أود
أن أوضح لأخواني القراء الأعزاء
أن الموضوع الذي أمامكم
(إفادتي ورسالتي)
هو بمثابة رسالة حقيقية مني كعراقي عشت في
إيران وشاهدت فيها العجب نتيجة ارتكابي لخطأ
كبير جعل من ضميري أن يعاني بعد احتلال
الوطن , الندم واللوم والألم تجاه وطني وشعبي
وأمتي , إفادة ورسالة أوجهها إلى كل من
سيقرؤها لأضع مسؤولية الشعب العراقي أمانة
الله والتاريخ والآمة في عنقه , أرسلها إلى
شعبي الحنون العطوف الصابر أبو الغيرة على
أمته , ومنه إلى الأخوان (
العقيد معمر ألقذافي والحكام العرب وجامعتهم
العربية
)
متمنيا أن يطلعوا عليها عسى أن يستفاد كل من
سيادة (الرئيس أو القائد أو جلالة الملك
المعظم أو سمو الأمير أو سعادة المعالي أو
دولة الوزراء) بحرف واحد منها , والأكثر إن
استفادوا منها ولو بكلمة .
ابتدئ بإفادتي هذه لأضع أمام أنظاركم مقدمة
لنبذة مختصرة عن حياتي الاجتماعية كي لا اتهم
بأنني من حزب البعث أو من الطائفة الفلانية
أو من القومية كذا , والسبب لأنني خنت ضميري
الذي بدا يعذبني ليلا ونهارا , مما جعلني
ونتيجة العذاب الذي لازمني طيلة ( 16) سنة
أن اصرخ صرخة الحق لإرضاء ( الله ) ( عزوجل )
أولا ولوطني المنكوب ثانيا ولضميري المتعب
المعذب طيلة سنين وسنين ثالثا , ولأكسر الطوق
الذي قيد رقبتي وجعل من حياتي مُرةّ ومُرةّ
لانتزع الصمت الجاثم في صدري بعد أن شاهدت
وتطعمت العجب والعجب سواء كان في العراق أو
خارجه , ظاهرا حقيقة الحق لمن يحب الحق ,
والباطل لمن يحب ويشتري الباطل .
إني مواطن عراقي من محافظة العمارة ومن عشيرة(
بني لام ) العربية المعروفة بمكانتها
العشائرية والاجتماعية والمرموق بيرقها بين
عشائر عموم العراق بصورة عامة وفي العمارة
وضواحيها بصورة خاصة لما عرف عنها في أصالة
النسب و الكرم والضيافة والشجاعة والمحافظة
على تقاليدها وعاداتها العربية . خريج كلية
الآداب جامعة بغداد لسنة ( ؟) قسم (اللغات )
.لست بعثيا طيلة حياتي الدراسية ولغاية يومي
هذا ,كنت اكره البعث لأنني اكره ( صدام حسين
) وكنت من اشد المعارضين له ولسياسته ولا
اعرف السبب , ومن شدة كرهي له انتميت لحزب
كان له وجود ونشاط في الجنوب ومعروف ب (
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ) . في سنة
(1991) أي بعد أحداث ما كنا نسميها (
الانتفاضة الشعبانية ) صدر لي أمر من المجلس
الأعلى للثورة الإسلامية بالسفر إلى إيران
لأنظم إلى (فيلق بدر/9) بقيت هناك لمدة سبعة
سنوات عجاف ثم عدت إلى العراق والى محافظتي
سرا بقيت اخفي نفسي هنا وهناك ثم عدت إلى
إيران مرة أخرى .
أقولها للعالم وللعراقيين وللحكام العرب
جميعهم وخاصة للأخ العقيد ( معمر ألقذافي )
بأنني عندما كنت في إيران شاهدت العجب من
المسئولين الإيرانيين و مسؤلينا في المجلس
الأعلى للثورة الإسلامية وبجناحه العسكري
فيلق (بدر/9 ) من خلال اجتماعاتنا
ومحاضراتنا ألأسبوعية معهم .
إن المحاضرات التي تلقى علينا معروفة لدى
الجميع من منتسبي (فيلق بدر/9 ) ألا وهي
محاضرات عن (إيران والعرب) و(الحرب النفسية)
و(التشيع في الفكر الخميني ) و(منهج الثورة
الخمينية وأساليب تصديره لدول الخليج الفارسي
) و ( التوابين ) وهناك محاضرات سياسية عن (
سياسة الثورة الخمينية الخارجية مع الدول
العربية ) , ومحاضرات عن الأحزاب الإيرانية
مثل ( الترابط الفكري بين حزب الله والدعوة
والمجلس الأعلى بالمنهج الخميني ) و(الشيعية
والتشيع في لبنان والبحرين والكويت والسعودية
والعراق ) و( السعودية هدف إيران في
النفوذات والتشيع الفارسي ) و ( الخليج
الفارسي فارسيا ) , وأغلبيتها ذات طابع عدائي
للعرب, وهادفة لسيطرة إيران على الدول
العربية , وهناك محاضرات عن كيفية تكوين
بدع الحقد والكراهية بين الحكام العرب من قبل
النظام الإيراني .
من
خلال المحاضرات تلك نسمع دائما ومن أغلبية
المسئولين الإيرانيين ومسئولي حزبنا آنذاك (
المجلس الأعلى للثورة الإسلامية
)
أن الأسلحة التي كانت تعطى لإيران من قبل
بعض الحكام العرب تخلق منها إيران العداء
بين الأنظمة العربية .
ومثال على ذلك كنت في احدى المحاضرات التي
عقدت في معسكر (بوشهر) حيث حضر في وقتها (
رافسنجاني ) وتطرق إلى كيفية تزويد ليبيا
لإيران بصواريخ ( ارض- ارض ) في زمن الحرب
العراقية الإيرانية , وقال بالحرف الواحد
استطعنا في وقتها آنذاك وبهذا السلاح ويقصد
صواريخ ( ارض- ارض ) أن نخلق العداء بين
النظامين العراقي والليبي , فأجابه احد
الحضور كيف تم ذلك والنظام العراقي لم يعرف
هذا السلاح من ليبيا , فضحك ( رافسنجاني )
وقال هناك أمور تخص المخابرات الإيرانية
وبطرق فنية خاصة لمهندسي وحدة الصواريخ (ارض
– ارض) حيث قاموا وبجهدهم الفني لعدد من
الصواريخ التي ضربت بها آنذاك ( بغداد ) لم
تنفجر, وبهذا الأسلوب أعطينا إشارة للنظام
العراقي بان الصواريخ ( ارض –ارض ) التي نضرب
عاصمتكم بها هي ليبية وفعلا بدا النظام
العراقي آنذاك بعد أن اكتشف خبراءه بفضح
حكومة ليبيا وبهذا الأسلوب ألمخابراتي
استطعنا للوصول إلى تحقيق الهدف .
وقبل
احتلال العراق بشهر تم الاجتماع بنا من قبل
بعض المسئولين الإيرانيين ومسؤليين من (حزب
الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية)
وكان حاضرا في هذا الاجتماع آنذاك ( محمد
باقر الحكيم ) و ( هادي العامري ) عن حزب
المجلس الأعلى و ( موفق شاهبوري ) المعروف
اليوم ( موفق الربيعي ) و(قائد فيلق القدس
الإيراني ومسئول جهاز الاطلاعات) آنذاك . حيث
تم تبليغ فيلق بدر/9 بالواجبات والمهام حال
دخول القوات الأميركية من جنوب العراق , وما
هو دور ه أي ( فيلق بدر/9 ) وفيلق القدس
الإيراني ودور الأحزاب التي نشأت والموالية
لإيران في مساندة وإسناد القوات الأميركية
, حيث صدرت أوامر لمنتسبي فيلق بدر /9
وجميع الأحزاب الشيعية التي كانت في إيران
بعد دخول القوات الأميركية من الجنوب عن طريق
الكويت البصرة ثم وصولها إلى بغداد , باتخاذ
الإجراءات التالية وهي (سرقة جميع ما موجود
من عتاد في مخازن العتاد وجميع الأسلحة
الصالحة والعاطلة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة
وتفكيك الطائرات الحربية والسمتية ونقلها
فورا إلى إيران عن طريق الشلامجة والفكه , ثم
التوجه إلى جميع المصارف والبنوك الحكومية
وسرقتها مع سجلاتها وأجهزة حواسيبها , وتفكيك
جميع المعامل والمصانع الحكومية ونقلها في
سيارات خاصة والتوجه بها أيضا إلى إيران ..
ثم اصدر لنا أمر بحرق جميع الدوائر الحكومية
وخاصة دوائر الأحوال المدنية ونقل سجلاتها
القديمة وخاصة ( 1957) مع أجهزة حواسيبها ) .
وفعلا تم تخصيص زمر لتلك الواجبات من قبل (
الإيرانيين والأحزاب الشيعية الإيرانية ,
الدعوة , والمجلس الأعلى , وحزب الله , وغيرهم
) حيث تم تنظيمنا على شكل مفارز أطلق
عليها
(
مفارز الخمس المشتركة )
,
ثم صدر لنا أمر بإحراق جميع الجداريات وصور
صدام حسين من على الشوارع والدوائر , وقتل كل
من يحمل السلاح ويرتدي الملابس العسكرية
الخاصة بالجيش العراقي وبدون استثناء مراتب
وضباط وقادة وطيارين , ثم بلغنا بعد استقرار
الوضع بعد احتلال بغداد , أن يقوم حزب
الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية
بإصدار قوائم إلى فيلق بدر باغتيال كل بعثي
في كل منطقة وقرية وناحية وقضاء ومدينة وفي
جميع المحافظات الجنوبية ثم الانتقال إلى
بغداد ..
أقولها لأبناء العراق والأمة وبأمانة عندما
سمعت هذا الأوامر فوجئت بصدمة قوية ولكنني
لااستطيع أن أقوله لأحد إن هذا الأمر خطأ خوفا
على نفسي! .
وبعد احتلال العراق دخلنا عن طريق الشلامجة
وذهبت سرا لمقابلة عائلتي في العمارة ثم هربت
فورا إلى دار احد أقربائي في بغداد ( المشتل
) وبقيت هناك فترة من الزمن تزوجت بعدها من
إحدى قريباتي .. فشاهدت العجب بعد احتلال
العراق وخاصة من حزب الدعوة والمجلس الأعلى
للثورة الإسلامية الذي يقوده الحكيم و فيلق
بدر وغيرها من الأحزاب التي كانت في إيران
وهي تقتل وتغتصب شرف العراقيات والعراقيين
وتسرق وتحرق وتخلق الفتنة والكراهية في
محافظاتنا الجنوبية وبغداد , بحيث وصل الحد
بها أن تتقاتل هذه الأحزاب التي جاءت من
إيران فيما بينها وتقتل الأبرياء والسبب في
كل هذا وذاك هو استحواذها على المناصب
والدوائر وسرقة المال العام ,وان أكثر
اقتتالها بسبب النفط الذي يسرق ويهرب إلى
إيران وبعض دول الخليج وبعض الشركات التجارية
الأهلية على حساب الأحزاب ورؤساءها وخاصة من
النفط ومشتقاته من شركة نفط الجنوب , إضافة
لموارد مصلحة الموانئ العراقية .
فاستغفرت ربي وطلبت التوبة بالرغم من إنني لم
أنفذ أي أمر صدر لي , ولكن أقولها لكم أيها
الإخوة والحكام العرب لقد بات ضميري يعذبني
للسنوات التي مضت والسنوات التي احتل بها
الوطن , وأنا تحت ظلم أحزاب إيرانية لأتعرف
الله ولا الدين ولا الإنسانية وخاصة بعد أن
اعدم الرئيس العراقي ( صدام حسين ) أكلني
الندم والندم . واليوم جئتكم لأقول كلمة
الحق لأبناء العراق والعرب , إن استشهاد (
صدام حسين ) (رحمة الله عليه )استفز مشاعري
الوطنية لأنني أحسست وبصدق أن صدام حسين كان
محق بكل من يعادي العرب , وكان على حق في حربه
مع إيران , وكان على حق عندما وصف إيران
بالدولة المجوسية , وكان على حق عندما وصف
الأحزاب التي عملت في إيران بالأحزاب الصفوية
وكان على حق عندما يكره عملاء إيران وخاصة
عصابات الحزبين الكرديين الذين باعوا العراق
لإيران واليهود .. فاعذرني يا سيادة الرئيس
صدام حسين على تصرفي وكرهي لك , وسامحني يا
سيادة الرئيس على كل كلمة بدرت مني بحقك أو
حق أي عراقي شريف على ارض العراق
.
ومن
هذا المنطلق أود أن أوضح للعالم العربي وأنا
اسمع العقيد معمر ألقذافي وهو يساند تلك
الأحزاب العميلة الصفوية التي احتضنتها إيران
وكذلك الحزبين العميلين ( الديمقراطي
الكردستاني والاتحاد الوطني ) اللذان يترأسهما
العميلان ( جلال ومسعود البارزاني ) في إنشاء
دولة كردية تقتطع لهم من العراق وإيران
وتركيا وسوريا
.
ولهذا السبب قررت أن اكتب رسالتين الأولى
(للعقيد معمر ألقذافي) و الثانية ل (عمرو
موسى) رئيس الجامعة العربية
اللذان تخلوا عن العراق وشعبه وهم يعلنان
خيانتهما العظمى بحق الأمة العربية من خلال
وقوفهما مع الصهيونية العالمية وإيران
وأحزابها الصفوية لتقسيم العراق إلى دويلات
وأقاليم طائفية واثنيه . وهذه رسالتي الموجه
إلى العقيد ( معمر ألقذافي ) كحلقة أولى من
عنواني الرئيسي ...
أما رسالتي الثانية والموجهة إلى الجنرال (
عمرو موشى ) فستكون في الحلقة الثانية . |