الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

مخاض أمريكا أم مخاض العالم ؟

 

 

شبكة المنصور

د . فيصل الفهد

 

أمريكا التي تعصف بها الكوارث من كل صوب واخرها اعصار المصارف والبنوك غير المسبوق تعيش في احلك مصاعب ظروفها لاسيما والأمريكان على أبواب انتخاب رئيس جديد للبيت الابيض وهذا ماجعل التنافس بين  الجمهوري ماكين والديمقراطي باراك  سيقدم في طبق من ذهب الى الديمقراطيين بعدما ضربت الازمه الماليه جذورها في كل مفاصل المجتمع الامريكي لتصل الى كل مواطن وعائله وهذا يعني ان الامريكيين شاؤا ام أبو اصبحوا جزء من الدوامه وعليهم ان يتحملوا تبعات الاخطاء الكارثيه لادارة الرئيس بوش مما زاد من غضب الغاضبين ودفع بالمتفرجين الى ساحة المواجهة السياسيه ولكن بموقف المضطر المجبور والضحيه وربما يعتقد كثيرين ان ماكين سيكون حطبا للنيران التي أضرمها بوش داخل وخارج امريكا والتي ستدفئ بيت المرشح الملون اوباما الذي لانستبعد ان لاتسعفه كل مواهبه وكل ماجرى ويجري من كوارث في امريكا في وصوله الى عتبة البيت الابيض فالأمريكيين قد لاتحركهم معاناتهم قدر تحريك عنصريتهم ونظرتهم الدونية لشخص ملون من اصول افريقيه وو( من اب مسلم ) حتى وان كان يحمل عقل راجح وعصى سحريه لانقاذ امريكا وربما جانب مهم من المشاكل التي خلفتها سياسة بوش للعالم.

 

أمريكا التي نصبت فخ ذكيا لسحق روسيا وتفتيتها واضعاف الصين عبر القنبله الموقوته او كرة الثلج التي ابتكروها والتي أصبحت تسمى بازمة البنوك والمصارف انعكست اخيرا لتكبر وتنفجر في عقر دار الامريكيين بدل ان تحقق اهدافها لاسيما في تحطيم الاقتصاد الروسي الذي تعافى منذ فتره ليست بعيده ويعود للقياده الروسيه وتحديدا الرجل الشجاع بوتين الفضل الاكبر في رمي كرة الثلج في الملعب الامريكي وفوق رؤوس الادارة الامريكيه وليست ثورة الروس في جورجيا وفي القوقاز الا صورة من خطة روسيه ذكيه لضرب اسفين في الجدار الامريكي الداخلي وبلغ مداه ليصل بسيئاته وسوئه وأضراره الجسيمه ليصل الى كل من ربطوا أنفسهم ومصيرهم بالسياسه الرعناء غير المسؤوله للاداره الامريكيه وفي المقدمه من الجميع الدول العربيه وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي التي خسرت مئات المليارات وهي تعض على جروحها دون ان تنبس ببنت شفه اما العراق المحتل فقد خسر ثلثي موجوداته من الاموال التي تحتجزها الاداره الامريكيه في حين تشير قوائم البورصه في الوول ستريت الى ان السيد قباد نجل جلال الطالباني رئيس مايسمى بدولة العراق (المحتل) قد خسر لوحده اكثر من ثلاثة مليارات من الدولارات من حر امواله التي ورثها عن والده الطالباني ؟!! اما الاوربيين فربما كانوا اقل ضررا بعكس اليابان التي لايزال حكامها يتصرفون كذيل خانع للراس الامريكي المتحجر.

 

في ليلة الخميس 3 تشرين الاول الجاري جرت مناظره بين من اختيرا من الحزبين ليشغلا منصب نائب الرئيس الامريكي القادم وكانت السيده سارا حاكمة ولاية الاسكا مرشحه مع ماكين في حين كان السيناتور المخضرم بايدن مرشحا مع اوباما ... ورغم ان هذه ألمناظره لم تغير شئ من المعادلات والقناعات التي تأسست لدى الجمهور الامريكي الا انها عكست امور وجوانب لابد الوقوف عندها ومن ابرزها:

 

اولا ظهر بوضوح حجم اثار الازمه الاقتصاديه التي تعصف بامريكا وتقدمها على كل التحديات الاخرى التي تواجه الامريكيين.

 

ثانيا الاتفاق بين الطرفين المتنافسين على اولوية دعم الكيان الصهيوني والاختلاف النسبي في التعامل مع الخطر النووي الايراني وفي  كيفية مواجهة الاخطار الحقيقيه في المنطقة الملتهبه في الحدود الافغانيه الباكستانيه.

 

ثالثا الاختلاف في التفاصيل في كيفية اخراج جزء مهم من القوات الامريكيه المحتله للعراق والمهم هنا ان يفهم الجميع ان الجمهوريين والديمقراطيين لن يتخذوا قرارا لسحب كامل قواتهم من العراق والفرق الوحيد ان ماكين يريد ابقاء اعداد تصل الى اكثر من مائة الف جندي وعدد كبير من القواعد الى ان يتحقق النصر الموهوم لامريكا في حربها على الارهاب في العراق رغم ان لاعلاقة للعراق بهذا الامر في حين يريد اوباما ان يبقي على عدد يتراوح بين 30 الى خمسين ألف جندي في قواعد بعيده وتكليفهم بمهام تدريبيه.

 

رابعا  حاولت حاكمه ولاية الاسكا ان تنأى بنفسها وبالمرشح الجمهوري ماكين عن بوش واخطائه وحاولت ان تطرح نفسها وكأن كل ماجرى من كوارث طيلة سبع سنوات ونصف من حكم الجمهوريين لاعلاقة له بالانتخابات القادمه وكررت عدة مرات عبارة ان لاننظر الى الخلف بل ننظر الى الامام ولم يحاول بايدن ان يستغل هذا الموضوع كما كان متوقعا منه.

 

خامسا ظهرت سارا الجميله وكأنها خرجت للتو من دوره تدريبيه احترافيه في التمثيل من معاهد هوليود وكانت تمثل اكثر من أي شئ آخر يمكن ان نطلقه عليها وعلى الحكام العرب ان يحمدوا الله لان السيده سارا لم ترشح نفسها للانتخابات في بلادنا العربيه لانها كانت ستكتسحهم بلا رحمه لان الفحول العربيه كانوا سينتخبونها حتى وان لم تكن تفقه شيئا في السياسه!

 

سادسا ظهر واضحا ضعف معلومات السيده سارا بكل الشؤون الداخليه والخارجيه رغم انها دربت على الاجابه لمدة ثلاثة ايام في مزرعة جون ماكين ومن هنا كان اهتمامها الاكثر في استعراض منجزاتها في ولايتها الاسكا اكثر من حرصها على الحديث عن الامور التي تهم الرأي العام..في حين حاول المنافس بايدن استعراض قدرات 35 سنه خبره في الكونكرس ومع ذلك لم يستطع الوصول الى الصوره المثلى التي كانت متوقعه منه بل انه لم يغادر طبعه في اللف والدوران والدخول في التفاصيل الامر الذي افقده ميزة التفوق وافلت من يديه فرص الاجهاز على منافسته في الحوار التي ابلت تكتيكيا بشكل مناسب.

 

سابعا شعر اغلب من تابع المناظره وانا منهم بالمراره على الطريقه التي يفكر بها المسؤلين السابقين واللاحقين لامريكا ونظرتهم للشعوب الاخرى فالمهم لديهم هو علو وسمو امريكا حتى وان ارتكبت كل المعاصي والاثام بحق الاخرين وكنت وربما معي كثيرين من عباد الله اننا سنرى شئ ممن الموضوعيه والاعتراف بالأخطاء وكنا نقبل بذلك حتى ولو تبرؤا منها!....الا ان الذي حصل هو ان هذه العقول تفرض علينا ان نشكر الامريكان في حسناتهم (ان وجدت) وسيئاتهم وهي السمه الغالبه فامريكا لاتخطئ وهم يريدون من كل شعوب الارض ان تنحني لهم مبتسمه سعيده حتى وهم ينحرون رقابها وهذه امور لم يعد يقبلها انسان سوي الا من ارتضى ان يربط نفسه ذيلا مسلوب الاراده والحركه بأمريكا المستبدة.

 

ثامنا نحن مسلمين وعرب وكعراقيين وأقولها بكل مرارة لم نجد بارقة امل بما سمعناه ويبدو ان لاضوء في نهاية النفق الأمريكي المعتم ومن هنا أجدد الدعوى لكل من يراهن على ان ثمة جديد ايجابي فيما هو قادم من حكم في واشنطن وأقول له ان عليه ان يعيد حساباته لان الأمريكي القادم ان كان لونه داكنا او ابيضا ديمقراطيا كان ام جمهوريا لن ينصف حقوقنا ولذلك علينا ان نتكل على الله وعلى أنفسنا وليس من سبيل لنا غير ذلك والشئ الوحيد الذي نتمنى تحققه هو ان تستعيد دول مثل روسيا والصين كامل وعيها ورشدها وان تتصرفا بحكمه اكبر لمساعدة الدول ألمستضعفه عسى ان يشهد العالم مناخا جديدا من العلاقات المتكافئة بعيدا عن الهيمنة والاستبداد الأمريكيين..

 

والامر المهم الذي يجب ان ندركه جميعا وخصوصا العرب والفلسطينيين (حصريا) ان مايسمى بالازمه الماليه او المصرفيه كانت بمثابة قارب نجاة مخطط له لتخليص بوش من التزامه امام العالم والفلسطينيين (للتملص) من انشاء دوله فلسطينيه فهذا أمر اصبح في خبر كان اذا ما اضفنا اليه استقالة اولمرت رئيس حكومة الكيان الصهيوني في هذا الوقت فهل هي مصادفه ان تحدث كل هذه الامور في وقت نهاية ولاية بوش ام ماذا؟؟!!

ان الذي ادركه الان ان امريكا لن تغرق لوحدها ان كان هناك غرق حقيقي واغلب الظن انها ستغرق آخرين!! نيابة عنها كما تفعل دائما وانظروا ماذا يحدث لليورو آلان!.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٠٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م