صدام حسين قائدا عرفناه بعد الرحيل

 

 

شبكة المنصور

أحمد أبوعلي / قومي عربي - كندا

في هذه الأيام نشهد ذكرى مليئة بالغدر و القتل والاجرام وأدنى درجات التواطؤ , انها ذكرى قتل شريف من قلائل شرفاء الأمة العربية و فارس من فرسانها على أيدي الغادرين و العملاء ، ذكرى وأد كل ما يمت للحضارة والانسانية جمعاء .


انها ذكرى استشهاد القائد العربي صدام حسين. سنتان مضت على هذا الحدث الجلل والذي هز الأمة العربية من محيطها الى خليجها مع هزات ارتدادية على محيط العالم أجمع والذي ما زال يشغل مساحة مهمه في الأذهان العربية والعالمية .


لا اريد أ ن أدخل في مناقب وميزات القائد ا ، لشهيد الراحل ولا أ نأدخل في صغار الأمور من ممارسات الدولة العراقية مع الشعوبيين والمذهبيين والطائفيين من عرب وكرد فيما اذا كانت تلك الممارسات مقبولة أو مرفوضة ، ديموقراطية أم فاشية كما يدّعي عملاء أمريكا وايران. ان مجريات الأمور منذ 2003 الى يومنا هذا تأتي على تأكيد شيئا واحدا وهو عدم مصداقية ما أتى من على الدبابة الأمرو -صهيونية وعلى التواطؤ الأيراني السافر في اللطم على "مأساة الشعب العراقي المظلوم تحت فاشية صدام حسين" مأساة لم تكن الا في مخيلة وعقول ناشريها هذا في أحسن الأحوال.


كقومي عربي ديمقراطي أعترف بأن القوميون الديمقراطيون العرب (وأعتقد ان هناك الكثيرين ممن يتفقون معي بما أقول) .


كنا قد انزلقنا في مستنقع الاشاعات الشعوبية المذهبية ومروِّجيها من أحزاب ودول "تقدمية ويسارية" في انتقاد حكم البعث وقيادته المتمثلة بالرئيس الشهيد صدام حسين فكان ما كان من تحالف مقيت هجين غريب مابين التقدميون العرب والعصابات المجرمة من أحزاب شعوبية ومذهبية باعت شرفها للأجنبي سواء كان من غرب أمريكي صهيوني أو شرق ايراني صفوي ، فكان ما كان من تدمير منهجي للعراق العربي واستبداله بعراق غريب هجين مذهبي شعوبي مقطع الأوصال عدو للأمة العربية وقضاياها المصيرية, ففي يوم كانت قضايا الأمة الأستراتيجية بما فيها العراق العربي هي الهدف الأساس لقيادة العراق تحت قيادة الشهيد صدام حسين أصبحت عصابات ايران المذهبية و كردستان الشعوبية هي الحاكمة ضمن استراتيجية أولها حماية الكيان الصهيوني وخدمة المصالح الأمرو-ايرانية في عقر دار العرب بينما كان آخرها بناء دويلات مذهبية وأثنية على أنقاض العراق الموحد-العربي.


لقد كان توجه الشهيد صدام حسين توجها مصداقاً وقوميا سديدا في رؤيته للعلاقة مع ايران وأذنابها ، انماقام به الشهيد ودولته العراقية في سبيل استتباب الأمن والأمان للمواطن العراقي منذ 1978 حتى الاحتلال 2003 عام كان صحيحا ًو مطلوباً بل واجباً ضمن أجواء الحرب العسكرية والمذهبية والتاريخية والثقافية والأثنية التي خاضها نظام الهالك الخميني ومن جاء من بعده ضد العرب والعروبة. ان تلك الحرب والتي لم تهدأ أبداً منذ الانسحاب من الكويت, عام 91, ومحاولة قلب النظام أنذاك عندما زجت ايران بعشرات الآلآف من صفوييها العراقيين والذين شكلوا الخنجر الضارب في ظهر قوات الجيش العراقي المنسحبة من الكويت لاعتقادهم بأنها منهكة وخائرة ، فما كان الا وأن خسرت ايران وأزلامها تللك المعركة التي أطلقو عليها اسم” انتفاضة شعبان ", وأيضا في سنوات الحصار عندما كانت ايران تزج بقوات "التائبين" من عصابات فيلق بدر وغيره من المسميات الدينية عبر الأهواز ليقوموا بعمليات الارهاب والقتل والدمار ليس ضد الدولة ومنشآتها فحسب بل ضد من المفروض أن يمثلونهم من أبناء الجنوب العرب ونهاية بالتواطوء المكشوف والمقيت باحتلال العراق وتدمير منهجي همجي للدولة العراقية وارسال العراق الى ماقبل ألف سنة حضارية وعلى كافة الصُّعُد فهاهو لاريجاني ورفسنجاني وغيره من قيادات النظام الصفوي المذهبي والشعوبي في ايران يتباهون بمساعدة الناتو في احتلال العراق وأفغانستان” فلولا ايران لما استطاعت الولايات المتحدة من دخول بغداد” .


عندما كانت الصحف والإذاعات العراقية تصف الحرب المفروضة على العراق بالقادسية وأن القوات العربية العراقية قد أنتصرت ضد القوات الصفوية في قادسية جديدة بقيادة الرئيس الشهيد ، كان الكثيرين من العرب وبالذات من الأحزاب والقوى القومية الديمقراطية تهزأ بهذه التسمية إلا أن الحقيقة يجب أن تقال أنه لولا صمود وبسالة وبطولة القوات المسلحة العراقية والقيادة العسكرية والسياسية لهذه القوات وعلى رأسها صدام حسين لوقع العراق منذ أكثر من 25 سنة تحت براثن الإحتلال الفارسي وتم تغير الكثير من على الساحة التاريخية والثقافية والسياسية للعراق خاصة والوطن العربي عامة ، تماماً كما نشهد اليوم ما يحصل في العراق على أيدي ايران وعملائها أمثال المالكي والحكيم وغيرهم من أشباه الرجال تحت الغطاء الأمريكي والتواطؤ االرسمي العربي القذر. فهل كان صدام فارساً ومدافعاً وحارساً أمينا لبوابة الوطن العربي الشرقية؟ هل كان أبو عدى رجل ذو نظرة ثاقبة لاستحساسه للخطر القادم باسم الدين والمذهب من ايران الخميني؟ الجواب هو حاضر فيما فعلته و أقترفته ايران و عملاؤها منذ دخول القوات الأمريكية للعراق فتم تسليم الدولة واركانها للتابعية الفارسية والشعوبية الكردية والمذهبية الحاقدة ، وتم تسنين القوانيين عبر مايسمى بالبرلمان العراقي لتُستباح ثروات العراق من الأجنبي ، وتم تشريع قوانين لتفتيت وتدمير العراق إلى دويلات مذهبية عرقية مناطقية لتكون الخاصرة النازفة للأمة العربية مقابل إسرائيل وايران القويتين والمتازعتين فيما بينهما و المتآمرتين على مصالح وثروات الأمة العربية.


ليس من نافل القول ان حدث غدر الشهيد صدام حسين على أيدي غلمان ايران وأمريكا بتواطؤ مريب ومشين عربي رسمي كان بمثابة الرافعة الأساس والبداية لفضح كذبة ايران الصديقة للعرب وبالذات لفلسطين و شعبها ، كذلك كانت فاجعة الغدر بمثابة الضوء الساطع والفاضح على أولئك الذين يريدون محاربة أمريكا و إسرائيل في جنوب لبنان وغزة فقط والتغاضي عنهابل التفاوض معها إذا لم يكن التعامل معها في العراق كالتواطؤ والسكوت المخجل للسيف الأيراني الذي عمل ويعمل برقاب الفلسطينيين المقيمين في بغداد والوطنيين والشرفاء من أبناء العراق الأبرار, وأخيراً وليس آخراً من هذه الدروس والتي عُمِّدت بدم الشهيد الرفيق صدام حسين أنه كل ماقيل ويقال عن الشهيد البطل كانت دائما تلتقي عند عروبة ووطنية وشرف و بسالة هذا الأنسان الذي عرفناه بعد أو رحل عنا, كذلك كانت تلتقي عند كرهه للأطماع الغريبة في ارض العرب سواء كانت صهيونية مجرمة أو فارسية حاقدة.


رحل القائد صدام تاركا من ورائه أفكارا ونهجا وتاريخا ومدرسة لكل عربي شريف ليتعلم, فإما أن يقع فريسة استراتيجية أيران وعملاء امريكا أو أن يمضي في طريق المقاومة في سبيل الوحدة العربية والحرية المجتمعية والإشتراكية الإنسانية تماما كما أرادها صدام حسين لبني يعرب. فسلام ليوم ولادتك يا صدام وسلام ليوم شهادتك وسلام وتحية لك في كل يوم من قلب كل عربي شريف نابض حيّا.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م