من بقر بوش الى هوش زيباري

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

 

معذرة لقرائي الكرام من مستهل العنوان بلغة مفردات البقر، طالما ان المستنقع العراقي قد أغرق كل أبقاره وجواميسه برحيل الراعي الاكبر بوش. والاصطلاحات هنا ضرورة لكي يفهمها السادة المستشارون المعتمدون للاجترار الديمقراطي في المنطقة الخضراء. ان القطيع المجتر لأحاديث الديمقراطية والدستور والبرلمان والمجلس السياسي والامني وإجتماع الكتل السياسية ومحاصصاتها ...الخ من خزعبلات الادارة البوشية لم يعد مقبولا للعمل في الادارة الجديدة، وفي زمن صوت به الشعب الامريكي في جميع أرجاء الولايات المتحدة بقرار كنس بوش وماكين إسوة بكنس المحتشدين من مساعدي رعاة البقر المجترين في اسطبلات المنطقة الخضراء وكابول وإلغاء تعاقداتهم من دون رحمة بهم والغاء وظائفهم والحاقهم ببلاك ووتر.


حاول بعضهم ان يستغيث مرة أخرى ويستنجد بمن وصل الى البيت الابيض، وهم أرادوا التشبه بصوت تلك الحرة العربية التي استغاثت يوما ما ، من مظالم الروم فصرخت " وا معتصماه". لكنهم أخطأوا ترجمة خطابهم هذه المرة باستباق الاحداث، فوجه كل منهم نداءاته الى العزيز الغالي سيدهم الجديد " اوباما" صارخا بانتهازيته المستهلكة المعهودة مرة أخرى أوه يا " اوباباماما " ظانا منه انه يترجم نداء كبير الخارجين عن عرش العراق هذا الزيباري الفذ بترجمته المتفردة للنداء o my dear Babababamama ;التي وجدت صداها في الجنوب غير الفيدرالي فترجمها له الحكيم عبد الذليل بوش بقوله : " بأبي انت وامي مرتين" يا اوباما يإ ابن الحسين" .


هي نفس الارجوزة وبنفس اللحن للمظلومية المرددة منذ خمس سنوات، سواء ترددت في الحناجر المستكردة والمستعجمة يريدون لعبها مرة أخرى مع "اوباما" .


وإذا كانت نافلة القول تحتم الاعتراف ايضا انه وبعد الزلزال الامريكي الذي هز البيت الابيض فلا بد ان ينتظر للزلزال عدد من الهزات المرتدة حول أركان المنطقة الخضراء وكابول ؛ ولا بد من تثبيت حقيقة واحدة ان ما تركه جورج بوش، ووراءه كروكر كراعي بقر في المنطقة الخضراء، هي تلك المزبلة العمومية التي تزكم فضائحها الانوف، والتي يتحتم على باراك كنسها بنفسه قبل أن يغرق هو الآخر في وحلها.


وما سيجده الديمقراطيون في تلك المزبلة العمومية لا يمكن ان يساعد حتى في انتاج تفسخ نفاياته ليعطي وقودا حيويا او ميثان . سيجد سادة البيت الابيض الجدد سوى زمرغبية توظفت ارتزاقا كمساعدي رعاة للامريكيين العاملين في اسطبل سفارة كروكر ببغداد. وهم يستغبون حقائق التاريخ باعلانهم استعدادهم للاستمرار في رعي بقية القطيع المعتلف في رواق السفارة الخضراء بخدمة اوباما. وهؤلاء لازالوا يعتقدون انهم سيقررون بألاعيبهم مصير شعب العراق، واللعب في قضية تقرير مصيره من خلال دك حوافرهم بالتوقيع على ورق الاتفاقية الامنية الموعودة لإرضاء قادة البنتاغون. وتراهم منذ أن عادت أجوبة نيغروبونتي ورايس اليهم يساومون لذات اليمين وذات الشمال. تارة بالتمنع وتارة بالرفض . وهم يظهرون أمام مرأى الشعب العراقي مثل ذلك القرد ظل يحك عجزه على كل الصخور الناتئة حتى أدمى ظهره وعاد مكشوف العجز من جلده . وما عاد عند مثل هذه الاصناف من القردة وجه أو ظهر أو حياء. وهم أمام ماهُددوا به من تخلي الجيش الامريكي عن مهمة حمايتهم يقتربون من لحظة تطبيق المثل العراقي عليهم: " اللي ياكله العنز... يطلعه من جلده الدباغ". الامريكيون خسروا كل شئ ولم يبق لهم سوى دبغ جلود معزتهم . وقد أكل العنز المنطقة الخضراء بما فيها من الاخضر واليابس والتهم أموال الدولة ومشاريعها وحتى قناني البلاستيك لمياه الشرب التي شربوها وتركوا للناس شرب المياه الملوثة بالكوليرا. وهم لم يشبعوا بعد ويريدون ان يعيدوا تجربتهم مع الراعي الجديد اوباما .


عادت شهية الاطماع تدفعهم للمساومة الاخيرة في مضمار المساومة وارتهان مستقبل شعب العراق من خلال إطالة عرض السيرك الاحتلالي قبل مغادرة بوش من " بلكونة ومشهد العرض الاخير" قبل العشرين من كانون الثاني 2009 . وهم بذلك لا يخجلون عند إنطفاء المصباح الاخير في المنطقة الخضراء لاستنفاذ كهرباء المحول الخاصمن جنرال الكتريك. وهم في حالهم ايضا كما يقول العراقيون بحكمة المثل المعروف عند وصف التمنع الكاذب موصوفون بـ : " مشتهية ومستحية" .


ولا اريد ان أذهب بعيدا في تفسير هذا المثل المجرب، فالكل بات يعرفه، فلا الماء يروب ولا العاهر تتوب. يريدون التغيير من وظيفة أبقار وثيران المنطقة الخضراء الى قردتها التي تلعب على كل الحبال. ولا نسمع من جديد جعجعة من غير طحين لاسماع اوباما ومكين .في كل مرة يجتمع فلان مع علان، في عربستان او كردستان، كي يردون بمقترحاتهم على الانجليز والامريكان. هو حوار الطرشان يعرفه القاصي والداني. بماذا سيردون؟؟... والاتفاقية قد وقعت من خلفهم وعلى ظهورهم وهم منبطحون لاقدار عبودياتهم، باتفاق واشنطن وطهران.


اما ما يجري من خزعبلات سياسوية خارج السيرك وداخل خيمته ، فلا نظن ان بلدا وشعبا مثل العراق بذخيرته الحضارية يمكن ان يغفل عنهم . ان بلادا صار ينعق في دورها وبيوتها البوم وهجرتها أدمغتها بسبب التصفيات الجسدية المخططة يمتحن المأساة ويميز الى اين يذهب به هؤلاء، والعراق رغم كل ذلك قادر على ان يدرك إن من تبقى في المنطقة الخضراء ليس لديه ذرة من شرف او وطنية او غيرة جراء ما فعل ببلاد الرافدين.


وهذا القول لابد من ان يقال اليوم بكل الصراحة التي يريدها شعبنا طالما نحن أحرارن ومن خلال أي منبر اعلامي، ومن دون مجاملات لأحد ممن ارتضوا ان يكونوا عبيدا لبوش. أيها العراقيون إغسلوا أيديكم حتى العكس من أدران أزلام البرلمان ومخنثيه وملحقاته ومستشاريه وكتله النتنة المتفسخة كالجثث على قارعة طريق الانسحاب .


أيها العراقيون الاحرار، ايها المقاومون ، ايها المثقفون ، ايها العمال والفلاحون ، قولوها عاليا وابصقوا بوجوههم القذرة من دون تردد : قولوا للعالم ولاوباما ولنجاد وغيرهم : لم نعد نثق بكل من فتشته الكلاب البوليسية الامريكية، واهتز مرتعبا منها، لم يعد ابنا للعراق ممن ارتضى المرور ليتسلى في ليالي وأيام الاحتلال الرهيبة في كافتريا البرلمان وحفلات هز الايدي والارجل تلبية لرغبات الاحتلال ومشاريعه. قولوا للعالم ولأهلنا من دون تردد: لم نعد نتحمل رؤية الكلاب الضالة التي ارتضت ان تنبح نيابة عن كلاب المارينز، وتنهش بلحومنا واعراضنا ووجودنا وسمعتنا داخل وخارج الوطن.


أيها العبيد الاذلاء: لم نعد نرى في وجوهكم وعمائمكم وطرابيشكم الا ماسحات اتربة العقب الحديدية وبساطيل المارينز. لم نعد نرى في السنة التصريحات الكاذبة بالرفض للمشاريع وبرامج حكومات الاحتلال الا ادوات لحس جزم المارينز وجنازير الدبابات. ولا فرق بين إئتلاف واعتلاف وتوافق وتصافق. لقد انسلختم بمحض رغباتكم عن جسدنا الطاهر الصابر على تجاوزاتكم منذ التاسع من نيسان 2003 وقبله.


ايها الناس، يا شرفاء شعبنا وسادته وشيوخه بصغاره وكباره برجاله ونساءه الماجدات: قولوها بوجوههم مدوية عالية تصم آذانهم، وليسمع صداها العالم اننا قادمون من أجل تحررنا واستعادة وطننا وهيبة وعزة وكرامة شعبنا. فلا تخذلوا شعبنا بالاستكانة الى الوهم من جديد بأن يصلح الفاسد ما قام به من دمار شامل بالعراق، لا تصدقوا بصحوة الديوث وردة الخائن ومكابرة العبد الذليل واستكانة الراعي بالعمل في قطيع ذئاب الغزاة، مستأسدا علينا .


هي صرخة احتجاج بوجه من يمارس فينا مرة اخرى تجارب التنويم المغناطيسي والتخدير ليفترسنا من جديد في اللحظة الاخيرة ليظفر لرأسه العفنة بقيلولة اضافية في ظلال جدران السفارة الامريكية المهتزة ببغداد بضربات المقاومة. ايها الشرفاء تصالحو الأجل مجد العراق وتقاطعوا كالسيوف مع من خانكم وخذلكم.


ولأن هناك من يوهم نفسه ان هناك بقية من أمل في شارب او لحية لا تخجل ان تصطبغ بدماء ضحايانا عندما يطلب منها، وتصطبغكالحرباء بكل الاصباغ المطلوبة عند التصويت يمينا او يسارا، وهي لا تخجل من عارها اليوم، وهي ستصوت يقينا غدا في برلمان المشهداني وتابعه العطية . لكل منهم اليوم في فمه أكثر من لسان، مستعرب ومستعجم ومستكرد. في كل فم خطاب، قادر ان يقول لأيران "لا للاتفاقية"، و يقول لامريكا Yes للاحتلال للبقاء وللحماية والتستر على المخازي وجرائم الاحتلال ونهبه لثروات البلاد. كثيرة هي الاسئلة التي تقود اجاباتها نحو انتزاع النصر شريطة اعلان التعبئة الكبرى.


والجواب حول مصير البلاد نجده أيضا عند لجان المستشارين المجتمعين عند دار " السيد عبد السادة" [ إشارة الى مقالنا السابق مجالس العزاء في المنطقة الخضراء]. هناك في مجلس عزاء المنطقة الخضراء كثر أمثال المستشار السيد عبد السادة ابن الملا داغر، وصار عدد المستشارين أكثر من تعداد الشعب نفسه. وإذا كان العالم يسجل نجاحاته بالارقام القياسية في مجالات التطور والتحضر والرقي والاصوات النزيهة في صناديق الاقتراع، فإن الارقام القياسية القادمة من أقبية بغداد بلغت تصاعديا حتى أضحى البلد يمتلك عشرات الالاف من المستشارين "من غير شهادات او بها" ، وهي مزورة ومختومة على المقاس المطلوب، لقد دبر لبلادنا مكيدة بليل ، ها هم ينصبون انفسهم قادة ، يتجولون في دول الجوار بنعوت والقاب عدة، وهم يعتاشون من خزائن العراق المنهوبة ، وليس لهم مكاتب اودوائر او حتى مجالس معتمدة للثيران المستشارة.


كل هائم يغني لدولاره الاخضر، وارقام رصيده النفطي، مجرد أرقام في البورصات التي افلست وتصرخ كالنار هل من مزيد والعراق يحترق.


واذا كانت ثقافة تكساس أفرزت ثقافة الثيران، فإن المثل العراقي لازال يجد ضالته في مشهد المأساة الوطنية التي إبتلينا بها. هاهو المواطن العراقي لازال يمتلك حسه الشعبي ورغم المرارة يتهكم من وظيفة "المستشار" فيقول عنهم : [خذ الشور من راس الثور]، ولكنا هنا سنجد الصعوبة في أن نجد حتى رأسا واحدا منهم يساوي لثور عادي بمثل الثيران الحيوانية الاخرى؛ هم ثيران المنطقة الخضراء التي لازالت تلعب، رغم ان العالم غير مساره في واشنطن منذ الثلاثاء الماضي . تراهم دون خجل : الكل ينطح من دون قرون. والكل يعلن انه مستعد أن يكافح "القاعدة" و" الارهاب" ويحارب " بقايا البعث" ويقضي على مواطني "الشعب المجتث" ، والكل يعلن أيضا انه مستعد للمناطحة والمنافحة والمصالحة؟ وسيبقى هكذا حالنا أذا استمروا، حتى مئة سنة كما تمناها الراعي الراحل " ماكين" في أحلام خلوته الانتخابية.


وإذا كان لبوش الراعي فلسفته، وله شيئ يحسب له مروقه، وهو يكلل اللحظات الاخيرة بكل جهد خبيث، ليأخذ معه كل قرون ثيران المنطقة الخضراء ويعلقها على جدران مزرعته بتكساس، وقد يحسبها البعض جزء من غباءاته وحماقاته إن تركها من دون ذبح، لكنه في نظري سيكون هذه المرة ذكيا جدا بأنه سيحرق كل رصيد الدولار المتبقي في العالم ويرهنهم عبيدا او يبيعهم لسيد آخر بعد ان سقط في وحل جواميس وابقار المستنقع العراقي من دون ان يذوق شيئا من حلاوة العراق.


وهاهو يأتي باوباما الى خزنة فارغة، ويترك له بيتا أسودا وجيشا مهزوما ، وامة مأزومة، وفي العراق سيترك له رزمة وحفنة من المستشارين المستعدين للإستحمار ممن جاؤوا بأكثر من 45 ألف شهادة مزورة من وراء الحدود العراقية. واذا كانت تلك الشهادات قد صدرت، ووثقت، وصودق عليها بأختام الحكومة الايرانية وجامعاتها ومدارسها ومعاهدها ، فان تصديقها مر لا محالة عبر أختام وزارة الداخلية الايرانية التي أقالت بالامس كبير المزورين، وزيرها للداخلية المحترم وبفضيحة مخجلة جراء تمريره إداء القسم الكاذب له أمام البرلمان الايراني، وهو يقسم انه كان يحمل شهادة دكتوراه رغم انها ايضا كانت مزورة وبها إستوزر بها وعين وزيرا بمجلس حكومة الملالي بطهران . وهو نفسه الذي قاد ووجه وأمرعبر الحدود حكومة وبرلماني ومساعدي الملالي من اولاد السيد عبد السادة وأشباههم وعلمهم السحر والشعوذة وكتابة حروز السياسة والدساتير وهو الذي علمهم ايضا أن يحلفوا كذبا وبهتانا وأيديهم على المصحف الطاهر الشريف ببرلمان المشهداني، وعلمهم ان يحلفوا بأغلظ الايمان برأس الامامين العباس والحسين والزهراء وبشرف أهل البيت [انهم من السادة المبشرين بالسلطة وأنهم من أهل الكفاءات.


انه بلا شك قد ورطهم، كما ورط نفسه بتلك الاوراق المزورة، فأرسلهم الى العراق، ليصبحوا مضحكة لمن يريد أن يضحك، وموضوعا للكاريكاتير وللإعلاميين ويقدم منهم نماذجا من امثال الوزير متعدد الشهادات صولاغ ووزير التربية، وآلاف غيرهم ومن أمثالهم. لقد إكتشف فقراء مدينة الثورة أن شهادات سوق مريدي كانت أكثر حرفية ودقة وتعليمية من شهادات البازار الايراني في طهران . من هنا كانت الكفاءة المهنية لحملة الشهادات الايرانية تعادل صفرا مكعبا حتى وإن ختمتها كل الحوزات ودوائر الامن والمخابرات والوزارات والجامعات .


من هنا نفهم لماذا الكثير مما خفي؟ ولماذا بدأ ذبح العلماء والاكاديميين والجامعيين والاطباء، ولم يهتم النظام يشغل وظائفهم لأحد من هؤلاء الاميين القادمين من كل حدب وصوب كغزو الجراد الصحراوي يلتهم الاخضر واليابس في عراق الرافدين؟. ومن هنا بدأنا ندرك أيضا: لماذا إرتضى اصحاب مثل هذه الشهادات بوظيفة مستشار لاغير؟ وقبلوا العناوين حتى من غير استشارة لأحد؟ واكتفوا بعنوان الوظيفة والانتساب الى الوزارة المطلوبة بدرجة مستشار من دون عمل ؛ طالما ان كبيرهم المالكي لم يخجل من نفسه وهو يسمع فضائياته تكيل له الالقاب العلمية ولم يصحح للاعلام خطأ ترداد لقب دكتور له ولغيره من اركان وزارته من دون استحقاق.


لقد قبل الجميع بمحاصصة القاب الدكتوراه والاستاذية والخبرة طالما ان العناوين تلك كانت توفر لهم درجة وظيفية عالية، ويصرف لها راتبا كبيرا، ولها إسما مرموقا، وتوفر لصاحبها جوازا دبلوماسيا وفرصا للسياحة والاستجمام في الداخل والخارج وتوفر لهم ضمان التقاعد المبكر على نفس الدرجة الوظيفية .


إننا نطالب كل حملة الشهادات العراقية، بمن فيهم خريجي المدرسة الابتدائية العراقية الحقيقية، ان يرفعوا اصواتهم لفضح هذه المناكر، وليطالبوا منظمة التربية والثقافة والعلوم" اليونسكو"، والاليسكو، بمحاسبة كل من أساء الى الاعراف الاكاديمية والعلمية في بلادنا ويجب على الجامعات والهيئات العلمية في العالم أن توقف الاعتراف بكل الشهادات الايرانية داخل وخارج ايران حتى يتم الفرز والكشف عن حملتها المزيفين عن غيرهم ممن كد وسهر وتعب.
ولا بد أن نحمل كامل المسؤولية لهؤلاء الاميين المنسبين الى بعض الوزارات كالصحة والاعلام والثقافة والتعليم العالي والدفاع والداخلية" من اصحاب الرتب العسكرية المزورة" وسائر القطاعات الاخرى ومحاسبتهم عن جرائم التصفيات الجسدية التي طالت الكوادر والعقول العراقية، وسببت تهجيرهم وتشريدهم خارج وطنهم وداخله، ولا بد من متابعة هؤلاء قانونيا لاستعادة كل ما سلب من مال وامتيازات باسم تلك الشهادات المزورة والعبث باموال وحقوق الشعب العراقي ودولته الوطنية .


وعلى الفور لابد للامم المتحدة والمنظمات الدولية والجامعة العربية وسائر الدول التي اعادت ارتباطها وعلاقاتها الدبلوماسية بحكومة الاحتلال الرابعة ان تستنكر وجود مثل هذه الطفيليات عندها وهي تتمتع بالحماية الدبلوماسية أو طلبة دراسات عليا، او مستفيدين من فرص التدريب . ولا بد من اعادة امتحان الكفاءة العقلية للسيد زيباري وطاقمه لأنه يدرك ويعلم تماما أن كثيرا من شهادات الكرد والاعاجم والمستعربين ومنهم عدد من السفراء والقناصل الذين عينهم ليست بعيدة عن التزويرات التي يعرفها حق المعرفة .


ان تصريحاته الاخيرة وسلوك سفراءه تعبرعن كامل غباءه الدبلوماسي في استشراف التغيرات التي تعرضت لها الحياة السياسية في البيت الابيض والعالم، بعد نجاح المرشح الديمقراطي أوباما؛ مما يجعلنا أن نشك بان استشاراته لفريق الخارجية " العراقية" ممن عينهم سفراء للعراق في الخارج تؤكد ان هناك أكثر من وظيفة مثل " مستشار" او " وزير مفوض" او " قنصل" لا تستحق سوى اعادة التوظيف مرة أخرى بدرجة "راعي" في المنطقة الخضراء، وعلى الملاك المؤقت بإجور يومية ؛ لأن وقت اوباما لايكفي لاعادة اختبار مساعدي رعيان ادارة بوش الجمهورية وابقائهم في وظائف اغتصبوها .


الوقت ينضب ويتلاشى لحظة بعد أخرى، الحد الفاصل بين الخيط الابيض والخيط الاسود لاستعجال بزوغ فجر صادق بوعده سيحرر العراق، ويعلن على مئآذن بغداد تكبيرة الثورة.
لم يعد العراقيون يتحملون بعد اليوم لا بقر بوش ولا هوش زيباري ولا اسطبلات كروكر.


وان غدا لناظره قريب.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٠ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م