ألأوباش

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

جاء في معاجم اللغة إن معنى هوش وبوش هو الجمع والكثرة, ورغم كثرتهم فقد بوشوا. والبوشي هو الفقير كثير العيال الكثير المشاكل ويقال باوش فلان فلاناً إذا أهوى له بشيء, إذا تباوشا وتناوشا وتكافشا وتكاشفا وتقاذعا وتدافعا وبعدها انكمش بعد أن انكفأ وانكفش في العراق وما كَدَشَ وما حوش لنفسه ولا لحزبه سوى الويل والثبور وعظائم الأمور وبات الرجل حيران عند قبره حتى يموت كمداً فلا شرق جديد ولا اقتصاد حديد ولا عراق ذو رأيٍ سديد  وأصبح جيشه طعماً للحيتان بعد أن كان لهم كرير وهرير تهرى وصورة الفشل تلاحقه ليل نهار... ومادام بوشنا في أسبوعه الأخير ويكفيه ما تجرع من علقم مرير من ولاية جعلت من نظامه الحر أسير الدم والعنصرية التي ترك فيها كثير أيتام في مآدب اللئام ترك بهذه الولاية فراغاً وثلمةً في سجلات المجرمين لا ترتق ولا يمكن أن يجود الزمان بمثل هذا (الكديش) وأبوه ويا بؤسك يا أمريكا تلحقك اللعنة الأبدية فما أن وطأت أقدام آل بوش عتبة البيت الأبيض الذي اسودت حيطانه من اسوداد وجوه ساكنيه التي انعكست على الساكتين عن الحق ممن وقعوا وارتضوا أن تدمر حضارة وعيش غضارة  بشائن أفعال سيد بوش ففي كل بيت هنالك  نائحة وفي كل مائحة خضراء جائحة وقادحة, ومواكب عزاء قادمة ورائحة ففي كل حقل, وقرية, ومدينة وسهل وجبل  وهورمن أفغانستان إلى الصومال إلى يوغسلافيا وفي كل شبر مر به بوش وجيشه ترك بها رحمات على عتاة التاريخ فلم يجرأ وعدت أفعالهم نسبة لكم زلات فلا (هولاكو) ولا (إيزابيلا) ولا (فرنانديز)سفحوا دماً وتركوا يتامى وايامى مثل ما تركتم فأينما تذهب ريحكم نشَمُّ رائحة الموت إلا من وطــَّـن نفسه وشرب من مجَّ بحركم ومجاج مشربكم ألاّ من خُرِمتم  أنفه وأصبح قرّاداً ومتــَّــجِراً يجمع ما يجود به عليه المحتل من صديد وخسيس عاركم وبات لا يستطيب عبق زهر الدنيا لأنه تجرَّع غُصَص الانحناء والاستخذاء والاستجداء وأصبحوا لا يأنفون من رائحة البول وعفن صداقة لم يجنوا من ورائها سوى عذاب الضمير في الدنيا وفي الآخرة السعير, ولم يبق لكم إلا أشباه رجال تركتموهم كما تركتم من قبل أعوانكم في فيتنام وإيران, وأفواه تمجد لكم في الأرض وتتبرّأ  منكم أمام رب السماء    رغم كونكم جنس معدود على البشر المجبول على الأذى والقهر وان خطاياه لا تغسلها اكبر البحار وأعذب الأنهار..


هذا البوش خسر دنياه وسواد وجه من مداخن دباباتك التي هدمت المساجد والصوامع والمدارس فأنت شبيه أباك ومن شابه أباه في ظلمه ما ظلم فقد اقتلع أباك من قبل الكوّة التي أدخلت نور لهداية والحب والجمال والعجائب ومثوى أنبياء تدعي انك تنتسب إليهم ويا لسوء عثرتك ويا لغزارة عبرتك  ,لقد أخطأت هذه المرة مع أمة اقرأ   الذي دنست كتابها سنابك خيول همجيتكم وداسوا على مهد الحضارة   بغداد حاضرة العلم والعلماء بعد أن كانت بلادكم وطناً للهنود الحمر اللّذين اجتثثتم وأصبحتم بدلهم بكل دمائكم الزرقاء وحمى حروب الذهب والنهب تجري في عروقكم فتطغى على هواجسكم المريضة بالقتل والاستحواذ على مصائر البلدان فقد بنيتم على باطل لا تملكون من الحضارة إلاّ قرون خمس إلى الآن لم تفلحوا في لم شتاتكم وعنصريتكم,وتحت أعباء جهلكم (حرجمتم) على الأمة بجنود  (متوحشون)  كَلْكَلْتُمُ علينا بحربكم وديمقراطية غربكم وأطبقتم على تراثنا وتقاليدنا كغيوم الشؤم فمن لا تملكون إلاًّّ ولا ذمة ولا بين الحق وبظرامة   فلقد كانت سوءً ولايتكم ونذير شؤم على شعبكم ومن ساروا في فلك شيطانكم وزينوا لكم سوء عملكم وبصموا وهم كتنابلة هارون لا يخرجون من صياصيهم رغم صراخ إمات الله يستصرخون راعي النصرة فلا مجيب فلقد مات المعتصم النجيب وأعقب ذكوراً ولا رجال وان وجدوا فيمشون بحجال وأضحت الأمور بيد الأراذل اللذين بشر بهم ابن عبد الله  فأذاقهم الله الوبال وسوء العاقبة والمآل فوقعوا في شر ما يمكرون فأصابهم الله بمقتل عشقهم لبريق الذهب والفضة يرومون الاستظلال بظله, لكن فألهم خاب واستصرخوا شياطينهم ولكن لا مجيب ولا حبيب ولا نسيب فلقد انقلب السحر على الساحرواصبح العوام والخواص في مأمن من رهانات خذلتهم تحت وطأة الصدمة والترويع التي انقلبت عليهم ولم يبقى لهم من يصدقهم سوى صدى صوت يصدقونه... ونحن من جانبنا لا نحتسب إلا لله الواحد وقد أجاب الدعاء وافتضح الأمر وبان الغُمْرمن الأمر فلم ينفعهم القطب الواحد وبريق الدولار والدرهم وأصبحوا يئنون تحت رحمة المال السحت الذي جمعوا فخسف الله الأرض بقارون أمريكا وماله جزاء ما استعبدوا عباده  والله هو الغني وهم الفقراء, وصلت أمريكا بعهدك إلى حيث المصير المجهول الذي ساقها إليه خساسة أفعالك, فعش أيامك الباقية واكتب مذكراتك عسى أن يشتريها مهووس مثلك, ونشك أن يكون في الكون من سيكون على شاكلتك فقد هبّت رياح التغيير على العالم وأصبح بوش وإدارته في خبر كان وسيكون العالم بدونه بأمان رغم علمنا إن ذلك لا يحدث بين ليلة وضحاها.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م