تاملات
قرابين المشروع الأمريكي

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

احلى اللقاء هو لقاء العبد مع خالقه و فيه يشعر المرء بان جسده يتنقى من الرجسات و من كل ما يلصقه الشيطان با جسادنا الفانية وبارواحنا من خطايا وفي لحظة اللقاء بربنا القدوس و برفع ايدينا له كذبيحة لمغفرة خطايانا وبطلبتنا من سيد الحياة ربنا و خالقنا ان يتقبل هذه القرابين وهذه الذبيحة و يرحمنا و يغفر للناس اجمعين لانه الغفار الرحيم ..و بعد هذا اللقاء اخذتني حسرة على وطني الذي سرقه الاجنبي و دمر الحياة فيه هو و مرتزقته من الجاحدين و المارقين ممن اعمتهم قوة الاجنبي و نسوا حكم تاريخ امتنا العربية على الذين غالوا في الدين وعلى الذين غدروا بالدين وكما علمهم سيدهم الاجنبي من الشرق كان أو من الغرب.و ماذا بعد تقدمون قربانا للمشروع الأمريكي.؟ الايكفيكم دماركم لكل ما بني في العراق؟ والم ترتوي الهتكم من انهار من الدماء العراقية شيعية أو سنية أو مسيحية أو صابئية أو يزيدية ؟الا يكفيكم الملايين من الدولارات التي سرقتموها من مال الشعب؟

 

الم يبطل غلكم و حقدكم على هذا الشعب و قيادته ؟الم تهداء بعد نفوسكم الكافرة من فشلكم من تركيع شعبنا بعدما تعلم و حفظ نشيد وطن مدى على الافق جناحه و ارتوىمن مجد الحضارات..وانا  أقول ان القربان لاله الواحد الاحد رب السماء و الارض من عبده هو لاجل مغفرة الخطايا . اي العبد منا يستغفر ربه ويقدم  القربان كذبيحة كفارية عن ذنوبه  إلى رب  السموات والارض الاله الواحد الاحد . اذن هذه قرابين تثمر للعابد مغفرة وهكذا هو ناموس غفران الخطايا للبشر و تتعامل كل الاديان السماوية به وحتى الوثنية فمتدينوها يقدمون القرابين لالهتهم من اجل طلباتهم .وانتم يا عملاء أمريكا فكم هي قرابينكم التي قدمتموها وستقدمونها لتحقيق المشروع الأمريكي في المنطقة وعلى ارض العراق بالخصوص..

 

ذبحتم المقاومة  الفلسطينية ومزقتم وحدة بندقيتها وجعلتم بعضهم يرتدي بدلة موائد المفاوضات وتعلم الاستجداء امام معابد عبدة الشيطان و الأمريكان وفرقتم الامة بعدما غدرتم بقادته. ومنكم ذهب إلى دار عدوه بعباءة حوار الاديان .ورب السماء و الارض ما كان يوما بين الاديان حوار الطرشان وهم من رب واحد وكلهم لاله واحد احد يدينون فلماذا هذا الخداع والسوفان يكيفيهم ماضيهم عاشوه بحب ووئام.و العراق كان البداية لمشروع الأمريكي في المنطقة و باحتلال العراق يقول مفكري المشروع تتصدع المنطقة فقد قالها سيد الشهداء (اذا ذهب العراق ذهبت المنطقة).

 

 وهاهم يا سيدي يبنون الخراب في المنطقة    بهدم العراق . والظاهر لم تكن بداية حسنة ولكن الغازي المتعجرف راهن على ذبائح اكثر وتقديم قرابين لا نقاذ بداية مشروعه وهم من عام 2003 وبعد اعلان بوش وقف العمليات العسكرية و حسب حساباته و اذا بقيادته العسكرية تعلمه و بتقرير سري ان باعلانه هذاانما هي بداية لنمط جديد من العمليات العسكرية وهي المقاومة العراقية البطلة.وخلال هذه الفترة من عام 2003 ولغاية اليوم كل التحليلات العسكرية و السياسية تشير إلى التورط الامريكي في العراق و يوم بعد يوم يزداد الخروج من هذا المازق تعقيد.وكل المؤشرات تدل على سوء الاختيار الأمريكي لنقطة البداية للمشروع الأمريكي .انا أقول الله يرحمكم يا سيد الشهداء انظر من علين على تورط الامريكين وعاى فضلك على العراق و العرب و حتى العالم في اعدادك لروح المقاومة وستكون القرابين المقدمة من شرفاء العراق مقبولة و مقدسة للرب لان مذبحها مذبح الحرية و الشرف و الكرامة وكلها من ناموس السماء والذي على اثره ستكون بداية نهاية الامبراطورية الامريكية فقد جرهم سيد الشهداء و إلى ساحة  القتل على يد مقاومة شعبه و انت الادرى برفاقك و بكل العراقيين الشرفاء في تصديهم للمحتل و انت الذي قلت في إحدى خطبك ان العراق عاص على المحتل و هم اخذوا هذه المقولة و درسوها بامعان و لكن ليس كما تراها رحمك الله و يراها رفاقك فاختاروا العراق نقطة البداية لمشروعهم الشرق الاوسطي .ولكنهم لم يدرسوا مقولتك التي قلت بها   في شعب العراقي شعب العجب و شعب الحضارات وهاي ثقتك ايها القائد تتعزز يشعبك في مقاومته للاحتلال و في حيرة الاجنبي في الخروج من مازقه في بلاد الرافدين.اذن ماذا يريد المحتل من قرابين لتنفيذ مشروعه الخائب وهو في ورطة اذا قرر الانسحاب يعني تسليمه بالفشل الكامل في مشروعه و انتصارا كبيرا لاعداءه وكل من وقف أو عارض في حينه غزو العراق وهذه بحد ذاتها كبيرة على أمريكا التي بالامس اسقطت الاتحاد السوفيتي العتيد.

 

والخوف الأمريكي لا يقتصر على هذا بل على التاثير السلبي في اسوء الاحتمالات على مصالحها في المنطقة و حتى في خارجها ايظا و فقدان الثقة بها كقوة عظمى. وقد يتطور الامر في حالة هرولتها بالانسحاب إلى جعل العراق ساحة تصفية بين الفرقاء الذين يحكمون الان بحماية الاجنبي وهذا الامر قد ينسحب في تاثيراته على مصالحها في الخليج و التي كانت قبل الاحتلال هادئة..اي مازق هذا الذي تورط به الامريكيون و انقادوا اليه من مجموعة غبية حاقدة وعدتهم بعراق يستقبلهم بالزهور و اذا يقذفهم بالقنابل ..

 

اي ورطة لامريكا اذا تحول العراق إلى منطلق لمواجهة عربية ايرانية وتحول المنطقة إلى ساحات مواجهات وهذا ليس في صالح أمريكا و عملاءها ولا يعني هذا ان الانسحاب الأمريكي من العراق سيكون كارثة على العراق و المنطقة ولا هو البديل كما يروج له البعض بالانسحاب التدريجي... و انما الحل هو بالتفاوض مع النظام الشرعي قبل الاحتلال و المقاومة العراقية و بكل اطرافها بهدف منع الاطماع الايرانية ان  تاخذ فرصتها بعد الانسحاب وترمي يثقلها السياسي و العسكري وتستكمل سيطرتها على مقدرات العراق من خلال اتباعها  وعملائه.

 

الحل امام أمريكا و العالم البدء بالتفاوض مع ممثلي العراق الحقيقين وهو الطريق الوحيد بل الفرصة المواتية للادارة الامريكية الجديد  الجديدة لانسحاب مشرف لايعيد مأساة هروبها من فيتنام ..والنظام الشرعي قبل الاحتلال كفيل باقامة ديمقراطية شعبية حقيقية ويشارك بها كل العراقين وبدون اجتثاث لاي وطني شريف وعند ذلك تكون القرابين التي قدمها شعب العراق مستحقة للنتيجة المشرفة لكل عراقي وانها قرابين غالية ومقدسة لانها قدمت من اجل قضية شريفة وهي تحرير الوطن و الشعب ومقدسة لان الهنا الواحد الاحد خالقنا يقبلها وهي خالدة لانها من اجل رسالة الامة العريبة الخالدة . واما قرابينكم فهي رخيصة برخصكم و رخص غايتكم وهي نجسة و لا  تحسب قربانا بمعنى القرابين لانها من عبد رخيص إلى سيد فان في الدنيا و الاخرة ..انا أقول بل اناشد فيكم  ولو ذرة مما ترفعونه من شعارت واقول وعسى الله ربنا نحن ان يسامحكم وتفكروا بضمير و بصيرة ضمير ان تعودوا و تندموا على ما فعلتموه بوطنكم و شعبكم و قيادتكم وتستغفروا الله وليس العبد عسى ان يمن عليكم بالغفران و هو الرحيم والغفار و لاننا كلنا عبيد رب السموات و الارض ولايحق للعبد ان يدين عبدا غفر السيد الرب له .

 

انا اتمنى عليكم . واما البصيرة الايكفيكم قرابة ستة سنوات من الدمار والانحطاط و بكل شئ في وطن الانبياء .ومن ناحية اخرى الاتتعضون من التاريخ القريب و ليس البعيد عن تخلي الامبريالية بشكل عام والامريكية بشكل خاص عن عملائها عندما تنتهي مهمتهم معها واقرب مثال اورده لكم عميلهم ماركوس في الفلبين عندما سقطت صورته امام الشعب الفليبني وباتت في حينها مصالح أمريكا في خطر و خاصة قاعدتها العتيدة في كلارك تركته وسحبت منه غطاء دعمها . شاه ايران الذي وصل الحال به ان سمي شرطي الخليج و لكن عندما انتفض الشعب الايراني ضده وحضت هذه الانتفاضة بالتايد من قبل الراي العالمي تخلت عنه بل ساهمت في اذلاله من اجل مصلحتها .والان ماذا تقولون ولم يبقى لكم من طريق العودة لجادة الصواب الا مترات قليلة وهي بتناقص .وانها لدعوة نظيفة و فرصة وحيدة ..اقول دعوة نظيفة لانها لاتحمل الا مشاعر عبد لربه يدعو من سقطوا في وهم كبير و يامل ان تعودوا  إلى شعبكم ان ارتضى بكم قادته. وهي فرصة لكم لانني اتحدث بمنطق حركة التاريخ في هذه الكرة الارضية و الذي يوصل هذه الحركة إلى الحتمية التاريخية و القاضية في احد جوانبها ان انتصار الشعوب ضد المحتل و هزيمته و هزيمة اعوانه حتمية لا شك فيها و راجعوا بانفسكم كل حركات المقاومة في العالم و الذي تشكلت بعد الاحتلال .

 

فما بالكم يمقاومة يقودها فكرا عقائديا يضم في عقيدته كل مكونات الامة اي شموليا بمعنى الحب والتعاون وليس بالمعنى الذي لقنه لكم المحتل ومناضليه تمرسوا بمفاومة المستعمر الايحق لي ان اضيف لهذه الحتمية حتمية اخرى . واكرر يقولي هذا ان مستلزمات صيرورة العراق الحر والقوي المساهم في بناء الامة العربية و الاسلامية و العالم أقول كل مستلزمات هذه الصيرورة نضجت . ولاحضو صيرورة عملاء المحتل ابتداءو بكتل كبيرة في عام 2003 والان هم في تمزق وعندما تهدء الأوضاع قليلا في شمال العراق ستشهدون  حال الفرقاء وهذه ليس بامنية و لكنها حتمية وصيرورتها قد ابتدءت من أول يوم للاحتلال... اخيرا الله ربنا يهدي من يشاء و الله اكبر من خلقه اجمعين -

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م