انهم يصبون النفط على النار ، هذا ابسط ما
يقال ، ، واعظم ما يقال انهم يجرون المسلمين
من رقابهم ، و هم معصوبوا الحواس الى حرب
اسلاميّة - اسلامية اشتد اوارها مع توديع
العالم لحقبة امريكيّة بوشيّة صهيونيّة نفخت
في مشروع الشرق الاوسط الجديد ، و دمرت بلدين
مسلمين وأعدت باكستان على نار هادئة ، لحرب
اثنيّة طائفيّة مذهبيّة ....... ثم وضعت ذنبها
بين رجليها ، و هربت لاتلوي على شيء ، وعينها
، و يدها على كل شيء .
و كون المواطن العربي قد اصبح يفهم بالسياسة
اكثر مما يفهم بأمور حياته ، و ظروف معيشته
التي جعلت بلدا نفطيّا مثل الجزائر ، لا يجد
فيها من مثل هذا المواطن الا المزابل يبحث
فيها عن طعام ...
فان هذا المواطن السياسي بامتياز انخرط في حرب
بدأت تتنامى مع دخول امريكا الى العراق و لن
تنتهي بخروجها ، و برزت في بدايتها حملة على
المذهب الشيعي " لوجود رجالات ، و مرجعيات
شيعيّة شجعت على هذا الدخول ، او تغاضت عنه ،
او دخلت على ظهر دبابات الاحتلال " و اطلقت
العنان لميليشياتها ، لفرض حقائق سياسيّة على
الارض ، و الوصول الى مناصب تبين فيما بعد
انها الطريقة الوحيدة التي اتبعوها لنهب
مقدرات العراق ، ثم دخلت القاعدة على هذا الخط
بموافقة امريكيّة - ان حلل هذا المواطن الامر
على اساس " نظرية المؤامرة "- او لأن ارض
العراق اصبحت مفتوحة لكل أفاق ، او مسلم باحث
عن ضرب امريكا خارج ارضها ، و بعد أن أصبحت
على مرمى حجر من افغانستان وطن القاعدة - كما
يحلل البعض الاخر - و انا هنا اتحدث عن
المواطن العادي ممن هم مثلي .
ثم تحوّل الصراع من مواجهة للمشروع الامريكي
الى مواجهة اسلامية
( شيعيّة ، قاعديّة ) سفك فيها من دماء
المسلمين ، ما سفك بفتاوى أباحت الدماء ، و
كفّرت ، و انتهكت ، و فجّرت ، و أعدت سجون
طائفيّة ثم لتنقلب في نهاية المشهد إلى حرب "
سنيّة – قاعديّة " اختلفت فيها النيات و
انكتشفت مشاريع ، كان ابسطها قيام " دولة
العراق الاسلاميّة " ، و لقد كانت رافعة هاتين
الحربين " مواطنوا العراق من العرب " رغم وجود
اثنية كرديّة تحمل وجوه المتقاتلين الثلاث ، و
لكنّها نأت عنها وهي تنظر الى كركوك اولا ، و
مشروعها المهم في قيام دولة كرديّة قاعدتها
جزء من اشلاء العراق ثانيا .
دخول امريكا الى العراق ، ايقظ في شهيّة
الناهض الايراني الجديد ، كل المطامع
السياسيّة ، من تمدد مشروع هيمنة ، او تدخل
لحشر امريكا في مقتلها ، او دعم لكل الحركات
الواقفة في وجه المشروع الامريكي ، و التي
وصفت على أنها " حركات مقاومة " عند بعض العرب
، او " حركات داعمة للارهاب وفق التوصيف
الامريكي " او "مجموعات مغامرة " و فق بعض
العرب من الذين يسيرون في الركب الامريكي ، و
الموصفون غربيا بدول الاعتدال
و كان على امريكا ، و هي ترى ايران
تلعب بمشروعها ، ان ترد الصاع ، و لكن حقائق
الارض ، و حقائق السياسة ، كبلت يديها ، و
قدميها ، فغيرت من تكتيكاتها للمّ ما تبقى من
اشلاء مشروعها الشرق اوسطي فخرجت الى الوجود "
مجالس الصحوة " لتكون كفة الميزان الراجحة في
مواجهة المليشيات الشيعيّة المنفلتة من عقالها
، و المجروحة بضرب رموزها الدينيّة كائنا من
كان ضاربها لحق منها أو لباطل - ضمنيّا - ، و
لتكون جدارا قويا في وجه " القاعدة " و
فلتانها الدموي في العراق ، ثم ارسلت يد
اسرائيل في تموز 2006 لتشنّ حرب على لبنان
ممثلا بـ " حزب الله " الموصّوف ( امريكيا –
عربيا متشددا او متطرفا ) برأس حربة المشروع
الصفوي ، و ليبدأ حصار جديد للمقاطعتين
الفلسطينيتين كان اشد على" قطاع غزة " المحكوم
من " حماس " و المدعوم ايرانيّ و نحن نتحدث
هنا مستثنيين افغانستان ، و التحولات على
ارضها و مستثنين
باكستان ، و مشروع فتنتها الواقف على الابواب
، لأنّ ساحة الحرب الاسلاميّة – الاسلاميّة ،
بدأت تتوضح ملامحها على ارض العراق
و من هناك كانت شرارتها .
لقد بدأت هذه الحرب عمليّا بالمرجعيّة
الشيعيّة " السيستاني " لوقوفه خلف معظم
الحركات المليشاويّة ، و التي يشكل هذا الرجل
مرجعيّة لها ، و التي يخالف مرجعيته اصلا
الكثير من الشيعة العراقيّة ، و بدأت هذه
الشرارة بالتوسع رويدا رويدا ، مع ظهور فتاوى
تم استيرادها من قبور شيوخ الوهابيّة
السعوديّة بشكل مائع يقرّها الحاكمون
السعوديون ضمنيّا ، و يجعلونها ملتبسة سياسيا
، و اعلاميّا " كما حدث في فتوى عدم الدعاء
لحزب الله – بنص الفقيه ابن عثيمين المتوفي "
و التي خرج على اثرها الكثير من شيوخ السنّة
المعترف بهم اسلاميّا " و خصوصا شيوخ بلاد
الشام " ليردوا عليها ، و ليسخّفوها ، ثم
توسعت هذه الشرارة لتظهر صورة " الخميني " على
صفحات المواقع الالكترونيّة ، و هي تحمل ما
تحمل من استثارة غرائز طائفيّة ، و شتم ، و
اخراج عن الملّة ، و تكذيب ، و افتراءات ، و
مع استمراء هذا الفلتان بدأت ظاهرة الفعل
و رد الفعل تظهر ، فتحولت استثارة الغرائز
الكامنة ، الى اظهار كل ماهو قبيح من فتاوى
اكل الدهر عليها ، و شرب ، من الجانبين و بدأت
هذه الردود تأخذ طريقها الى ذهن المواطن
العربي السياسي بامتياز لتزيد بلبلته و هو
الغريب اصلا عن اسلامه ، و حقائقه الداعيّة
الى السلام ، و رفض التكفير ، و ترك النيات
الى الله تعالى .
ثم ظهر بيان " الشيخ القرضاوي " و الذي قبل
بدخول نقاش مع "
رفسنجاني " قبل وقت قصير ، و خلصا الاثنين على
واجهة الاعلام الى ان في الفرقتين من اوجه
التقارب اكثر من اوجه الاختلاف ، هذا البيان
على ما يبدو كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير
، رغم الكثير من الالتباس في بعض بنودها ، و
التي لم تذهب الى تكفير الشيعة بل نوّهت الى
ابتداعهم واصبحت حجة لكل مسلم سنّي ، حتى و ان
كان لايقوم بالفروض الخمسة ، و اصبحت مثلبة
لكل مسلم شيعيّ ، و اصبح هذا الشيخ الموصّف
بالمعتدل هدفا لكلّ سهم في اخريات عمره .
و الآن يطّل علينا " الشيخ سليمان العودة "
الموصّف " بداعية –
ام – بي - سي " السعوديّة التمويل ، ليتحدث
بلسان مليار و نصف
مسلم – و أظنّه ادخل الشيعة في هذا الرقم – و
يطلب من حزب الله تغيير اسمه حتى لا يحتكر صفة
هذا المليار ، و نصف ، و ليفتح ابواب النار ،و
لمّا يجف بعد حبر بيان القرضاوي .
و لينسى المسلمون في هذه الفوضى الفقهيّة التي
تشوه الاسلام ، عمليات التفجير بالعراق ، و
دمار الصومال و معاناة الفلسطينيين ، و اولا و
آخرا قبائح امريكا في هذا الجزء من العالم
الاسلامي ، المبتلى بحكومات مستخنثة ، و
مسترجلة .
|