نافذة

 عرسان العصر .. وعواء الذئاب

﴿ الجزء الاول ﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

يومي كان مثقلا من هموم حبيبتي وحبيبة اهلي في العراق بعدما كبلت ذئاب جائعة بلدي باصفاد حديدية سموها اتفاقية .وجرتني هذه الهموم الى صوب نافذتي كما تجر الخيول لعربتها المثقلة. وما ان اطليت منها على امتداد النظر حتى ارهبني منظرا جعلني اركع خشوعا له وكانني في حضرة القدسية و الخشوع انه امتداد لمئات المنتصبات و تتلاءلامنها انوارا وتتوهج منيرة طريقها وخلتها لاول وهلة انها اشجار عيد الميلاد ولكني و بعدما ارسلت ببصري واذا بها اعوادا للمشانق ومن عليها انورا فهو سيد الشهداء صدام حيسن وطه الجزراوي وعواد البندر وبرزان التكريتي و رفاقا و رفاقا و رفاقا ملؤها الارض طهرا وقداسة وكل واحد منهم رمزا و شرفا لنا وللاجيال. يا احباء كلكم في قلوبنا وعقولنا وتخجل قلوينا من ضمكم من عفتكم وطهركم ومسك دمك النبيل وهي لا ترتقي الى عظمتكم واما عقولنا فمنبهرة بالمجد الذي صنعتموه وبرفعة الراس العالية التي حققتموها لشعبكم الوفي في زمن تكالب كل الوسخ ليططئ راس العراقي انكم وبحق انوارنا.. الله و اكبر يا الهي على هذا الزمن الذي حول فيه شهداء البعث العظيم والعراق والامة لعنة المشانق الى كعبة يتبارك بها الشرفاء وقبلة تتوسط اليها جباه الاقوياء من المؤمنين المناضلين..انني لست في عزاء بل انا في عرس ,عرسانه الشهداء و عروستهم ارض العرب النجباء, وان كنت ابكيهم فوالله انه دموع الرجال الاوفياء.. انني ارى وطني اسير سجانه ذئب يعوي من نزف حربة بندقية الرفاق ويبحث زاحفا الى اتفاقية امنية وعساها الدواء ومن حوله تتراكض زاحفة ضباع عرجاء تلملم قئ سيدها لوجبة غذاء قد تسعفه ويعود يحميهم و من معهم من شلة الكذابين والرعاع.... وكما قالت لي والدتي رحمها الله في كذا مقاربة (شوف الزيت شوف الزيتون شوف العبدة شوف الخاتون)...                                         

 

اي تخبط هذه يا حكومة الولاياة المتحدة..ان اي متتبع لتطور الاحداث في بلدنا و منذ احتلاله و الى الان يلاحظ التخبط الشديد الذي عاشته ادارة بوش و الذي لا نتمناه للرئيس القادم اوباما لان هذا التخبط اوجدته له المقاومة العراقية البطلة و التي نسفت كل الخطط و البرامج الامريكية الطامعة في ارض الرافدين ومن ثم المنطقة عملا بمقولة سيد الشهداء(اذا ذهب العراق ذهبت المنطقة).. ان اقتصار الحكومة الامريكية على وضع حساباتها العسكرية القاصرة في رؤيتها و تحليلها على الوضع في العراق وكما صورها لها الرعاع ووعدوها بنزهة في هايد بارك تتعالى منها الصيحات و الاعتراضات وبعدها تنثر الورود عاى الاقزام من المرتزقة وكفى.ولكن الرجال الابطال من المقاومة جعلوهم يتفاجاءون بمتغيرات وعوامل لم تدخل في حساباتهم عندما وضعتم خطط احتلال العراق.. و من اهم و ابرز تلك المعوقات لاطماعهم هي المقاومة البطلة وهي يوميا تضيف عبئ اكبر على الامريكان بسبب تنامي قوتها و التاييد الجماهيري لها .فمرة طرحتم خفظ للقوات و بعدها جاء قراركم بزيادة عدد القوات وتارة كان السحب المجدول وعندما وصلت الى القناعةلهذه الادارة(ادارة بوش) بان كل المعطيات و الدلائل تشير الى ان الناخب الامريكي قد مل من وعود واكاذيبها وبالتالي اصبحت مغادرتها للبيت الابيض محسومة ارادت ان تضيف تخبطا جديدا وقد يحسب لها انجازا وحيدا فكان مشروع الاتفاقية الامنية لتكبيل العراق وعدم تسهيل موقف الديمقراطين من حل المازق الامريكي في العراق و المتمثل بمشروعهم بالانسحاب  وهو الامر اذا اتخذته الادارة الديمقراطية الجديدة سوف يجير لصالحها و يزيد من سوء سمعة الجمهورين السيئة اصلا.. وطوق نجاة الذئب الجريح بوش و حكومته و حزبه هم عملائهم في العراق وبالضغط و التهديد مع الاخرين وكذلك بالتنسيق مع عدوهم العلني و الصديق عند الضرورات ملالي ايران وهذاكان بدءا بسيناريو المجئ بهم في 1979وسيناريو ما سمي باحتلال السفارة الامريكية في طهران في حينه لكي يبعدوا الشبهة عنهم انذاك و لكي يوقفوا المد القومي العربي في العراق ونهظته الشاملة وتصديه للصهاينة في مخططاتهم المعادية للعرب.ان هذا المشروع المتمثل بالاتفاقية سوف لن يحمي سجناء المنطقة السوداء(الخضراء) ستواجهه المقاومة ومعها كل الشرفاء وهو متحقق الان وبصورة اكبر عملية استنزاف لقوات الامبريالية الامريكية و منذ حرب فيتنام في حين كانت المقاومة الفيتنامية ورائها دولة فيتنام و كذلك احد القطبين الدولين وهو الاتحاد السوفيتي في حينهاولكن الايمان بالله و بالشعب و بالامة سيكون اهم من كل عناصر الدعم المادي و المعنوي للمقاومة ولم يعد بعد تداخل بين خندقي الشرفاء من المقاوميين للاحتلال و الوطنيين و العروبين والذين فرحهم بعرسانا اشداء وكانوا و سيبقون على عدوهم و عدوالله اشداء ويحيون يوميا زفة عريس لارض الانبياء وبين خندق العملاء الاذلاء في وجوهم الخوف من حكم الشعب لامن حكام الاذلاء و نديمهم البكاء وموائدهم قبورعفنة سوداء..و الله يهدي من يشاء ... امين

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م