منتظر الزيدي مابين الثورة وشماعة المهنية

 

 

شبكة المنصور

سعد الدغمان

لن يمر الفعل البطولي الذي قدم عليه البطل منتظر الزيدي دون أن يتم تمحيصه ودراسته ولو بشكل متواضع من قبلنا نحن الذين لانريد أن تمر أي حادثة تؤثر على الإحتلال ومن يعمل معه إلا وكنا لها بالمرصاد فاضحين كاشفين زيف أدعاءاتهم وزيف أفعالهم القذرة وتجاوزهم لحقوق الأنسان؛والكرامة الأنسانية التي أمتهنوها في العراق وأقصد (قوات الإحتلال) التي لاتدع مناسبة أو من غيرها إلا وتطاولت على الشعب بعد أن تطاولت على الوطن ؛دون رادع أو محاسب إلا من فصائل المقاومة البطلة التي تعمل بالمرصاد ضد هؤلاء وأولئك من الذين أرتضوا ان يكونوا مطية لهذا الإحتلال القذر والذي بانت خاتمته واضحة جلية (بالقنادر) ؛كما شاهدنا الفعل البطولي للعراقي الشهم (منتظر؛ أسد الرافدين القاهر).

 

الفعل البطولي :

ــــــــــــــــــــ

لقد بانت ملامح هذا الفعل البطولي  ونتائجه من خلال الكم الهائل من الكذب الذي ساقه المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء؛وكان أخرها أن أحد (الذباحين )؛هو من دفع منتظر وغرر به ليقوم بفعلته تلك.

 

وهذا إن أردنا تحليله فهو لايعدو أكثر من التعبير عن ثقافة ثابتة تؤمن بعملية الذبح التي أنتهجتها الأحزاب الحاكمة منذ قدومها مع المحتل والى يومنا هذا؛فلم يكن العراق ولا العراقيون يعرفون هذا الفعل المشين ولم يسمعوا به إلا في قصص تأتي من بعيد ؛وعلى وجه التحيد من راوندا؛ومن البوسنة مؤخرا في حربها التي أشعلتها أمريكا هناك وكان يدير عمليات القتل والذبح والتفخيخ (نجروبونتي) السفير المجرم السابق لأمريكا في العراق و نائب بريمر المجرم اليهودي؛وهذا يفسر عمليات القتل المنظم والذبح التي درات شرورها بأرض الرافدين على مدار حكم الهندي المجوسي السابق(إبراهيم الجعفري)وما تبعه من أمعات الإحتلال ومليشياتها الهمجية والتي أقترفت فعلا مخلا لكل القيم السماوية والأرضية مدفوعة من جهات تدعي الإسلام وهو منها براء؛وقد أوغلنا بالشرح لنفضح الكذبة الخائبة التي روجها مكتب السيد المالكي والمتعلقة بمنتظر البطل؛ وللتغطية على الفعل الذي عد بطوليا عند العالم اجمع ماعدا المالكي وإدارته؛والذين غطى حقدهم على هذا الشعب وأعمى بصائرهم لدرجة أنهم لم يشاهدوا الجموع التي خرجت في الولايات المتحدة نفسها لتضرب دمى رمزية( للمجرم بوش بالقنادر) وعلى قارعة الطريق وأمام أنظار الحكومة الأمريكية ؛وعلى مرأى ومسمع من مجرم الحرب بوش نفسه ولم يحرك ساكنا ولم يضرب أحدا كما فعل المالكي والجيوش التي ترافقه لتعدي بالضرب المبرح على عراقي بطل أنتفظ لأهله وشعبه وأذل الأحتلال وأركانه في وقت لم يفعل ذلك غيره؛وشتان بين الفعلتين؛مما أكد أن هذا الفعل لايعدوا أن يكون بطوليا صرفا لاعلاقة له بأي كان لا من قريب ولامن بعيد.

 

ومما يعد ايضا  أنه فعل (الثورة) على كل ماهو واقع منذ الإحتلال والى يومنا هذا ؛وإن لم يكن؛ وكان فعلا أرعنا حاشا لمنتظر أن يأتي به كونه أبن عائلة عراقية عربية تلقت تربيتها في العراق العربي الأبي وفي ظل الكرامة الوطنية؛لو كان كذلك فما الذي يدعوا الأخرين الى الكذب والأتيان بما ليس له صلة بالحقيقة ؛الجواب ببساطة ؛ليس عندهم ما يقولوه أو أن يبرروا تصرفاتهم الحمقى برد مقبول ؛ولهذا سجلنا غياب أركان السلطة الخضراء عن الساحة الإعلامية التهريجية ولأيام خوفا من ردة فعل الجماهير وتلك حقيقة لم أسجلها لوحدي بل أشرها العديد من الأخوان حتى قاربت الأجواء على البرودة عاود المتمنطقون الى الظهور وأولهم من تعرفون.

 

هشاشة المفاهيم المهنية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الديمقراطية سلوك ؛والديمقراطية منهج؛والديمقراطية تبدأ من حيث محاسبة النفس مثلها مثل الحرية التي قال عنها أبو اسراء (المالكي) تبدأ أو تنتهي عندما تبدأ أو تنتهي حرية الأخرين.

 

وهذا كلام معقول منقول ولاعلاقة للرجل به أي أنه مجرد ناقل له وليس من بنات أفكاره؛والمهنية تعني الألتزام التام بما نؤمن ونعمل من أجله وعدم التفريط بالأخلاق المهنية والوظيفية وتطبيق التعليمات ؛والمهنية في الصحافة هي عملية نقل الخبر أو الحدث كما جرى دون إضافات أورتوش أو تعديلات نقلا إن كان منقولا عن المصدر وهو إما أن يكون شاهد عيان أو مسؤول معين أو وقع عليه الجرم أو وقعت على رأسه مصيبة جرها عليه أبو اسراء وجماعته كمصيبة الإحتلال الذي نعاني ونقل ذلك الحدث أو الخبر بحذافيره وفق الأصول الصحفية وقواعد العمل الصحفي المعروفة للجميع؛ وهذا ما لم يقم به منتظر كونه لم ينقل خبرا أو حدثا بل كان هو الخبر وهو الحث نفسه؛لذلك لم يخرج عن المألوف فيما يخص المهنية هذا من باب؛أما من الباب الأخر فالعراق في حالة حرب وهذه لم تنتهي الى اليوم حسب كلام  الرئيس الأمريكي جورج دبليو شوز؛الذي ذكر ولمرات عديدة أن الحرب مازالت مستمرة في أرض العراق لذلك فهو ليس ضيفا كما روج السيد ابو اسراء؛ثم أن الضيف يدخل من الباب وأمام الجميع وبوش المجرم يأتي متخفي ويخرج مثلها ولا أتصور أن من علامات الضيف ان يكون فعله مثل بوش؛وإنطلاقا من هذا المفهوم وفي ساحة الحرب بالذات كل الاسلحة مباحة وكل الوسائل متاحة بما فيها الحذاء الذي طال رأس الرئيس الأمريكي المهان في ذلك المؤتمر الذي أراد أن يتبجح به ويتبختر بنصر مزعوم  وأذله الله بأحقر ما يكون (بقندرة) وعلى يد من على يد أحد أبناء العراق الغيارى منتظر الزيدي.

 

أن من خرج عن المهنية ياسيادة رئيس الوزراء هم أولئك الجبناء الذين دافعوا عن كرامة مهدورة لرئيس مجرم أباح الحرمات وقتل الاطفال والنساء والشيوخ ؛وأهان جنوده الأذلاء القرأن الكريم ؛وأستباحوا حرمات المساجد في بلاد الرافدين حيث لم تغب عن ذاكرتنا الى اليوم مساجد الفلوجة وأهلها والترويع الذي تعرضوا له على يد كلاب هذا الرئيس المجرم النافق؛أن المهنية التي تقولون فيها لم تكن موجودة في تلك القاعة الماجنة التي تجتمعون فيها وهذا المجرم الأمريكي اليهودي  الذي عرف قدره بفردتي الحذاء ؛وليس له من القدر غيرها.

 

لم يتجاوز منتظر البطل المهنية بل كان مهنيا فعلا وأمينا حين حمل تلك الرسالة التي عبر من خلالها عما يجول في خواطر العالمين العربي والأسلامي بل عبر وبمهنية عالية عما يجول في خاطر العالم أجمع بصورة عامة؛وعما يجول في خواطر العراقيين الشرفاء وأتصور ان أهلي في العراق كلهم شرفاء إلا من عمل مع المحتل وفي صفوفه.

 

والسؤال بأي حق يضربون منتظر؟ ومن الذي أعتدى على شخصه الكريم بالضرب؟ ومن أجل ماذا؟ هل تجدون الشجاعة للإجابة ودون كذب؛إذا فأجيبوا أن كنتم صادقين؛وهل انت قادرون كما تدعون على تطبيق مبادىء الحق والعدالة والمهنية بحق أولئك الخونة الذين يرافقوك ياسيد؟أتمنى.

 

والمهنية في أداء المسؤولين هي أن لاتتجاوز حدود الأخلاق وتعمل وفق ما تسميه مهنية؛لا أن تأخذك الهمة لتدافع عن بوش الأرعن المجرم ؛بل تأخذك مهنيتك لتدافع عن أبنك البطل وأخيك الشهم العراقي الذي تقول أنك جئت لتخلصه من الويل والثبور والدكتاتورية فلم يكن الديكتاتور رحمه الله كما تسمونه بأن يرضى أن يعتدي أحدا على عراقي بغيابه فكيف وبحضوره؛ (العذر أقبح من الفعل)؛أن يضرب العراقي ويهان على قارعة الطريق من قبل جنود الإحتلال والحكومة( المخلصة) لا تتكلم؛وفي قاعات المؤتمرات الصحفية وعلى ايدي من يقول أنهم عراقيون.

 

والكارثة الأكبر وحسب المحاصصة القذرة التي أستقدموها للعراق ؛

ومن أجل عيون بوش المجرم يضرب الشيعي وبأيد شيعية والقاضي شيعي والسجان شيعي ؛ أنه فعلا (البيت الشيعي) الذي لايرضى إلا بحكم الله وآل البيت الأطهار ؛ ويقولون بمظلومية الشيعة ؛ فهل عرفتم ما هي المهنية التي يتكلم بها هؤلاء ؛ أنها حماية المحتل والجورعلى أخيك العراقي ؛ ويدفعون بالمليارات للفضائيات في سبيل الإعلانات ؛ من أجل العراق فتح عيونك؟

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٥ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م