حادث الحذاء تاريخي وليخسا الخاسئون

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

من الطبيعي ان يكون لكل حدث مكانته من الاهتمام والتناقل والترويج ، ويرجع ذلك الى مستوى وحجم ذلك الحدث ، كما ان الحدث ياخذ لحظة وقوعه حجما كبيرا من اهتمام الجمهور ووسائل الاعلام بشتى اشكالها ثم يبدأ الاهتمام بالتناقص ساعة بعد اخرى ويوم بعد آخر الى ان يصبح تداوله حاله طبيعيه ، ولا يرجع ذلك الى مستوى الحدث وتاثيره واهميته ولكن الى الاكتفاء الذي وصل اليه الجمهور من كثرة تداول الحدث وتحليله وتقييمه من خلال اللقاءات والمناظرات والاجتماعات والمقالات الخ .

 

ولكن هل يمكن محو الحدث التاريخي من ذاكرة التاريخ ... وهل يمكن التقليل من اهميته وعظمته حتى بعد الاف السنين وهل يمكن تغيير حقيقته واهدافه ؟ لا يمكن قطعا وخصوصا في عصر العلم والتوثيق والفضائيات والالكترونيات . الحدث يبقى بقوته ساكنا قلوب وعقول الناس في كل سنة تتجدد ذكراه لديهم فيفرح من فرح ويحزن من حزن ويختفي من طاله الحدث عن الانظار ، وهذه بديهيه لا نقاش فيها لان الانسانيه لا يمكن ان تغيب عن ذاكرتها الحروب الكونيه والثورات التحرريه وسقوط الامبراطورياتوالكوارث الطبيعيه والاكتشافات والاختراعات العلميه والاعمال الخارقه والاقوال الماثوره فالتاريخ يسطر كل شيء بحسناته وسيئاته عندما يكتب بنزاهه وشرف  >>

 

وهكذا الحدث الذي نفذه العراقي منتظر الزيدي فهو حدث لم يكلف القائم به دبابات وطائرات وصواريخ وام يحتاج منه الى دراسات ومراجع ومختبرات ولم يحمله عناء قطع المسافات او السفر عبر البحار والقارات ، فقد اقتصر على انحناءه بسيطه لم تتعدى مسك الحذاء واطلاقه باتجاه رئيس الولايات المتحده الامريكيه .

 

ولا نريد التحدث عن ردة فعل العالم باسره لهذا الحدث حيث سمع الجميع وشاهدوا مثلما نحن ، واستنفر الاعلام بكل اهتمام وجد وكانت المشاعر تعبر عما تكنه قلوب الشعوب من حقد وكره تجاه هذا الرئيس المجرم المخادع المجنون الدموي .

 

نحن لا نستغرب مواقف القله القليله من الحدث لانهم دائما يمثلون الاضداد من الحوادث والمواقف ليس لانهم مفكرون ومحللون واصحاب مواقف شجاعه ولكن لكونهم اذناب وذيول وعملاء ، هؤلاء الذين إستاءوا من الحادث وقللوا من وقعه واهميته هم انفسهم الذين كرسوا جهودهم ومواقفهم لتاييد احتلال العراق وقتل ابناء شعبه وهم ذاتهم الذين ايدوا كل موقف خسيس ووقفو بالضد من كل موقف شريف وهم الذين عملوا ولا زالوا يعملون نخر الامه من الداخل وتقطيعها ونهب ثرواتها وهلاك ابنائها لانهم دائما وابدا اذلاء مهانون حولهم الجبن والخوف الى اراذل لا يصدر عنهم الا ما هو رذيل .

 

الحدث اوصل منفذه الى القمه واظهر واقع حال رئيس اكبر دوله في العالم وكشف حقيقته . حيث وقف مبهوتا وفردتي الحذاء تتطاير باتجاه وجهه القبيح ولم يعرف من الحذاء إلا مقاسه حبث تناسى ما معنى ان يضرب بالحذاء ومن يضرب او يسحق بالحذاء ونحن نعرف ان الكلاب والحمير والعقارب والحشرات هي التي تضرب وتسحق بالحذاء .

 

راح البعض من المنافقين يربط الحادث بثقافات الشعوب وتراثها وحضاراتها والبعض الاخر ربطه بالمهنيه واصول واداب الصحافه وهناك من شكك بالوضع النفسي لمنتظر واصله وانتمائه السياسي واهملوا فكرة انتمائه الى بلد محتل مدمر يقتل يوميا المئات من ابنائه على يد بوش وعملائه . وكل الادعاءات لم تنطلي على احد لان الملايين الذين شاهدوا الحادث وشهدوا له بالحق والشرعيه اضافة الى الفرح الذي غمر قلوبهم واحاسيسهم لانهم جميعا قد لحقهم الاسى والظلم من هذا المجرم المعتوه .

 

لقد توج بوش نهايته في الحكم بفردتي حذاء طالت قمة راسه لتضرب علم بلاده وسوف نرى عاجلا وليس آجلا بماذا ستتوج نهاية عملائه واذنابه .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م