ألـــبدون العراقي ؟!

 

 

شبكة المنصور

عبيد حسين سعيد

 

إن ما يعانيه الشعب العراقي كله من أمراض وأوبئة وفسادٍ مالي يُزكم الأنوف, ومؤسسات عاطلة وإجراءات باطلة وقضاء تابع لأهواء حكومة (منتخبة) تحت اسنّة رماح المحتل ونالت شرعيهُ مبنية على التفريق بين أبناء البلد الواحد فأصبح فلكل محافظة  مجلس محلي هو في واد والحكومة في وادٍ آخر تعشش في ربوعها مجاهيل الرجال فلا سلطة غير سلطة الدم والاستحواذ قانونها لا صلة موصولة بالمركز إلا ما ينتفع به الرأس وتبعية أما تنفيذ أوامر المركز فتحكمها الأجندات الخارجية والأحزاب المؤتلفة معها وتسير تحت خط رسمته لها, فلا صوت يعلو  صوت المحتل بحكم بنود (الدستور )الذي صاغه المحتل فولِد ميتا وولدت معه مشاكل العراق,فأعوان المحتل يتكلمون باسم الدستور وكأنه مقدَّس, لا يمس الباطل وآخرين وقع عليهم الحيف والتهميش المتعمد لشرائح كبيرة جيش, وأمن, ومخابرات, واجتثاث ملايين من البعثيين والذي لحق عوائلهم الحيف والسيف فأصبحوا وعوائلهم كالأيتام على مآدب اللئام, فلا وظائف ولا بيوت يأوون إليها بعد ضنى ووجد وفراق أهل ومدرج صبا تركوها وراءهم لغرباء أثخنوا الجراح فيهم وملأوا السجون والحبوس بخيار الناس ممن لم يجدوا غير الدفاع عن حقوقهم ومصائر عوائلهم وقلوبٌ تعتصر أساً وحرقه ينظرون إلى تداعي بناء شامخ كجبل هدته معاول دون (وجع قلب) وإحساس,يضحكون وأموال تنهب وحقوق تسلب جهاراً نهاراً .وملايين تتقاذفهم رياح الشتات وبوابات دول تسمح أو لا تسمح لهم بعد عناء وشقاء كبيرين وهرير كلاب عليهم غرباء في أوطانهم وفي المهجر يلوون وجوههم صوب عبيد دولارٍ عاشوا عيش الذليل وإذا بهم يتسلقون كراسي سلطة لم يحلموا به فأختل توازنهم وزاد حنقهم على غيرهم اقتتلوا على الكراسي قتال الذباب على الحلوى, متمترسين خلف قوة غاشمة   أوجدتهم من عدم وخلصتهم من حياة التسكع والضلال.


فلو استعرضتهم جميعاً هم وغلمانهم لوجدتهم كما يقول المثل( شبيه الشيء منجذب إليه ) أحالوا أخضرالارض إلى قاحل مجدِر وبات الملايين بلا مأوى مشردين في البوادي والقفار تلاحقهم عيون المحتل والسلطان الجديد الذي اجتمع في يده المال والحديد ملأ المصانع والملاجئ بمئات الآلاف من الأبرياء يحتمي بعدو شعبه وطائرات تجوب السماء وبروج مشيدة اتقاء غضبة الشعب الذي أعيته الحيلة في اقتناص لقمة حلال يسد بها رمق أطفال ونساء وشيوخ غرثى سلبوا منهم هوية الوطن وأصبحوا بدون بطاقة سكن فسبحان الله أصبح أبناء البلد بلا هوية ولا جنسية فبدون الكويت ارحم من بدون العراق فأولئك لهم حقوق في العمل وبدون العراق ليس لا عمل ولا أمل في أن تطأ أرضهم تراب الوطن إلا من خلال ثورة تعيد الأمور إلى نصابها وتنقشع الغمة عن الامة ونعود برفاة شهدائنا الذين دفناهم في مقابر الشهداء, وآخرين وضعوا في أعناقنا أمانة أن يوسدوا ثرى وما ذلك على الله ببعيد.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م