الأنظمة العربية بين إعطاء شرعية للاحتلال وسيادة العراق

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

 

هنا لا أريد الدخول في حوار عن الواقع العربي الراهن وطبيعة الأنظمة العربية هل هي دكتاتورية استبدادية أم ديمقراطية برضاء أمريكا  بل مناقشة سؤال كبير يدور في خلد كل عراقي وعربي أين الأنظمة العربية من ما حصل في العراق ؟ وهل الهدف منه العراق ولماذا ؟  وللوهلة الأولى يكون الجواب الأنظمة العربية ينقسم  موقفها الى موقفين هما ..

 

* - الموقف الأول غالبية الأنظمة العربية أعطت الإدارة الأمريكية إقرار العدوان المسلح على العراق واجتياح أراضيه وتدمير تجربته والقضاء على المشروع القومي النهضوي  وهذا ما خرج به مؤتمر قمة القاهرة على اثر الرد الاجهاضي الذي قامت به القيادة العراقية لوئد المؤامرة الكبرى التي أوكلت مراحل تنفيذها إلى صهاينة العرب حكام الكويت ومن هم معهم في  المخطط الامبريالي الصهيوني  المسنود من الفرس المجوس .

 

** - الموقف الثاني  المتفرج على ما حصل ويحصل في العراق والدور الخبيث لحكام الكويت  من حيث التخريب والنهب  ودعم القوى الطائفية لإذكاء الفتنة  وإيصال العراق للحرب الأهلية ، وإسفاف إيران الصفوية بجرائمها بحق العراقيين والتمدد بما مكنها من لعب الدور الفاعل مع الغازي المحتل  بما يسمى بالعملية السياسية واستتباب الأمن في العراق .

 

ولابد من وقفة على خلفية الصراع العربي مع القوى العدوانية التي يمثلها ثالوث الشر والعدوان والهيمنة ( أمريكا  والصهيونية و إيران الصفوية ) ومن تحالف معهم حيث إن أساس الصراع هو الدفاع عن الأمة  ومصالحها الحيوية المهددة من أطراف الحلف المذكور إن كانت من خلال  إعاقة أية مبادرة قومية يراد منها امتلاك الأمة مقدراتها واستشراف المستقبل لأجيالها أو استثمار ثرواتها بما يحقق النمو والبناء الرائد وامتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا لتكوين القاعدة العلمية التي تمكن الأمة من تحقيق التوازن  الذي يمكنها من الوقوف بقوة أمام أعدائها ومخططاتهم  ومن هنا فان  أهداف ونوايا الحلف لم تكن محدده في (  امتلاك الثروة البترولية العربية أو السيطرة عليها أو بقاء الكيان ألاغتصابي في فلسطين ) بل ابعد من ذلك إذا أخذنا الأمر الواقع كون الثروة البترولية العربية تصل إلى أمريكا والغرب بل إن الإدارة الأمريكية وأطراف غربية لهم التأثير المباشر في كميات البترول المباع في الأسواق الدولية والموضوع الأخر فالأمن الصهيوني في فلسطين المحتلة قائم وان الأنظمة العربية كافة عدى لولب الصراع وجوهره العراق اتجهت للإقرار بالأمر الواقع والاعتراف بالكيان الصهيوني ألاغتصابي كحقيقة واقعة  وقد تم تجاوز ذلك  ليتلاهث من هم يحسبون على الزعامة الفلسطينية  ليعلنوا إقرارهم بالكيان الصهيوني والتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948  وبهذا  يتبين صراحة ضد من تم تشكيل هذا الحلف المعلن الخفي وما ألمخطط والمرسوم للأنظمة العربية المنبطحة أمام سيدها الأمريكي ..

 

إن أساس الصراع منع الأمة العربية من امتلاك زمام أمرها بيدها وولادة حزب البعث العربي الاشتراكي من رحم الأمة  كاستجابة واعية لحاجتها وردا علميا وعمليا على الواقع الذي أريد لها أن تكون فيه مجزأة مسلوبة الإرادة ومستغله وعليه لابد من اجتثاث هذا الوليد من جذوره وإدراكا من قيادة الحزب القومية للبعد النضالي كان لابد من القيام بما يعزز الأمل لدى الجماهير ويقوي عضدها فكانت الوحدة المصرية السورية التي ضحى الحزب ببنيته التنظيمية كي تنجح التجربة وتتسع ومن هنا كان الصدام على أوجه فيما بين قوى النضال والعدوان فكانت جريمة الانفصال مردفة بالمد الشعوبي الذي تغذيه إيران الصفوية  ، وقد استمر الجهاد ألبعثي  من اجل  تحطيم كل أوجه المؤامرة  فكانت ثورتي الرابع عشر من رمضان الخالدة ( 8 شباط 1963 ) في العراق الأشم والثامن من آذار 1963 في سوريا العروبة  ولكن الأعداء ومن خلال المتخاذلين ومرتهني الإرادة تمكنوا من وئد الحلم العربي بردة تشرين الأسود  وما يسمى بالعملية التصحيحية في سوريا  ومن هنا بدأ التشويه وارتكاب كل ما يؤذي الأمة وجماهيرها ، وبالمقابل كانت قيادة الحزب بمستوى الإحداث وجسامتها فتناخي المناضلون في العراق الصابر ليفجروا ملحمة تاريخية تعيد الأمل لنفوس جماهير الأمة وتتلمس المستقبل وكرد فاعل ومباشر على نكبة الخامس من حزيران 1967 التي ساهمت الأنظمة العربية بوقوعها وهنا اشتد التأمرعلى الحزب  وقاعدته المحررة العراق مستخدمين  التمرد الكردي وأدواته الحزبين الكرديين العميلين لاستنزاف القدرات العراقية العسكرية والاقتصادية مضاف إلى ذلك تحرك ألرتل الخامس  من هم من أصول فارسيه وشعوبيون منضوين تحت مسميات سياسيه دينية وأحزاب تدعي الوطنية والتقدمية وكما هو العهد بالقيادة المناضلة وصلابتها وعزمها وإقدامها تمت تصفية الجواسيس والمتآمرين وكانت هذه الضربة موجعه  لحلف الشر والأشرار كما أبدعت القيادة القومية الوطنية بخطواتها المتواصلة بقرار التأميم الخالد واتفاقية الجزائر عام 1975 لتسقط الرهان الامبريالي الصهيوني الفارسي وما يسمى بحصان طروادة ( ألبارزاني والخونة من الكرد )  فجن جنون الأعداء ونزلوا إلى الساحة مباشرة من خلال تحريك عملائهم وأشرارهم في أحداث خان النص فيما بين النجف وكربلاء بزعامة أبو كلل وللرد الثوري المباشر والحسم السريع تحركوا من خلال النظام السوري مستغلين انفتاح القيادة العراقية على النظام السوري لتجاوز ما مؤشر خدمة للأمة ومصالحها ليفعل فعله بالتأمر على  الحزب والثورة وخاصة شخص الرفيق شهيد الحج الأكبر المرحوم صدام حسين وتجاوز الثورة هذا الموقف بالرد المشروع والصارم تم  تحريك المتغير الإيراني المبرقع ببرقع الدين ليشن حربه على العراق تحت يافطة تصدير الثورة الاسلاميه وتحرير فلسطين من خلال تحرير العراق وعند خروج العراق من الحرب منتصرا  بسلامة أراضيه  بتضحيات أبنائه  الاصلاء  وحماية الحدود الشرقية للأمة وهو يمتلك ناصية العلم وحشد من العلماء في التصنيع العسكري وباقي مناحي الحياة ليكون قوة التوازن الإستراتيجي الإقليمي حرك العدوانيون عملائهم وجواسيسهم حكام الكويت لإيذاء العراق  وسلب ثروته البترولية والتعرض لكرامة أبنائه وماجداته وكان هذا  موطئ القدم الذي استخدمه الأعداء  للنزول إلى  الساحة مباشرة بكل ثقلهم وعدتهم لاجتثاث البعث العربي وثورته ورجاله الشجعان لتخلوا لهم الساحة وليفعلوا ما يشاءون ، ألم ينتبهوا الحكام العرب لما حصل ويحصل ؟ وألم يفيقوا من نومهم وسباتهم ؟

 

ان احتلال العراق  هو البداية  لتقسيم المقسم  وإذكاء كل ما يخل بأمن الأمة ويهد كيانها القومي وتحويل الوطن العربي إلى دويلات متناحرة فيما بينها بل التناقض سيكون في داخل كل كيان كي تستمر حالة التصارع إلى ما نهاية ويبقه المحتل متواجد مستغل كل شيء لصالحه وحلفائه وعند الوقوف أمام  ما جرى بالعراق  يا أنظمة العرب تجدون أن الماضي ببعده يعود اليوم  وبذات الوسائل والأساليب ما قبل الميلاد بثلاثمائة عام أو أكثر أو اقل تحالف اليهود في بابل مع الفرس المجوس ليهدوا كيان الدولة البابلية كونها تشكل النضج في المنطقة واليوم تحالف الفرس الصفو يون والصهاينة بزعامة أمريكا الشر والعدوان  ليحتل العراق ويقسم كيانه الوطني بمسميات الفدرالية والأقاليم وتهد كل مقومات ألدوله الوطنية من اجل إضعاف العرب وحرمانهم من القدرة القيادية والعسكرية والاقتصادية وها نحن اليوم  وبدلا من لثم جراحاتنا  ونصرت الحق الجماهيري وإزهاق الباطل ورجم الشيطان الرجيم نرى  الأنظمة العربية وهي حانية الرأس أمام المجرم بوش وإدارته المهزومة إنشاء الله لتدعم الباطل  وتمهد له كي يستمر بغية وعمالته للفرس  ويعطونه الشرعية على الرغم من جرائمه بحق العراقيين وموالاة الكافر  والمنتهك لكل القيم الدينية السمحاء ..

 

وهنا السؤال الأخر الكبير الذي يطرحه ابن العراق وكل مواطن عربي غيور  ألم تكون هذه الهرولة نحو حكومة الاحتلال الرابعة لإعطائها الشرعية العربية كما يقولون ويدعون هو اعتراف رسمي بشرعية الغزو والعدوان الأمريكي  واحتلال العراق والموافقة المبطنة على كل ما حصل للعراق كدولة وارض وشعب ، بل نقول ألم يكن تصرف الحكومات العربية الخانعة الذليلة البائسة والموغلة بطعن ألامه وأماني جماهيرها  بمثابة صب الزيت على النار  لزيادة لهيبها وحرقها للعراقيين الأخيار  الذين يدافعون عن الأمة وجماهيرها قبل الدفاع عن مصالحهم وأمالهم وطموحاتهم ، لله درك يا عراق ونقولها بكل ألم وحسره اهتفي يا دماء كل شهيد عراقي في سيناء والجولان وفلسطين  وارض العراق التي ارتوت به دفاعا عن ارض الخليج العربي  ومن اجل إعادة الجزر العربية الثلاث ومنع التمدد الإيراني  والحفاظ على عروبة البحرين نقولها اهتفي ألا لعنة الله على الظالمين  لان الالتقاء مع الشعوبيون المتفرسين  خونة الأرض والدين هو ظلم لا يعلوه ظلم ومد القاتل بوسائل القتل هو ظلم وأحب أن أذكركم إن الله القوي العزيز القدير وصف الظلم بالشرك العظيم .

 

إن  هذا الاعتراف يسقط السيادة الوطنية للعراق ويزيد من برك الدماء البريئة والمآسي والتهجير  لان الظالم باغي  ومتجبر  ومتلبس بالدين والدين منه براء  وهنا لا يحق لي أن ابخس  أصوات شريفة في داخل البيت الخليجي ينزف قلبها دما" لإخوتهم وحماتهم سابقا وحاليا ومستقبلا نشامى العراق فنقول لهم  إخوتنا وأحبائنا العنوا الشيطان الرجيم وجنده وان الأمل معقود بأيادي إخوتكم أبناء الفراتين والغمة لابد وان تزول عن ألامه بفعلهم وجهادهم وبيرق النصر  معقود لهم وبشراكم  بالنصر ولاغير النصر مطلبا .

 

الله أكبر     ألله أكبر     ألله أكبر

 

وليخسأ الخاسئون

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م