الشعب سيثور ؟!!

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبـــد

 

أوقفني بولستر سياسي معلق على جدران أبنية وواجهات بعض المحال التجارية صادر عن منظمة العمل الإسلامي وفيه مقطعين الأول منسوب لسماحة السيد أية الله  محمد تقي المدرسي  والأخر للمطيري أمين عام المنظمة فيهما رفض للاتفاقية والتوقيع عليها وان سماحة السيد قالها بوضوح تام لا لبس فيه بان الشعب عند توقيع الاتفاقية وما يلحق به من ذل وهوان وفقدان الكثير من مصالحه الوطنية سيثور ،  وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر  وأساسيات نشؤ المنظمة وأهدافها ونواياها وعلاقتها بما حصل ويحصل بالعراق لابد من الوقوف أمام هذه العبارات التي لابد وان يلتقي على مضمونها كل وطني غيور  مؤمن بوطنه  ومصالحه وسلامته وسيادته واستقلاله وفي الوقت الذي اكبر فيه  الموقف الواضح والصريح من الاتفاقية والذي يعد بمثابة الفتوى الدينية الأولى التي تلزم المقلدين اتخاذ الموقف الرافض والجهاد من اجل عدم تحقيقها

 

أقول وأسئلة تعالى أن يوفقني باتخاذ الموقف الصواب في تحليلي وبيان وجهة النظر وأول الأمر الذي لابد من الوقوف أمامه أن العدو الكافر وحليفته إيران تمكنا من إخراج موقف ينعكس على الشارع العراقي لهم فيه أهداف ونوايا شريرة لمرحلة ما بعد الاتفاقية إن تمت الموافقة أو لم تتم وهو ( الموافقون عليها سيحسبون تابعين لأمريكا  ومعادين لإيران  والعكس صحيح ) وهذه لعبة الشد والجذب  يراد منها تفتيت البنية الوطنية العراقية لتقاسم ما تم تقسيمه خلال سني الاحتلال المنصرمة وتعزيز نفوذهم كأمر واقع ومفروض ، وهذا العرض لا يعني إطلاقا" بان العملاء الذين دخلوا ارض العراق مع قوات الغزو الأمريكي أو بتفويض  الإدارة الأمريكية وبحماية حرابها المشهورة على الشعب العراقي هم من هؤلاء بل هم المجرمون الحقيقيون بحق الشعب العراقي وان ما حصل في العراق من خراب ودمار وقتل وتهجير هم يتحملونه مع الإدارة الأمريكية  المعتدية لأنهم هم الموقعين على  وثيقة الغزو والاحتلال  ولابد من الإشارة هنا إلى الائتلاف الذي يسمونه موحد وخاصة المجلس الأدنى اللااسلامي وحزب الدعوة العميل فإنهم ألان في موقف لا يحسدون عليه  لما يلزمهم من اتخاذ الموقف الانفرادي بالرغم من كونهم عميلين مزدوجين للإدارتين الأمريكية والإيرانية

 

فأقول  إن ما ورد في البولستر أخشى أن يكون تحذير من الأمر المحتوم  الذي سيحصل قريبا" جدا" بفعل الإرادة الوطنية القومية لغالبية الشعب العراقي  وانكشاف الضلامية التي تتسم بها أفكار التيارات والحركات والأحزاب التي اتخذت من الدين الإسلامي برقعا تتخفى  به وصولا لأهدافها وغاياتها التقسيمية العدائية للأمة العربية والقوميات والأقليات  المتآخية أساسا منذ أقدم العصور وألازمنة وليس إقرارا" بالحقيقة التي لابد من الاعتراف بها من أن ما حصل في العراق وتمكن أمريكا منه كان نتيجة الخيانة العظمى التي ارتكبتها الأحزاب والحركات والتيارات الدينية و التخاذل الذي ظهر فيه رجال الدين وعدم قدرتهم على قول كلمة الحق كي يكون الفصل البين بين الحق والباطل بين البلد المهدد والقيادة المدافعة عن الأمن الوطني والقومي للبلد وبين قوى الظلام والهيمنة والعدوان والثأر  والحقد والكراهية   ، وان ما أفرزته ما يسمى بالعملية السياسية لا يمت إلى الإرادة الحقيقية للشعب العراقي بصله بل انصب لخدمت الغرباء وا يقاض الفتنة  واتخاذ المحاصصة وسيلة لتوزيع المنافع وكابونات الخيانة كي تمرر الغايات والنوايا الأمريكية الصهيونية الفارسية الصفويه وعلية فان الجواب الشافي من الشعب هو الثورة العارمة بعد أن تكتمل مستلزمات انبثاقها ونجاحها في آن واحد ، وبالرغم من السنين العجاف وما لحق بالدين الإسلامي وبالتحديد فكر ومنهج رواد أل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام من تشويه وبدع وغلو انعكس سلبا  على نفوس متبعيه أولا و التحسس المشوب بالخطر عند  الآخرين نتيجة الدعوات التي يطلقها من هنا وهناك تحت عنوان( مظلومية اللائمة الأطهار  وإنصافهم بأخذ الثأر لهم )  من ركب الدين غلوا لتعميق الفكر الطائفي وإشعال الفتنة ولا ندري ممن يؤخذ الثأر وما ذنب أبناء القرن الواحد والعشرين ميلادي أو الرابع عشر هجري لفعل  ارتكب كما ورد في ما كتبة  الباحثون قبل قرون أو ما دسه الفرس والمستشرقين في بطون الكتب  لكسر شوكة الوحدة الإسلامية وهد النسيج الاجتماعي للمجتمعات العربية والإسلامية ،  لم نجد أي حديث يرفض ذلك ويدعوا إلى الوحدة الإسلامية ويحاسب على ما يقال في الفضائيات ذات السلوك الطائفي المقيت بالحديث المباشر  إلى أبناء الأمة والطلب من الوكلاء والمعتمدين أداء دورهم الواجب  بل  العكس نجد إن الشارع امتلاء بالكتب والكراسات التي تكرس النعرة الطائفية وتحتوي على التطاول على أصحاب الرسول الأعظم صلى الله عليه وأله وسلم ، وأقول إن الإمام الحسين عليه السلام لم يأتي إلى العراق ليقتل حتى تشق الجيوب وتلطم الخدود وتطبر الرؤؤس ويظرب الزنجيل وهذه كلها إيذاء النفس التي حرم الجليل الأعلى القيام بها لأنها ملك لله الواحد الأحد بل عند الوقوف أمام خطبته عليه السلام  بالجيش العازم على قتله تلبية" لرغبة الحاكم المستبد حيث قال ( إني لم اخرج أشرا" بطرا" بل خرجت لإصلاح أمة جدي ) والدليل إن الإمام الحسين عليه السلام أراد أن تكون ثورته دليل عمل لكل المؤمنين لإصلاح الحال إيصالا إلى رضاء الله  والتقيد بالدين وشرائعه ، وأقول أين عدو العزيز الحكيم  وجلال زغير  وصدر الدين القبانجي وهمام حمودي ومن هم على شاكلتهم ومسؤلي الحركات والأحزاب الدينية من قول الإمام الحسين وهم يمعنون  إيغالا بموالاة الكافر المحتل لأرض الأنبياء والرسل  والحضارة والتأريخ العراق مثوى أمير المؤمنين وسيد شباب أهل الجنة والأئمة الأطهار والصحابة والصالحين رضي الله عنهم وأرضاهم بمساكنهم في عليين

 

الاتفاقية التي يدعونها أمنية  نعم أمنية كونها تؤمن مصالحهم وعملائهم وخونة الدين والوطن  هي نقطة الانطلاق للصفحة الثانية من  المؤامرة الكبرى التي سيكون العراق  فيها رهينة الاستعمار المبطن والاستيلاء على الثروات الوطنية وخاصة البترول والغاز كون العراق مازال يحتفظ بأكبر الاحتياطيات الدولية وهذا سيتم  تحت  عناوين الأعمار والاستثمار  والتطوير  التي بدأت حكومة الاحتلال الرابعة  بالتنفيذ من خلال الاتفاقيات مع شركات شل  وغيرها ، كما إن الاتفاقية ستكون بوابة لتكبيل العراق  باتفاقيات ثنائية تسمى أيضا أمنية أو تحت مسمى التعاون والتنسيق والتي بدأت حكومة الاحتلال  في  الحلقة الأولى من ذلك مع الحكومة البريطانية  وان ما يعلن  من مواقف الرفض ليس المقصود هو الرفض لمصلحة الشعب بل لتعزيز الدور الفارسي ألصفوي في العراق وقد أعلنها المتفرس خضير الخزاعي  وزير التربية في حكومة الاحتلال الرابعة  والعائد توا" من بلده إيران صراحة بأنه  وجوب التقيد بفتوى خامنئي الرافضة للاتفاقية 

 

ومن اجل الخلاص والخروج من المأزق كي تحفظ الاداره الامريكية ماء وجهها وهي على ابواب مغادرة البيت الاسود الامريكي ولعنة التأريخ والانسانية تلاحقها لما سببته من كوارث وويلات للشعوب الامريكية أولا وشعوب العالم ثانيا عليها ان تعترف صراحة بان المقاومة العراقية هي الممثل الحقيقي للشعب العراقي  وتلغي كافة القرارات التي اصدرتها منذ الغزو والاحتلال ومايسمى بالعملية السياسيه ومن هنا ستعاد السيادة العراقية والحكومة الوطنية التي ستشكل لملىء الفراغ السياسي والاعداد للعملية السياسية الوطنية تقوم بالتفاوض مع الاداره الامريكية  لتحديد معالم العلاقات الثنائية وابعادها انطلاقا" من الاحترام المتبادل لسيادة كل بلد وعدم التدخل بشؤونه الداخلية وارادته الوطنية وان هذا سيتم تحقيقه انشاء الله بعزم وجهد واصرار  الرجال النشامى جند القوات المسلحة العراقية الباسلة والقيادة العليا للجهاد والتحرير والقوى الوطنية والقومية والاسلامية المنضوية تحت راية الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وهنا سيكون العراق القوة الفاعلة في محيطه العربي الانساني بعد ان غيبه  الغازي المحتل والغرباء الذين جاءوا معه وانه لوعد قريب

 

ألله أكبر     ألله أكبر      ألله أكبر وليخسأ الخاسئون

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م