( السنـّة ) هم  شيعة و ( شيعة )  بني صفيون غيرهم  زمن علي (ع)  فاليفهم ذلك  جيداً من بقلبه مرض

 

 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

 

"التحذير"  الذي أطلقه  "القرضاوي"  قبل  أسابيع  يبدو أنه قد ألهب مشاعر الكثير  من الكتـّاب ,  خاصة  من الذين  لا يرون من ألوان الاحتراب الطائفي سوى لوني  غلاف  طلاء طبقتيهما الخارجية , السنة أو الشيعة  , وهم  هؤلاء  الذين  نقصدهم بمقالتنا هذه , الذين  يتخذون  من شعار "إخماد الفتنة"  مبرّراً  لكيل الاتهامات  باتجاه  واحد ! وأعني  به  اتجاه  إشكالية تحذير القرضاوي ! ذلك  لأن الغالب الأعم  من أصحاب هذه الأقلام  كان ناقداً بعنف لهذا العالم  "السني"  بل ومنهم  اللاذع في مقاله !

 

لا خلاف من  أن  "الدين" بشكله السياسي المتداول , رغم إيماني بأن الدين  سياسة والسياسة  دين ومن يقول بعكس  ذلك فهو مراوغ مع نفسه"  لاشك بأنه  كان  دائماً  كأقصر الطرق الموصلة   لاحتلال  "الشرق الجديد" باسمه الحركي "الشرق العجوز" من قبل  بريطانيا وفرنسا والغرب أولاّ , ثم الولايات المتحدة الأميركية  ثانياً  , واستعمال الدين "وليس الدين الحق  بالطبع" في تعبيد  طرق الاحتلال  دون  عقبات  ليست  من بناة أفكار الغرب أو من حيلهم  وألاعيبهم , كلاّ , فهذا السلاح  استخدمه سلاطين المسلمين  وملوكهم وأمرائهم  طيلة  العصور  "الإسلامية"  المختلفة ولغاية  حتى ما بعد سقوط الخلافة العثمانية  ولا زال , وكذلك  استخدمه  من قبل حكام  الحضارات الأولى  شرقاً وغرباً  وامتطوه  لتحقيق أغراضهم  الخاصة ونزواتهم  , وعن طريق أولئك  "الروّاد"  الأوائل  تحوّل الدين وتم استحداثه واستثماره مع مرور الزمن  ومن ثم  تحويله إلى كهنوت بعد تلاعبهم  بمكونات تعاليم الدين الحق ! ,  وآثار  الدين الكهنوتي  صروحها  شاخصة  لغاية الآن وإلى ما شاء الله , بينما الدين الحق  لا يترك  آثاراً دنيوية ورائه "فلا قبر معلوم لنوح  ولا بيت  دالٌّ عليه , ولا قبر لابراهيم او لموسى أو لعيسى  ولا  ليوسف  ولا لبقية  الأنبياء والرسل ولم  يتركوا آثاراً  من مساجد لهم  أو معابد من التي كانوا من المفترض أنهم يترددون عليها  سواء في بيوتهم   أو في  أماكن العبادة التي تجمعهم  بالقلة من أصحابهم  , سوى من حفنة  لظنون شعبية  بهذا الضريح  أو ذاك , ما عدى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعض من صحابته  ولأسباب معروفة  , وإلاّ فالكعبة نفسها قد  حوّلها رأسماليّوا قريش إلى  معبد  كهنوتي أيضاً ! , لولا أن طهرها الإسلام  فيما  بعد ,  وإن ترك  آثاراً , ونعني به الدين الحق , فلا تعدو أن تكون كومة من طابوق  متهرّئ يجدّد بناءه بين  الحين والحين  بعض المحبين أو المريدين  , و "بيت علي ع"  في الكوفة  مثالاً  , إن صحّ وكان ع  يمتلك داراً أصلاً "لربّما هو فعلاّ كان بيت أخته" ,  فهو بلا أدنى شك   سيكون  خير شاهد  ومثالاً  جليّاً  للعابد الزاهد ...

 

فالدين الحق  ثابتة تعاليمه  زائلة  آثاره الدنيوية  ...

 

بينما  دين السلطان  باقية معابده وصروحه ولكنها  زائلة تعاليمه  متحرّكة  تحريفاته  تبعاً لأهواء السلطان وتبعاً لأهواء وعاض السلطان  وتبعاً لآراء عامّة الناس !

 

يبدو أن  الأخوة الذين  تناولوا  موضوع  تحذير القرضاوي  وذهبوا به مذاهب شتى  رغم أنها صبت  باتجاه  واحد , أي تقريع الشيخ , قد  فاتهم  , وكما  قد فات الشيخ  أيضاً ! ,   أن  "الشيعة"  في وقتنا الحالي نوعان , ولا أقصد  طوائف الشيعة ؛ فهي متعددة ,  فشيعة  عرب العراق  هم غيرهم   شيعة إيران , فالفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض , والشيعة العرب في العراق  نوعان  أيضاً ! , نوع يتخذ من اللطم والبكاء والنياح والعويل وكل ما يمت لإيذاء النفس بصلة  كوسيلة للتقرب بها إلى الله , بحسب ظنونهم , وهي أعداد  لا بأس بها  من عرب  العراق والبحرين , وكأمل  منهم   أن يدخلوا  "الجنّة"  بأسرع  ما يمكن , لذا , فإنهم  اختطّو طريقاً لهم  باتجاه السيستاني ! , السيستاني ذلك  "الشيعي" الإيراني  الذي لا يظهر ولا يتكلم ولا يئم الناس في الصلاة  ولا يخطب الجمعة  ولا يقود المعارك كما كان  يفعل آل البيت ع ! ....  ربما الطبيب منعه من ذلك!"  ..

 

وهنالك نوع  ثاني من  العرب الشيعة  هم عشائر جنوب العراق  اللذين لازالت روح البداوة والرجولة تسري في  عروقهم  وفي دمائهم رغماً عن أنف الطقوس الصفوية المبتدعة !  فلذلك  فإننا  نراهم يعتبرون ما يفعله  "أهل المدن" في  التعبير عن حبهم  لآل البيت  بالطقوس التعذيبية  التي ذكرناها , يعتبرونها  بمثابة  المثلبة  التي تنتقص من شخصية وسلوك  الرجل ومن الأمور الشائنة والمعيبة وانتقاص بذيئ من رجولة الرجال !  ..

 

 "شيعة"  إيران  , والذين  يشتركون مع  شيعة عرب العراق " شيعة عرب أهل المدن"  بالعقيدة  "الإثني عشرية"  هم امتداد  للمنهج الصفوي  الذي  ينوي  قتل الآخر "الناصبي"  ويعني "السني" أينما وجد  كفرض من فروض  دخول الجنة !  ومتى ما سنحت الفرصة  لذلك , وقد  سنحت ! ...

 

( بل  لم  نسمع على الإطلاق وفي أي زمان  أن هنالك شيعيّاً إيرانيّاً  قد   قلّد  عالم دين  شيعي  عربي !  ) ..

 

وللأخوة  "الحنقباز" القافزون  فوق حبال  الحقيقة ؛ نقول :

 

ثورة ايران الخمينية  ( إنبعجت ) و  ذوت  ريحها  وذابت  بفضل  قادة العراق  العظماء وحنكة قائده وشجاعة  وبسالة وبطولات  رجال العراق  زينة العرب والعجم من أهل الغيرة والحميّة والنخوة  "شيعة وسنة وبقية الطوائف"  بعد  حرب  ضروس  أوجعت  "زردوم"  خميني وفرّحته  وأذاقته السم الرعاف  لأول مرّة في حياته ! , فلم  يسمع العالم  لإيران  صوتاً  بعدها أو همساً  أبدا  طيلة   خمسة عشر عاماً  أو ليلتقط  العالم من داخل حدودها  حتى  أية حسحسة أو أيّة حركة ولو بدبيب  نمل!  سكتوا سكتة أهل الكهوف  وصمتوا صمت أهل القبور  إلاّ من  تآمرات دوليّة صهيوأنكلوسكسوفارسية  جرت في الخفاء (والآن في العلن !)  أو من خلال الشتائم المتبادلة ! (استغلت حصار العراق لاقتسام "المنطقة"  بإعادة "الشرق الجديد" جغرافياً , إلى  ما قبل عصر  الفتوحات الإسلاميّة الأولى  وإلى ما قبل ظهور الإسلام !  وفق خرائط جغرافية قديمة  "خارطة طريق!" 

 

ابتدأت  ملامحها بشكل جاد  لعشرات  من  عقود  خلت  , ثم لتبدأ مرحلة ما بعد إزاحة نظام البعث  من سدة الحكم في العراق , وهي المرحلة التنفيذية الأخطر , لتنطلق بعدها توجيهات  أميركصهيونية , وبالأمر  وبواجب التنفيذ !  وبتوصيات لا تقل أهميّة  عن أهمية الإقراض المالي الإجباري للدول التي تقع تحت سيطرة  ما يسمى بصندوق النقد الدولي!  كانت تلك الأوامر قد أطلقت قبل غزو بغداد بأكثر من عقدين من الزمن  لسفارات  كل  من "السودان تونس  الجزائر ليبيا المغرب مصر و... وأخيراً حماس!"  بتسهيل  عمل  السفارات  الإيرانية  في بلدانهم  من أجل نشر  "ثقافات إيران!"  وذلك من خلال  فتح  مختلف الدورات التدريبية  في بلدانهم  وبمختلف الاختصاصات "داخل السفارات الإيرانية أولاً كخطوة أولى قبل الانتشار!"  ومنحهم  فرص  توزيع الأموال  على فقراء  هذه الدول والمساعدة على "تزويجهم!" وفتح  دورات "تعلم  فنون الخط العربي!"  بالتدريب على الحروف العربية  لعبارات وجمل تمدح  "آل البيت!" على اعتبار أن تعلم بقية الفنون "حرامس!"  وهذا جميعه ما لمسته  وما شاهدته بنفسي  في بعض هذه البلدان  بل ورأيت بأم عيني  سيارة أو سيارتين  تحرسان السفارة الإيرانيّة في أكثر من بلد بينما  يقوم  "الوافدون"  المغرر بهم  من شعوب هذه الأقطار في هذا البلد  أو ذاك  بالخروج والدخول  للسفارة الإيرانية  تحت سمع  وأنظار مخابرات هذه الدول وبعلمهم ! .. أليس كذلك  يا أصحاب الأقلام   "المعجبة" بـ"تجربة" إيران والمندسة في مواقع الجهاد  تنفثون سمومكم  تحت  يافطة "وأد الفتنة الطائفيّة" وتحت  شعارات "عج الله  فرجه!"   ...

 

ثورة خميني ( انتعشت )  في البلدان العربية أخيراً ! ؛  وانتعاشها  جاء ,  ليس بسبب  ذكاء  بنو صفيون  ولا بسبب  حنكتهم العسكرية  ولا  بسبب من مروءة  يمتلكونها  ولا بسبب  تقدمهم الصناعي  والعسكري  ولا بسبب  عقيدتهم  "الفذة" ولا بسبب  حسن  أدائهم الاقتصادي  ولا بسبب  مهاراتهم القتالية  ولا بسبب  "شرفهم" العسكري  ولا بسبب  سمعة أخلاقهم  "الطيبة"  ولا بسبب  جيرتهم  "العفيفة "  ولا بسبب  "مظلوميّتهم"  ولا بسبب  حب الشعوب العربية والاسلامية   لهم  وولعها  بهم   ولا بسبب كرمهم الحاتمي  ولا بسبب  "كرههم للشيطان الأكبر" ولا بسبب  التضحيات الجسام التي  قدمتها  إيران بالمال وبالأنفس من أجل فلسطين!   ولا بسبب  ذكريات  الدولة العبيدية  الجميلة في مصر "الفاطميّة"!  ولا بسبب  علاقاتهم  "الغير ودّيّة مع "الصليبيين طيلة مئتي عام !  ولا بسبب  أمانتهم في قتل شيخ  الخزاعل  غدراً ! ولا بسبب  إصرارهم  الخلوق المؤدّب  على تسمية خليج الخنازير بـ"الخليج الفارسي!"  ولا  أمانتهم  المشهودة في  "الاحتفاظ"  بالجزر العربية الثلاث ! ولا بسبب زيارة نجادي "البطولية"  لبغداد  رغماً عن أنف الشيطان الأكبر  وخروجه  سالماً  منها  من دون أذى ألحقه  به  أعدائه  أعداء "محور الشر!"  ولا بسبب إعلانهم  الرائع "البحرين جزيرة سياحية إيرانية!" ولا  .. ولا  .. ولا  ذبحهم  "الإنساني"  لرئيس دولة عربية في  فجر يوم عيد  العرب والمسلمين الأكبر !  ... ولا ... ولا  ... ولا .... بل  قد جاء "إنتعاش"  هذه  "الثورة"  ثورة ملالي قم ثم  ونفورهم ونفور أفكارهم الظلاميّة المسنودة بأموال الخمس  إلى بلدان العرب من أقصاها إلى أقصاها  بسبب  , وجوقة  "أقلامكو" تعلم ذلك بشكل جيد جداً ولكنهم  يقفزون  على حقيقته , لقد جاء هذا الانتعاش الذي  سرى في  أوصال  شياطين  قم  إنما جاء بسبب احتلال  أميركا وإسرائيل  للعراق وبسبب  انصياع  عرب الكراسي  لأوامر البيت "الأبيض"  وبسبب  التعاون والتواطؤ الّلامحدود مع الشيطان الأكبر وباعتراف  قادة إيران "الإسلاميّة الشيعية"  أليس كذلك  يا أقلامكو ! ..

 

"جيب الفايل  .. ودّي الفايل .. جيب الليف  .. ودّي الليف .. جيب البرادعي .. ودي البرادعي ... أجه  سولانا .. راح  سورانا .. جاك الذيب .. جاك الواوي .. حط الواوا .. جيب الواوا !"  فلا قصف صاروخي  لمفاعل  نجّود  ولا هم يحزنون .. تهديدات  متبادلة  طيلة قرنين من الزمن !  ... بينما  العراق " NOOOOOO" !  فقد قصفوا مفاعله  بدون  برادعي  وأخواته ! .. فجأة  .. هكذا ! وعيني عينك فجأة  صحى العالم  على خبر  مدوّي يقول , وكان  الاعلام العالمي يخلوا وقتها من كلمة خبر عاجل "مفاعل  تموز  العراقي النووي تم  تدميره !"  بينما جميع  دول العالم , إلا القليل منها , لم  يسمع  من قبل بأن للعراق مفاعل نووي ! لأنه  لم  يسمع  بتوسلات أميركية أو أوروبيّة  ترجوا فيها العراق  أن يترك تخصيب اليورانيوم ! لذلك فلم  يكن يعرف  بعد  بمصطلح  إسمه "الملف النووي!"  ..  فهكذا .. وعيني  عينك  صدر الأمر الصفيوأنكلوسكسوإعرابي الفوري ! فلا ملف نووي  ولا محفزات  ولا غنج  ولا دلال إيراني !   فكل الحكاية  وبما فيها  لا  تتطلب  سوى اتباع  خطوات  أتاريّة بسيطة جداً جداً  ... طيران ـ فسح عرب الكراسي للمجال الجوي  ـ قصف فوري ـ ثم العودة  من حيث أتت تلك الطائرات ! .. بس .. فقط .. لا أكثر ... فلا أذن  سمعت  ولا عين  رأت ولا خطر على بال بشر !...

 

فتلك ....  ليست المرّة الأولى  التي يتم فيها  تدمير المفاعل العراقي , إذ سبق وأن دمّر  على عهد الرئيس الفرنسي الأسبق  "فاليري جيسكاديستا" والمفاعل لازال في طريق شحنه إلى العراق !  لولا المخابرات العراقية العظيمة التي  استطاعت  توصيل المفاعل البديل  عن الذي تفجّر في طولون  إلى العراق  بخطط  مخابراتية  غاية في الإبداع  وغاية في السريّة وغاية في الدقة  لم  تعرف لها مثيلاً جميع  خطط وألاعيب  جميع المخابرات الدولية  عظيمها وصغيرها ! ....

 

"السنـّة"  هم شيعة في حقيقتهم  ومنتهاهم ! .. كيف ! :

 

 فلو  تسنى استفتاء  للعرب  حول ترشيح   واحد  من اثنين  من  الصحابة  "علي  أو معاوية" في وقتنا الحاضر  على افتراض    أن يُبعثا من قبريهما  لخلافة المسلمين , فيا ترى  من سيشايع العرب  ويمشون خلفه ! .. بالتأكيد  أن  جميع العرب و "المسلمين"  سيشايعون  علي  ويفضلونه  على معاوية ! .. بالتأكيد , ومن دون تردد ,  فبعيداً عن  من يمتلك  الحنكة السياسية أكثر من الآخر , فإن العرب جميعهم  سيرشح  علي , بل  هي أمنية الأماني لجميع  شعوب العرب و "المسلمين"  قديمهم وحديثهم  أن يقودهم  قائد  بمواصفات علي  شجاع  وابن  عم رسول الله  وزوج ابنته وقائد فتوحات  خيبر ! .. إذن   فنحن جميعا مشايعون ,  يعني جميعنا  شيعة ! جميع شعوب العرب و "المسلمون" شيعة بكل  تأكيد ! أليس كذلك يا أصحاب أقلام الاتجاه الواحد ,  فما الداعي إذاً  لـ"التبشير الشيعي" يا أيها المعجبون ! إلاّ إذا كانت  هنالك  أغراض  دنيئة حقيرة وسافلة الغرض منها  خلق المزيد من الصراعات الطائفية  في  هذه الدول الخام الخالية من مشاكل الارتطامات المذهبية  ... !

 

 ولكننا  في نفس الوقت  لسنا شيعة الجهل والركض وراء  الأوهام واتّباع  أصحاب السراديب المظلمة والكهوف .. بل شيعة  يقتدون  بمن اقتدى برسول الله  وطبق  سنته  ولم  يخالف وصاياه ! شيعة  تليق  بمقام  قائد واعي وفذ وأمين وخلوق وتقي وورع  وذو عقل راجح وبصيرة  نافذة , نكون اتباع أنداد  لا "طليان" !  شيعة من طراز  مالك الأشتر , شيعة  أتباع  ترفع  رأس علي  عالياً  لا تخذله  ساعة الشدّة وانتهاء "القيمة!"  أتباع  تأخذ  بثارات الصحابي الجليل "جعفر الطيار" ع  الذي قتلته  أيادي أجداد بوش الأرعن  بعد أن قطعوا يديه  وساقيه ! ... هكذا  ؛  بل وأكثر !  يجب أن يكون عليه من خلق ومن علم  ومن معرفة  من تشيع  لعلي , يعني أن يكون مصدر  فخر  لعلي ع ورفعة رأس له ,  لا  تشيّع همجي  من  جهلة   ورعاع  مولولون  لطامون يُساقون كالنعاج , إذا رآهم  علي  في هذا الطريق  فسيولـّي الدبر من الطريق الآخر  ! ..

 

لست  بصدد الدفاع  عن القرضاوي , بل  على العكس , فالقرضاوي  أسمع  قادة العراق الشرعيين   ما لا يليق  بعالم   يدعي  مقارعة الصهيونية ! بينما  كان  يتفاخر هذا الشيخ  بـ"شهاب1  وأبو شهاب2 وغواصات رفس5 وشبشب3 " وبقية  القدرات التسليحية الإيرانية !  بل ونحن  نشك  أصلاً  بشيخ  لا يبعد   سكناه  عن أكبر قاعدة صهيونية في العالم  سوى  "فترين"  وخمسة أصابع وسبع  شعيرات من شعرات "البراذون!" ولكن الذي يحز بالنفس  هو  المباشرة  السمجة  في اختياره  مفردة  "شيعة"  دون أن  يتلمس هذا الشيخ "الخليجي"  ثقل هذه الكلمة ووقعها المؤثر  أو يتدبّرها جيداً أو أن يحسب مداها العميق فيما  لو ألقيت من ضمن  تحذيره  الذي  فاجأ  به العرب و "المسلمون"  لا أن يكون كمن  ألقى حجر كبير  في بئر عميق  لم  يتحسب  شدّة  صوت ارتطامه بسطح ماء ذلك البئر  ! ... كان على هذا الشيخ  أن يوضح  ويحدد  المقصود  بهم  أولئك المبشرون "الشيعة" وسط  مجتمعات  عربية  مهلهلة  فاقدة للحس العروبي مطيّة  يعتليها حكام  أنهكوها وأهانوها وأنسوها أنها مجتمعات  عربية ! مجتمعات فسحت المجال  لحكامها  الخونة  لأن يتجبروا عليهم  ويطغوا  عشرات السنين  "آل  يا فرعون مين فرعنك ؛ آل  محدّش أللّي  لئـّه !" مثل مصري شعبي لطيف ...

 

كان على الشيخ  أن يحدد  بالإسم  من المقصود  من الشيعة ! كان عليه  أن يقول "الصفويّون  يتمددون في بلادنا العربية" ولكنه خاف!  فلم  يستطع أن ينطق بها! , فالرجل  أطلق صرخة أكثر منها تحذير ! , من المؤكد  أنه كان يريد  أن يقول "الصفويون" ولكن البروتوكالات التي يتقيّد  بها منصبه الكهنوتي جعلته  يحتبس في داخله  ليطلق  مفردة عامة , هي صحيح ستشمل إيران , ولكنها  لا تخصّها  وحدها ! .... وهذا  لا يعفينا أن  نلمّح  إلى المصادفة الغريبة التي أطلق بها  شيخنا تحذيراته ! فهي ترافقت  مع بداية اشتعال فتنة طائفية  جديدة في العراق  وسبقت  قدوم المجرم الدولي  نغربونتي  إلى العراق  بأيام  قلائل ! .. بل  أكثر من ذلك ؛ أن تصريحه هذا جاء  بعد  عام  واحد  وفي نفس الميقات  من إطلاق  زميله  "الداعية"  سلمان العودة واعظ آل سعود ! والتي سبق أن طافت تذكياته  لنار الفتنة تلك بنفس مفهوم  القرضاوي على وسائل الإعلام ! ...

 

اللهم  صلي  على محمد  ( وعلى آله )  وصحبه  وسلم ... هذه تتردد  مع كل صلاة  يؤديها المسلمون  أينما  كانوا في مشارق الأرض ومغاربها  منذ البعثة النبوية  ولغاية هذه اللحظة  , فأين  "الخلل"  يا أيها   "المعجبون"!

 

أتحدى أي فلسطيني  في لبنان  يستطيع  اختراق  مزارع  شبعا  لينقض  على الصهاينة  في "إسرائيل" أو أن يعبر حدودها ! .. فذلك  زملكان  ولـّى وغبر "إلى غير  رجعة" راحت أيام  الفدائيين الفلسطينيين  الذين  يعبرون من لبنان العروبة  الحقة  فيقلبون  ليل  الصهاينة  نهاراً ويذيقونهم الويل والثبور ,  سوف لن نسمع  بعد الآن  تلك الألحان  الحماسية  ذات المذاق العذب  كما كنا صغاراً  نتغنى بهى وتلهج  بها أنفسنا  فتغلي لها  دمائنا  حين نسمع أناشيد  "جايلك  يعدوي جايلك..." و"رشاشي كلاشنكوفي" و "لديار العودة  راجع ..  باب مدينتنا فأنا ذاهبة لأصللي .."  فجميعها  قد  راحت  وولت وغبرت .. فالآن  "حسن نصر الله"  سيقوم  بكل  شيئ وسيتولى كل شيئ  وهو الذي سيحرر  فلسطين وسيحرر كل شيئ ... !

 

 استقر الأمر إذاً في لبنان في مواجهة الكيان الصهيوني عند  حسن  نصر الله .. حسن  نصر الله  "المفاوض" بالنيابة عن كل لبنان !  أما وكيف  يقـّبل السيد  يد خامنآي "عدو الشيطان الأكبر"   أما  ومن أين  يستمد  قواه  ومن الذي  يزوده  بالسلاح  ومن هي  "الجهة" التي تغض الطرف عن  توصيل السلاح  إليه "موظف بمطار بيروت ! ..  يستهبلوننا فنصدق!" أما كيف أتت الأقدار  ليكون السيّد  هو سيد  الجنوب اللبناني  وهو الوحيد الذي يقف بوجه أطماع "إسرائيل"  فذك  يجب  أن  لا يتحدث  أو يخوض بالحديث فيه  أحد , مثلما  يجب أ ن  لا يتحدّث أحد  بانتصارات العرب على إسرائيل في أكتوبر ولماذا أتت وكيف وما هي نتائجها المستقبليّة المرجوّة!!"  التي طوّقت  نتائجها فيما  بعد الكيان الصهيوني  بحدود  آمنة كما طوّقت "حرب"  2006  في لبنان  وإلى الأبد  حدود  الصهاينة من جنوب  لبنان وأغلقتها !! ..

 

إيه  .. ما علينا .. "مقاومات رسميّة  علنية" تتحاور فيما بينها !   تفاوض على العلن ,  ولها  "دولة مقاومة"  ولا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية  أن تفعل للمقاومة العلنية  في لبنان شيئاً ! فقط  عندما أرادت إخراج  جيش بشار الأسد من لبنان  استطاعت  كلمح  بالبصر ! ... 

 

والمقاومة "العلنيّة  في فلسطين  هي فقط "حماس" وهي فقط التي تتفاوض مع "العدو" الصهيوني ! ...

فاشبعوا "دين"  وسكينة وهدوء وقتل للانتفاضة  العظيمة  يا شعب فلسطين , فعلي أرضكم حماس ! ...

والمتحدث مع الأميركان في العراق  وبالنيابة عن شعب العراق وبالنيابة  عن  نفط العراق  وعن خيرات العراق  هم  سكنة المنطقة المحمية الخضراء !  فهم  يحبون بعضهم  بعض  ويوالون بعضهم  بعض ؛ حسن  نصر الله  يحب  طهارة المالكي وطهارة دولة المالكي  يحب  أبو فلاح  "حسن"  نصر الله  والإثنين  يحبون ويقبـّلون بعضهم وينزعون أربطة أعناقهم  لدى عتباته خامنآي وليّ "الفيئ" من المشرق إلى المغرب  ومرجع  كل  شيئ  ومفاوض  كل  شيئ  ومفتي كل شيئ ! ... وهؤلاء الثلاثي "المرح"  استلموا السلطة  بدون أي تدخل للمخابرات الأميركية  وجيوشها  ! ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م