تاملات
انجازات الخالدين وبقايا المفسدين

﴿ الجزء الثاني

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

اذن تفاؤلنا بالنصر هو عامل اساسي في عكس ثقة الثواربصدق وشرعية قضيتهم و قد حاولنا ان نذكر بعض انجازات ثوار 17-30 تموز وستبقى خالدة مهما حاول الاعداء اخفائها و التعتيم عليها و خاصة التي ساحاتها كانت في عقول العراقين وضمائرهم والان ما ذا سيبقي للعملاء المفسدين و اسيادهم المحتلين. ان وصول بوش للحكم كان بداية لسيطرة فكر ستراتيجي امريكي يميني يهدف إلى سيطرة و زعامة امريكية للعالم واقامة الانظمة الموالية لامريكا وتحت ذريعة معلنة اقامة حكومات ديمقراطية و في الحقيقة  التوسع في عدد الحكومات العميلة لامريكا.وسؤالنا للشعب الأمريكي ان عنجهية بوش في خلال 8ستوات من حكمه ماذا حقق لكم و للعالم .وهو على ابواب مغادرة البيت الرئاسي فقد اغرقكم و العالم بتعقيدات و ازمة اقتصادية صعبة جدا وذلك بسب تهوره في غزوه للعراق و افغانستان وحيث بلغت كلفت الحرب عليهما اكثر من 700 مليار دولار والنتيجة توسعا لنشاط القاعدة وطالبان وما احداث بومباي الاخيرة الاشاهدا على عدم الاستقرار في المنطقة بل اصبح الامر خطيرا في العلاقات الهندية الباكستانية وان قوة القاعدة قويت عما كانت عليه قبل اربع سنوات وذك من خلال العمليات القتالية ضد قوات الاطلسي. وان الدب الروسي قد صحى و بدى اكثر تصلبا تجاه المخططات الامريكية وما دخوله إلى الاراضي الجورجية لانقاذ المواطنين في اوسيتنيا من محاولة النظام الجورجي العميل لامريكا من ارتكاب المجازر ضدهم كان هذا الموقف الروسي نهضة روسية ضد المصالح الامريكية. اي في حسابات الستراتيجية للدول يشكل تراجعا لامريكا ايظا.و القضية الفلسطينية شهدت تعقيدات اكبر مما كانت عليه وبعض انواع التعقيدات في سقوط عدد اكثر من الشهداء الفلسطينين و القتلى الاسرائيلين وكل يوم, بل تعقدت في التمزق الفلسطيني و ما حصل في غزة و حصارها الاجرامي بحق شعبنا الفلسطيني. والوضع الصعب الذي خلقته سياستهافي السودان و الوضع المعقد في دارفور جعل من الولاياة المتحدة تتخبط في التصريحات و الاجراءات. وتستمر الماساة في الصومال و ازدياد التشرذم بين الفصائل الصومالية والذي سبب حرب مستمرة ووضع امني غير مستقر و حروب و قتلى.

 

ايظا الانقلاب العسكري في موريتانيا الذي خلق وضعا مقلقا لامريكا.و التوتر الذي خلقه بوش في أمريكا اللاتينية و خاصة مع فنزويلا وجعل المنطقة قلقةوازدباد التحدي للرئيس النزويلي لامريكا و سياساتها و خاصة في محاولاتها للوصاية و استمد ذلك من التحدي لقائد صدام حسين (رحمه الله). والمواجهة مع ايران فيما يخص برنامجها النووي وافتعال الادارة الامريكية  للتشدد معها جعل المنطقة و بالذات منطقة الخليج العربي تشهد وضع مواجهة مع ايران ودفعت بدول الخليج لان تكون راس الرمح في ما يسمى بمواجهة أمريكا لايران وليزداد التوتر في الخليج العربي وشهدت محاولات ايرانية للوصاية على دول الخليج يعد خروج العراق من المواجهة معها و الوقوف امامها و ما شنها للحرب ضد عراق الثورة في عام 1980 الامحاولة ايرانية لازاحة و اخراج العراق من المنطقة ومن ثم الاستفراد بدول الخلج و خسئت و فشلت و لكن الان تمددت و بدءت بمناورات عسكرية في الخليج وهنا يبرز سؤال اليس هذا استدعاء لتكثيف التواجد الاجنبي في الخليج؟. واما الصين فقد تمددت اكثر بنفوذها في اسيا و افريقيا و أمريكا عاجزة عن وقف هذا التمدد.

 

واما الفشل الأمريكي في العراق فقد كان كبيرا ففي العقلية الستراتيجية الامريكية كانت تتوقع أمريكا بوش ان الحرب ستنتهي باحتلال العراق ولم يضعوا في حساباتهم ان الشعب الذي ارتوى من العقيدة البعثية لا يسكت على احتلال وإذا بالبندقية التي قاتلت همجية الملالي في عام 1980 والى عام 1989 وانتهت بيوم النصر العظيم و هم نفسهم الذين سيقاتلون المحتلين الأمريكي و الايراني و عملائهم الوسخين.ولكن النصر الكبير قادم وهزيمة الاعداء متحققة و اكيدة.وما اتفاقية الذل الا خلاص للمحتل و لعملائه. فهي للمحتل منفذا للهروب المشروع بعدما قراء القراءة الصحيحة ماذا يعني تعاظم المقاومة وتزايد قوتها وافلاس عملائهم من الجماهير التي ا نخدعت  بشعاراتهم  في بداية الاحتلال وان تغير المتبادل للعملاء لاسيادهم هو دليل على الهروب المعنوي للعملاء و بداية الهروب الحقيقي لهم من العراق وإلا كيف يفسر تغير عملاء ايران لسيدهم و ابداله بالامريكي و العميل لامريكا يبدل سيده الأمريكي بالايراني .

 

انه بداية الهزيمة للمحتلين في العراق ووصول أمريكا لاخر المنحد رولا يغيب عن بالنا مقولة سيد الشهداء و عقب العدوان الثلاثيني في  عام 1991 في بدايات الانحدار الأمريكي كان من أول عدوانها على العراق وكذلك توضح التدهور الأمريكي في اقدامها لغزو العراق عام 2003 وان اتفاقية الذل هو هروب امريكي نحو الامام و باب للخروج من العراق مع حفظ ماء الوجه.و اما نظام الملالي يشهد الان وضع داخلي مضطرب و بسبب المظاهرات الطلابية و الجماهيرية وتكشف حقيقة الملالي لشعوبهم حقيقتهم في دفع بلادهم نحو الدمار والمواجهة مع احرار العراق الذين يحبون الحرية كحبهم لماء دجلة و الفرات,وهذا يعطي اشارة لعملائهم بان سيدهم الايراني اصبح وضعه غير مستقر. و في ظل  المازق الأمريكي في العراق والذي انسحب هذا على الإستراتيجية الاوروبية بالرغم من اعتراض الفرنسي و الالماني على غزو العراق الا ان هنالك محاولات فكرية لاعادة التجانس الفكري في الإستراتيجية الغربية من خلال عدم المركزية و التعاون الاقليمي في مواجهة التحديات في حين كانت الإستراتيجية الامريكية تفرض تفاصيلها على استراتيجية الاوربية لانها كانت تتحمل باستمرارالعبيء الاكبرفي عدد القوات و الاسلحة في الحلف الاطلسي وهذا ايظا يعتبر تراجعا امريكيا في الفرض الأمريكي.

 

ونخلص ان العقل الأمريكي الذي يضع و يرسم الاستراتيجيات الامريكية يمر الان و بعد مازقهم في العراق بمرحلة  فترة مراجعة فكرية تتضمن تحديد الدور الأمريكي المستقبلي على ضوء الكم من النقد للدور الأمريكي باعتبارها القطب الاعظم وان هذه العثرات التي تمر بها سياساتها سوف تتجاوزها من خلال القراءة الصحيحة للوضع في العراق وقد كانت سياستها الفاشلة في العراق و باعتراف بوش نفسه وفي خطابه قبل ايام تطلب بل تحتم اعادة النظر في ستراتيجيتها الحالية و التي تكسرت على سندان و مطرقة المقاومة العراقية البطلة .

 

ان كل الذي ذكرناه يمثل حزمة الفشل الأمريكي والذي كان اكبره في العراق . وعليه سيخلف العملاء كل الدمار و الخراب و الفشل و القتل و التهجير و الاضطهاد و حزمة من القوانين الاجتثاثية و الانتقامية و الحاقدة و فقرات من المحاصصة و الطائفية و الاثنية وسموه بالدستور اي خراب من مجموعة من القتلة وسارقي اموال الشعب  سيتركون ورائهم بعدما يهربون خلف انسحاب سادتهم .. فشتان بين الحكم الوطني قبل الاحتلال و حكم العمالة في حكومات الاحتلال وعظبم من قال ومن اثمارهم تعرفونهم امين ..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٢ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م