اعلموا : ألتاريخ لا يرحم ...

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

يعيش الشعب العراقي ساعات حرج تاريخه المعاصر قبل التصويت على الاتفاقية (الخذلان) قصد إحناء الجبل العراقي ألذي واجه كل عواصف الماضي القريب والبعيد وأثبت حصانته من أن يخترق تجانسه ووحدته محتل أوغاصب أو طامع حاقد. فعلى مدى تاريخ موغل في الحضارة شهد العراق عشرات الغزوات والسيطرة الأجنبية لكنها جميعاً باءت بالفشل رغم ضخامتها وهمجيتها  فالّذين في نيتهم التصويت سواء كانوا مرغمين(مسيرين غير مخيرين) ولاءً وعرفاناً أو إنهم قبضوا الثمن مسبقاً أم من اللذين بايعوا بيعة الذليل المنقاد للمحتلين ممن في أعناقهم بيعة مؤجلة مكنونة في طيات أحاسيسهم المريضة التي ترعرعت في صالات الروليت وموائد القمار  الأوروبية ألأمريكية كولاء مطلق لقائد قطار الديمقراطية وعرباته الملونة بالدم العراقي.


ورغم الرغم من احتجاجات واسعة كانت باكورتها كبركان غضب جماهيري بدأ قذف حممه على مقربة من معقل الأمريكان في المحمية الخضراء التي تضم سفارات دول العدوان ومن لف لفهم من (الخدم والحشم) الذين يستخدمهم المحتل كمنديل استعمال لمرة واحدة ثم حذفه حال الانتهاء في مكب من مكبات القمامة التي تعج بعملاء ورهانات خذلتها المصلحة الأمريكية,ولا يحتاج أن نستعرض أمثلة فالقائمة كبيرة ولكن الإجابة جاءت لتجيب عن استفساراتنا ألا وهي تهافت بعض السفراء العرب (المعتدلين) إلى بغداد سبقهم ألأخ العربي الكبير الذي كان في يوم من الأيام رقم مُربك ومزعج لكل مخططات أمريكا والغرب ...فلو امعنا النظر في المشهد العراقي لوجدنا إن الجميع يعيشون ورطة حقيقية, فالذي يؤيد الاتفاقية سيكون وصفه جاهزاً انه يؤيد الأمريكان ويسير بخطٍ متوازٍ مع مشاريعهم, أمّا الذي يرفضها فقد اصطف مع إيران وفي كلا الحالتين هناك صفحة أخرى تضع أمريكا اللمسات الأخيرة عليها لإبقاء الصراع عراقي عراقي نتيجة الشحن النفسي العفوي الذي ولّدته التصريحات وأساليب الرفض المختلفة كل على طريقته ونواياه والذي سيقسم الشعب العراقي إلى ثلاث أقسام قسم مؤيد للاتفاقية والثاني رافض لها وثالث لازال يراوح مكانه وكأن الأمر لا يعنيه  ..ولكن المنطق الذي أجمع عليه الشرع والعرف والتاريخ هو رفض الاتفاقية من قبل هيئة علماء المسلمين وفصائل أخرى رفضتها بمعيار الوطنية والمصالح العليا للأمة والتاريخ   فالأمة اليوم تقف على مفترق طرق ولا يمكن لها إلا أن تقول كلمة في ميزان التاريخ واعلموا أن التاريخ لا يرحم والله أدعو أن يحفظ العراق وأهله..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢١ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م