تاملات
رموز الامم و الشعوب

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

وانا اطالع في غربتي عن الوطن العزيز العراق الجميل والحلو باهله الطيبين .. شعرت بحسرة ارتطمت بجدران قلبي وتجعلني انتفض كالذي صعقته شرارة كهربائية لا تبغي موته بل تحرك الخزين من المشاعر لما يجري في وطني وكانني اسمع القلب يخاطب العقل هل ما يفعلونه في وطني الاشرار ومن عمت قلوبهم ومن رهنوا الضمير وسكتوا عن الحق وهل الذي يجري بدراية وليس عن غباء فهل وصل بمن يدعي انه شرب يوما كف ماء من دجلة او الفرات او احتضن يوما جوفه حبتين او ثلاثة من تمر نخيل العراق او التحف بفسحة من سماء تمتد من البصرة الحبية الى زاخو العزيزة او افترش ارضي العراق وتمدد على سفح جبل في شماله !! يحرق رموزنا وقدوتنا ؟؟


كيف؟ وكيف يكون عراقي من انصاع للاجنبي و مزق انتمائه واهان رموزه واصطف مع فاقدي الهوية والاصل وعد يمي الاب و الام .. وهنا شعرت بالعقل يتضامن مع القلب واخاطب الكامل والناقص والحر و العبد والمحتل( الفتحة على الحاء ) والمحتل ( الفتحة تحت الحاء ) ولاقول وبكل تجرد للذي معنا في الخندق و الذي في الخندق الاخر وللغالي الرفيق العزيز والصديق .. وللغاصب اللئيم والعميل اليتيم ... اقول الهوينة علي الى ان اكمل ما اريد ان اقوله ولنتجرد من كل العقد التي تحملونها والذي زقها الاجنبي الطامع فيكم .

 

فانا اقول هنالك حقيقة الكل يؤمنون بها وهي في حياة الامم و الشعوب على هذه الكرة الارضية فترات و ازمنة صعبة ان خضم هذه الفترات الصعبة تبرز قيادات ويتقدم هذه القيادات ابطال وفي يستطعيون ان يتقدموا باقتدار وحكمة ويقودوا شعوبهم و اممهم لاجتياز المراحل الصعبة و هذه المجاميع تشكل رموزا تتفاخر بها الشعوب والامم . ولا يرتقي الى مصاف واعتبارات الرموز الا من هم يفرضون وجودهم ويكونون نتاج المراحل الصعبة ويستطعون ان يقودوا شعوبهم ..


وقد تختلف الرموز من امة واخرى او من شعب او اخر وايظا قد تختلف المراحل التي تفرز القيادات و الرموز من امة الى اخر ىوقد تكون رموزا علمية اوفنية اوفي اي المجالات التي تتعلق بالنشاطات الانسانية. وتتقدم هذه التصنيفات الرموز القيادية للمجتمعات والامم.


و الكاتب والمؤرخ مايكل هارب قد ذكر في كتابه (العظماء مائه) ويمكن الاطلاع عليهم وهم من امم و شعوب و كذلك في ازمنة مختلفة وفي مجالات وانشطة متنوعة وهو ليس موضوع بحثنا هذا.....

 

فهنالك شعوب لها رموزت اريخية برزت عبر ممارسة دور قيادي في معارك مصيرية وهنالك زعماء افرزتهم المواقف الصعبة (اعتذر مسبقا ان فاتتني اسماء كثيرة لرجال عظام ) فمن التاريخ يبرز الكثير فمثلا الاسكندر الكبير ليمثل الامة اليونانية.والقسطنطين الاكبر القيصر الروماني ويوليوس قيصر في روما والقائد الفرنسي نابليون بونابرت. وجورج واشنطن اول رئيس لالولايات المتحدة الامريكية . وتشرشل زعيم انكلترا في الحرب العالمية الثانية و ماوتسي تونغ زعيم الثورة الصينية وفلاديمير ايلتيش لنين قائد الثورة البلشفية في روسيا والمهاتما غاندي رمز الهند المحررة.. وامتنا العربية الكبيرة و العظيمة لم تمر باي مرحلة من حياتها الا وفيها اكثر من رمز وقيادة بدءا من سركون الاكدي وحمورابي و نبوخذنصر. والتاريخ العربي قبل الاسلام و بعده و تتزاحم فيه الرموز و الابطال في المرحلة الواحدة فعلى سبيل المثل لا الحصر في مرحلة الاولى من الدعوة الاسلامية يبرز الصحابة وفي مقدمتهم ابوبكر الصديق وعمر الخطاب وعلي بن ابي طالب وباقي الصحابة (لا يعني التسلسل في الاسماء شىء ) ويتقدمهم الرسول محمد(ص).. وهذا ما تميزت به امة العرب عن باقي الامم في ان المراحل الصعبة من حياتها يوجد اكثر من قائد و رمز والميزة الاخرى لامتنا هي انه من بين القيادات او الرموز تندفع قيادات فردية لتتصدرالقيادات و الرموز.


التاريخ العربي المعاصر يفتخر بشواهد عظام مثل سعد زغلول وابطال ثورة 23 يوليو1952وقائدهم جمال عبد الناصر في مصر.وابطال ثورة العشرين وفي مقدمتهم الشيخ ضاري وابطال ثورتي تموز في العراق.

ان شعوب وامم هولاء الابطال و الرموز لتفتخر بهم و لايمكن ان يتجرء احد ان يمسهم باي ما يضير سمعتهم ومكانتهم مهما تناوبت الانظمة السياسية على دولهم ومهما اختلفوا بالرا ي او المعتقد معها فهم حسبوا جزء من التراث لاممهم.


الا ما كان للاستعمار يد فيه لتشويه صورتهم. اقول ان الشعب الذي يخلوف ي اية مرحلة من حياته من رمز اوقيادة فهو شعب خامل و شبه ميت..واذا ماشذت مجموعة و اساءت ارموزها حسبت مع فاقدي الاصل والنسب!!

 

و الان كيف يمكننا ان ننتقي من هم بمصاف الرموز ؟ اقول ان الرمز او القائد يتحدد من خلال المرحلة التاريخية التي مارس فيها دورا قياديا.ومقدار النجاحات التي حققها وهي الكفيلة باعطائه منزلة القائد او الرمز .اعتقد ان كل منصف يتفق مع هذه المعاير..


ولاجل تحقيق ذلك وان تكون احكامنا منصفة لابد ان نتجرد من خلفية المواقف المسبقة و هذه شرط اساسي لنجاح مهمتنا..انا اقول من الحقائق ان العراق كان قبل 1968 بلد فقير و هامشي بالرغم من امكانياته الاقتصادية و البشرية و عندما جاءت ثورة 17 تموز الجبارة و حققت للعراقين الكثير واصبحنا في عام 1980 على وشك الخروج من مصاف الدول النامية و حسب تقاريرالمنظمات الدولية ويحضرني مقالة للشهيد المرحوم طه الجزراوي و عندما كان وزيرا للصناعة و كانت المقالة مدعومة بتقارير من المنضمات العالمية وقد ذكر فيها المنظمات الدولية اقتصادية وسياسية واجتماعية التي اعلنت ان العراق على مقربة من تخطي مجموعة الدول النامية وتقرير منظمة اليونسكو على نجاح العراق في نهاية العقد السابع من القرن الماضي بالقضاء على الامية في العراق ... ولكن اعلان نظام الملالي الجديد الحرب على العراق في 4 ايلول 1980 عطل كل هذه الطموحات كانت حرب طويلة وموذية وتجلت فيها العنحهية المتخلفة للملالي والذين لم يريدوا ان يصدقوا انهم مهزومون وهم على راس دولة قوية و جيش يعد الخامس في العالم و اقتصاد قوي.. .ودفع العراق الكثير من الشهداء و خسر الكثير من الاموال التي كانت مخصصة للبناء و التنمية وبالرغم من كل ذلك انتصر العراق الذي لم يرفض يوما اي مبادرة للسلام بدا بمبادرة ضياء الحق في ايلول 1980 و انتهاءا بالمؤتمر الاسلامي وانتصر العراق .. وبالمناسبة و ارجو من كل عراقي شريف ان يصدقني ان قيادتنا كانت تعطي التعليمات و تعد الخطط لمرحلة البناء لما بعد الحرب ونحن كنا في اوج ايام الحرب وارجو من كل عراقي كان موظفا ان يتذكر هذه الحقيقة وللانصاف يؤيد هذه الحقيقة.

 

والدراسات التي كانت تعد و كان الحرب على ابواب نهايتها.. و انتهت الحرب وبدءت الخطوات الجبارة للنهضة مرة اخرى ولم تسمح لنا الامبريالية العالمية و حركت اتباعها في المنطقة لمشاغلة العراق و كانت ام المعارك الخالدة ودخل الشيطان بنفسه هذه المرة و بثقله وبالكامل و خرج العراق من الفخ و ادخلوه في صفحة حصار دام 13 سنة وبدءت صفحة جديدة من الاستنزاف البشري و المادي ولما ايقن الاعداء بان العراق لا زال صامدا كان قرارهم بغزوه هذه المرة وساعدهم من الشقيق و الصديق وكان الاحتلال والان كل عراقي يحس تماما بجريمة اغتيال المنجزات في العراق وما تحقق في تلك الفترة ..

 

الى الجزء الثاني ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م