تاملات
حسابات العقلاء و احلام الاغبياء

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

ان علماء الارصاد الجوية  يحسبون  توقعاتهم الجوية  وفق الاختلافات في الضغط و سرعة الرياح وعوامل التضاريس  الاخرى اما المنجمون فهم يعتمدون في توقعاتهم  على  الشعوذة و السحر ووسائل الدجل الاخرى هذا مااصطدم في تاملي لتوقعات مبعوث الامم المتحدة في بغداد  ستافان دي ميستورا  و حسب صحيفة انترنشونال هيرالد تريبيون عن توقعه ان مسلحين سيحاولون تعطيل  الانتخابات المحلية المزمع اجراءها في مطلع العام المقبل الا انهم سيفشلون.وانه يتوقع بان هذه  المحاولات ستكون كبيرة ...

 

اليس من الغريب ان يتحدث ممثل المنظمة الدولية وبهذا التدخل السافر في قضية تمس الشعب العراقي ويشيع لديمقراطية المحتل وينبه الى معارضة مسلحين ولاينصف بان يوصفهم بالمقاومين او حتى بالمعارضة  وهو المفترض به ان يكون متعاطفا مع قضايا الشعوب او على الاقل حياديا و خصوصا في فترة انتهت مبررات  الوجود الاممي في العراق واقصد بعد توقيع الاتفاقية الامنية بين الولاياة المتحدة و العراق و التي وضعت حدا لاي غطاء او شرعية للوجود العسكري لما يسمىب القوات  المتعددة الجنسيات وهو ما طبلت له منظومات اعلامية امريكية ومحلية عميلة من تصوير بل تثقيف الراي العام العراقي و العربي و العالمي بان هذه القوات الغازية موجودة بموجب قرارات الامم المتحدة و قد نجحت هذه الشبكات المشبوهة من اقناع البعض بهذه الشرعية وبحيث غطت على الحقيقة التي لا يمكن لاي اعلام مقروء او مسموع او مرئي ان يحجبها وهي ان غزو العراق لم يكن بقرار اممي. والان يا سيد ميتسورا لقد انتهى دورمؤسستك وباتت الحقيقةواضحة ان ما اسميته بالانتخابات ستجرى و باشراف الولاياة المتحدة و يكفيكم منح حكومة الولاياة المتحدة اغطية لقذراتها وان الاتفاقية واضحة وهي ان الولاياة المتحدة نجحت و من خلال عملائها ان تبدل الغطاء الاممي لاحتلالها للعراق بغطاء( عراقي ) ومن خلال عملاء اعدتهم لهذه المهمات و لغرض تمديد جديد يقراء ثلاث سنوات وهو في حقيقته اكثر من ذلك . وقد انقذت هذه الاتفاقية الولاياة المتحدة من تعري موقفها كدولة غازية وكانت ستسقط عنها اي  شرعية دولية وحتى المزيفة عن مبررات تواجدها في العراق في نهاية هذا العام والذي كان سيحرجها امام العالم من استمرار تواجدها وبعد نفاذ وبطلان الصخب الاعلامي الذي اثارته هي و اتباعها و عملائها ضد النظام الوطني في العراق من امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل و من تهديده للسلم العالمي.

 

اي بمعنى انه لم يكن امامها بعد 31من كانون الاول من عام2008 الا خياران .الاول ان تبقى و بدون موافقة الامم المتحدة وهذا يكشف عن عورتها بشكل جلي تماما او الخيار الثاني الانسحاب السريع وهذا سوف يقفدها لكل الذي جاءت من اجله ودفعت المليارات و الالاف من القتلى و الجرحى وستظهر بمظهر المهزوم وهذا من المستحيلات عليها ان تكرر نفس الماساة في فيتنام و الصومال و لبنان و لن يقبله الشعب الامريكي تحت اي ذريعة . فكان الجهد الامريكي و ما مارسته من ضغوطات على عملائها من اجل التصديق على الاتفاقية في وقت مبكر واجرت حركات مكوكية لممثلي خارجيتها و بالتنسيق مع كروكر ممثل الحاكم الفعلي للعراق والتنزلات التي قدمتها الولاياة المتحدة الامريكية لايران و التنسيق مع عملائها من خلالها سواء كانوا في حكومة الاحتلال او مجلس ما يسمى بالرئاسة او في البرلمان للاسراع بانهاء الموضوع وعدم احراج الادارة الجديدة هذا الموروث الثقيل و الصعب والدليل على التنسيق الامريكي الايراني هو تصريحات قمي وكذلك رئيس ما يسمى حفظ النظام في ايران و المسؤولين الايرانيين الاخرين في الموقف من الاتفاقية وتوقف امريكي اعلامي و سياسي مفاجئ حيال النشاط النووي الايراني .

 

اذن خلاصة الذي جرى تنسيق امريكي ايراني مادته صفقة حول الموقف الامريكي من انشطة ايران وادوارها الخبيثة في العراق و المنطقة مقابل صمت وفي بعض الاحيان تايد الاتفاقية في بعض بنودها و ايظا توزيع الادوار للاطراف المشاركة بما يسمى العملية السياسية في الاداء وفي جني المكتسبات السياسية وكل وطبيعة الشعارات التي يتشدق بها . فالامريكان حصلوا على ما ارادوه من خلال اتباعهم كل الاساليب الوسخة و الدنيئة في استحصال على شرعية بقائهم في العراق من خلال تبديل ما سمي بالشرعية الدولية والمتمثلة بقرارات مجلس الامن الدولي الى شرعنة وجودها باتفاقها مع عملاءها في العراق وبعد ذلك هي لم تعد بحاجة لخدمات الامم المتحدة والى السيد  ميتسورى فانه ادى دوره عندما ساهم في الغاء القانون 50 الذي يعترف بحقوق الاقليات و لصالح الحزبين الكرديين وبتوجيه امريكي و ليحاول و بحياء هو بعد ما تسلم رسالة من الامم المتحدة تذكره بانه موظف في هذه المنظمة الدولية اقول حاول بحياء اصلاح الضرر و لم يصل لنتيجة. و اما ايران فقد حصلت على سكوت امريكي تجاه طموحاتها النووية لانها هي كفيلة بالدول الاوربية المعارضة و قادرة على شراء سكوتهم امام صفقات مصلحية و ايظا حاولت ان تظهرامام العرب و العالم بانها ضد احتلال العراق وسلب ارادة الشعب العراقي وباي شكل او اسلوب. فوزعت الادوار بين عملائها من الاحزاب بحيث امرت نعم امرت اللذين لهم وزنا اكبر في ما يسمى البرلمان ان يكونوا مع التوقيع بل العمل على الترويج لها وبذلك تكون التزمت بتعهدها تجاه الامريكان في مساعيها للموافقة و امرت الاقلية من توابعها بالاعتراض و التي لا يمكنها ان تحول دون الموافقة و هي بذلك احتفظت بموقع المعارض للتوقيع وفي نفس الوقت المؤيد ويقولون ان حكم الملالي يفتقد للمناورة السياسية ,اما الاحزاب المشاركة في العملية الساسية فبالاضافة الى ما قلته في مقالة سابقة فهي توزعت الادوار بينهاو بما يكفل لها حجز مقاعد برلمانية جديدة في الدورة الانتخابية البرلمانية القادمة و المحافظات    و هذه الغباوة تتمثل بدس النعامة لراسها في الرمال و كانما الهدوء الذي تعيشه في داخل الرمال هو هو في الخارج ولا وجود لرياح عاصفة غيرت و ستغيروستقلع كل هذه الاشواك السامة  التي زرعها اعداء الشعب العراقي البطل انها عاصفة المقاومة البطلة التي بدت تجتاح كل السواد الذي نشره المحتل وعملائه وتاتي بالنور و الامل العراقي بدلا عنه. .

 

هنالك تساؤلات لابد من الوقوف عندها لكي نفهم دور المقاومة.  اقول ان ضغط المقاومة و ضرباتها اجبر المحتل من ان يغير من ستراتيجيته في العراق (الاجزاء الستة لمقالات سابقة بعنوان موقع محطة اوباما من الاستراتيجية الامريكية).وما انتخاب اوباما الا لرغبة العقل الاستراتيجي الامريكي بالاتيان بادارة مستعدة لفهم التغير الذي فرضته المقاومة في العراق.و ان نزوع بعض الاحزاب المشاركة في ما يسمى العملية السياسية  الى التهدئة في التعامل مع البعث العظيم و خصوصا في الغاء يعض القوانين و التشريعات اللا شرعية تجاه مناضلي هذا الحزب العظيم الا رمي بالمواقف الى المستقبل القريب الذي الان تصنعه المقاومة .

 

ان الفشل الذي اصاب الكل و الذي سيلاحقهم في تشكيل جيش وطني بديلا عن جيش العراق العظيم ما هو الادليل على زيفهم و قد انكشف امام الشعب العراقي ذلك و خاصة في ما يتعلق بتحقيق الامن. الان ما يتناقلونه هم في انتقادات بعضهم لبعض و التي عبروا عنها باعمال الاغتيالات و التصفيات الادليل على انهم لا يلتقون على برنامج وطني يوحدهم بل لهم نهج اناني مصلحي اذن هم غير قادرون على تحقيق جبهة وطنية تمثل اطيافهم المختلفة و كما قدمها بنجاح حزب البعث العربي الاشتراكي فهم لا ديمومة عندهم و منقطعوا الجذور في قواعدهم .وحتى اشد المعادين لحزب الامة اعترفوا بتصاعد قوة المقاومة وهذا ما صرح به منظر حزب الدعوة (جناح المالكي) في احد جلسات مناقشة الاتفاقية في برلمانهم.تعاظم النقد الشعبي لاداء هذه الاحزاب و حكوماتهم جعلهم يشعرون بالتفاف شعبي اوسع حول الخطاب السياسي للمقاومة في العراق.

 

ونعود لنقول ان التاريخ في العالم يؤكد بان الاحتلال زائل و مهزوم منذ اللحظة التي اطلقت اول طلقة وطنية ضد المحتل و ان عملائه سيهرولون خلفه و ما ظاهرة تكديسهم لاموال الشعب العراقي التي سرقوها و شرائهم العقارات في عواصم عالمية مثل لندن و غيرها و محاولة تثبيت بعض الامتيازات من قبل سيدهم المحتل الاعلى قرب انهزامهم وخير دليل على ذلك وعد سيدهم باعطائهم و عوائلهم جوازات دبلوماسية ليضمنوا مستقبلهم الاسود.ان النصر العراقي قريب وهو ات لا محال اولا بحكم منطق التاريخ و ثانيا بايمان و صلابة مقاومتنا العملاقة وتوسع التاييد الجماهيري لها . فغباء معاندة منطق التاريخ و حماقة كبيرة من لا يرى معطيات الواقع والحقيقة الاخرى هي ان التسريع في تنفيذ المحتل لمشاريعه لهو دليل على قرب هرولته خارج العراق  و ان الغد لناظره المؤمن لقريب باذن الله الاعظم..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م