يا لحظه العسير ويا لبخت أهله الأسود هذا"المذيع"أو"المذيعة"فيما لو استوجب إذاعة نبأ عاجل وعلى الهواء مباشرة فحواه أو محتواه :"انتقلت إلى الرفيق الأعلى صباح اليوم روح الرئيس محمد حسنى مبارك ...." أحمد الله أننى أصررت على إختيار قسم الصحافة بكلية الاعلام ورفضت رغم إصرار حبيبتى على دخول قسم إذاعة وتلفزيون،يومها كنت واثق أن القرد فى عين حبيبته غزال ولهذا لم ابدل موقفى ودخلت قسم الصحافة..ظبط نفسى متلبسا وأنا أردد هذة الكلمات تو سماع منطوق الحكم الصادر بحبس الزميل ابراهيم عيسى بسبب الكلام عن صحة الرئيس مبارك والذى بسببه كما إرتاحت سيادة المحكمة واطمأن قلبها .... والذى منه،بهبوط البورصة المصرية الى 88 درجة..قلت: ياد دى تخاريف صيام واحمد ربنا أن وكيل سيادة الريس لم يقع تحت يده ما كتبته وقتها وما دار بينك وبين محمد العفشجى عندما سألك:هوه سيادة الريس عنده ايه.؟ فكان ردك:عنده 82 عاما.

الحكم الصادر ضد الأستاذ عادل حمودة والزملاء عبد الحليم قنديل وابراهيم عيسى ووائل الابراشى بحبسهم ولو ليوم واحد يؤكد أن النظام أضحى مصرا على تجرع كافة أدوات ووسائل قصف الأقلام وقطع الألسنة المعروفة وغير المعروفة وشهيته مفتوحة على البحرى والقبلى وأنه بدأ يحسبها بنظرية"يا قاتل يا مقتول"و"يا طابت يا اثنين عور" وان المرحلة القادمة لا يعلو فيها صوت على صوت قصر سيادة الريس..أيا من يكون الريس..؟فهذة مسائل لم يرتق الشعب للخوض فيها سواء بالكلام أو حتى بالإشارة..
ضبط نفسى مرة ثانية وشيئ بداخلى يسمعنى صوتى وأنا أبوح:بالعكس وأضفت بل ياحظة السعيد ..ألم يفعلها محمد انورالسادات أحد النواب عندما سارع وأعلن نبأ انتقال روح الرئيس عبد الناصر إلى الرفيق الأعلى ..ألم يفذ برئأسة الجمهورية.؟

مرة ثالثة سمعتنى :...فلماذ لم يعلن مبارك نبأ نعى السادات ..هل لأن المشهد كان على الهواء مباشرة ولايحتاج لمذيع يعلنه.

أقول لنفسى مدافع عن نظرية المؤامرة:الأمر مختلف مع روح الرئيس محمد حسنى مبارك واذاعة انتقالها للرفيق الأعلى والأسباب كثيرة أهمها لم يكن لمصر بورصة بالمعنى المتعارف عليه حاليا فى مصر.. الرئيس"المؤمن"كان يخشى أن يحدث لنا ماحدث لبورصة أمريكا اليوم من كوارث..!! ضحكت ساخرا ..الامر الثانى ان كل من ناصر والسادات كان له نائب أو أكثر من نائب والشاطر من يعلن عملا بنظرية عمنا"أبو العلاء المعرى"الناطقة بـ:

غير مجد فى ملّتى وإعتقادى ....نوح باك ولا ترنم شاد...
وشبيه عندى صوت النعّى...بصوت البشير فى كل ناد...

اما الرئيس مبارك وبعد مضى سبعة وعشرين عاما متربعا لم يعين نائب له- بالمناسبة عدد سنوات حكم مبارك تساوى عدد سنوات حكم كل من ناصر والسادات-ومش مهم حساب فترة الانابة-أعتقد وقصر الرئيس أعلم منى أن سيادة قانون الششتاوى وكيل سيادة الريس ياعاقب كل من تسول له نفسه المريضة بالتّخريف حتى ولو كانت تخاريف صيام،مرتكبها مجنون يستوجب عزلة ويفسرها المتآمرون بسجنه.

من جانبى قررت الاتعاظ وعدم ارتكاب جرائم يعاقب عليها قانون الششتاوى وكيل سيادة الريس متمنيا أن يصل عمرالريس عدد سنوات حكم لا حكمة سيدنا سليمان، ولا نبوته بالطبع..ويا أيها النمل ادخلوا مساكنكم حتى لا يحطمنكم قانون الششتاوى..فلم تكن نملة سيدنا سليمان تجرؤ أن تفعل فعلتها لو كان الششتاوى وكيلا لسيادته وقصر الرئيس والششتاوى أعلم منى بذلك.