اوباما للتذكير رجاءً

 

 

شبكة المنصور

علي الزبيدي

 

منذ ان غزت إدارة بوش العراق في العشرين من آذار 2003 ولحد ألان لم تجن الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لهذا العدوان غير الكثير من الخسائر البشرية والمادية مع خسارتها الكبرى لسمعتها الدولية باعتبارها كما تدعي دولة راعية للديمقراطية والعدالة في العالم المتحضر ، و أن نتائج الاحتلال في سنواته الخمس والنصف الماضية أثبتت ان إرادة الشعوب المتطلعة نحو الحرية والاستقلال لاتقهر وان المقاومة الوطنية العراقية بكونها مقاومة شرعية ضد الاحتلال أوقعت خسائر كبيرة في صفوف قوات المحتل واستطاعت إخراج ثلث القوات الأمريكية من الخدمة في العراق وهذا باعترافات مصادر رسمية أمريكية ومراكز أبحاث رصينة معروفة بالمصداقية والحيادية وان آخر ما صدر من تقارير والذي أصدرته لجنة المحاسبة الأمريكية واستنادا إلى مصادر من (البنتاغون) ان القوات الأمريكية في العراق تعرضت وخلال الخمس سنوات والنصف الماضية إلى( 164000)عملية للمقاومة الوطنية وهذا الرقم يعطي دلالة أكيدة على حجم الخسائر الأمريكية في الأرواح والمعدات مما انعكس على الوضع الاقتصادي الامريكي بشكل عام وعلى وضع المواطن الامريكي بوجه خاص نتيجة لإنفاق ألاف المليارات من الدولارات على هذه الحرب العدوانية ، نعم لقد عطلت المقاومة الوطنية العراقية المشروع الامريكي في العراق وعمليته السياسية البغيضة الرامية إلى تغيير منظومة القيم الأخلاقية الوطنية والعربية والإسلامية وإبدالها بمنظومة القيم التي جاء بها المحتل وأعوانه .


وألان وقد أفرزت نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية فوز مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية وفي هذا السياق لابد من تذكير الرئيس الامريكي الجديد بحقائق لايمكن إغفالها ، وفي مقدمة هذه الحقائق إن المعطيات على الأرض في العراق وصمود المقاومة الوطنية في وجه مشروع الاحتلال هي التي مكنت الحزب الديمقراطي من الحصول على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب ونتيجة للأخطاء الكبرى التي اقترفتها ادراة بوش في العراق بدءا من العدوان عليه و احتلاله إلى إنشاء مسميات هزيلة لا تمثل الشعب العراقي من العملاء لإدارة عمليته السياسية الطائفية والتي كان من نتائجها قتل أكثر من مليون ونصف المليون من العراقيين وتهجير أكثر من أربعة ملايين آخرين إلى دول العالم المختلفة، وتدمير كل مرتكزات الحياة التي كانت مزدهرة في العراق قبل احتلاله، وكذلك لولا فعل المقاومة في العراق وما تكبدته قوات الاحتلال من خسائر في الأرواح والمعدات والهدر الكبير في الأموال والذي اعترفتم انتم به قبل أيام والذي حددتموه بعشرة مليارات دولار شهريا،هو حجم خسائركم المادية في العراق ،لم تكونوا المرشح الوحيد للحزب الديمقراطي والذي جعل الناخب الأمريكي يصوت لصالحكم ولتفوزوا في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من المأزق الكبير والخطير الذي وضعته فيه إدارة بوش بعملها الإجرامي الشرير، ما جرته سياسة المحافظين الجدد من ويلات على الأمن والسلام وشعوب المنطقة والعالم،وعلى الشعب الأمريكي الذي وجد نفسه نتيجة لذلك إمام حروب خاسرة وسمعة متردية واقتصاد يوشك على الانهيار.


لكل ما تقدم فان المنطق السليم ان تقوم بالعمل على ترجمة ما أعلنتم عنه في برنامجكم الانتخابي من( إنهاء الحرب في العراق) وان الطريق إلى ذلك يتطلب الاعتراف بحقوق العراق والتي ينص عليها القانون الدولي كون الغزو والاحتلال هما عملان يتعارضان مع الشرعية الدولية ويرتبان على الدولة الغازية حقوق والتزامات معروفة ،من هذا المنطلق لابد للإدارة الامريكية الجديدة إذا ما أرادت إن تثبت حسن النية في تصحيح الوضع الخاطئ الذي اقترفته إدارة بوش اتجاه العراق وشعبه فعليها المبادرة لذلك والاعتراف بكامل الحقوق المترتبة للعراق عن الغزو والاحتلال وان استقرار المنطقة والعالم هو باستقرار العراق وإنهاء احتلاله والشروع في تعويضه عن ما لحق به طيلة أكثر من خمس سنوات ونصف من الاحتلال .


وهنا لابد من التذكير بأن المقاومة الوطنية الباسلة بكافة فصائلها ومعها القوى الوطنية الرافضة للاحتلال وعمليته السياسية مستمرة في مواجهة قوات الاحتلال إلى إن يعترف المحتل بحقوق الوطن وثوابت التحرير وعندها فأن المقاومة الوطنية والقوى الوطنية هي من يحق لها تمثيل شعب العراق والمطالبة بحقوقه المشروعة. أو يولي المحتل الدبر هاربا يجر أذيال هزيمته المنكرة والتي لاحت واضحة في الأفق القريب  ..


فإذا أراد السيد اوباما ان يعيد للولايات الأمريكية بعضا مما تبقى من ماء الوجه ويصحح ما ارتكبته إدارة المحافظين الجدد من أخطاء في العراق فعليه الإصغاء إلى صوت العقل ويعترف بان ما أقدمت عليه إدارة المجرم بوش ضد العراق هو عمل عدواني خارج على القوانين المواثيق والشرعية الدولية وبذلك يبدأ بصفحة جديدة في علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع شعوب العالم أساسها احترام الخصوصيات الوطنية لكل دول العالم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها لكي يعيد لأمريكا الصورة التي تحلم بها بعيد عن العدوان والغطرسة وقهر الشعوب .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م