مقاوم بالزي الحكومي

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي / كاتب عراقي

 

يقف المقاتل الشجاع عمر توفيق عبدالله ، في مقدمة الرجال الذين يتصدون للاحتلال الاميركي رغم ارتدائه الزي العسكري الحكومي بعد انخراطه في الاجهزة الامنية الحالية، انه عراقي بامتياز ووطني بامتياز وشجاع بامتياز، لم يقف جدار الحاجة والعوز والفاقة التي اجبرته للانخراط في الاجهزة الحكومية حاجزا امام وطنيته وشهامته، ولم تتأثر اخلاقه ومبادئه وشجاعته باي شيء، وسرعان ما انتفض بكل اباء ، ولم يقبل لحظة ذل وهوان وهو يشاهد الجنود الاميركيين وهم يحاولون الاساءة الى شابة عراقية في مدينة الفلوجة، بعد ان دهمت قوات الاحتلال ذلك البيت بحراسة مشددة من الجنود العراقيين ، استشاط عمر عبدلله غضبا وصعدت الدماء الى قمة رأسه ، ولم يتردد لحظة واحدة في توجيه نيران سلاحه الى هؤلاء الوحوش المجرمين ، فدوت اطلاقات رشاشه الاوتوماتيكي، وكرر الاطلاقات ، وكثف من النيران ، ليقتل اربعة جنود ويجرح اثنين اخرين ، في تلك اللحظات كان عمر رحمه الله وتقبله يعرف ان مصيره القتل على ايدي الجنود الاميركيين ، وللاسف الشديد كان يدرك ان حفنة من الجبناء يحيطون به ، هؤلاء الذين لم يحركوا ساكنا في تلك اللحظات الحاسمة، وبينما رد الاميركيون على العراقي الشجاع انتقاما لقتلاهم وجرحاهم ،لم يشترك في ملحمة الشرف العراقي البقية من الجنود الحكوميين، في حين كانت الفرصة مواتية للقضاء على جميع الوحوش المجرمين الاميركيين ، رغم ذلك انتصر الشاب العراقي وانهزم المحتل ، وبقدر ما ارعب المشهد الجنود الموجودين في المكان، فإن تفاصيل القصة طارت بسرعة البرق الى القيادة الاميركية في الانبار ، وتأملوا المشهد بكثير من الرعب والخوف ، فقد اعتقدوا ان اوضاعهم اصبحت امنة في هذه المدن والاحياء ، وانهم بدأوا رحلة الانتقام الواسعة من الفلوجة والرمادي وحديثه والرطبة وراوه والخالديه والكرمه وغيرها، وانهم يتجاوزون على النساء ، ويوجهون الاهانات الى الرجال، وليس ثمة من يردعهم، وانتقل الخبر الى القيادة العسكرية الاميركية في بغداد، ليتوقف كبار العسكريين الاميركيين طويلا امام مشهد التصدي الشجاع، ولحظات تساقط اجساد الغزاة على ارض العراق ، التي تحولت الى مقبرة كبيرة لهم، وبدأوا مراجعة لتصوراتهم المتهتكة، عندما اعتقدوا ان ابناء الانبار كلهم في خانة واحدة، وان مشروع الانتقام من اهل مدنها يسير بخطوات واثقة، وما زاد في رعبهم ان المقاوم هذه المرة يرتدي الزي الحكومي ، وينتمي الى اجهزة الحكومة الصامتة على جرائم الاميركيين اليومية بحق العراقيين في جميع مدنه وقراه، وفي هذا المفصل المهم لا بد ان يعيد الغزاة حساباتهم، ويدركوا ان جنودهم سيبقون هدفا للعراقيين من زاخو الى الفاو، وان الاجهزة الامنية تضم نسبة كبيرة وهائلة من الوطنيين العراقيين الذين يمقتون المحتل ، ويتحينون الفرصة للانقضاض عليه والتهام اجسادهم النتنة، ويلتحق عمر عبدالله بركب قصي الجبوري وبسواه من الابطال الذين تصدوا لجنود الاحتلال، واردوهم قتلى، وارسلوا الالاف منهم مجانين ومعاقين الى ولاياتهم الاميركية.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م