من بوش الى اوباما والشعب ينزف

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

بالأمس غادر الخميني الدنيا بعد ان تجرع السم جراء عدوانيته على العراق واندحاره في حرب اشعلها تعبيرا عن عنصريته وطائفيته وحقده الدفينن على العروبه والاسلام ، واليوم غادر بوش السلطه ولم يغادر الدنيا إلا ليتجرع السم قارورة بعد اخرى ولكي يرى بعينه وقبل ان ينفق نتائج جريمته وما افرزه فعله الشائن من مصائب وويلات على امريكا وكل من سار في دربها المظلم وهكذا ارادة الله التي سيراها كل اشراف العراق وعلى راسهم ابطال المقاومه الباسله كالشمس في ضحى النهار وكالبدر في ليلة يذوب بها الصحو.

 

لقد غادر المجرم بوش وهكذا الدنيا لا تدوم لاحد ، ولكن شتان بين من يغادر بشرف وشموخ وكرامه وبين من يغادر مذموما مدحورا تلاحقه سيئاته واعماله القذره الى قبره لتصحبه الى جهنم وبئس المصير .

 

وليست مصيبة السيء سيئاته فحسب فهناك المصائب والويلات التي ستلحق وتسحق من ارتموا تحت اقدامه وارتضوه إماما بعد ان سحروا بجرائمه وعشقوا جنونه .

 

لقد تبوش البوشيون ولم يعد بوش بنظرهم الثاقب إلا لعبة نفذت بطاريتها وتوقفت اطرافها ولم تعد قادره على فعل شيء وهم بلا شك قد باشروا بوضع الخطط للانتقال من البوشيه الو الاوباماويه بعد اعطوا عصارة قلوبهم وعقولهم لبوش واستنزفوا ثروات شعوبهم لا لشيء إلا لكونهم اعتادوا كره ومعادات شعوبهم وجبنا لا يطيب لهم العيش بغير حماية ووصايه من يدوس على رقابهم معتبرين ذلك جزيء من الصراع من اجل البقاء مع ان بقائهم من غير صراع هو اشرف لهم لو كانوا يفقهون .

 

من شب على شيء شاب عليه ومن كان عادلا معتدلا مذ كان برعما لا يميل ولا يلتوي مهما ضاقت به السبل ومهما لاقى من محن الزمان :

 

ان الغصون اذا قومتها اعتدلت      ولا تميل اذا كانت من الخشب

 

اذا كان الرئيس الامريكي الجديد فعلا جديد ولم يزل برعما فعليه ان يبقى معتدلا لحين انتهاء ولايته ، اما اذا بدأ بالميلان والاعوجاج من الان فأن ذلك سيزيد من كوارث ومصائب امريكا على نفسها والعالم ، وهو يعلم جيدا كما يعلم العالم باجمعه بأن الانتصارات المزعومه التي اعلنها بوش في العراق وافغانستان ليست في الحقيقه إلا انكسارات وانهزامات ومؤامرات وظلمات فوق ظلمات ، واذا مضى الرئيس الجديد في طريق الكذب هذا فأنه بلا شك سيكون اكثر وبالا على امريكا والعالم من سلفه ،


اما اذا انطلق ومنذ يومه الاول بالعمل وفق مقياس الحق والعدل والثوابت الانسانيه الصادقه سيحدم شعبه وبلده اضافة الى ما سيقدمه للانسانيه من خدمات تكتب في صحيفة اعماله بكل فخر واعتزاز .

 

السيد اوباما مطلع على التركه الثقيله التي خلّفها له سلفه المجنون وكان يتعايش معها شانه كشان اي مواطن امريكي ، اوباما استلم ميراثا لا يحسد عليه فقد ورث حربين ظالمتين في افغانستان والعراق لا زالت نيرانها مشتعله وهي ما ضيه في حرق امريكا باكثر من القدر الذي تحرق به الدولتين المظلومتين ، اوباما ورث سمعة دوليه سيئه ومعقده ووضع اقتصادي متدهور ومرعب وعجز في الميزانيه لم تشهده امريكا طوال تاريخها القصير والاف القتلى والجرحى والمعوقين ..... اضافة الى مجاميع كبيره من اقذر ما خلق الله اسماهم المجنون بوش بالحلفاء ووضعهم على راس السلطه في افغانستان والعراق وهم يوميا يزيدون من انحطاط وانحدار سمعة امريكا ويساهمون بزيادة لوثة شرفها الملوث .

 

فإذا كان اوباما سيرضى بهذا الميراث المتخم بالمساويء والجرائم فما عليه إلا الاستمرار واستكمال ما بداه سلفه من تدمير وتخريب لامريكا وما عليه سوى البديء باجراء اتصالاته ولقاءاته باللصوص والمجرمين وتجار المخدرات والعملاء والمجرمين والحثالات ممن يدعون انفسهم احزاب دينيه وعلمانيه واصحاب نظريات الديمقراطيات الجديده والشفافيات المستحدثه والمتفننون بقطع الرؤوس وعليه ان يكون آمنا مطمئنا لان كل فاسق ومجرم ومنبوذ سيقف الى جانبه ليؤازره وحتى من الناحيه الشرعيه سيكون بجانبه لان مرجعية السيد السيستاني على اهبة الاستعداد لاصدار فتوى تبيح له ذلك .

 

اما اذا كان اوباما غير راض على هذا الميراث وانه سيسعى الى تحقيق الامن والسلام الى الشعب الامريكي وشعوب العالم الاخرى ويعيد لامريكا سمعتها وثقة المجتمع الدولي بها فعليه اولا ان يبتعد عن الكذب لان سلفه بدأ كذابا وانتهى نصابا لا يصدقه احد ، وعليه ( اوباما ) ان ينظر الى الى كافة معطيات الواقع بمنظار انساني لا يضر بمصلحة بلده ولا بمصالح الدول الاخرى وان يعيد الحقوق المغتصبه الى اصحابها ويعيد الامور الى نصابها الطبيعي ويحافظ على ارواح ابناء شعبه ويؤمن ان القادم من الايام اكثر قطفا لارواحهم ..... عليه ان لا يصدق ان في السودان حرب اباده وفي العراق اسلحة دمار شامل وفي الصومال مفاعل نووي ... عليه ان يتاكد ان كل ما جرى في العراق هو من صنع سلفه والعملاء المابونين المخانيث .... عليه ان يعرف من هم الرجال بحق ويتعامل معهم وفق مباديء السياده الوطنيه والقوانين الدوليه .... عليه ان يراجع خلفيات سلفه القذره ليعلم من هو احمد الجلبي ومن هو عبد العزيز الحكيم ونوري المالكي وجلال الطالباني ومسعود البرزاني وغيرهم من الجراثيم والآفات واذا عجز وتغاضى عن ذلك فهو من الان قد اعوج وتصلب ولا يمكن تعديله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م