بيان صحفي

 

 

شبكة المنصور

الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية

 

منذ الإحتلال الأمريكي للعراق دأب المسؤولون الإيرانيون وعملائهم الذين نصّبهم الأمريكان في بغداد على إطلاق التصريحات مطالبين العراق بدفع تعويضات الحرب العراقية الإيراينة ، وآخر هذه التصريحات هو قول كاظم جلالي مقرر لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني يوم 28/9/2008 بإن طهران تحتفظ بحقها في المطالبة بالتعويضات الناجمة عن الحرب العراقية الايرانية وان مبدا المطالبة بتلك التعويضات محفوظ ويجب ان يصار الى البت فيه.


وبهذا الإفك تضيف إيران موقفا ليس أقل غدرا وإنتهازية عن بقية مواقفها تجاه العراق وتجاه الأمة العربية . النظام العنصري الطائفي في طهران لم يكن يتجرأ أن يطرح موضوع التعويضات أيام الحكم الوطني في العراق لإنه يعلم جيدا أن لدى العراق من الحجج والأسانيد القانونية التي تؤكد مسؤولية إيران عن شن الحرب وإستمرارها لثماني سنوات . لكن غدرهم وجهلهم جعلهم يتصورون أن الإحتلال قضى على ذاكرة شعب العراق وأن العراق أصبح أرضا مشاعة للطامعين.


ولكي يرعوي حكام طهران قليلا ، نذكّرهم بالحقائق الآتية :


أولا :
إيران هي المطالبة بدفع التعويضات لشعب العراق عن حروبها التوسعية وجرائمها ضد العراق ، وكما مفصّل أدناه :


1 –ايرن شنت الحرب على العراق في 4/9/1980 بقصف مكثف للمدن والقرى الحدودية العراقية وبرفضها الإنسحاب من الأراضي العراقية في سيف سعد وزين القوس . وهذه الحقائق مثبتة في مذكرات رسمية عراقية موجهة الى الأمم المتحدة ، كما يملك العراق دليلا ( بشريا ) على شن إيران الحرب على العراق ، وهو الطيار الإرياني ( لشكري ) الذي أسقطت طائرته الحربية فوق العراق خلال هذه الغارات العدوانية .

2 – بعد ستة أيام من الرد العراقي الواسع في 22/9/1980 على العدوان الإيراني ، أصدر مجلس الأمن مجلس الأمن القرار 479 المؤرخ 28 /9/ 1980 طالب فيه إيران والعراق بالوقف الفوري لإستخدام القوة وحل خلافاتهما بالوسائل السلمية طبقا لمباديء العدالة والقانون الدولي. ووافق العراق على القرار ولم توافق عليه إيران .بعد ذلك أصدر مجلس الأمن إصدر مجلس الأمن ستة قرارات طالبت بوقف الحرب وإنسحاب الطرفين الى الحدود الدولية والبدء بالتفاوض لحل سلمي للخلافات بينهما (القرارات 514 في 12/7/1982 و 522 في 4/10/1982 و 552 في 1/6/ 1984 و582 في 24/2/1986 و588 في 8/10/1986 و598 في 20/7/1987 ). ووافق العراق على جميع هذه القرارات ورفضتها إيران جميعا وأصرت على مواصلة عدوانها على العراق.إن تدخّل مجلس الأمن وإصداره قرارات متتالية تطالب بوقف إطلاق النار ، وهي قرارات ملزمة ، ورفض إيران لهذه القرارات ، يجعل إستمرار حربها على العراق عملا من أعمال العدوان ، كما يرتب عليها مسؤولية إستمرار الحرب منذ صدور أول قرار لمجلس الأمن في 82/9/1980 ولغاية قبولها بالقرار 589 ووقف إطلاق النار في 8/8/1988. وذلك يعني مسؤوليتها المباشرة عن جميع الأضرار المادية والبشرية التي سببها إستمرار عدوانها على العراق خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ، بضمن ذلك دفع التعويضات والمحاسبة على الجرائم التي إرتكبت خلال الحرب .

3 – ايران مطالبة بموجب القانون الدولي إعادة أو تعويض العراق عن 144 طائرة مدنية وعسكرية إستؤمنت لديها بإتفاق مسبق بين الجانبين في نهاية عام 1990 وبداية عام 1991 .

4 –إيران مسؤولة ، بموجب القانون الدولي ، عن دفع التعويضات للعراق كونها شريكة في الإحتلال الأمريكي غير الشرعي للعراق والذي ذهب ضحيته لحد الآن أكثر من مليون ونصف المليون مدني عراقي وتشريد الملايين وتدمير البنى التحتية للعراق . وقادة إيران إعترفوا بمساعدتهم أمريكا على إحتلال العراق بقولهم (لولا ايران لما تمكنت امريكا من احتلال العراق).

5 – إيران مطالبة بإعادة أو التعويض عن جميع ممتلكات الدولة العراقية من مصانع ومعدات عسكرية ومدنية ووثائق قام فيلق القدس الإيراني والميليشيات التابعة لإيران بنهبها ونقلها الى إيران منذ الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق .

6 – إيران مسؤولة عن الجرائم التي إرتكبتها فرق الموت التابعة لها في العراق منذ الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق وحتى اليوم بضمن ذلك إغتيال مائة وعشرين ألف مواطن عراقي بتهمة الإنتماء لحزب البعث العربي الإشتراكي ، إنتقاما لهزيمتها في حربها العدوانية على العراق .

7 – إيران مطالبة بالتعويضات عن الضحايا من المدنيين العراقيين الذين ذهبوا ضحية الألغام والمخدرات والأغذية الفاسدة التي صدرتها للعراق وآخرها مادة الكلور لتعقيم المياه فاقدة الصلاحية والتي سببت إنتشار وباء الكوليرا في العراق .

8- إيران مطالبة بالتعويض عن كميات النفط التي تسرقها بإنتظام من حقول البصرة منذ الإحتلال الأمريكي والتي قدرتها المصادر الأمريكية بنصف مليون برميل يوميا ( أنظر الصفحة العاشرة من تقرير بيكر هاملتون ) .

9 – إيران مطالبة بالإنسحاب من الأراضي العراقية التي إحتلتها في محافظتي البصرة وميسان ، والتعويض عن كميات النفط التي تنتجها حاليا من حقول مجنون والفكة التي إستولت عليها في عدوان فاضح على أراضي العراق وسيادته .

10– إيران مطالبة بالإعتذار للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي ولشعب العراق بالذات عن العملية الدنيئة ، عندما ساومت الأمريكان من خلال الأمم المتحدةالأمم المتحدة ، وإتفقت معهم على إطلاق سراح الرهائن المدنيين الغربيين الذين يحتجزهم حزب الله في لبنان مقابل أن يصدر الأمين العام للأمم المتحدة ( ديكويلار ) بيانا يقول فيه أن العراق هو الذي بدأ الحرب، وأصدر الأمين العام هذه البيان غير الشرعي وغير القانوني في 9/12/1990، وفضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السيد جيادومينيكو بيكو تفاصيل هذه الصفقة الدنيئة وأطرافها في كتابه كتابه (رجل بلا سلاح).


ثانيا :
تحتل إيران منذ مطلع القرن الماضي إقليم الأحواز( عربستان ) العربي وتضطهد شعبه وتمارس ضده أبشع أنواع القهر العنصري والتفريس وتمنعه حتى من إستخدام لغته العربية .وسياسات النظام الفارسي الإيراني في الأحواز هي نسخة من سياسات الكيان الصهيوني في فلسطين : إلإستيلاء على الأراضي بالقوة والقتل والتهجير والتطهير العرقي . إيران مطالبة بإنهاء إحتلالها غير المشروع لإمارة الأحواز وتعويض شعب الأحواز عن جرائمها بحقه.


ثالثا :
العراق دولة عربية ، وكان من أوائل الدول العربية التي أدانت إحتلال إيران للجزر العربية الإماراتية . والعراق ملتزم بكل القرارات التي اصدرتها جامعة الدول العربية في إإدانة إحتلال إيران للجزر العربية ومطالبتها بالإنسحاب الفوري من هذه الجزر وتحميلها تبعات إحتلالها كافة . وسيواصل العراق مطالبة إيران بالإنسحاب من الجزر العربية الإماراتية المحتلة وتعويض دولة الإمارات عن هذا الإحتلال غير المشروع لإراضيها وممتلكاتها.


رابعا :
إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية تعد شعب العراق والأمتين العربية والإسلامية بإنها ستواصل الجهاد مع جميع فصائل المقاومة العراقية ،لإيقاع الهزيمة المطلقة بالإحتلالين الأمريكي والفارسي ، وستكون من أولى أولويات دولة العراق المحررة بعون الله قطع دابر من تسلل للعراق من عصابات الفرس وميليشاتهم وإستعادة الحقوق الوطنية العراقية وتحريك دعاوى طلب التعويضات من إيران في المحافل القانونية الدولية والإقليمية عن عدوانها وجرائمها كافة بحق العراق وشعبه.


إن شعب العراق صانع الحضارات وهازم الغزاة إستطاع هزيمة جيوش أمريكا ومن تحالف معها ، وبدأت تداعيات هذه الهزيمة الكبرى تظهر في إنهيار نظام القطب الواحد الذي أقامته أمريكا للهيمنة على العالم ، وإنهيار مشروع الشرق الأوسط الجديد ، وإنهيار نظام العولمة الأمريكي ، بل وبداية إنهيار النظام الرأسمالي الدولي المبني على إستعباد الشعوب ونهب خيراتها . هذا هو العراق وهذه ضرباته ، فليتعض حكام القرون الوسطى القائمون على أمر شعوب إيران المقهورة .


وإن غدا لناظره قريب

 

 

الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية
بغداد - في ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م