نافذة
العدوان على القطر السوري .. الابعاد والاهدا ف

﴿ الجزء الثاني﴾

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

 

ان تخلي الولاياة المتحدة عن استراتيجية( الردع و الاحتواء) ابان الحرب الباردة وتبني استراتيجية (الهجوم الوقائي). يعد تحولا مهما و كبيرا في التفكير الاستراتيجي الامريكي وهذا ممانتج عنه تحديد   مفهوم  جديد لمعسكر الاعداء. والقائم على ان الخطر لا يتحدد بمصدره بل ايظا بطبيعته وتاثيراته ..


وحيث تبنى اليمين المتطرف الامريكي نظريات لتطبيق هذه الاستراتيجية الجديدة وهي

 

1. التفكيك النظيف و2 .الفوضى البناءة. ولاجل ان استكمل الصورة في جوانب هذه الاسترتيجية الجديدة و بقدر
تعلقها بمنطقتنا .

 

اقول مرحلتها الاولى كانت تحت شعار (الحرب على الارهاب) وتجسيدها كان باسقاط الانظمة التي لاتدين بالولاء للولاياة المتحدة الامريكية وتنتقد سياساتها العدائية تجاه الشعوب مثل النظام الثوري في العراق قبل الاحتلال عام 2003. والمرحلة الثانية تنفذ الان تحت شعار (الحرب علىالاستبداد ونشرالديمقراطية) وهذا كله وفق التصور الامريكي للانظمة والديمقراطيات حسب مصلحة امريكا نفسها.


ولكن كما ذكرنا سابقا ان تقرير بيكر –هاملتون مثل تغيرا في الاستراتيجية الامريكية السابقة لهذاالتقرير   والتي كانت خطواتها قبل التقرير تتمثل في الهجوم علىالعراق واحتلاله.


تطوير هذا الهجوم على العراق ليصبح بعدها هجوما باتجاه الدول المجاورة للعراق.
السعي لادخال دول الجوار العرا قي  ضمن  منظومة ادارة  الاحتلال.
الدفع باتجاه ايجاد الفتنة بين دول الجوار.


اعتماد الفتنة الشاملة في العراق  و الوصول بالمجتمع العراقي الى المستوى الذي يفقد القدرة و الارادة على مقاومة المحتل ان هذه الاستراتيجية قد فشلت في كل اهدافها ومن خلال

 

اولا- صحيح ان الولاياة المتحدة قد نجحت في الهجوم على العراق واحتلاله مع دول استعمارية  الاانهم دفعوا ثمنا غاليا بهذا العدوان ..


ثانيا-وبسبب المقاومة البطلة في العراق و منذ اليوم الاول للاحتلال لم تستطيع امريكا وحلفائها ان تطور عدوانها لتحقيق الصفحتين الثانية و الثالثة من اعلاه. بل ان ضربات المقاومة جعلت من امريكا في حالة مرتبكة وبدلا من تطوير استراتيجيتها تجاه الدول المجاورة للعراق فقد عمدت الى الطلب بالتنسيق معها بشان الامن في العراق . و تكون منظومة جديدة سميت بدول الجوار العراقي للتنسيق بكل المجالات معها  .


ثالثا- نستطيع ان نقول ان عناصر الفتنة بين الدول المجاورة للعراق موجودة بالاساس ولم يتطلب امر اثارتها  و تاجيجها الا تحرك وتحريك بسيطين من قبل الولاياة المتحدة و عملائها في المنطقة..


رابعا- فشلت كل الدوائر الامبريالية العالمية من تطوير الفتنة في العراق و جعلها شاملة وواسعة و ذلك بسبب دور المقاومة العراقية وحزب البعث العربي الاشتراكي و كل العراقين الشرفاء وفضل الثقافة التي تثقف بها الشعب عبر 35 سنة وهوعمر ثورة البعث الخالد. والدليل الاكثر وضوحا هو تصاعد المقاومة العراقية البطلة بوجه المحتل و تزايد التايد الجماهيري للمقاومة.


ان من مظاهر الفشل في الاستراتيجية الامريكية في العراق يمكن ان يتجلى بوضوح في التغير المستمر في شعارات الهدف من غزو العراق فبكل بساطة ان لاي مراقب ان يلاحظ التغيرات الامريكية والمستمرة في شعارات  الغزو وتسمية المراحل في لعراق فعلى سبيل المثل لا للحصر اقول انا  ..


1.بعد دخول القوات الامريكية لبغداد و بايام اعلن بوش ان العمليات الحربية قد انتهت وان النصر قد تحقق واوفد الحاكم الامريكي بريمر ليشرف على تنفيذ المخطط الامريكي في العراق  لكن سرعان ما تبين بعد ايام من إعلان بوش ان العمليات الحربية لم تنته بعد وان امريكا وقعت في مستنقع مجهول مما حدى بالادارةالامريكية الىمراجعة حساباتها وتغيرستراتيجيتها والذي تحولت بموجبه الى موقف الدفاع داخل العراق بعد ان كانت تعتقد انها في موقع الهجوم ..


2.و حتىبعد اعتقال سيد الشهداء اعلنت امريكا ستراتيجية  جديدة اسمتها ستراتيجية النصر هدفها تحقيق النصر على المقاومة العراقية و من شواهد فشلها ان الامريكان و عملائهم وحتى منذ يوم دخولهم لبغداد هم يقبعون كالجرذان في جحور داخل اسيجة منطقة محصنة يسمونها ( الخضراء)!!!


3.بفعل ضربات المجاهدين من ابطال المقاومة العراقية اضطر بوش ان يعلن فشل ستراتيجيته في العراق و التي اسماها(ستراتيجة النصر) الى اسم اخر و لم يعر احداهتماما الى هذا التغير لانه محكوم بالفشل ايظا وان بوش فقد مصاقيته امام الشعب و الكونغرس الامريكي وكذلك ان تغير الاسم سوف لا يغير من واقع الهزيمة من شئ.


4.المرحلة التي تلت اعدام سيد الشهداء وتصاعدت ضربات المقاومة وعلى اثرها الزم الكونغرس بوش بوضع جدول زمني للانسحاب وعلق في حينها تمويل الحرب.


5. ان الحليف الاول و التقليدي لامريكا هي بريطانيا و هذه  على اثر هزيمة بلير رئيس وزرائها و ضغط مجلس العموم بدءت بالانسحاب التكتيكي من العراق و هي الان خارج البصرة تراقب فقط.وان اعلان رئيس وزراء بريطانيا الحالي براون بانه يستعد لسحب عدد كبير من قواته الموجودة في العراق. وقول  كولونيل الجو (جيفري منتسلاف) من قاعدة سكوت الجوية بولاية ايلينوي الامريكية والمكلف بالاجلاء الجوي للجنود الامريكيين من العراق (إن خطة انسحاب قوات الاحتلال الامريكية من العراق قد وضعت بالفعل وتم عرض مؤشراتها علي لوحات مخططي البنتاجون ) كلها دلالات على الاخفاق و الفشل في احتواء العراق..


6.يمكن اضافة تصريح الرئيس الروسي السابق بوتين(هو الان رئيس وزراء  روسيا الاتحادية) و  كذلك الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك). فالاول قال(ان امريكا دخلت مستنقعا حقيقيا يصعب الخروج منه او تحقيق نصر) والثاني قال( لقد فتحنا ابواب الجحيم في العراق).!!وان موقف هذين الرئيسين لدولتين عضمايتين لم ياتي من فراغ بل من معلومات استخبارية و مؤكدة..


ان كل هذه المواقف و المتغيرات في تراجع المحتل يعود لضربات المقاومة العراقية وان فشل المحتل اصبح امرا حقيقيا ولكن ادارة بوش و كما هو معروف عنها لا تتجراء بالاعتراف بالهزيمة وهذا يكلف الشعب الامريكي الكثير ويمكن الانتخابات الحالية قد تاتي بادارة جديدة شجاعة وتتخذ خطوات شجاعة تحفظ للامريكي ماء وجهه ان ابقى بوشا منه وتستر على خسائره .والله اكبر من المتجبر...


الى الجزء الثالث...                                               

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٧ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م