نافذة
موقع محطة اوباما من الاسترتيجية الامريكية

﴿ الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

ان الانتخابات الامريكية محكومةبعدة عوامل داخلية و خارجية يسعى العقل المخطط الامريكي الى دراستها منفردا و من ثم بالتزاوج بينهما لتخرج سياسة امريكية موحدة الاهداف وفي نفس الوقت تتحدد لها الادوات التنفيذية بدءا من شخصية الرئيس و انتهاءابمسؤولي المخابرات المركزية و مكتب التحقيقات الفيدرالي.و هذه الحقيقة هي جزء من رسم الستراتيجية الامريكية ..ومن ضمن تحديد مواصفات هولاء الموظفون يكون الزما ان يتم السيطرة على مجريات الانتخابات بهدف تحقيق ركننا اساسيا في البرنامج السياسي الامريكي. وقطعا مطلوب توضيح ما اعنيه ب( السيطرة علىسير الانتخابات).. وهل هذا يمس نزاهة الانتخابات الامريكية؟ الذي اقصده ان الديمقراطية التي يمارسها اي انسان في حياته تقاس بمقدار الحرية التي يتمتع بها في الاختيار و بدون اي مؤثرات تتدخل في اتجاهات الاختيار. و هذه المؤثرات في الدول التسلطية هي القوة و التخويف و حتى الارهاب.

 

واما في الدول المتقدمة فتكون هذه المؤثرات اما قوة المال و الذي يترجم بحجم الاعلانات و الدعاية وادواتها الصحف و المجلات واللافتات والمحطات الفضائية . اوالتكتلات واللوبيات التي تحشد كل الطاقات و الامكانيات من الاعلام و الى التبرعات بهدف الترويج لمرشحهم .وعندما نتحدث عن التكافؤ والعدالة في مجال الانتخابات فاول ما يتبادر الى الذهن ان الفرص التي تعطى للمرشحين متساوية و اذا ما حشرت عوامل نجاح مضافة لا حدهم دون الاخر فهذا يعني عدم تكافؤ في الفرصة الواحدة وهذا يعطي نتائج غير عادلة و بالتالي يعني تفوقا لواحدا دون الاخر وهو ايظا يندرج تحت مفهوم اللاعدالة ويعني بشكل او اخر عدم نزاهة....

 

وان المخطط الستراتيجي الامريكي ( مجموعة العقول التي تمتلك الخبرة في مجال السياسة من خلال تبؤئها مراكز قيادية اواستشارية في الدولة الامريكية) يفكر بشكل يوضف كل المعطيات المحلية و الدولية لصياغة الستراتيجيات . والان ماهي العوامل التي اوصلت باراك اوباما الى الرئاسة؟ انا اقول ان المرحلة ما بين عام 2000 و عام 2008 تميزت وفيما يخص العرب و المسلمين كانت مرحلة علقوا الامال على ان تحدث تغيرات في السياسة الامريكية فيما يخص قضاياهم وبان بدايتها كانت من الانتخابات الامريكية وكان مرشحي المرحلة (جون كيري و جورج بوش) وعقدت الامال على تغيرا قد يحدث في السياسة الامريكية المنحازة لاسرائيل و كان العرب والمسلمون يعلقون في ذلك على بوش اولا و من ثم التغير في السياسة ثانيا. وتحقق للعرب الامل الاول بفوز بوش واما قام به بوش من نشر الفوضى في غزوه لافغانستان و تدمير العراق و احتلاله وخلط بين الكثير من المفاهيم وحسب ما تريده امريكا فدمج بين الارهاب والفاشية و بين الاسلام وساند الموقف الصهيوني للتوسع في الاستيطان و دعم حروب اسرائيل ضد الفلسطينين و اللبنانين و جمد الصيحات التي تطالب بنشر الديمقراطية في الدول العربية عندما اصبحت تهدد انظمة حليفة لامريكا فلم يكن هذا الا خيبة في عموم السياسة الامريكية والبرامج الانتخابية للمرشحين...

 

وعناوين شعارات اوباما في التغييراصبح تقبله بين شعوب العالمين العربي و الاسلامي حذرا بل يتسم بالشكوك وعدم الثقة و بعكس انظمتها التي راحت تشيع روح الامال في حصول تغيرا في السياسة الامريكية وبعد فوز اوباما.. و المبادرة الاميريكية التي تمحضت من يدي الفريق الذي تقوده مادلين اولبرايت و دنيس روس وثلاثون من الدبلوماسين السابقين التي وضعت بين يدي اوباما كشعار انتخابي لمرحلة والهدف الاساسي من هذه التقريرهو كيفية تقليص رقعة العداء بين العرب و المسلمين و الولاياة المتحدة والتي اضرت بمصالح الولاياة المتحدة في هذين العالمين و التي كانت اهم ما افرزته مرحلة بوش من عام 2000 و الى عام 2008 .و هذا التقرير يوصي وقد يلزم الطاقم الرئاسي الديمقراطي بالتوازن الجديد في علاقات الولاياة المتحدة مع العالمين العربي و الاسلامي وينسحب الامر الى دول العالم الاخرى.و قد سميت المبادرة (مشروع التواصل الامريكي الاسلامي).

 

و قد ساهم في اعداد هذه المبادرة 30من المسؤولين ورجال الكونغرس و دبلوماسين سابقين وقادة راي مسيحين و مسلمين و يهود في مقدمتهم مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاسبق.وقد خرج عن هذا المشروع تقريرب150 صفحة تضمن ستراتيجية هدفها انقاذ علاقات امريكا مع العالم الاسلامي وتعليق العمل بما اسماه مجموعة من المحافظين الجدد الامريكين(صدام الحضارات) وكان صموئيل هانتينغتون و برناد لويس هم رواد المحافظين الجدد ومشيعي هذه النظرية.ففوز اوباما يمثل رغبة للسيايسن الامريكين في احداث تغيرا مدروسا ومبرمج يتفق مع المصلحة الامريكية في الحفاظ على تفوقها بين الامم لا ان يفرض التغير بحكم مستجدات ضرفية اوضرورات مفاجئة و في كلتا الحالتين ستربك العقل و المخطط وقد تنفلت زمام هيمنة امريكا على العالم و هذا من المحرمات بعد ما دفعت الولاياة المتحدة الكثير للوصول الى مر حلة احادية القطب و استمرارها في امركة العالم و الوطن العربي عملا بمبداء روزفلت الذي يخطط بموجبه العقل الامريكيي و منذ عام 1903 وبموجبه تتم الدراسات و وضع الستراتيجيات الامريكية لتحقيق هذا الهدف..


وتزامن مع اعلان هذه المبادرة تقرير اصدرته مؤسسة الانصا ف الذي اهم ما تضمنه تحسين العلاقات مع العالم العربي و هاجمت كل السياسات الامريكية التي عملت على تشويه صورة الاسلام وذلك من خلال اعتماد الاساليب الدبلوماسية كطريقة رئيسية لحل النزاعات في العالمين العربي و الاسلامي و مساندة الجهود المبذولة للارتقاء بنظم الحكم و تعزيز مشاركة المجتمع المدني في الدول الاسلامية في برامج اقتصادية و تشجيع الحورات فيها.


الامر الاخر الذي ارتبط بتهيئة شخصية اوباما هو ان فريق عمل شكله مجلس العلاقات الخارجية والذي يطلق عليه(صانع الرؤساء الامريكين) مهمته هي بتحديد ما اذا كان تعزيز الديمقراطية في الشرق الاوسط يخدم المصالح الامريكية؟ وفي معرض الاجابة حول هذه الاسئلة يقول التقرير بان تطور المؤسسلت و الممارسات الديمقراطية مطلوبة و لكن لا يمكن فرضها من الخارج و ان التغير المفاجئ ليس ضرورة مرغوبة ان واجب امريكا في الشرق الاوسط يجب ان لا يتعدى الامر التشجيع و التطور نحو الديمقراطية لا ان يصبح دورها الفرض.


اذن هذه المبادرات و فرق العمل و اللجان كانت قد توصلت الى ان التغير اصبح ضرورة ملحة ولابد من التغيرشعار واول ملامح هذا التغير هو في شخصية الرئيس وشكله و تكوينه الطبقي فكان اوباما الشخصية المناسبة لهذا التغير وهواختيارا ذكيا في امتصاص تطور التذمر للانسان الامريكي من تحول الانتخابات الامريكية من مناسبة و واجب محبب الى ممارسة لاستعراض الرؤساء .هذه بعض التوجهات للسياسة الامريكية للسنوات المقبلة و الان نستطيع ان نفهم ان مجئ اوباما جاء باتفاق العقول الاستراتيجية الامريكية ووفقا لمصلحة امريكا بانه رجل المرحلة .


الى الجزء الثالث

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م