الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

كل عيد ، والمقاومة الوطنية العراقية متواصلة تزداد ضراوةٍ .. والمقاومون بخير تحرسهم عين الرحمن

 

 

شبكة المنصور

كلشان البياتي / كاتبة وصحفية عراقية

 

طالما العراق لازال محتلاً ...


فلن لا تشعر بالسعادة ولا بالراحة ولن تستمتع بحياتك لو هربت إلى أقصى بلدان الله ..
وإذا كنت تتذمر وينتابك نوبات الأسى والألم والكآبة والاضطراب والتوتر وأنت تعيش في مكان امن ، جميل ، هادئ ، عندك الكهرباء والماء والبانزين وكرامتك محفوظة ، تفتح التلفاز متى تريد ، تخرج من البيت متى ما تريد ، إذا طرق شرطي بابك فتعرف انه شرطي ، تميز بين شرطي يحميك وبين شرطي يغدر بك ..
وإذا شربت قدح ماء تعلم انه نقي لا ينقل إليك الكوليرا أو السرطان أو الايدز .
تنتظر عودة أبنائك وأنت غير مضطرب فلن يخطر ببالك سيارة مفخخة ولو عبوة ولا همر أمريكي ولا عصابة لصوص .


مشكلتك الوحيدة الغياب عن ارض الوطن ومصيبتك الوحيدة الغربة والبعد عن الأهل والأقرباء والأصدقاء..
لست ادري يا ابن عمي لماذا تتجاهل أن أصدقائك في الوطن كلهم أصبحوا خلف القضبان ، وأصدقائك جميعهم يواجهون تهمة مشتركة وهي دعم الإرهاب ..


سليم وعدنان وعاصم وعبد الغفور وفائق ومحسن وزيد وعلي اعتقلوا قبل ثلاث سنوات بتهمة المقاومة وليس دعم المقاومة ولا يلوح في الأفق بوادر أطلاق سراحهم.
وصديقيك فراس ومعتز لازالت تهمة دعم الإرهاب تلاحقهما رغم اعتقالهما أكثر من مرتين وإطلاق سراحهم أكثر من مرتين ..


ناهض لايبت في بيته منذ الاحتلال ...
كريم متشرد بين بيوت العمات والأعمام والأخوال والأصدقاء..
نامق ووعد وعمر وضياء وفرات وشمس الدين استشهدوا ، أيام وأسابيع قليلة تفصل بين استشهاد هما.
حجي فؤاد يجلس في (الكهوة) معتزلاً الزبائن الجدد الذين غزو المقهى ، يتلذذ بذكريات الأمس ووجوه الأصدقاء المتشردون والشهداء..


إنا صديقتك في الانترنيت ، لاحقتني تهمة دعم الارهاب ، أصبحت ملاحقة ، لا اعرف متى أقع في قبضة شرطي أو جندي أمريكي أو في قبضة مجرم يتلذذ بقتلي ..
طبيعي جداً يا أبن عمي إن لا تستمتع بالعيد وأنت تعيش في مكان امن لا تتخيل فيه وجه جندي أمريكي أو صفوي يقتحم بابك فحر أيام العيد أو في منتصفه ومثلك إنا والعشرات من أبناء وطنك المحتل لا يستمتعون بإطلالة العيد والعيد اقبل وانصرف ونحن لم نشعر به ، كان يوماً مثل سائر الأيام ، ليس ما يميزه إلا صلاة العيد في الفجر وزيارة قبور الأحبة الشهداء.


الوطن محتل يا ابن عمي وتذمرك واستياؤك ورغبتك في التقي أمر وارد وشعور طبيعي ..
ليحتفل القطريون والامارتيون والمصريون وسوريون وأبناء تونس والسودان والأردن والمغرب وسلطنة عمان والسعودية ولبنان بأيام العيد وليفرح أطفالهم وصبيانهم بهذا العيد والأعياد القادمة ...
أوطانهم بخير ، ليحتفلوا كما يحلو لهم.. ليس في أوطانهم لاهمر ولا دبابة محتلة تقضي مضاجعهم وحكومتهم وطنية (يستاهلون التهنئة في العيد)..


الأوطان المستقلة والشعب الحر يحتفل بالعيد ويقيم الاحتفالات في كل مناسبة تماماً كما كنا نحتفل نحن في العيد قبل الغزو والاحتلال الهمجي لوطننا..


إما أطفال العراق وفلسطين فغياب الإباء والأشقاء الذين استشهدوا أو اعتقلوا، يتأملون دموع الأمهات التي تترقرق كالمطر الغزير ولسان حالهنّ تنشد (عيد بأي حالٍ عدت ياعيد)..
استغرب يا ابن عمي أن تتألم وتتأوه من الغربة والبعد عن الوطن وتنسى أن الألوف من أبناء الوطن بعيدين عن الوطن ، يفترشون بساط المعتقلات والسجون أو القبور ..
تتجاهل أن في وطنك الذي تبكي فراقه ، المئات من العوائل تجهل مصير أبنائها هل هم إحياء ، هل هم أموات ، هل هم في المعتقلات أم تحت أنقاض البنايات أو في ترع الأنهار، أم في قبور (الجثث المجهولة في النجف وكربلاء)..
عندما تحتل الأوطان...


تتشابه الأيام كلها والساعات والليالي ، لافرق بين أيام العيد والأيام العادية ..
لست وحدك حزين ومتذمر وتبكي فراق الوطن وتبكي الحنيين إليه..
كلنا أصبحنا غرباء عن وطننا حتى ونحن نمرح في حقولها وسهولها ووديانها ، غرباء في بيوتنا وآسرتنا وأماكن عملنا..


هذا الوطن يا ابن عمي ليس وطننا ، احتله الأوغاد فعاثوا فيه فساداً ودماراً وخراباُ..
الوطن يعني مكان جميل تنام فيه بأمان وهدوء وتتمتع بكل شي فيه ..
الوطن يعني أن تمشي في كل بقعة فيها بحرية لايقيدك قيود..
لكن وطنك محتل ، لا حرية ، لا آمان ، وعندما يقبل العيد ، لن تجد أصدقائك في البيوت ولا في (الكهاوي) ولا في ديوان شيخ العشيرة أو مضيف احد الوجهاء..
لكي تستمتع بعيد الفطر أو الأضحى..
ولكي استمتع إنا ويستمتع كل أبناء الوطن وأطفاله بالعيد..


يجب أن تقاوم وان تنضم إلى فصائل المقاومة الوطنية فمن غيرك ومن غيري وغير أبناء الوطن يحرر الوطن ويجعل أيامه كلها أعياد..


العيد يعني وطن محرر وشعب مستقل وثروة تستمتع به لا يسرق منك وينهب..
العيد يعني حكومة تحبها وتقدم لها التهاني في العيد..
لا تبكي غربتك ، الوطن لايتحرر بالنواح ولا بالاضطراب ولا بالجلوس خلف (النت) ..الوطن يتحرر بالقاذفة والهاون والعبوة الناسفة واللاصقة واربي جي .. وبالصوت العالي والقوي والإعلان الحقيقي لرفض سياسات المحتل ومشاريعه..
لا تحزن ..
لهم أعيادهم ولنا عيدنا الكبير وسيكون أبهى من أعيادهم..
كل عيد والمقاومة مستمرة تزداد ضراوة ..
كل عام والمقاومون في وطننا بألف خير ، تحرسهم عين الله والملائكة وتحميهم من عيون الأشرار والعملاء ..
كل عيد وأنت وإنا وكل أبناء الوطن مقاومون..
وكل عيد وشهدائنا في الجنة ..
كل عيد وأمريكا تتوغل في مستنقع المقاومة ..
والعيد القادم ، الوطن محرر بإذن الله وهمة الإبطال الغيارى..
والعيد القادم ، ليس في الوطن معتقلات ولا معتقلون ..
العيد القادم.. انت والبعيدون عن الوطن (يعايدون ) في الوطن..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م