ربح المتحالفون مع أمريكا في غزو العراق
وخسرت أمريكا وحكام العرب

 

 

شبكة المنصور

الدكتور همام أحمد محمد

 

حلفاء أمريكا في غزو العراق هم:

إيران ، والحزبين الكرديين ، وإسرائيل ، وبعض حكام العرب .

 

ولكي نقف على المتحقق من الأرباح التي جناها الشركاء لعرفنا ومن خلال النتائج بعد هذه السنوات الخمسة أن الجميع قد حققوا أرباحا جيدة وفق أهدافهم بإستثاء الحكام العرب المساهمون الذين انقلبت عليهم هذه الشراكة  ، وسنتناول في هذا المقال كل شريكا ً منهم وماذا حقق لكي تتضح الصورة لدى القارئ الكريم .

وقبل أن نناقش الشركاء واحداً بعد الآخر لا بد أن نمر مروراً بسيطاً على المقاول الأول أو المستثمر الأساسي لمشروع الاحتلال وهي الإدارة الأمريكية .

 

أمريكا :

 إن الإدارة الأمريكية كانت تمني النفس في مشروع شرق أوسط جديد ينسجم مع طموحاتها الإستعامرية ، وعلمت أن مشروعها هذا لا يمكن أن ينجح إلا باحتلال العراق . وحين تشاورت مع عملائها في هذا الموضوع كانت إجابة العملاء أنهم على استعداد للتعاون معها ، وصوروا لها أن مجرد دخولها إلى العراق ستقابل بالورود والرياحين ، وبعد أن صدّقت هذه المغريات قامت ولفقت سيناريوهات متعددة ضد الحكومة الوطنية في العراق لنجاح مشروعها  منها أسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام بتنظيم القاعدة وغياب الديمقراطية ، وما إلى ذلك من دعايات بواسطة مكانة إعلامية هائلة صرفت عليها ملاييين الدولارات .

 

النتائج : لقد اكتشفت الإدارة الأمريكية المتغطرسة وبعد السنوات الخمس التي خلت أن أحلامها لم تتحق بفضل جهود المقاومة العراقية البطلة التي كبدتها ما لم تكن تتوقعه وهي :

 

1-   آلاف من القتلى من الجنود الأمريكان وآلاف مضاعفة من الجرحى والمعوقين .

2-   صرف بلايين من الدولارات والتدهور الحاصل في الاقتصاد الأمريكي شاهد على ذلك .

3-   خسرت سمعتها الدولية وتشدقها بحقوق الإنسان .

4-   فشل مشروع الشرق الأوسط الجديد .

5-   لم تعد بعد غزو العراق القطب الواحد في العالم .

6-   أسهمت في تنامي خطر الأمن الإقليمي في المنطقة .

7-   مليون ونصف شهيد عراقي .

8-   تهجير وهجرت ثلث الشعب العراقي .

9-   خربت كامل البنية التحتية للعراق .

10- إنفلات الأمور الأمنية بعد أن كانت تمني النفس باستغلال موارد العراق .

 

الشريك الإيراني الأول:

 

هذا الشريك الذي لعب مع أمريكا دوراً متميزا وساهم معها في الحرب على أفغانستان والعراق كان يعرف جيداً كيف يسحب الإدارة الأمريكية ويقنعها في غزو العراق سواء كان الأغراء بشكل مباشر أو عبر وسطاء ، مركزاً على معلومات مبنية على رغبات الأمريكان الأمر الذي دفع هذه الإدارة الغبية للتصديق أنها ستحقق أهدافها وأوقعها بالفخ .

 

ونتيجة هذا الغزو حقق الشريك الإيراني الأرباح التالية :

 

1-   تحقيق هدف الخميني في مبدأ تصدير ما يسمى الثورة الإيرانية .

2-   ساهم عملائه في إقناع الإدارة الأمريكية في حل الجيش العراقي وقانون اجتثاث البعث .لأنهما الشوكة التي تقف في تحقيق طموحاتها التوسعية .

3-    تشكيل الجيش العراقي الجديد وعناصر وزارة الداخلية من الميلاشات الموالية له  ومن ضباط إيرانيين يمارسون العمل الحقيقي داخل العراق.

4-   كتابة الدستور وفق الرؤيا الإيرانية .

5-   التغلغل السكاني وتجنيس ما يزيد عن مليوني إيراني في العراق .

6-   الوجود الرسمي في البرلمان والحكومات الأربعة المتعاقبة بعد الغزو .

7-   القيام بأعمال إرهابية وتفكيك المجتمع لغرض خلط الأوراق .

8-   السيطرة على السوق التجاري العراقي .

9-   زرع الطائفية المقيتة .

10- تدريب الميلشيات الطائفية .

11- قتل الكفاءات العراقية والتهجير الطائفي .

12- العمل على تجزأت العراق إلى فيدراليات .

13- السيطرة على حقول النفط في منطقة محافظة ميسان .

14- التملك للأراضي في محافظة بغداد والنجف وكربلاء .

15- نمو برنامجها النووي بعد أن أشغلت الغرب في موضوع أفغانستان والعراق .

16- تطور جيشها المستمر وعدم زجه في أي عمل يسبب له الضعف وحصر نشاطها على جهاز مخابراتها (الإطلاعات ) وكذلك فيلق القدس .

17- تنامي دور الحوزة التي يمثلها علي السستاني الإيراني وتدخلها في الوضع السياسي لتمارس دور ولاية الفقيه .

 

الشريك الإسرائيلي الثاني :

 

حقق هذا الشريك ما لم يحلم به من قبل ، فهو العدو الذي كان يضمر لحكومة العراق الوطنية الحقد وعمل بكل طاقته لإسقاط النظام قبل الاحتلال ولم ينجح .

 

هذا العدو الإسرائيلي الذي ساهم مع المحتل مساهمتاً مباشره حقق بعد الاحتلال:

1-   حل الجيش العراقي الذي كان يقلقه ، وهو الذي لا ينسى كيف ضربه 39 صاروخا في حرب الخليج الثانية .

2-   ضمن هذا الشريك القضاء على ممون مباشر لفصائل المقاومة للشعب الفلسطيني .

3-   ضمن علاقات متطورة مع بعض الدول العربية التي كانت تخشى من العراق

4-   تواجدت إسرائيلي على أرض العراق .

5-   نجحت في قتل الكثير من الكفاءات العلمية العراقية .

 

الشريك الكردي الثالث :

 

هذا الشريك المتمثل بالحزبين العميلين وهما حزب الإتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني ، والحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني . برئاسة مسعود البرزاني ، هذان حققا حلم الأشخاص وليس حلم الشعب الكردي الذي حققت له الحكومة الوطنية في عهد البعث الحكم الذاتي الذي لم يتحقق للأكراد الذين يقطنون الدول الأخرى المجاورة للعراق . حقق هؤلاء الأكراد :

 

1-   الاستحواذ على مناصب قيادية في الدولة العراقية التي لم يكونوا يحلموا بها لأنهم يمثلون 17% من الشعب العراقي .

2-   الفوائد المادية حيث أصبحت أرصدة البعض منهم تفوق المليارات من الدولارات .

3-   الطمع التوسعي خارج منطقة الحكم الذاتي .

4-   التعاقد المباشر مع شركات النفط الأجنبية بدون الرجوع إلى الدولة المركزية في بغداد .

5-   القضاء على أغلب المناهضين لأفكارهم .

6-   توسيع العلاقة مع إسرائيل .

7-   التأثير في مسار الدول السياسي .لزرع الجانب الإثني المفرق وليس الموحد للوطن .

 

الشريك العربي الرابع :

 

معلوم إن بعض الدول العربية أسهمت في تسهيل مهمة القوات الأمريكية والبريطانية الغازية للعراق سواء كانت تلك الدول خليجية أو مجاورة مثل الأردن أو غير خليجية مثل مصر .

 

هذه الدول العربية هي الوحيدة التي عاونت بالغزو على العراق ولكن من غير أن تحقق أي فائدة من التعاون ، ومن الواضح أنها تعاونت لأسباب متعددة ، منها المصالح المتشابكة مع أمريكا ، ومنها الخوف ، ومنها الحقد وطلب الثأر مثل الكويت ولكن رغم كل الأسباب التي دعتها للتعاون مع العدو الغازي ينبغي أن يكون لها منهج أو أجندة تبغي تحقيقها .إنها الوحيدة التي خرجت من كل هذا الفعل بخفي حنين حيث لمست النتائج التالية :

 

1-   خروج العراق من الحاضنة العربية .

2-   فقدت الدرع والسور العظيم ضد هجوم الشرق الأصفر .

3-   تنامي الإرهاب الذي أصبح يهدد وجودها بعد أن كان معدوم .

4-   نموا القوة الإيرانية التي أصبحت المتحكم في المنطقة .

5-   تصدير الخلايا الإرهابية والطائفية النائمة إلى المنطقة الإقليمية.

6-   فقدان الهوية العربية العراقية وإفراغ الساحة إلى إيران .

 

ورغم كل هذه الخسائر بادرت متسابقة هذه الدول لفتح سفاراتها في العراق بعد ما يقرب الستة سنوات ....من الإحتلال :

 

ما هو هذا الدافع الذي خرج من القمم سريعا ً ؟

هنا ينبغي الوقوف لنسأل تلك الدول التي ساهمت في غزو العراق بعض التسأولات:

 

1- هل هو دعم لحكومة منصبة من المحتل لتكريس الغزو ؟

2- هل هي صحوة اكتشفت بعد تنامي الدور الإيراني ؟

3-    كيف اجتهدوا هؤلاء الحكام العرب وعلى أي أساس ؟

4-   هل هي نظرية ولماذا لم تشرح هذه النظرية للشارع العربي ؟

5-   هل هي حقائق موضوعية دفعتهم إلى هذه الشراكة التي انقلبت ضدهم ويحاولون سد العجز ؟

6-   هل هذا التواجد الجديد بعد هذا الغياب وفق رؤيا جديدة ومنطقية ؟

7-   هل هذا القدوم هو لتحقيق استثمار مادي مبني على الفائدة التي لا يعلم نتائجها إلا الراسخون في العلم ؟

 

نحن نعلم أن أمام هذه التسأولات لا مجيب ، ولكن سنكون ناصحين رغم هذه المأساة لكي لا يحصل المزيد من التداعيات رغم إني أدرك أن لا مزيد لأن العراق أصبح بفضل الشركاء مع المستثمر في خبر كان لنقول :

إذا كان هناك ثمة تدارك وأمل عربي وطني ضئيل لهذه الدول ( المعتدلة !!!!) أن تصحوا وتبادر في هذا الوقت المناسب وهو بداية سقوط القطب الواحد ويعز عليها العراق وبلدانها وذلك بأن تتحرك سريعا ً لاتخاذ التدابير العاجلة قبل الطوفان ألصفوي :

 

ولعل في مقدمة هذا التحرك الذي نعتبره حلم هو :

 

 دعم المقاومة العراقية التي أثبتت أنها الوحيدة والكفيلة بمستقبل الشعب العراقي .

وعليها أن تعي أن قوة العراقي بعد خروج المحتل الأمريكي والفارسي هي قوة لهم . سواء ما يتعلق في الجوانب الأمنية أو المشاريع الاستثمارية أو السياسية .

 

وإن الممارسات الترقيعية ما هي إلا خسائر مضافة وستكون خطيرة على مستوى العراق والمنطقة .

وختاماً لك أيها الشريك الرابع الخاسر في هذه الشراكة نقول :

 

 مهما فعلت يحسبها أهلك في العراق كبوة وعليك أن تعود لصوابك لأنك مهما تكون أخاً وجار .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٢ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م