السباق إلى البيت الأبيض والعراق

 

 

شبكة المنصور

ودود فوزي شمس الدين / محام وباحث قانوني

 

لم تبق على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 إلا أياما قلائل حيث السباق المحموم للفوز بالمقعد البيضاوي.


ففي المناظرة الأولى بين جون بايدن الديمقراطي وسارة بالين الجمهورية المرشحين لمنصب نائب الرئيس والتي أقيمت في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري التي بدأت بالإشارة إلى أنهما ليس لديهما علم بالأسئلة. التي تطرقت إلى الأزمة المالية التي تعصف بالولايات المتحدة بما في ذلك خطة الرئيس جورج بوش للإنقاذ المالي والضرائب والطاقة كما تحدثا في قضايا التغيير المناخي والسياسة الخارجية بما في ذلك الانسحاب من العراق والوضع في باكستان وملف إيران النووي وبعد المناظرة استطلعت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية آراء المشاهدين أيهما أفضل أداءاً فجاءت النتيجة في صالح بايدن.


واعتبرت سارة بالين إسرائيل أفضل حليف لأمريكا في الشرق الأوسط وأضافت لن نسمح قط بتعرضها إلى محرقة ثانية وأيدها بايدن في ذلك الذي أكد على ضرورة أن تكون هناك إستراتيجية للانسحاب من العراق كما طالب بوضع جدول زمني للانسحاب من العراق وأكد على أن فوز أوباما في الانتخابات سوف يضع نهاية للحرب مؤكدا أن فوز ماكين لا يضع نهاية لهذه الحرب في المدى المنظور غير أن بالين وصفت ذلك «بالاستسلام» مشيرة إلى أن أوباما يرفض الاعتراف بنجاح الخطة الأمنية وقالت بالين «لدينا خطة للانسحاب ولكننا لسنا بحاجة إلى انسحاب مبكر فلا يمكننا أن نخسر الحرب هناك». ووصفت اقتراح أوباما إجراءات محادثات مع مسؤولين إيرانيين بأنه «يذهب إلى أبعد من السذاجة» وأبعد خطا في الحكم» غير أنها أكدت أنها وماكين يؤيدان المساعي الدبلوماسية. ورد عليها بايدن بأن هذه الخطة جاءت بتوصية من خمسة وزراء خارجية سابقين من بينهم ثلاثة من الجمهوريين فضلا عن نصائح حلفاء واشنطن متسائلا كيف تكون هناك مساع دبلوماسية دون جلوس ومباحثات؟! واتفق الاثنان على أن الأوضاع في باكستان تشكل خطراً على امن الولايات المتحدة. وكان بايدن قد استهل المناظرة بهجوم عنيف على السياسات الاقتصادية لإدارة بوش معتبراً أنها كانت «الأسوأ على الإطلاق في أمريكا خلال السنوات الثماني الماضية».


وقد ودع بايدن 112 جندياً في طريقهم إلى العراق وبينهم ابنه جوزيف «39» عاماً كابتن في لواء الإشارة رقم 361 في الحرس الوطني بولاية ديلاوير وشكرهم «على تلبية نداء وطنكم» وقال «الرب يبارككم ويحميكم» وودعت بالين في الشهر الفائت في فورت وتيرايت بولاية الأسكا أربعة آلاف جندي أمريكي متجهين إلى العراق وبينهم ابنها تراك وأكدت لهم أن النصر يلوح في الأفق وقالت «رغماً عنا سنفتقدكم» وشنت في الأسبوع الماضي هجوماً على أوباما متهمة إياه بأنه «صديق إرهابيين» وفي المناظرة الثانية التي جرت يوم الثلاثاء 7/11/2008 هاجم المرشحان للرئاسة أوباما وماكين روسيا فقال أوباما أن موسكو تتصرف تصرفات «آثمة» بينما قال ماكين أن روسيا «ربما تكون إمبراطورية للشر».


وفي بداية المناظرة قال أوباما أن الولايات المتحدة تعاني أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير وأنه يجب على الإدارة الأميركية أن تضمن إلا يستفيد كبار مديري الشركات المالية بمكافآت سخية من الشركات المتعثرة وأنه سيسعى إذا انتخب رئيساً إلى خفض ضريبي لمعظم الأميركيين قائلاً «نحن في أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير واعتقد «أن الكثيرين قلقون على معاشاتهم ووظائفهم وحساباتهم للتقاعد». واتفق المرشحان على أنهما إذا انتخبا سيعملان على تشديد العقوبات على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، وقال أوباما «لا يمكننا أن نسمح لإيران بأن تحصل على سلاح نووي لأن ذلك سيجعلها تغير قواعد اللعبة في المنطقة ذلك لن يهدد إسرائيل فقط بل سيوجد أيضاً احتمال سقوط أسلحة نووية في أيدي الإرهابيين».


أما ماكين فقد أثار أن سباق للأسلحة النووية في الشرق الأوسط قد يهدد استقرار المنطقة وأمن إسرائيل وقال «إذا حصلت إيران على أسلحة نووية فإن كل الدول الأخرى ستحصل عليها أيضاً وستتصاعد التوترات بشدة لا يمكننا مطلقاً أن نسمح بأن تحدث محرقة ثانية».


مضيفاًَ أنه يؤيد العمل مع حلفاء الولايات المتحدة لتشديد العقوبات لإرغام إيران على تعديل سلوكها كما دعا أوباما إلى فرض منطقة للحظر الجوي فوق إقليم دارفور في السودان. وكانت المناظرة الثانية جرت في ناشفيل بولاية تنيسي وفي استطلاعات للرأي نشرت هذا الأسبوع أشارت إلى تقدم أوباما على منافسه ماكين وبحسب موقع «ريل كلير بوليتكس» فإن أوباما يتقدم على منافسه في كل استطلاعات الرأي بنسبة 49.3% مقابل 43.4% لماكين هكذا تبدو حلبة السباق إلى البيت الأبيض قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات. فما الذي ستقدمه المقاومة العراقية للمرحلة الرئاسية القادمة أياً كان الرئيس القادم وما المطلوب منها؟!


أن الولايات المتحدة تعاني من أزمة مالية حقيقية وأن حلف الناتو تعرض لهجمات موجعة في أفغانستان وأن القلاقل بدأت تتسع في باكستان وأزمة القوقاز لا تزال قائمة والدب الروسي بدأ يوظف كل هذه المتغيرات لصالح موسكو حيث أعلنت صراحة أن زعامة الولايات المتحدة للعالم الحر انتهت بسبب الأزمة المالية والملف النووي الإيراني يدور في حلقة مفزعة ولا تزال تدور الأزمة المالية والملف النووي الإيراني بدور في حلقة مفزعة وفي حالة اللاحسم حيث أن قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص هذا الملف أكد عمق الخلافات بين موسكو وبكين من جهة وأمريكا وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى حيث جاء هذا القرار خالياً من عقوبات جديدة على طهران وخلا من الاستناد إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما في القرارات الثلاث السابقة 1737 و1747 و 1801 والتحسن الأمني الهش في العراق كما أعلن قاعد القوات الأميركية، وسعى الإدارة الأميركية المحموم لإنجاز الاتفاقية الأمنية مع بغداد قبل موعد الانتخابات عساها تحسن موقف ماكين الانتخابي كل هذه المعطيات تضع المقاومة العراقية أمام تحد تاريخي فرغم أنها استطاعت أن تعطل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي سوقت له الولايات المتحدة وأن تعرقل النصر الأميركي المزعوم إلا أن عليها الآن وقبل أي وقت مضى أن تتسامى على اختلافاتها وتعلن التوحد تحت عنوان واحد هو تحرير العراق. فهل تعي فصائل المقاومة هذه الحقائق وتعلن وقبل موعد الانتخابات الأميركية القادم توحدها تحت خيمة وعنوان تحرير العراق وبذلك تقدم لنفسها وللعراق والأمة أكبر درس في التضحية والإيثار لتكون نبراساً لكل أحرار العالم في وجه الطاغوت الأميركي وفي وجه كل من يحاول تمزيق العراق شعباً وأرضاًَ وحضارة نأمل ذلك.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م