في ضوء وعد المجاهد عزة الدوري : هل سيكون هذا العام هو عام التحرير ؟

 

 

شبكة المنصور

المقاتل أبو خالد الوليد العراقي
العراق المحتل / بغداد المنصورة بإذن الله

 

مما لا شك فيه إن القراءة الأولية للخطاب الجهادي والثوري للرفيق المجاهد الكبير عزة إبراهيم الدوري ( نشر في  15 /  تمــوز / 2008 م ) يوضح كمعنى وإطار عام عزم وإصرار المقاومة الوطنية العراقية  الباسلة على تحقيق  أهدافها الإستراتيجية في تحرير العراق من المحتلين والعملاء لأنه ينطوي على العديد من الحقائق التي شكلت للمقاومة وقيادتها قاعدة انطلاق إيمانية صلبة يعتمد عليها في تحقيق النصر الناجز بعون الله تعالى..

 

أما إذا حاولنا اعتماد أسلوب دراسة الخطاب وتحليله فسنقف بكل تأكيد على العديد من عوامل القوة التي تتميز بها المقاومة العراقية مع وضوح إستراتيجيتها الجهادية الإيمانية مقرونة برؤية سياسية واقعية وناضجة لما جرى ويجري على ارض الوطن المحتل . 

 

ولغرض الوقوف على هذا كله نوضح في أدناه محاور الخطاب ودلالاته الجهادية والثورية وما ينطوي عليه من معاني عظيمة ...

 

1.     استشهد الرفيق المجاهد عزة إبراهيم في بداية خطابه بآية من القران الكريم تأمر بالحذر والثبات ليخاطب من خلالها العميد الركن عبد القادر علوان ويهديه تحية تقدير واعتزاز لشخصه وروحه الجهادية كمناضل ثوري ومقاتل شجاع ووفائه وإخلاصه وصدقه وأمانته وهو يبارك انجازه السريع والدقيق للمهمة التي كلف بها ، لقد خاطب الرفيق المجاهد عزة إبراهيم مبدئية الضابط الركن وثوريته المؤمنة مع عسكريته الوطنية والعقائدية الشريفة , ومن خلاله لكل المقاتلين من أمثاله وكرر الرفيق المجاهد عزة إبراهيم تحياته لهذا المقاتل الباسل وشجاعته وحيا من خلاله كافة القادة والأمراء والجيوش والكتائب والسرايا الجهادية وأراد الخطاب من جميع الرفاق المجاهدين أن يضعوا نصب أعينهم هذا النموذج الجهادي ألبعثي المؤمن الذي هو ومعه كل المجاهدين الشرفاء من امة الخير التي أخرجت للناس تأمر بالمعروف  وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ..

 

2.     لقد خاطب الرفيق المجاهد قائد الجهاد والتحرير عموم المجاهدين البواسل وأثنى على صبرهم وتضحياتهم السخية ومطاولتهم وبطولاتهم وأكد إنهم من العراق العريق .. عراق سومر وأكد..عراق بابل وآشور موطن الحضارات والرسالات وقاعدة الفتوحات العربية والإسلامية التي تحطمت على أرضه اكبر واعتي الإمبراطوريات الفارسية وأحقادها وأدرانها والرومانية وعدوانيتها وقوى وموجات شريرة ومتجره منها الموجة الصفوية الخمينية الأخيرة التي تقهقرت على حدود العراق الصامد حتى جاءت الموجة الامبريالية الصهيونية الكبرى تساندها الصفوية الخمينية الخائبة وكل قوى العمالة والخيانة وهي الأخرى تجر أذيال الهزيمة وتلفظ  أنفاسها الأخيرة على هذه الأرض لأنها ارض الأنبياء والرسل..ارض شيت وإدريس ونوح وإبراهيم ويونس وأيوب (عليهم السلام) وهذه الأرض التي هي جزء من الأمة العربية هي التي أنجبت  أسد الأمة ومغوار ها حيدر الكرار (رضي الله عنه) ثم شهيد الإسلام الحسين ملهم الأمة معاني البطولة والفداء والثبات (عليه السلام )ثم الزبير بن العوام وطلحة الخير وبقية الصحابة من أمثالهم(رضي الله عنهم جميعا)...

 

3.  أن الاستشهاد بصفوة لأمه العربية من مجاهدين وغيارى يراد منها استحضار عموم مجاهدي البعث والشرفاء الذين يتخندقون معهم في مهامهم الجهادية والنضالية في هذا الوطن كل قيم البطولة والتحدي والإصرار التي حدثنا عنها التاريخ البعيد والقريب فكيف يمكننا نحن المجاهدون والمناضلون البعثيون أن نصبر على المحتلين وعملائهم وهم موغلين في تحطيم كل قيم البطولة والتاريخ المجيد للأمة وتشويهها فلا بد من أن ينهض هذا العراق بشرفائه ومجاهديه ليخوض معاركه الحاسمة مهما كان الثمن باهظا على مستوى الأرواح من اجل طرد الغزاة والعملاء من هذا البلد وتحريره ليعود كما كان في السابق يسير في ركب الأمة العربية المجيدة وصولا لتحقيق رسالتها الخالدة وهي رسالة الإسلام ، لقد استشهد الرفيق المجاهد عزة إبراهيم في إطار الحديث عن معركة التحرير الحاسم (بعون الله تعالى) بآيات من القرآن الكريم يحث فيها على المنازلة الكبرى من اجل التحرير ومن الآيات الكريمة قوله تعالى ((أن الله يدافع عن الذين آمنوا أن الله لا يحب  كل خوان كفور)) صدق الله العظيم .. ويراد من هذه الآية أن يستذكر المجاهدين أن الأيمان بالجهاد ما هو إلا طريقا لإعلاء كلمته عز وجل ونصرة دين الإسلام وتبليغ رسالته . ((ينصركم الله فلا غالب لكم )) صدق الله العظيم.. وان علم اليقين في دين الله الحق وهو دين العروبة وليس دين الطوائف والفرق والشعوذة والدجل والتخريب وهو رسالة الأمة الخالدة ليعزز من ظلال هذا كله أيمانهم وثقتهم بتحقيق أهدافهم في التحرير .

 

4.  ويخاطب الرفيق القائد المجاهد المناضلون والمجاهدون ويبشرهم بحتمية انتصار الحق واندحار الباطل على أرض العراق.. وستنتصر الحرية وتشرق شمسها على العالم ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله .. وينتقد الخطاب صمت الأمم المتحدة والعالم العربي والإسلامي والجامعة العربية عن ما يجري في العراق من تدمير وقتل للشعب وتهجيره وتشريده وهم ماضون في هذا التدمير  والتفتيت والتشريد والقتل وعلى بصيرة من الجميع.

 

5.  وهنا ينبري الخطاب ليؤكد أهمية القوة القاهرة القادرة على إجبارهم للخروج من العراق وحينما تصبح خسائرهم على ارض العراق اكبر من أطماعهم ونواياهم الشريرة وهذا يتحقق بالمقاومة المسلحة المتصاعدة الدائمة .. ويخاطب الرفيق المجاهد عزة إبراهيم  الغزاة عموما وعلى رأسهم الرأس العفن مجرم الحرب بوش ليذكرهم بالعراق تاريخا وبطولات وإشعاع فكيف يمكن لشعبه العظيم وان يتخلى عن تاريخه العريق الطويل المجيد وكيف يتخلى عن عروبته التي هي جوهرة من جواهرها المكنونة المصونة وكيف يتخلى عن هويته ودينه ومبادئه وقيمه..فيتوعد بوش اللعين بحساب الآخرة أمام الباري (عز وجل) العظيم الجبار مع مجرمي الإنسانية من أمثال هولاكو وجنكيز خان وهتلر وموسليني وهامان والنمرود.. فهذا الشعب العظيم مهما طال الزمن سيظل يقاتل الغزاة والعملاء مهما تجبروا ودجلوا وكابروا وسيكون النصر حليف الشعب وستنتهي وتتقهقر إمبراطورية الشر والعدوان وامبرياليتهم العالمية .. وذكر الرفيق القائد في خطابه لمجرم بوش ببيت من الشعر الشعبي للعراقيين في الصبر والمنازلة وحذره من مغبة عدم رحيله عن بلادنا لان هذا الشعب سيقاتلهم حتى قيام الساعة لأنهم دمروا كل شيء في الوطن وضربوا وهجروا ..وتساءل الخطاب مخاطبا المجرم بوش ألا يكفيه تجربة أكثر من خمس سنوات من الصراع الملحمي مع شعب الحضارات ومقاومته البطلة التي تتوسع وتتصاعد وهنا جاء الاستشهاد بالآية الكريمة((أولم يروا إن الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة)) وذكره بتهاوي قوته أمام أعينه وهروب الحلفاء و الأصدقاء ورجاله الواحد تلو الآخر.

 

6.        لقد وصف الرفيق القائد في خطابه المقاومة وهو يخاطب المحتل الباغي بأنها من شعب العراق المقاتل المناضل وقد بني أمره على أساس القتال الدائم المتصاعد ((وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)) صدق الله العظيم .. وفي هذا المضمار دعا القائد المجاهد أن يفرق الغزاة بين المقاومة الوطنية المسلحة وتنظيم القاعدة التي قدمت نفسها على طبق من ذهب ليذبحوها. كما إن المقاومة ليست كجيش المهدي الذي أغرى الغزاة بأسلوبه المتخلف على تصفيته عسكريا.. وثمن وقدر الخطاب كل المجاهدين الذين ينازلون الأعداء على ارض العراق من اجل التحرير.

 

7.        لقد شخص الخطاب وبجرأة ووضوح حقائق مهمة يهتم لها المواطن وتزيل الغشاوة والسطحية لدى قطاعات من الشعب في تقييمها للمسيرة الجهادية في العراق ذلك أن الخطاب كما يقال قد وضع الإصبع على الجرح الذي يعاني منه المواطنين العراقيين وهو الأسلوب الخاطئ الذي تعتمده فصائل القاعدة في عملها الجهادي وكذلك ما يسمى جيش المهدي الذي مارس أعمالا أضرت بالمقاومة وإستراتيجيتها الجهادية .. إن هذا التشخيص الدقيق الذي أشار إليه الخطاب هو من أهم واخطر المواضيع التي تشغل بال المواطن فقد أتاح له رؤية واضحة وجلية لما جرى ويجري على ارض الوطن مما احدث ردود فعل ايجابية واسعة على مستوى لجماهير وتأييد وارتياح لشرائح شعبية كبيرة لمضامين الخطاب.

 

8.        وعاد الرفيق القائد في خطابه مرة أخرى ليذكر الملعون بوش بان المقاومة هي جند الرحمن لا تراها عيناه ولا تصل إليها يداه ولا احد يعرف كيف ومتى يصولون ويقتلون جنود الاحتلال ويحطمون عدتهم المتطورة وان المبادرة في الهجمات هم الذين يقررونها حجما ونوعا واستهدافا ولا يقبلون معركة انتم تخططونها وتقررونها لان الوطن وطنهم والشعب شعبهم والأرض أرضهم والمجتمع مجتمعهم والزمن كله لهم فالمبادرة إذن بأيديهم.

 

9.        وهنا ينتقد الخطاب أسلوب القاعدة وأخطائها الإستراتيجية ولولا هذه الأخطاء لانهار وجود المحتلين في العام الأول من الصراع وهذه لحقيقة يعرفها الرئيس بوش جيدا .. ويتحدى القائد المجاهد في خطابه الرئيس الكذاب بوش بان يعلن بصراحة عن حجم خسائره وعدد قتلاه والتي سيضطر الأمريكان للإعلان عنها في القريب العاجل , فماذا سيقول بوش للشعوب الأمريكية وماذا ستقول له هذه الشعوب .؟

 

10.      ودعا الرفيق القائد المجاهد في خطابه كل فصائل الجهاد بكل انتماءاتهم أن يتوحدوا ويصوبوا جهادهم نحو رأس الأفعى وهو المحتل وعملائه المكشوفين في رموز السلطة العميلة وعناوين الخيانة الكبيرة .. وان يتجنبوا مقاتلة من هم دون ذلك إلا من يقاتلهم وان لا يخلطوا بين الخونة والعملاء وبين أجهزة السلطة جيش وشرطة وصحوات وإدارة فهؤلاء مع الشعب ومقاومته الباسلة حيث برر انتسابهم لهذه التشكيلات بالحاجة والعوز المادي .. فالقتال يجب أن يكون ضد الذين أوغلوا في الجريمة الكبرى من الاحتلال تدميرهم لبلدهم قتلا وتشريدا لشعبهم . يقول الله عزوجل في كتابه الحكيم ﴿ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين﴾ صدق الله العظيم.  

 

11.      واعتبر الرفيق القائد في نهاية خطابه أن هذا العام سيكون هو المنطلق للحسم النهائي للنصر العظيم بإذن الله في تدمير العدو وتحرير الوطن من المحتلين والعملاء ..

 

 إن تحديد سقف زمني تعتمده المقاومة الباسلة لانجاز مهمة التحرير أثار العديد من التساؤلات على المستوى الشعبي انصبت على الرغبة في التعرف على الإمكانيات العسكرية اللازمة التي بحوزة المقاومة والقادرة على تحقيق النصر الحاسم على هذا الطاغوت...؟ ويمكن تأشير ما ذهبت إليه ردود الفعل الجماهيرية لعموم الخطاب وعلى الفقرة المتعلقة بقرب موعد تحرير العراق بالاتي:

 

أ‌-        تعزيز روح المقاومة و الصمود والاستبسال لدى المجاهدين والمناضلين البعثيين وعموم الوطنيين الذين يقاومون الاحتلال ..

 

ب‌-       التفاف شرائح واسعة من الشعب حول الخطاب وعودة الأمل والثقة بقدرة البعث ومقاومته لتحقيق النصر.

 

ت‌-        تنامي الرغبة الجماهيرية الواسعة بعودة البعث وقيادته للسلطة ليضع حدا لهذا التمزق الذي يواجهه العراق وينهي كل مظاهر الانحلال والتفكك المتمثلة بالديمقراطية المزيفة والفيدراليات والأقاليم وغير ذلك من مظاهر التمزق والطائفية .

 

ث‌-       ظهور وترسخ قناعة بان ليس كل الذين يحملون السلاح ويدعون الجهاد هم مجاهدون صادقون ومؤمنون بل إن المجاهدون الحقيقيون هم من أشار إليهم الخطاب وهم تحديدا المقاومة الوطنية بكافة فصائلها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي بقيادة البعث..

 

ج‌-       لا شك إن الخطاب أزعج الطاغوت المحتل ودوائره السياسية والاستخباراتية  وحلفائه من صهاينة وخمينيين حاقدين لإصراره على تحرير العراق بطرق جهادية وثورية بعثية نظيفة لا غبار عليها ولأنه أيضا وهو المهم يستجمع  عموم الشعب حول مقاومته بما في ذلك الأجهزة الحكومية والتجمعات العشائرية الرسمية التي تدور في فلك الاحتلال والحكومة ولا يستثني من ذلك إلا رؤوس العمالة ومن يقاتل المقاومة . هنا يخشى المحتلون وعملائهم تداعيات هذا الخطاب على المستوى الشعبي لأنهم لا يملكون أية وسائل كفيلة ورادعة لمنع مثل هذا التأييد والالتفاف عدا أسلوب المداهمات والاعتقالات والترهيب وهي أساليب خبرها الشعب واعتاد عليها بل أخذت تزيده إصرارا وعزيمة على دعم طليعته المؤمنة الممثلة بالمقاومة الوطنية الباسلة..

 

ح‌-     لقد ذهب الخطاب ليؤكد حتمية وقوع معركة تحرير العراق والتي اسماها بمعركة الحسم في القريب العاجل وحدد عناصر القوة والاقتدار التي تتمتع بها المقاومة لطرد المحتلين والعملاء من ارض العراق..ومن الطبيعي أن القيادة السياسية والجهادية للمقاومة قد درست كل التحضيرات اللازمة لخوض هذه المعركة سيما وان لها تجارب ميدانية في هذا الشأن وهي تدرك جيدا حجم وقوة العدو والته العسكرية المتطورة إلا إن هذه المعركة لا أحد يستطيع معرفة متى تبدأ وكيف وأين ستكون ساحتها الرئيسية وما هي الخطط الموضوعية إدارتها وتحقيق أهدافها...

 

قال تعالى ﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ﴾ صدق الله العظيم.

وقوله عز وجل ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ صدق الله العظيم .

 

المقاتل
أبو خالد الوليد العراقي
العراق المحتل / بغداد المنصورة بإذن الله

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٨ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م