تهنئة خاصة لاسرة الشهيد بمناسبة عيد الاضحى وخواطر من وحي الذكرى الثانية للاستشهاد

 

 

شبكة المنصور

أبـــــــو ميسون  / المغرب  

 

انتهز هذه المناسبة الدينية الكبيرة لابعث لاسرة القائد الشهيد الزعيم الخالد صدام حسين رضي الله تعالى عنه بتهاني القلبية الحارة لكافة افراد اسرته القريبة ولعائلته ومن خلالهم لكافة المواطنين العراقيين  . وان كنت اعلم ان الكلمة فقدت قدرتها الايحائية ولم تعد في هذا الزمن العربي الرديء قادرة على وصف عمق الحزن الذي يعتصر قلوبنا كلما اطلت علينا مناسبة هذا العيد الكبير , كما يسميه المغاربة, لانه لم يعد يمتلك تلك الصفات الجميلة المغهودة فيه مثل الفرح والتزاور ونسيان الاحقاد... , فكيف له امتلاكها وفيه اغتالوا أعز الناس الى قلوبنا ومعه اغتالوا نهضتنا الوليدة ؟ نحن لا ننتظر حلول العيد الاضحى لكي نتذكر الشهيد وانجازاته الوطنية والقومية والانسانية  , لان الشهيد استوطن قلوبنا لحظة استشهاده ولم يعد يفارقها الا لماما , صار جزءا اساسيا من ذاكرتنا الفردية والجماعية, ومنهجنا العقلاني في فهم وتحليل الاحداث المأساوية التي تعصف بأمتنا العربية : حصار اخواننا في فلسطين , وانهيار ما كان يسمى زورا جبهة الصمود والممانعة, وهرولة أنظمة متخاذلة نحو التطبيع المجاني مع العدو , وسقوط الرموز الدينية وانبطاحها امام الصهاينة وتبريرها الأجوف لسياسة قهر المواطن وبيع الوطن للأعداء. كل ظواهرنا الأصيلة انهارت مع استشهاد السيد الرئيس , وما تبقى منها , وهو قليل جدا, ينتظر دوره . ان أكبر حكمة نستخلصها من الاستشهاد وما رافقه وأعقبه من جروح في جسد الأمة هي أن تاريخ العرب منذ القديم والى صدام يصنعه الزعيم الداهية المؤمن بالله سبحانه وتعالى وبقضايا الأمة,

 

وأما ما يردده السفهاء من العرب والعجم من كون التاريخ البشري صناعة مؤسساتية من البدء الى النهاية بدون رائد أو حكيم فتكذبه جريمة احتلال العراق واغتيال باني تاريخه المعاصر . فلولا علم المجرمين بريادة هذا الزعيم العربي ودوره المباشر في بعث الأمة واستنهاض مكامن القوة فيها , أي باختصار, اعادة انتاج التاريخ العربي المتحرك نحو الارتقاء والسؤدد بأخلاقيات الزعامة المستنيرة والواعية بقدرتها المنهجية بايصال التراث بالحداثة وتوحيدهما لخلق مواطن عربي قوي وامة قوية بما تنجزه على مستوى العلم والحياة, قلت لولا علمهم بالبعد التاريخي في شخصية الشهيد لما أعدموه . ألم يقل المجرم طوني بلير يومها : على العرب أن ينتظروا مائة عام حتى يظفروا بشخص مثل صدام؟ وبتفكيك عشوائي لهاته القولة الساقطة نلمس ما يلي:
أولا: محاولة الأعداء لايقاف حركية التاريخ العربي المعاصر الذي اسس شروطه العلمية والبشرية السيد الرئيس القائد. وسياقات العدوان على العراق منذ 1991والى حين احتلاله وتدميره واغتيال قيادته التاريخية شاهدة على تصميم الغربيين على استئصال كل حركة تاريخية منافسة ,


ثانيا: ادراك الغرب أن الحركة التاريخية المنافسة والتي خشي منها هي تلك التي وضع تصميمها الهندسي الشهيد , وأكثر ما أفزع الغرب فيها أركانها الخمسة: الايمان ـ الأخلاق ـ العلم ـ التفاعل ـ والفرادة. أي قدرتها الفائقة على الجمع بين المثالية والواقعية , بين الروحانية والمادية : ثنائيتان متلازمتان في كل حركة تاريخية انسانية هادفة ,
ثالثا: ولغل غياب هاته الثنائية في الصحوة الحضارية الجديدة عند ما يسمى في أدبيات التحليل الاقتصادي المعاصر بالدول البارزة : الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل , هو ما جعل الغرب المادي يرى في هاته الصحوة عنصرا بسيطا من بنيته الحضارية يسير ضمن الخط المرسوم له سلفا , فزودها بخبراته العلمية والتقانية , وأفسح لها المجال لتتمدد بعضا من ابتكاراتها في العالم. . ولما كانت هاته الدول قد ربطت مصيرها بمصير الغرب فانها لم تشكل حركة تاريخية مستقلة ومنافسة كتلك التي سعى اليها الشهيد صدام حسين عليه السلام , أي أنها لم تشكل تهديدا مباشرا لمصالح الغرب في العالم فقام بالحاقها بمتنه الحضاري واعتبرها ظلالا لايديولوجيته الاقصائية.


رأي الغرب الاقصائي في شهيد الأمة ظهر صريحا من التداعيات السابقة لقولة الساقط طوني بليـــــر , وكان الحدث المأساوي لاغتياله عليه السلام في هذا اليوم العظيم من أيامنا الاسلامية مقدمـــة لاعتراف العالم بكونه ظاهرة عربية فريدة , وحالة انسانية نادرة , ننتظر مائة عام لتكرارها, وهذا ما يضاعف من أحزاننا اليومية , ولا حول ولا قوة الا باللهl


عاشت الامة العربية ـ عاشت فلسطين حرة عربية من التهر الى البحر ـ عاش العراق
اللــــه أكبر الله أكبر اللــه أكبر
وليخســـــأ الخاسئون

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م