بيان إدانة جريمة حرب 
 تهجير 1000 عائلة مسيحية من مدينة الموصل خلال اسبوع واحد

 

 

شبكة المنصور

منظمة كتاب عراقيون من أجل الحرية

 

من خلال متابعتنا للأحداث في عراقنا المحتل رصدت منظمة كتاب عراقيون من أجل الحرية جرائم حرب  ، متوالية موثقة من قبل ضحاياها ، ومن قبل كل الجهات العراقية الوطنية في آن ، إرتكبتها ميليشيات جلال الطالباني ومسعود البرزاني في محافظات العراق الشمالية بشكل خاص ، ومنها تلك الموجهة ضد اخوننا المسيحيين الرافضين للإحتلال وتبعاته العنصرية الرثة ، وآخرها حملات الإغتيالات وحملات الترحيل القسري لألف عائلة مسيحية تقريبا من سكان مدينة الموصل في مستهل هذا الشهر الى خارج العراق .

 

اولا : تحمّل منظمتنا قوات الإحتلال الأمريكي وميليشيات جلال الطالباني ومسعود البرزاني ، بوصفهما قوات إحتلال رسمية معتمدة من قبل الأمم المتحدة ، مسؤولية جريمة الحرب هذه أمام كل الجهات المسؤولة عن جرائم الحرب  .

 

ثانيا : تحمل منظمتنا هاتين القوتين مسؤولية هذه الجريمة أمام الشعب العراقي للتأريخ والتوثيق ، وامام محكمة مجرمي الحرب الدولية بوصفها كيان قضائي دولي  معني  بجرائم الحرب ، وامام مجلس الأمن الدولي ،  تحديدا ، وامام شعوب الأرض كلها  .

 

ثالثا : تطلب منظمتنا من الضحايا تجهيز تفاصيل هذه الجرائم  معززة بالتواريخ واسماء المعتدين وشهود العيان لملف ستقوم المنظمة بتجهيزه واعداده عن جرائم الحرب في العراق .

 

مع التقدير.

 

بيان رقم 4 للتجمع الوطني لمسيحيي الموصل في 11-10-2008

 

الموضوع / توضيح الحقائق

 

لقد تعرض المسيحيون في الموصل منذ اكثر من خمس سنوات حالهم حال الطوائف الاخرى الى عمليات تهجير قسرية تقوم بها المنظمات الارهابية التي تتستر بستار الدين والدين منهم براء. وقد قامت هذه المنظمات مدفوعة من جهات خارجية بمحاولة زرع الفتنة بين المسيحيين واخوانهم المسلمين ابناء مدينة الموصل كما قامت نفس المجموعات بزرع الفتنة بين ابناء المدينة واخوانهم من اكراد الموصل ومن الايزيديين والشبك من قبل.

 

ولقد سكتنا على هذه العمليات التي تطالنا كمسيحيين فترة طويلة متوقعين ظهور جهه حقيقية تمثلنا وتظمن لنا حقوقنا في البقاء في المدينة. وقد هجر الكثيرين منا الى القرى والى خارج العراق في سوريا والسويد. واليوم قد قررنا ان لا سكوت بعد اليوم بعد هذه الهجمة الارهابية الاقوى من نوعها منذ بداية التهجير لهد الان والتي لم تترك احدا منا الا وزرعت في قلبه بذور الحذر والخوف.

 

ومن خلال مراقبتنا للوضع منذ خمس سنوات ولحد الان فقد توصلنا الي يقين وبيان ومعرفة المستفيد الحقيقي من عمليات التهجير للمسيحيين خصوصا والتي تخدم مصلحة واحدة وغرض واحد وهو ترسيخ فكرة الظلم الواقع على المسيحيين امام الرأي المحلي والعالمي والمطالبة بحكم ذاتي لهم.! فكم استغلوا الجرائم التي ترتكب بحق المسيحيين ابشع استغلال امام الرأي العالمي لتحقيق مآربهم في الحصول على الحكم الذاتي.

 

ولا يخفى على احد اليوم بان الجهة المستفيدة والراعي الرسمي لعملية الانفصال هذه هي الاطراف الكردية المطالبة بالتوسع في نينوى يقودها هنا عراب الحكم الذاتي وزير المالية الكردي سركيس اغاجان. وباشتراك الاحزاب والمنظمات والمؤسسات الدينية كافة التي تنظوي تحت المسمى (الكلداني السرياني الاشوري). متخذين جميعا من قناة الكلدو اشور التي تمثل بوقهم الاعلامي الانفصالي منبرا لهم.

 

فقد قام عراب الحكم الذاتي واعوانه بتسخير الاموال والاقلام التي كان يمكن ان يسخرها بطريقة صحيحة لتقريب وجهات النظر وزرع المحبة بين المسيحيين والطوائف الاخرى والمسلمين خصوصا ابناء المدينة ليعيشوا بسلام في مناطق سكناهم، قام بتسخيرها على طريقته التي تحقق غاياته الانفصالية. فبنى عشرات القرى شجّعَ واغرى المسيحيين على النزوح اليها بحجة انها اراضي ابائهم واجدادهم وانها هي موطنهم الاصلي، حيث اشترط عليهم ان يسكنوها دائما وبلا انقطاع . وقد اغتر الكثيرون بافعاله هذه على اعتبارها الخيار الوحيد الباقي للنجاة بالنفس من الارهاب داخل الموصل وسكنوا هذه القرى التي امتلأت تدريجيا بالمهجرين من مسيحيي الموصل.

 

كما قام هو واعوانه من جهة اخرى باعلانهم مرارا وتكرارا نيتهم الانفصالية لتشكيل منطقة للحكم الذاتي للمسيحيين في مناطق ما يسمونها بسهل نينوى وهي الاقضية والنواحي التي يتمركز فيها المسيحيين من الطائفة الاثورية ضمن محافظة نينوى.

 

وبمعرفتنا من هو المستفيد الحقيقي من عمليات التهجير ونظرا لتزايد هذه العمليات على القلة الباقية من المسيحيين في الموصل تزامنا مع ما يرافق الضجة حول المادة 50 ، فاننا نوجه اصابع الاتهام لهذه الجهات التوسعية بقيامها مباشرة بتأجير اللصوص وقطاع الطرق من الارهابيين والقتلة لتنفيذ غاياتها في ابتزاز واغتيال وتهجير المسيحيين من الموصل قسرا واسكانهم القرى المحيطة والمعدة لهذا الغرض لدعم قضية الحكم الذاتي للكلدو اشور.

 

ونوجه لهذه الجهات اصابع الاتهام بقيامها باغتيال كافة رجال الدين من القساوسة والمطارنة من الذين صمدوا في المدينة ولم ينصاعوا او يساندوا مخططاتهم اللئيمة فتمت تصفيتهم بخبث ماكر، لتنزح بعدها مئات من العوائل المسيحية الى خارج الموصل وتسكن القرى المعدة لاستقبالهم.

 

ومن رجال الدين التي تمت تصفيتهم بهذه الطريقة المطران فرج رحو الذي كان من اشد المتمسكين بمدينة الموصل ولم يتركها الى يوم استشهاده بل كان يقيم الصلوات على اطلال كنيسته التي تم تفجيرها عدة مرات وابى ان يتركها حتى طالته مخططاتهم اللئيمة. ونستذكرايضا الاب رغيد الذي تمسك بمدينته الموصل وذنبه انه لم ينصاع لمخططاتم ويترك المدينة في الوقت المناسب فصدر القرار الجبان باغتياله مع رفاقه.

 

كما نحيط الجميع علما باننا على معرفة ودراية بوجود تنظيم اخر وهو اشبه بشبكة جاسوسية متكونة من اشخاص باعوا ضمائرهم، وتنشط هذه الشبكة بين اوساط المسيحيين حيث هدفها جمع المعلومات عمن تبقى في مدينة الموصل منهم وارسال هذه المعلومات الى الفرق المعدة لتهجيرهم.

 

ليعلم المجرمون القتلة انه لن تبنى دولة او اقليم على الام العوائل المهجرة التي تركت مدينتها ومنازلها واعمالها وهجرت وتم قتل ابنائها. وقدحان الوقت للتصدي وفضح ممارساتهم الماكرة. حيث اننا على يقين انه لا يوجد احد اليوم لا يعرف ماهية المخططات التي ينوون تنفيذها في المنطقة.

 

ولهذا كله نطالب الحكومة العراقية بفتح تحقيق فوري للكشف عن من يقف وراء عمليات التهجير القسري للمسيحيين في الموصل ومن هو المستفيد المباشر من هذا التهجير. ونطالبهم بايقاف المجرمين عند حدهم وتقديمهم للعدالة والحد من نفوذ الجهات التوسعية الكردية في المنطقة وعدم الاصغاء لما يحلم به من ينظوي تحت لواء (الشعب الكلداني السرياني الاشوري) الذي لا يمثلون الا مخططات اسيادهم التوسعية.

 

كما نطالب الرأي العام العالمي بايقاف الدعم لهم وعدم الانخداع بصرخاتهم وحزنهم على الناس الذين هم السبب المباشر في قتلهم وتهجيرهم. وهنا ينطبق عليهم المثل القائل (يقتل القتيل، ويمشي في جنازته) ونطالب القوى الوطنية الشريفة في نينوى بافشال هذه المخططات الانفصالية والدعوة الى رجوع المسيحيين المغرر بهم وهؤلاء الذين هجروا بسبب مخططات التهجير الخبيثة نطالب بتسهيل رجوعهم الى الموصل وتقديم الحماية والدعم لهم فهم سكان المدينة الاصليين وليس لهم اي علاقة بالمخططات التوسعية.

 

كما نطالب ادارات الكنائس المسيحية بتحكيم انفسهم ومعرفة اين تكمن مصلحتهم ومصلحة رعيتهم والكف عن كونهم اداة طيعة لتنفيذ هذه المخططات.

 

واخيرا نطالب بوضع النقاط على الحروف في هذه المسألة كما عودونا في المسائل الاخرى وبعدم الاصغاء للدعوات الانفصالية والتأكيد على وحدة اراضي الموصل باقضيتها ونواحيها. لانه في الاخير لا يصح الا الصحيح، فكفى تهاون وهدر لدماء الابرياء مجاملة لهذا وذاك.

 

 

الدكتور عادل ابراهيم يعقوب
رئيس التجمع الوطني لمسيحيي الموصل

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م