نافذة
موقع محطة اوباما من الاسترتيجية الامريكية

﴿ الجزء الاول ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

يومي كان صباحا و كان مساءا وفيه فرح و رعب وقلق على الاهل و الرفاق ووطن لا يزال جرحه يتسع ويكبر مما دعاني ان اري هذا اليوم و بنافذتي الخاصة وبعيون المقاومين للاحتلال و بمكر الاعداء المتربصين وها انا ادفع بالنظر الىوطني الذي ينزف ياليتني امد له شراييني لاسعفه واحتضنه بكلمات اسرقها من السماء لتبقى يا وطني مقدسا و ارض للانبياء وارسل روحي الضمئانة ترفر على دجلة الخالد عساهاتتندى بقطرة من ماءك استفزتها حرارة شمسك العاشقة لارضي ليكون وليدها تمر وكلما زاد العشق من وصله و حبه زادت وليدها حلو ..اه يا وطن الرفاق كم احبك و كم حلوة قبلتنا اليك و كم هي  مباركة ارضك  لحظة افتراشنا لترابك في صلوة  ..


الرفلق و كل الشرفاء وسمائك عرش الرب و ارضك مؤطي قدميه وهنيئا للعابدين منك لاله الارض و السماء..
.اري البعض من العرب يصطفون مع الاخرين في الاكثار من الامال بعد فوز اوباما في  لانتخابات الامريكية بل البعض راح يصور هذا الفوز بالمرحلة الجديدة وكل العقد ا لتي عقدها سلفه سوف تنفك الواحدة تلو الاخرى وكانني اري اجواقا تعزف و تريد ان تقول (حياك يا اوباما) وهنالك من يبشر بصباح بل بعرس في العالم كله.لست انا من المتشائمين و لامن يريدون احباط الامال و يقتلون الامل وهو بعد وليد صغير .ولكني اريد ان اقول هل تعرفون محطة اوباما اين تقع من التخطيط الستراتيجي الامريكي؟ وهل مجيئه جاء عبر ورقة الانتخابات الديمقراطية الحقة؟ ام هي ايظا جزء من البرمجة للعقلية الامريكية؟ وهل سوف يستطيع اوباما الملون والمنحد ر من اصول كادحة ان يغير من السياسة الامريكية والى اي حد يمكنه ذلك؟وهذا ما ساحاول ان اجيب على هذه الاسئلة.. وبكل تواضع اطلب من الاخرين ان يصبروا بها علي و من الله النعم ان شاء ...

 

1. اين تقع محطة اوبامامن الاستراتيجية الامريكية؟ لكي نصل للجواب المنطقي لا بد من استرشاف سريع و موجز لتطور العقلية الواضعة للخطط و الاستراتيجيات الامريكية وهذا بدوره سوف يوصلنا للرؤية الواضحة لمحطة اوباما.. ان عمر دخول الولاياة المتحدة الامريكية كدولة عظمى و مؤثرة في العالم لا يتجاوز المئتين سنة فهي بعد ان انتهت من حروبها الداخلية(حربها ضد بريطانيا المستعمرة و التي انتهت باستقلالها  في 1783م. وكذلك حرب الابادة ضد سكانها الاصليين من الهنود الحمر والتي انتهت بتصفية هذا العرق الامريكي الاصلي في عام 1853م.

 

والحرب ضد الولايات الجنوبية التي كانت تريد الانفصال عنها في عام 1860م .وكان ا لتوسع الذي بدءته في القارتين الامريكيتين و حسب مبدء مونرو  هي البداية لخروج النزعة الامريكية في الهيمنة الى خارج الحدود.  وترافق مع هذه الاحداث و التطورات بلورة الشخصية الامريكية كدولة و مواطنون تنمو معهم صفة النرجسية و الاعجاب بالتجربة الامريكية و التطلع الى نقل هذه التجربة الى دول العالم والتي اصبحت بعدئذ فرضها و الزام الاخرين بتنفيذها و تقدمها على تجارب الاخرين في اشكالية الانظمة الديمقراطية عند الدول الاخرىبل دخلت في القرن الواحد و العشرين الى مرحلة النموذج الاول وبعكسه تعتبر النظم الديمقراطية ديكتاتورية اي اصبحت الديمقراطية الامريكية هي النموذج و ما على الباقين الاقبولها و الاترفع شعارات ضد هم( دول محور الشر او الخارجين على القانون او الديكتاتوريةودول داعمة للارهاب) واذا لم تنفع هذه الشعارات تنتقل الولاياةالمتحدة بمواجهتها للدول العاصية عليها الى شن الحرب وتبدئها بلملمة مجاميع و شلل مارقةولصوص و خونة و تنفخ بهم وتحولهم من قطاع طرق و لصوص الى معارضين سياسين تصفهم مع مرتزقة و من ثم تغزو البلد و تحت شعار الديمقراطية و هذا ما حصل عندما حاولت امريكا (تدجين) وتركيع النظام الوطني الثوري في العراق وخسئت ولم تستطيع ذلك فلجئت الى اسلوبها الرخيص في التامر عليه و غزوه ذن قلنا وبحلول القرن العشرين اصبحت امريكا موحدة سياسيا ودولة عظمى عسكريا و اقتصاديا و خاصة بعد ذبول القامة الاستعمارية الانكليزية و الفرنسية بعد دحر هما للقيصرية الالمانبة والالمانية الهتلرية المنافسة لهما .فتقدمت امريكا  لتصبح الدولة العظمي الاولى في مجابهة الدب الروسي و من ثم يسقط هذا الدب و تنفرد هي بالعظمة .ومع هذا التطور كانت امريكا تصرف الملايين الدولارات لرسم صورة الامريكي الديمقراطي والدولة المشرقة لتجعل من امريكا حلم كل الشعوب في نمط حياتها.ورفع مهندسوا السياسة الامريكية شعار( قرن  العشرين هوقرن امريكي ).و هذا يعني قرنا امريكيا في الثقافة و الهوية و النموذج و من هذا الشعار بدءت امريكا حروبها في مختلف بقاع العالم.فبدءت في منتصف القرن الماضي تدخلاتها من خلال الحرب الكورية 1950 و اسقاط حكومة مصدق الوطنية في ايران في1953  و تدخلها السافر في كونتيمالا وانزالها للاسطول السادس في لبنان في 1958لقيام ثورة 14 تموز وحصارها لكوبا منذ عام 1959 لغاية الان.واسقاطها لحكومة باتريس لومومبا وقتله في عام1960و اعتدائاتها على لاوس و فيتنام من  1964و لغاية 1973ودعمها السافر للكيان الصهيوني في عام 1967 و كذلك في 1973.اما جريمتها في العراق في حربها العدوانية في 1991 و استصدارها لقرارات امريكية صهيونية بغطاء اممي من حصار لشعب العراق وتتويج شرها بغزوه و احتلاله في 2003.هذه المحطات العدوانية للامبراطورية الامريكية الجديدة هي تكشف و بوضوح الى اي مدى وصلته العقلية الامريكية في نهجها الاستعماري و المعادي لكل الشعوب الناهظة وفي نفس الوقت تقطع الشك الذي يفكر به البعض الان من ان يحصل تراجعا و بهذه الدرجة الحادة في الستراتيجية الامريكية.ومدى امكانية اوباما او حتى غيره من ام يغير في النهج الامريكي . والان وبعد ثمان من الاعوام عدوانية السياسة الامريكية في عهد بوش والذي الحق بالوجه الامريكي القبيح بشاعة لم يعد  حتى اصدقاء امريكا  تقبله فكيف الحال مع دول العالم الاخرى فالتبادل بين الحزبين الجمهوري و الديمقراطي الامريكيين في مجال التغير في السياسة معروف للجميع الا انه في هذه المرحلة اخذ مدى اكبر و حسب ما اراده العقل الستراتيجي الامريكي لان شدة الضرر في الوجه الامريكي كان اكبر فغزو العراق و ما افرزه من الضرر العسكري و الاقتصادي و السياسي .


ففي حين كان المحسوب انتهاء العمليات العسكرية في غضون شهرين في اسوء الحسابات بعد الاحتلال و اذا تعيش القوات الامريكية زمنا غير محسوبا وغير محدد من المقاومة البطلة وعندما صرح بوش انتهاء العمليات العسكرية فهذا يعني في السياقات العسكرية انه يملك زمام السيطرة على العمليت العسكرية و لكن الواقع يقراء الان استمرارا و هذا يعني انفلات الامور من يد القائد العام للقوات المسلحة الامريكية لا قوى دولة في العالم! وتحولت و من اليوم الاول للاحتلال في يد المقاومة البطلة! كم عظيم هو شعب العراق و كم عظيم هو مقاومك و كم هي عظيمة  ستراتيجية المقاومة و كم عظيم عقل المقاوم فكرا بعثيا و ستراتيجية قومية وسلاحا ايماننا بالله الخالق القادر فلى كل  شئ .

 

و كما قلت انا اقول ان تطور الاوضاع في العراق باتجاه التعقيد لوضع المحتل وحراجة الموقف الامريكي من تكرار ماساة امريكا في فيتنام وبشكل اقسى لطبيعة الشعب والتكوين الحضاري لهذا القطر تطلب بل ارغم الامر المخطط الامريكي للتفكير بخطوط الرجوع وكما تفعل القطعات العسكرية  عند انسحابها بفعل الضربات و القراءة التي تقول بالهزيمة فعندها تبداء بالتخطيط بما يسمى الانسحاب المدبروالحال الامريكي الان في العراق يقراء هذا الوضع و ما الرئيس الجديد اوباما الاهوالذي سيقود هذه التدبيرات وكان شعار حملته الاساسي هو التغيير و اول اوليات التغير هو الستراتيجية الامريكية .

 

ودرجات التغيير فهذا مناط بتطور الاوضاع في العراق خلال 76 اليوم القادمة وستراقب عيون العقل الامريكي المخطط للسياسات فان مالت نحو التهدئة وتحسن الاوضاع في العراق فالنتيجة ستكون تغيرات بسيطة وعلى مراحل وان كانت بعكس ذلك بالانسحاب و التفاوض مع المقاومة البطلة هي الستراتيجية الجديدة و كل مستلزماتها متوفرة .و نستلخص من ذلك ان محطة اوباما تقع في بداية مسيرة الحفاظ على سمعة الولاياة المتحدة وفي وسط الستراتيجية الامريكية التي تتيح للولاياة المتحدة امكانية المناورة في خطها ولايمكنني ان اغفل تاثير مقاومة الشعب الافغاني ولكني اقول انا ان احتلال افغانستان كان له مسببات و لازال العالم مقتنع بهذا العدوان و لكن احتلال العراق فقد و منذ الايام الاولى مبرراته ومن خلال قرارات المحتل و كذبه على العالم باسباب الغزو .

 

والله اكبر من الشر واصحابه...

 

الى الجزء الثاني

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٢ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م