منتظر الزيدي لسان حال كل عراقي شريف

 

 

شبكة المنصور

ابو مصطفى العنزي

 

في قياسات الوطنيه الصادقه الشريفه لم تكن الشراره التي اطلقها العراقي الشهم منتظر الزيدي نادره ولا استثنائيه ولكنها حاله طبيعيه وندرتها و استثنائيتها تكمنان بكونهما لا يتوفران لدى كائن من يكون بل تقتصر على كل وطني شريف يعصره الالم ويحرقه الحزن على وطنه وشعبه وما آل اليه مصيرهما من تمزق وتشرذم وفقر وحرمان وهدر للكرامه وامتهان للشرف بسبب ظلم وقع بغير ذنب ولا سبب وجريمة مزدوجه اشترك بها ونفذها اطراف عديده كان في مقدمتها الولايات المتحده الامريكيه ورئيسها مجرم العصر بوش وعملاءه ممن حسبوا انفسهم على العراق والعراق منهم براء اضافة الى اطراف عربيه واقليميه ودوليه كانت قد كونت فكره خاطئه عن العراق بسبب جهلها وتخافها وجبنها وجقدها الاعمى وعدم احترامها المباديء الانسانيه والقوميه والدينيه ، وكانت جريمتهم خسران لهم وضعف عليهم وندم ما بعده ندم ولكن هيهات ينفع الندم عندما تصل آلام الجريمه الى العظم وتمزق اعماق القلب وعندما يقف
قائد الجريمه ومخططها ومعبرها بشتى انواع الكذب والدجل ليعلن ندمه واعتذاره فما بالك بالاقزام والجرذان الذين مشوا وراءه وقدموا له الدعم بشتى اشكاله .


كل عراقي اصيل وشريف يحمل مثل ما يحمل منتظر الزيدي من العناد والاصراروالحقد والشعور بضرورة الثار تجاه من دمر بلده وقتل ابناء شعبه والفرصه التي سنحت لمنتظر استغلها افضل استغلال وعبر من خلالها تعبيرا صادقا عن مشاعر كل شريف ليس في العراق بل في الوطن العربي باجمعه وكذلك عبر عن شعور كل ام ثكلى وكل ارمله وكل من فقد اعزاءه واحبابه ... عبر عن شعور كل من نهب داره فضالات الفرس من ميليشيات بدروالمجلس الادنى وغيرها من احزاب وتجمعات الكفر والعماله والخيانه والالحاد ..... لقد عبر منتظر عن شعور كل من وقف ينظر الى عائلته وهي تهان وتضرب من قبل الاعداء والعملاء امام عينه وهو مكبل لا حول له ولا قوه .


انتفض منتظر الزيدي بعد ان تفاعلت عوامل الوطنيه والشرف في اعماقه وهو يرى قاتل شعبه ومدمر وطنه يقف امامه يكذب ويراوغ وبجانبه احد اقزامه من العملاء يصادق على كذبه ودجله وافتراءاته ولم يكن يملك غير الحذاء وقلب عامر بالايمان فما كان منه في لحظة الغضب تلك إلا ان يقذف حذاءه بوجه هذا المجرم ومطيته ، وهذه اعظم رسالة عرفها التاريخ .. انها الرسالة التي اثبتت للعالم اجمع ان الشعوب هي التي تصنع التاريخ وهي وحدها التي تحدد مسيرة العالم ... انها الرساله التي قالت للعالم ان اكبر دولة في العالم يمكن ان يضربها الشعب المكافح ويضرب رئيسها وعلمها بالحذاء ويقول الشعب لهذا الرئيس المجرم ( هذه هدية شعب العراق ايها الكلب ) .


ان يوم 14 / 12 /2008 هو اليوم الاسود في التاريخ الامريكي المليء بالسواد فكل ما جاءت به من طائرات ودبابات وجنود ومرتزقه وعملاء ثبت عدم جدواها بضربة حذاء قالت لها ولعملائها هذا جزاؤكم وانتظروا يومكم ومصيركم الاسود .


لقد تفاعل الشعب العربي بكل مشاعره مع الحدث وعبر عنها بمختلف الطرق والاساليب اعادت الى القلوب والاذهان ان الامه العربيه واحده .. لقد جمع هذا الحدث الامه من اقصاها الى اقصاها ز، ونقول للبعض من الخاسئين الذين حاولوا تصغير اهمية الحدث ان بوش ليس ضيف ايها الجبناء التعساء لانه جاء الى العراق بصفة المحتل المنتصر ليدوس على رؤوسكم بحذائه ... لقد جاء ليختم ولايته المشؤومه بمكاسب شخصيه ويقبض ما تبقى من ثمن جريمته ، اما منتظر فقد كان هو المنتصر


والبطل الشجاع الذي لا يمكنكم ان تصلوا الى مستواه لانه شريف وانتم عملاء .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م