نكتة : الحكومة تحذر من المحتالين !

 

 

شبكة المنصور

بقلم ماجدة علوية

 

( التاريخ :‏ 26 ‏ تشرين الأول 2008


حذر الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة العراقية المواطنين من شركات وهمية مالية تدّعي توظيف الأموال وتحقيق أرباح سريعة وعالية يتم دفعها شهرياً للمساهمين.
وأكد الدباغ بأن الأجهزة الأمنية تُحقق في عددٍ من أصحاب هذه الشركات الوهمية والتي تمارس عملاً غير مرخصاً في العراق وتظلل أصحاب الأموال بوعودٍ غير واقعية تُصنف تحت مُسمى النصب والاحتيال المالي، وقد حذّر البنك المركزي العراقي المواطنين من التعامل مع هذه الشركات الوهمية حفاظاً وحماية لأموالهم ومدخراتهم ......  إنتهى
)

اعتدت ومنذ زمن لا بأس به أن أخلق لنفسي أجواء خاصة من المرح بهدف التخفيف عن النفس بعد الكم الكبير والهائل من الأهوال التي عاشها العراقيون ومازالوا بدءا ًمن أول يوم للاحتلال عام 2003 وحتى الآن، فوضعت من ضمن برنامجي* المحكم* للتخفيف عن همومي الكثيرة أولويات أهمها متابعة الثنائي الشهير من على شاشة التلفزيون (توم وجيري) يومياً كجيل متميز من الشخصيات الكارتونية التي ظهرت في القرن المنصرم، ويأتي بعد ذلك متابعة تصريحات الشخصيات الكارتونية الجديدة التي ابتلانا بها مجرم زمانه وعصره بوش الصغير ليكونوا قادة العراق في غفلة من الزمان.

 

وتأتي متابعتي لما يجود علينا به الدباغ لأنه يمكن وضعه في خانة النكات التي تضحك بل تضحك من الأعماق وآخرها ما جادت به جعبته تلك التي قرأتها يوم أمس وأردت أن أوردها كما هي.

 

كان على الدباغ الناطق باسم (دولة) رئيس الوزراء أن يحذر المواطنين أولاً من وزراء عديدين في الحكومة التي ينطق ويصرح باسمها، كوزير الكهرباء وعقوده الوهمية، وزير التجارة الذي رشق مفردات البطاقة التموينية قوت العائلة العراقية بسبب العقود الوهمية أو عقود ينبغي أن لا تكون إلا مع شركات (الأخ الأكبر) إيران.. والأجدر به أن يحذر المواطنين من خطط الأعمار الوهمية التي وعد بها العراقيون من قبل حكومتهم الديمقراطية التي قالت عبر مليون تصريح: العام 2008 سيكون عام إعمار.

 

ها هو العام يمضي ولم نر شارعاً مبلطاً في بغداد ولم نر مستشفىً يبنى ولا مدرسة تعمر ولا و لا و لا والقائمة تطول وتطول ويزيد معها الهم الجاثم على القلب من كثرة ما سمعنا من تصريحات وأكاذيب لا يخجلون حتى من تكرارها. ثم أقول لنفسي: لم يخجل من أدمن الكذب وصار سلعته الرابحة ما دام عمهم الكبير بوش بدأ حربه على وطننا الجميل بكذبة وافتراءات حولت وطننا الجميل، العراق العربي موطن الحضارات الأولى التي عرفتها الإنسانية وموطن آخر خلافة وضع أسسها إسلامنا الحنيف ابتداءً من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وانتهاء بآخر خليفة عربي كريم المحتد ومعروف النسب والقبيلة، أقول تلك الأكاذيب حولت الوطن إلى كيان بلا ملامح أو هوية، لم تعد شوارع بغداد تلك الشوارع التي زرعنا فيها خطوات طفولتنا وصبانا، مرض وخوف وأمراض وأمن غائب وثقافة لا تعرف غير اللطم تعبيراً عن هوية الشعب وكأنه خلق ليلطم وخلق ليبكي ويعاقب ذاته على جريمة لم يرتكبها ذات يوم بل ارتكبها غيره ولصقت به عنوة لتشويه تاريخه المجيد.

 

كل شيء في العراق الحبيب تحول إلى ما لا يشبه حقيقته والله لقد أبكوا حتى نخيل العراق عنوان براءته وطهره. فيا أيها الدباغ قبل أن تطلق التصريحات عليك أن تنظر حولك، إلى (أراجوزات) حكومتك وكيف يوهمون الشعب العراقي كل يوم وكل دقيقة وكل لحظة، والله لقد أدمنتم الكذب والإيهام حتى صار منهاج عمل الحكومة ولو أن ثمة معهد متخصص بإحصاء التصريحات الكاذبة والخطط والمشاريع الوهمية التي تحدثتم عنها أنت ومن معك لوجد أن على جينيس تخصيص كل صفحاتها لكم لأنكم تفوقتم على كل صاحب رقم قياسي كان له نصيب من اهتمامها.

 

والأجدى بك أن تحذر العراقيين من حقيقتك الوهمية أولاً ثم تنصح وتحذر وتنبه في محاولة مضحكة حقاً لإظهار الحكومة وكأنها تخاف على شعبها وتحمي مصالحه وتسهر الليالي على خدمته.. و حاول قدر ما تتمكن أن تعالج نفسك ومن تنطق باسمهم من الإدمان المزمن على الكذب الذي تحولتم بفضله إلى ممثلي كوميديا من الدرجة العاشرة لا يضحكوننا بل نضحك منهم وعلى بؤسهم وخيبتهم.


يا دباغ كفاكم فشعب العراق أعظم من ظنونك ولم تستطع حكومتك ومن يقف ورائها من قوى أن توهمه فهل توهمه شركات نحن متأكدون أنها وثيقة الصلة بكم أو أنتم أصحابها بكل فخر لأنها تدربت على أيديكم بجدارة.. أما موضوع الجهات الأمنية تحقق بالموضوع فهذه النكتة الكبرى التي لم تعد تضحكنا وحدنا بل صارت نكتة يضحك لها كل صاحب عقل على وجه البسيطة.


كان الله في عون العراق.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م