من يقف وراء الأزمات ألعالميه ؟

 

 

شبكة المنصور

د. فيصل الفهد

 

العالم اليوم يعوم على كم من الكوارث لن تكون ألازمه المالية العالمية أخرها وتقبع الاداره الامريكيه على عرش الأسباب الاساسيه لكل ما يحدث من مشاكل في العالم ويقف السيد جورج بوش بسنوات حكمه الثمان العجاف المتهم الأول عما يحدث ألان وفي المستقبل القريب القادم....مع ملاحظة ان بوش لم يحقق طيلة فترة حكمه  الأسود أي منجز لشعوب أمريكا بل إصابتها عدوى المشاكل وأضرمت في جسدها النيران التي أراد بوش ان يكوي بها الشعوب الأخرى لاسيما التي ابتليت بحماقات بوش ومراهقته ألسياسيه ومغامراته الجوفاء..

 

فعالم اليوم يسبح على سطح برك مياه آسنة وكم من الامراض التي لم تجد الانسانيه أي اهتمام لكي تتخلص من نتائجها الوخيمه فالايدز الذي ترك وراؤه في داخل المجتمع الامريكي وحده اكثر من مليوني مصاب) وعشرات الملايين في كل أنحاء العالم ناهيك عن السرطانات وغيرها من الامراض التي تفتك يوميا بشعوب العالم غير مفرقه بين هذا وذاك وهناك المجاعه والمشاكل التي خلفها وسيخلفها بشكل اكبر الاحتباس الحراري والكوارث التي نقول انها كوارث طبيعيه وهي ليست كذلك لان سببها الدول ألمتقدمه والشركات العملاقه التي لايهمها سوى تحقيق الارباح وان كانت على حساب موت الملايين وتدمير الطبيعه التي هي المصدر الاول لاستمرار الحياة!

 

السيد بوش ومنذ استلامه مقاليد الحكم وضع نصب عينيه خدمة أهداف شركات النفط والسلاح والكيان الصهيوني وكان عليه ان يلتزم حرفيا بتنفيذ الخطط لشن الحروب على دول العالم بغض النظر عما يسموه هم الشرعيه الدوليه والقانون الدولي والاجماع الدولي وحقوق الانسان والديمقراطيه وغيرها من البدع التي تظهر وتختفي تبعا للحاجة لها في تنفيذ هذا العدوان او ذاك وتعود العالم ان نفس المسوغ او الشعار يستخدم هنا بشكل وفي مكان اخر بشكل مختلف وكان احتلال افغانستان ومن ثم احتلال العراق  ذروة عملية السقوط ألقيمي والأخلاقي لكل ما كانت تتبجح به الادارات الامريكيه المتعاقبه بل وكانت نقطة الانطلاق العكسي لما كانت تتمناه الاداره الامريكيه وكان كثير من العقلاء يتوقعون ان امريكا ربما ستكون احدى ضحايا مغامرات بوش العقيمه وكنا نحن المتضررين من حماقات الادارة الامريكيه متأكدين تماما ان العالم سيسقط بالضربه القاضيه نتيجة اخطاء الساسه الامريكان وهنا لانستثني احد منهم لانهم جميعا مشتركين بشكل او بآخر بما حدث ويحدث في العالم وفي المقدمه الكونكرس الامريكي حتى بعد هيمنة الحزب الديمقراطي عليه لان هؤلاء ورغم وصولهم الى تشكيل الاغلبيه بسبب نفور الامريكيين من اخطاء بوش لم يردوا الدين الذي بذمتهم لمن انتخبهم وابسط مافيه تحقيق بعض ماوعدوا الناخب الامريكي به ومنذ الانتخابات النصفيه قبل عامين لم يتحقق شئ ايجابي من الكونكرس وهذا يؤكد لنا ان الحزبين ليسا الا وجهين لحقيقة واحده ومن هنا لااحد يعول عما ستؤول اليه الانتخابات الرئاسيه القريبه القادمة.

 

لقد كانت قضايا العراق وأفغانستان وفلسطين في مقدمة اهتمامات الناخب الأمريكي الا أنها وبقدرة قادر أصبحت مسائل ثانوية بعد ان دحرجوا كرة الثلج  التي ابتكرتها الاداره الامريكيه وكبرت لتضرب في أعماق الاقتصاد الأمريكي ( بشكل مخطط له أم لا فالأيام ستكشف ذلك)...وادارة بوش فشلت في تحقيق أي شئ في العراق وكذا الحال في افغانستان ومن يقول غير ذلك هو؟!!..... اللهم الا اذا اعتبر قتل الملايين وتهجير اضعافهم وتدمير بلدان عن بكرة ابيها انجازات تسجل لبوش وادارته وهو محق بذلك تماما!

 

ان العالم اليوم يعج بالازمات الاخلاقيه والسياسيه والاقتصاديه وهناك براكين من الغضب قد تنفجر وقسم منها سيكون من حصة القاره الامريكيه والاوربيه مالم ترعوي دولهما ومع ان حلفاء امريكا كانوا من الجرأه ان بعض قراراتهم وتصريحاتهم كانت في غير الهوى الامريكي كما هو الحال في موقف ألمانيا وقريب منه موقف فرنسا وبعيد عنهم جدا الموقف الروسي... لم يخفي رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون  خشيته من إن العالم يقف على "حافة الهاوية" إذ تطبق عليه أزمة مالية عالمية تهدد الصناعة والتجارة والوظائف في أنحاء العالم. وأضاف أن العالم على حافة الهاوية بسبب نظام غير مسئول ملمحاً إلى الغضب الشائع بسبب القواعد المترهلة في الماضي لأسواق المال والإفراط في الإقراض ...وعكست تعليقات فيون شعوراً متنامياً بالقلق يجتاح عواصم اتحاد الأوروبي قبل إقرار الكونغرس الأميركي لخطة إنقاذ للقطاع المالي تتكلف 700 مليار دولار. وأظهرت بيانات جديدة اقتراب حدوث ركود بالولايات المتحدة وتدهور وضع الاقتصاد الأوروبي حتى بعد أن أقرت واشنطن خطة الإنقاذ المالي لأنها لن تكون كافية لحل الضعف المتأصل بالقطاع. ورسمت بيانات اقتصادية جديدة صورة قاتمة؛للمرحله القادمه ستجعل امريكا وغيرها من حلفائها ينكفئون على انفسهم لفتره لن تكون قليله عسى ان  يتخلصوا من بعض ما خلفته سياسة بوش وأزمته الماليه الحاده.

 

في هذه الظروف المشحونه المتوترة تتصاعد الحملات الانتخابية للمتنافسين باراك اوباما وماكين حيث موعد انعقاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية بُعد شهر ونصف، وأصبح القدر الأعظم من الانتباه مرتكزاً على حالة الاقتصاد الأمريكي والتحديات التي ستفرضها حالة الاقتصاد على الرئيس القادم فالعالم الآن في أوج الأزمة المالية الناجمة عن سوء التقدير الخطير لكافة أشكال المجازفة، فضلاً عن انهيار فقاعة الإسكان التي نشأت قبل اكثر من خمسة سنوات .... وما بدأ كمشكلة مع قروض الرهن العقاري الثانوي انتشر الآن إلى المساكن على نحو أكثر عموماً، أضافه إلى مختلف فئات الأصول فمشكلة الإسكان تساهم في الأزمة المالية، التي تؤدي بدورها إلى انكماش الإمدادات المتاحة من أرصدة الائتمان المطلوبة لدعم النشاط الاقتصادي الأمريكي . الذي هو الآن  في أوج ألازمة المالية الطاحنة، حيث تشير اغلب الدراسات الى ان الاقتصاد يشهد  انحداراً شديداً نحو الركود، بينما بلغت السياسة النقدية أقصى حدود الارتخاء، وأصيبت التحويلات المالية بالعجز والوهن، وهو موقف غير سار على الإطلاق بالنسبة للرئيس الأمريكي القادم أياً كان.

 

لقد سمعنا خلال الاونه الاخيره كلاما يشبه بعضهم ما يحد الان في امريكا والعالم بالازمه الحاده في عام 1929  ومع كل ماقيل لحد الان فان لاأحد يعرف حقيقةً اسباب " الكساد الكبير " في تلك الفترة من القرن الماضي، ولكن شبحه يطارد الجميع الآن. فهل ستؤدي الأزمة المالية التي تنتشر حول العالم إلى عودةٍ للأحداث التي أعقبت انهيار الأسواق ألماليه في تشرين أول عام 1929؟ الإجابة عن هذا السؤال كما يؤكد الخبراء الماليين الأمريكان تكمن أمام المسؤلين بالطبع، و المفاتيح والأدلة مزعجة ومقلقة. وأحد الأسباب الكبرى التي حولت الأزمة المالية الأميركية في عام 1929 إلى تباطؤ وانكماش اقتصادي عالمي كان صنع السياسة قصير النظر،وهذا ماتكرر بشكل اسوء في سياسة الرئيس بوش.

 

قال هنري فورد، قطب صناعة السيارات الأميركي الكبير ذات مرة " إن التاريخ هراء " وهو كان محقا في أنه نادرا ما يعيد نفسه، من وجهة نظره. ولكن يمكن للساسه الامريكان والعالم أن يتعلموا دروساً قيمةً منه، وأحداث قرابة قرن مضى تحتاج إلى أن تكون أذهان الساسة اكثر تفتحا واخلاصا ان هم ارادو بالفعل مكافحة ألازمة المالية التي تهدد العالم بانكماش اقتصادي غير مسبوق لاسيما وان الأميركيين يشعرون بالقلق حيال خطة الإنقاذ الفيدرالية، وانهيار سوق الأسهم، والأزمة المالية الآخذة في الانتشار عبر المعمورة، فثمة تساؤلات تدور في أذهان الخبراء والأكاديميين المعنيين بالاقتصاد التي يريدون توجيهها للمرشحين اوباما وماكين ومنها إذا فشلت خطة الإنقاذ الفيدرالية الحالية في تحقيق الغرض المتوخى منها من حيث عكس مسار التدهور الحاصل حالياً، وتنشيط أسواق الائتمان، فهل ستقترح خطة أخرى؟ فالمطلب الأساس عند هؤلاء هو استعادة الثقة في الاقتصاد.. وفشل خطة الإنقاذ الحالية، سيؤدي إلى تدمير تلك الثقة مع ما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج كارثية لان القوانين الجديدة التي اعتمدت من قبل الإدارة الامريكيه  وخلافاً لما كان متوقعاً منها صعّبت على الأميركيين العاديين سداد قيمة قروضهم، كما شجعت على التوسع غير الحكيم في الإقراض من جانب البنوك التي اعتقدت أن تلك القوانين سوف تجعل من الأسهل بالنسبة لها إجبار المقترضين الفقراء على سداد قيمة تلك القروض...لقد غدت عملية إعادة هيكلة الرهن على المسكن الأساسي في الوقت الراهن أكثر صعوبة من إعادة هيكلة الأنواع الأخرى من الديون..

 

لقد دفع الرئيس بوش بقوانين إفلاس أكثر صرامة، كان من المفترض أن تؤدي إلى تقليل عدد حالات الإفلاس، وتخفيض تكلفة الإقراض.. ان الأزمة المالية الراهنة لاتعني ان الأمريكيين بحاجة إلى المزيد من اللوائح والقيود التنظيمية لأن المشكلة لا تتمثل في غيابها ، بقدر ما تتمثل في ضعف عملية تركيز تلك القيود أو توجيهها للجوانب التي تحتاجها أكثر من غيرها فالحظ وحده قد يمكن المؤسسات الماليه الكبرى خلال، الأسابيع والشهور القادمة من احتواءً الهلع والفزع الذي جعل الأسواق المالية العالمية خطيرة جدا، وكذلك حكم وتقدير جيد سيكون لازما لوقف انتشار وامتداد الأزمة إلى التجارة العالمية والكل في الغرب يتمنى أن يكون صانعو السياسة قد تعلموا دروسا من " ثلاثينيات الجوع " من القرن الماضي في أميركا.

 

ان على الرئيس الامريكي القادم الى البيت الابيض ان يدرك اهمية اعادة تقويم اسباب ماآلت اليه نتائج سياسات الرئيس بوش الخارجية ومنها احتلاله للعراق وافغانستان وعليه ان يدرك تماما ان لاحل لمشاكل بلاده جميعها من ان يسلك طريقا جديدا جوهره سحب القوات الامريكيه واستثمار الأموال التي تنفق على قتل العراقيين والافغان في اعادة العافيه والاستقرار للاقتصاد الامريكي وحل كل المشاكل التي تقض مضاجع غالبية الشعوب الامريكيه وبهذه السياسه سيجد ان غالبية العالم معه.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م