الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الصحافة : أنقذوا الكلمة الحرة

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

أعمى يقود بصيراً لا أبا لكما         قد ضلَّ من كانتِ العميان تهديه

 

مهنة ألصحافة في العراق لا بواكي لها فتعيش وضعاً لا مثيل له على مدى القرنين الماضيين من حياة الصحافة في العراق والعالم .فلم تشهد عمليات استهداف وتصفيات جسدية كما تشهده اليوم على أيدي عصابات إجرام محترفة مدعومة من قوى متنفذة ولها ارتكازات ومتكأءات تستند إليها وتوفر لها الحماية الكافية الوافية لتنفيذ مهمة إسكات من يراد إسكاته .فلم يعد الصحفي بمنأى عن حوادث الاعتداء والقتل اليومي , فخلال العشرة أيام الماضية سقط خمسة من الصحافيين أربعة منهم من قناة الشرقية  قتلوا وهم يؤدون واجباً لا يحمل بين طياته ما يهدد أمن ولا مساس بسلطة كلما في الأمر انه يزرع البسمة على شفاه عائلة عراقية في المهجر أو في داخل القطر تستحق أن تقدم لها الرعاية وتوفير فرصة أفضل ولكن ذلك على ما يبدو أصاب مقتلاً لخفافيش الظلام فارتد الفعل المقابل عن جام غضب على مجموعة من الشباب يحدوهم الأمل في مستقبل عسى أن يضعوا البلسم والترياق الذي عجزت عنه فضائيات أخرى اتخذت من الطائفية لجاماً لا يمكنها الخلاص منه لأنها صبحت جزءً من عملها اليومي بهت حيا وبه تموت فيغيضها أن تمتد يد تداوي جراحات أبناء بلد امتُحِنَ بصروف متمادية ونوائب متعادية تعادي أيام السليم  كل يوم لنا رفق مهنة نشيعهم واليوم أصابت رصاصة أخرى يد نقيب الصحفيين في العراق الأستاذ مؤيد اللامي لأنه قال كلمة حق وعبر بها عما تعانيه عائلته الصحفية التي أوكلت إليه مهمة قيادة النقابة بعد استشهاد نقيبها الراحل شهاب التميمي في بغداد قبل أشهر الجهة التي كانت وراء الفعل-  ومن المفارقات المضحكة المبكية ان جميع المعتقلين في سجون الحكومة الطائفية  يحملون على الاعتراف بجرائم لم يكونوا فاعليها -  وبالتأكيد تقيد ضد وفي كل مرة نقول ان هذا سيكون الاستهداف الأخير وستتخذ الحكومة إجراءات عملية للحيلولة دون التكرار ولكن ألأيام وتكرار الحوادث أعطت الدليل على ان الفاعل يستتر تحت عباءة قوى متنفذة في الحكومة وقطعت على نفسها العهد أن يبقى الشعب لا يسمع, ولا يرى, ولا يتكلم فلن تتوقف الثـــرّامة (الصحفية) الهادرة إلاّ بزوال الاحتلال وأدواته, فمسلسل القتل وحصاد الأرواح المبصرة التي اقتحمت على المجرمين حصونهم وكشفت عن الغاطس من جرائمهم في السجون والمعتقلات التي تنتهك كل الأعراف السماوية والوضعية ويندى لها جبين المجرمين على مدى التاريخ فلو أن إيزابيلا وفرناندز كانوا أحياء لتواروا خجلاً من الجرائم التي تحدث على يد أحفاد (آل كابوني وسابور ذو ألأكتاف) ..فبأي آلاء ربكما تكذبان الحقيقة المبصرة فلقد قيل في الأمثال (الأعور يقود العميان ) ولكن لم نسمع ان العميان القابعين في المنطقة الخضراء يقودون شعباً بصيراً تدهّى وتعلم حكمة ان البلد لا يحكمهُ بعد اليوم آلا من قدم القرابين ونضح عرقاً مدافعاً منافحاً مكافحاً عن الحرية الحقة والكلمة النابعة من صميم العنفوان العراقي الذي شهدت له سوح الوغى واسترخص الدم دفاعاً عنه وكان المداد على مدى الشهور والدهور هو المحرك والمهدئ لمشاعرنا ونبض قلوبنا فلو أسكتُمُ  هذه ألأصوات التي تنقل حقائق تريدون طمسها لأنها تتعارض مع مهامكم الشيطانية فلن تفلحوا بالأمان فستقاتلكم الأرض لان الأرض تقاتل مع أصحابها وسعف .... ران ألأرض ميراث الصلاح والعاقبة للمتقين .

 

سأحمل روحي على راحتي           والقي بها في مها وي الردى

فـإمـا حيـاة تسر الصديـق            وإمـا مـماـتاً يـغــيض العـدى

 

فبوركت الأقلام والألسن التي أقضت مضاجع الطغاة والاقنان وهزمتهم وجعلت أفئدتهم هواء يحسبون كل صيحة عليهم فبانت وتكشف الخيط الأبيض من الأسوَدِ وأصبح الأعمى والبصير والأصم يعرفون نتائج  معركة الحق والباطل والتي حسمتها أفعال الظلم فللظالم جول ولكن لا تدول له دولة وستبقى الكلمة الحرة المعبرة عن ضمير الأمة هي السيف الذي تُجزُّ به رقاب القتلة جزاءً وفاقاً بما كانوا يفعلون .

 

يروع أعاديه بغُصنِ يراعه          فتحسبه في كَفِهِ صعدةً سمرا   

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٧ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أيلول / ٢٠٠٨ م