالك رغبة حقيقة للتغير فلا يمكن ان تتحقق بقدرة رئيس و طاقمه بل لابد من يكون وراءه حزب يؤمن بهذا التغيير و كل الحقائق و المؤشرات لا تدل على ان الحزب الديمقراطي الأمريكي سوف يدعم طموحات رئيسه بل استطيع ان أقول سوف يقف بوجهه لان اي تغير سيضر بمصلحة الطبقة الراسمالية عموما و منهم الديمقراطيين ولا يمكن ان نغفل حقيقة كبيرة و هو دور اللوبي الصهيوني و المؤثر بشكل كبير في السياسة الامريكية والذي حتما سوف لا يقبل باي تغير في الدعم الأمريكي لعدوانية اسرائيل ومضايقة الفلسطينين .

 

واذا من راي استطيع ان اقوله و باجتهاد شخصي .ايها الامريكيون إنا العربي إنا شدكم ان تستثمروا فرصة و ظاهرة اسمهااوباما (ان صحت و صدقت شعاراته ) وانأ لست هنا اشكك ولكني كعربي فقدت مصداقيتي بكم و مع الاسف. أقول استثمروا هذه الفرصة لتجعلوها  أولا وقفة مع انفسكم و ان تواجه أمريكا و منذ تاسيسها ذاتها في تكونها و في تبلورها كدولة عظمى وامكانية ان تتطابق أمريكا الشعارات مع أمريكا الواقع. وان تجعل أمريكا من ميراثها ماض لا تسترشد به بل تتجاوزه و تحوله لاجيالها الحالية و القادمة إلى دروس في عدوانية الانسان المتخلف ونزوعه إلى الاستحواذ و بالقوة على ممتلكات الاخرين و هذه حقيقة و موجودة في تاريخ كل الأمم و الشعوب.

 

وان اهم دعامة للديمقراطية هي عدم التدخل في حياة الاخرين و تحت اي مظلة ومع الاقرار بان الشعوب تحتاج بعضها إلى بعض وهذا يكون بطلب منها لا بفرض من الاخرين .وانا متاكد بان رغبة التغيير موجودة لدى الشعب الأمريكي الان اكثر من اي وقت اخر وبتقديري ان المخططين للسياسة الامريكية لمسوا قوة هذه الرغبة لدى الشعب الأمريكي وحاولوا ان يمتصوا هذه الرغبة في اندفاعها قبل ان تتحول إلى شكل من اشكال الضغط عليهم وعندها سوف يفقدون لروح المبادءة واحتمال كبير عندها تتطور الأمور لتتحول من رغبة إلى تغير نهج و هذا بحد ذاته يشكل خطرا على مصالح الطبقة الحاكمة و المسيطرة فكان تقديمهم الاولي لتحقيق رغبة الجمهور في التغير هو شكل الرئيس الأمريكي من حيث اللون و الانحدار الطبقي ومن ثم شعاراته للتغير و السؤال المهم إلى اي حد سوف تسمح العقول التي تضع الخطط و البرامج الامريكية للسيد اوباما بالتغير؟

 

ان كل الذي قلناه انه سوف لا يحدث اي تغير الابالقدر الذي تسمح به العقول السياسية و المخططة والتي هي بضمن البرمجة الموضوعة من قبلهم وغير ذلك و اذا ما تجراء الرئيس الجديد على ان يخطو خطوة غير متفق عليها اعتقد سيلاقي مصير الرئيس كنيدي. اشك شخصيا ان مرحلة اوباما هي وقفة امريكية مع الذات الامريكية ولتلحقها وقفة مع العالم الذي يحيط بامريكا و ما اوباما الامحطة مبرمجة لدى الساسة الامريكين و لكن المطلوب مامؤر المحطة  بشكل جديد و من محلة تختلف عن الاخري لامتصاص رغبة من رغبات المسافرين في تغير مامؤري المحطات. ورب العالمين ادرى بشؤؤن خلقه  ..


إلى الجزء السادس ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م