نفحات أيمانية
على ضوء خطاب شيخ مجاهدي العصر المعتز بالله عزة إبراهيم الدوري

 

 

شبكة المنصور

المقاتل أبو خالد الوليد العراقي
العراق المحتل / بغداد المنصورة بإذن الله

 

إن خصوصية صراع الأمة العربية مع الغرب الاستعماري على مر العصور إنما تقوم على أساس من ارتباط الصراع بالعداء للهوية العربية والإسلامية "الدين والحضارة" فأحداث التاريخ تؤكد إن المعارك لم تهدأ يوما, وان الحروب تواصلت من جيل إلى جيل, ومن زمن لآخر, ولا يكاد العالم يتناسى آلام حرب مضت حتى يهدد بحرب ستأتي, وهكذا قدر له أن يعيش في حالة حرب , أو مهدد بشبحها .فحياة الاضطراب وعدم الاستقرار والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية..التي يعانيها المجتمع الإنساني مرتبطة بمصالح دول عظمى وكبرى يهمها ديمومة ذلك . في حين كان للإسلام الفضل في أن يهب العالم الهدوء و الاستقرار لفترات طويلة من الزمن , إذ وصلت رسالة الإسلام إلى كل بقاع المعمورة, وحرصت على أن تهب البشرية حياة تتوفر فيها كل أسباب الأمن والاستقرار والطمأنينة والهدوء والاستقرار, في كل ارض حل بها العرب والمسلمون, وفي كل بقعة أشرقت عليها شمسها, وانبثق ضياؤها .

 

لم يغفل الاستعمار الحديث الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية القوة الكامنة في مبادئ ثورة العراق المجددة لروح الإسلام ومعطياته القومية الحضارية, لمناقضة لمصالحها الحيوية في لوطن العربي والعالم , إذ شكلت ثورة  17_30 تموز 1968 بطابعها الإيماني الوطني والقومي نقطة تحول فاصلة في تاريخ العراق والأمة العربية بتبنيها مشروعا حضاريا نهضويا يؤمن القدرة على الفعل الهادف والمؤثر على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية, فكانت عرضة لشتى صنوف التحديات الداخلية والخارجية, من حروب وحصار وتدمير , كان آخرها التحالف الدولي والإقليمي الذي شن عدوانه الغاشم الذي امتلك كل خواص الآلة العسكرية و التدميرية المتفوقة تقنيا التي انتهت باحتلال لعراق وتدنيس أرضه الطاهرة .

 

لقد ظنت أمريكا وحلفائها الغربيين والصهاينة والصفويين أن العراق أصبح أرضا مستباحة , يمكن لهم التحكم بمقدراته ونهب خيراته, لكنهم سرعان ما صدموا به إنهم قد وقعوا في ورطة حقيقية , لا يعرفوا كيفية الخروج من مستنقعها تحت ضربات المقاومة الباسلة التي كبدت وتكبد العدوانيين ولاسيما الأمريكية منهم خسائر جسيمة لم تكن في حسبانهم . وهي على وشك انجاز النصر استراتيجي والتحرر الشامل التي اضطر إلى الاعتراف بها الكثير من صانعي الأمريكيين والمحليين الاستراتيجيين الأمريكان أنفسهم .

 

إن ما يواجه العراق اليوم من تحالف قوى الشر ضده لا يمكن لأي شعب ولا أي بلد من بلاد المعمورة إن يواجهه. إلا شعب العراق المفعم بالإيمان صاحب الحضارات والرسالات , والملاحم البطولية على مر التاريخ والأزمان . وهذا ما يفسر تجمع كل قوى الشر  في الداخل والخارج على محاربته والنيل من صموده وتحديه. ولعل إشارة شيخ مجاهدي العصر إلى هذا الفعل البطولي الجهادي للعراقيين كون العراق ارض الأنبياء والرسالات الخالدة ارض الملاحم والبطولات النادرة , حتى بات المعتدون الاميركان وأعوانهم ينتحرون تحت أسوار بغداد . وكل مكان من أرضه الطاهرة , وتحطمت إرادة الشر الكبرى ليسجل العراق وشعبه من جديد تاريخا جديدا للأمة ,  فهو كان وما يزال جمجمة العرب وقلبها الإيماني لنابض , وهو يدافع عن دين الحق , كما يقول شيخ مجاهدي العصر وليس دين الطوائف والدجل, بعد أن توحدت فيه كل خصائص الخير من القوى المجاهدة الوطنية والقومية والإسلامية و"ليس مجرد ما يزعم انه مجرد فئة مهترئة من المتشددين البعثيين"كما حاولت الإدارة الأمريكية الغازية أن تصف فيه فعل المقاومة العراقية الباسلة .

 

إن الفعل الايماني الجهادي يتطلب في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة أن يكون بمستوى التحديات الكبرى التي يواجه فيها المجاهدون اعتى قوى الشر و الظلام في العالم . وعلى أساس هذا التصور جاءت الالتفاتة الكريمة من لدن شيخ مجاهدي العصر في إشادته وتثمينه لفعل احد قادة أبطال المقاومة  الميدانية ورجاله الميامين في انجاز المهام الموكلة إليه بالدقة و الوقت المحدد وتنفيذ المهمات الخاصة في الظروف الخاصة, ودعوة كافة مجاهدينا للارتقاء بفعلهم الجهادي إلى هذا المستوى الرفيع  ومستوى المسيرة الجهادية العليا التي تسرع النصر الحاسم بأذن الله وعونه وقدرته , فالغزاة الاميركان كما يؤكد شيخ مجاهدي العصر لا يمكن أن يخرجوا إلا بالقوة القاهرة بالقوة المسلحة , وحين تزداد خسائرهم , لتصبح اكبر من مكاسبهم وشرور أطماعهم الدنيئة , حتى يخرج آخر جندي وهو يجر عار الخيبة والخذلان . وهذه الحقيقة باتت معروفة إذ تنقل لنا وسائل الإعلام العالمية تدني معنويات الغزاة الاميركان وإصابتهم بشتى الأمراض العقلية والنفسية, فضلا عن الخسائر الجسيمة في قتلاهم وجرحاهم ومعوقيهم التي تفوق إعدادهم ما يعلن البنتاغون بأضعاف مضاعفة , التي جعلت العدوانيين الأمريكان وقادتهم في موقف لا يحسدون عليه , وهم يبحثون عن مخرج لعله ينقذهم مما هم فيه من انكسار وهزيمة حقيقية يرفض بوش الاعتراف بها .

 

ومن هذه المخارج التي عمد الساسة الاميركان إلى الترويج لها والعمل على تحقيقها هو محاولتهم تكبيل العراق باتفاقية أو معاهدة مفروضة عليه يوقعها عملائهم ساسة العراق الحاليين ,يبقى العراق أرضا وشعبا وخيرات تحت وصاية الاميركان لأمد طويل التي يرفضها الشعب العراقي جملة وتفصيلا.

 

إن أي مشروع يطرح داخل العراق أو خارجه لا يعترف بالمقاومة العراقية المسلحة الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي محكوم عليه بالإخفاق وبالفشل الذريع , كما يؤكد ذلك شيخ مجاهدي العصر, وهو يحذر في الوقت نفسه كل الجهات العربية والدولية ولاسيما جامعة الدول العربية والأمم المتحدة من المشاركة في مثل هذه المشاريع المشبوهة التي تطبخ في دوائر المخابرات الأميركية والتي هي بالضد تماما ليس بمصالح الشعب العراقي فحسب وإنما بالضد تماما ليس بمصالح الشعب العراقي فحسب وإنما بالضد أيضا من مصالح الشعب العربي وشعوب المنطقة وشعوب العالم اجمع ,ولا يمكن لشعب العراق شعب الحضارات أن يتخلى عن دينه وتاريخه وحضارته, وهنا يوجه شيخ مجاهدي العصر الكلام لزعيم العدوانيين بوش وزمرته بان يصارح شعبه ويعترف بانتصار شعب العراق ومقاومته الباسلة وان يكف عن الكذب والخداع ,فالمقاومة تتوسع وتقوى سياسيا وعسكريا و إعلاميا وماديا في مقابل تهاوي قوة المعتدين الأشرار وضعف اقتصادهم وتخلي حلفاء أمريكا الواحد تلو الآخر عنها ,وبات اليوم قريبا الذي يصبح فيه الأمريكان وحدهم يواجهون مصيرهم القاتم تحت ضربات المقاومة الباسلة, ففعل المقاومة العراقية كما يقول الخبير الاستراتيجي الأمريكي"وليم بولك"((كبدت الجنود الأمريكان وحلفائهم خسائر بشرية ومادية كبيرة,قلبت كل حسابات الإدارة الأميركية , فالجنود الاميركان لا يعرفون في اغلبهم لماذا هم في العراق , إنما يعرفون فقط إن النار تطلق عليهم في هجمات يتراوح عددها بين الخمسين إلى مائة هجوم كل يوم , وهم خائفون , وبات الجندي الأمريكي يائسا ومنكسرا, ينتابه الإحساس بالعجز و عدم جدوى الاستمرار في القتال . حتى بات العراق مستنقع دم للجنود الأمريكان وحلفائهم يغوصون فيه دون مخرج , وهو يجلب للولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الحليفة لها في العراق المزيد من الضحايا و خيبات الأمل بدلا من النفط والثراء)).

 

وفي السياق ذاته يعترف"أنتوني كوردسمان" الخبير الإستراتيجي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن بقوله: (( إن الفشل هم احد الاحتمالات , ولعلها تكون المرة الأولى التي تواجه فيها الولايات المتحدة الأميركية هزيمة , وإذا ما أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تغادر العراق فينبغي أن لا تفعل هذا في جرأة أو غضب , و إنما يتعين عليها أن تكون مستعدة لان تقدم عونا و مساعدة)).

 

ويرى الباحث الأمريكي "جيفري كمب" بقوله: (( لا يوجد مبرر واحد لبقاء القوات الأمريكية في العراق)) في حين يؤكد زعيم الحركة المحافظة الأمريكية "ويليام باكلي": (( إن الحرب لم ينتج عنها سوى خيبة أمل كبيرة)), ويتطابق هذا الرأي مع ما جاء برأي الخبير الاستراتيجي الأمريكي "ويليام بولك" الذي قال :  ))أن أفضل ما يمكن أن تجنيه الولايات المتحدة الأمريكية هو ورقة توت تستر هزيمتها)) محذرا في الوقت نفسه من أن (( أسوأ ما يمكن أن يحدث في حالة انهيار سريع فسيكون جلاء مذلا كما حدث في فيتنام )) مشددا على ضرورة أن تختار الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب بدلا من أن تجبر عليه, وان الوقت رصيد يضيع, وان كلما طال الزمن يصبح من الصعوبة بمكان إقراره لأنه لا يسير لصالحها)).

 

وهنا يأتي تأكيد شيخ مجاهدي العصر في التركيز على ضرب ما وصفه رأس الأفعى , الاحتلال الأمريكي وجنوده وتكبيده المزيد من الخسائر للتعجيل بهزيمته ورحيله, وأن يكون هذا العام منطلقا حقيقيا للحسم النهائي , وقد تحرر العراق أرضا وشعبا من براثن الاحتلال وأذنابه .وهذا هو فعل الشعوب الحية المؤمنة المجاهدة ذات العمق التاريخي والحضاري الأصيل .

 

 

المقاتل
 أبو خالد الوليد العراقي
العراق المحتل / بغداد المنصورة بإذن الله

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٦ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م