حمدا لله ..
يعيشون الصدمة والترويع ، فهل ينفعهم الترقيع
؟

 

 

شبكة المنصور

نون والقلم

 

صدعوا رؤوسنا بأخبار أسواقهم المالية، فمنهم من أكد إنهم مشرفون على الهاوية ، ومقتربون من النار الحامية ، وآخرون أكدوا أنهم سيتعافون من الأزمة وسينقذون الاقتصاد الرأسمالي ليكون أفضل من الوضع الحالي ، ونشط خبراؤهم  بتقصي الأسباب بعيدا عن تهمة الإرهاب. بعد هذه المقدمة عزيزي القارئ العربي الحصيف كيف نقرأ هذا الانهيار المخيف لنظامهم الرأسمالي المناهض للديمقراطية التي يدعوّن ، ولبلاد العرب والمسلمين بالقوة والغطرسة لسياستهم مطبقون، ألإنه نظام سمسرة  يحتاج إلى عملية أكبر من عملية القسطرة أو حتى إدعائهم بأنهم ألقوا القبض على أبو قسورة أو ربما قتلوا عنترة للتغطية على قواتهم المندحرة تحت سياط شمسنا المزمجرة في ربوع عراقنا المقاتل وشعبه الصابر المناضل  .

 

إن الولايات المتحدة الأميركية التي سادت الغرب والعالم بغطرستها وفق أيديولوجية الرأسمالية الليبرالية التي سادت خلال الثلاثين عاما المتمثلة بتحرير الأسواق الاقتصادية وتهميش سلطة الدولة ، وبالتالي تقليص الدور الرقابي لكل الدول المطبقة لهذا النظام الذي يقدس رأس المال ويسحق آدمية وأخلاقيات الإنسان ، وهي ذات المؤسسات التي تستجدي الدول في هذا الوقت العصيب الذي تمر به  لإنقاذها من الانهيار والإفلاس الذي تترنح تحت وطأة تدهوره ، وما نراه اليوم من اجتماعات الدول الصناعية وتصريحاتها بالبحث عن أديولوجية جديدة تنقذ بها اقتصادها المتهاوي وإنقاذ اقتصاد دول العالم تباعا إلا مثالا صارخا لهذا النهج الخاطئ.

 

إن العلة تكمن في رجال السياسة وهم أدوات لخدمة دوائر رأس المال والأعمال التي تصب اهتماماتها في الربح والكسب السريع وتتحكم في النظام البنكي والأراضي الزراعية والعقارات وبالتالي تتحكم في كل وسائط  الدعاية و الإعلان وتسيرها حسب برامجها مهمشة الرأي العام ومغيبة لدوره يدفعها الجشع لتحقيق الأرباح ، وكثيرا ما كانوا يهربون العملة ويضاربون بالحيلة والخداع .

 

إن تفجر الأزمة الحالية وبهذا الشكل الصارخ خلال فترة حكم  مجرم الحرب وقاتل الأطفال ومدمر الحضارات الأرعن بوش تقع مسؤوليتها على إدارة خزانته لقيامها بتسهيلات الاقتراض من الخارج وتسهيلات القروض للشركات الكبيرة والصغيرة دون أدنى شروط  ودون التحقق من إمكانية تسديدها من قبل المقترض ، مما تسبب في انهيار السوق الأميركية منذ بداية العام الحالي وتأثرت تباعا الأسواق المالية الأخرى في دول العالم المرتبط بهذا النظام الرأسمالي والذي سيؤدي الى ركود اقتصادي عالمي .

ما يضحك في هذا المجال ترديد بعض الدول الخليجية بأنها في منأى عن هذه الكارثة وأنها بوضع مستقر وان ما يحدث لا يعدو أن يكون فقاعة سيتدبر أمرها أسيادهم الأميركان ، تصور عزيزي القارئ العربي حتى وهم وسط المعمعة يعتمدون على من ينقذهم منها ومازالوا مؤمنين بسادتهم  و لربما يطبقون نظرية ولاية الفقيه في هذا المجال أيضا (( خليها برقبة عالم واطلع منها سالم )) أو تيمنا بقول الشاعر "ما فاز إلا النّوم" ، ويل لهم يوم تنتفض شعوبهم لتقتص منهم جزاء أفعالهم الشنيعة هذه. والبعض الآخر صار يسوّق للبنوك الإسلامية كبديل ومنقذ والكل يعلم بأنهم بعيدون كل البعد بتعاملاتهم عن شريعة الدين الإسلامي  الذي لا يعطي الحرية المطلقة  للسوق  ونأى عن الربا كونها من الكبائر التي نهانا عنها ديننا الحنيف إذ قال عز وجل في كتابه المجيد ﴿ يمحق الله الربا ويربي الصدقات صدق الله العظيم.

 

أن أميركا زائلة حتما قال تعالي في كتابه العزيز "وتلك الأيام نداولها بين الناس " وسيترتب نتيجة انهيار هذه الأسواق تغييرا في سياسات العالم وارتباطات بعض الدول ، انها حرب على من شن الحرب الظالمة على العراق ، انها حرب بكل معنى الكلمة بين البنتاغون والكونغرس وبين أميركا والدول الأوربية انها الحرب بين الدول ذاتها التي ساهمت في الحرب على العراق، محركها بعد الله سبحانه سواعد رجال البعث المقاومين الذين قلبوا موازين وخطط كل قوى الشر في العالم  فحربهم وقتالهم نيابة عن كل شرفاء وأحرار العالم أتت أُكُلها والنصر قريب بإذن الله .

 

المجد والخلود لرجال مقاومتنا الأبطال

 والرحمة لشهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد ولشهدائنا الأبرار

عاش العراق حرا عربيا

عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٨ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م